محليات

بمشاركة 131باحثاً من 21 دولة :صنعاء  تكسر حصارالعدوان بتنظيم المؤتمر الدولي الأول للتكنولوجيا الذكية

بمشاركة 131باحثاً من 21 دولة :صنعاء تكسر حصارالعدوان بتنظيم المؤتمر الدولي الأول للتكنولوجيا الذكية

من بين غبار صواريخ العدوان التي استهدفت وعلى مدى سبع سنوات كل شيء في يمن الإيمان والحكمة، بنبري العقل اليمني العصي على كل صنوف العدوان وحصاره الخانق،

ليشق طريقه المليئ بالصعوبات بكل اقتدار.. هذا العقل اليمني المتفرد بصفات الذكاء والحكمة، يرى اليوم من خلال التقنية الذكية انه قادر على تحقيق الكثير والكثير، وكسر الاحتكار الذي فرضته الرأسمالية وأنظمتها المعادية لبقية الشعوب.
المؤتمر الدولي الأول للتكنولوجيا الذكية وأنظمة وخدمات إنترنت الأشياء، الذي نظمته جامعة العلوم والتكنولوجيا مؤخراً، مثل رسالة مهمة مفادها ان الإنسان اليمني متواجد في كل المجالات، ومثلما أبهر العالم بصموده في وجه اعتى عدوان، وطور قدراته العسكرية والدفاعية، يمكن له ان يجاري ركاب التقدم التكنولوجي بأرقى تقنياته الذكية الحديثة.

 >> في هذا السياق أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور على ضرورة التفكير الجمعي لإنجاز شبكة رقمية على المستويين الوطني والقومي لتبادل المعلومات والبيانات، وكسر الاحتكار الأوروبي لهذه التقنية التي يستخدمها كأداة للسيطرة والابتزاز والتجسس على شعوب العالم.. مطالباً الباحثين اليمنيين والعرب -على حد سواء- بالاجتهاد وشحذ الهمم لإحداث نقلة نوعية في المجالين التكنولوجي والتقني، لتأكيد حضور الأمة وحجز مكانة متقدّمة في هذا المسار وفروعه المختلفة.
ولفت الدكتور بن حبتور إلى أن إيجاد شبكة رقمية عربية ليس بالمعجزة، وإنما يحتاج إلى إرادة صادقة ودعم للباحثين العرب، وإمدادهم بالدعم المادي والمعنوي، لترجمة هذه الغاية، وهو ما أنجزته الصين عملياً.
واعتبر رئيس الوزراء تنظيم جامعة العلوم والتكنولوجيا هذا المؤتمر إضافة نوعية للجانب البحثي، وتطوير المناهج والبرامج الأكاديمية، ومن عوامل النجاح الرئيسية التي استطاعت الجامعة أن تحققها.

النشاط العلمي
من جانبه أعتبر وزير التعليم العالي والبحث العلمي، حسين حازب، أن انعقاد المؤتمر يعد جزءاً من الحراك والنشاط العلمي والبحثي الذي يجري في الجامعات اليمنية منذ مطلع يناير الماضي، وفي إطار خطة الوزارة التي أعلنت عام 2021م عاماً للبحث العلمي في المجالات الطبية والهندسية والتقنية والعلوم الإدارية والإنسانية .. مبيناً أن المؤتمرات تأتي في إطار تنفيذ الرؤية الوطنية في محورها للتعليم ودعم وتشجيع الابتكار والبحث العلمي.

تطوير وتحديث التعليم
الأستاذ الدكتور عادل المتوكل رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا اعتبر انعقاد المؤتمر باكورة لتدشين الفعاليات والأنشطة العلمية وورش العمل التطويرية التي تسعى إليها الجامعة للعام 2021م -2022م للمساهمة في الارتقاء بمستوى التعليم العالي والبحث العلمي، وخدمة المجتمع في اليمن.مؤكداً أن المؤتمر ينسجم مع الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة في محور التعليم، الهادفة إلى تطوير وتحديث التعليم لضمان تجويد مخرجاته المعوّل عليها النهوض بمستقبل الوطن، فضلاً عن كونه يمثل إضافة نوعية للجهود الرسمية لتطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في اليمن.. كما اننا ننتهز الفرصة خلال هذا المؤتمر العلمي البحثي وبوجود الاخ وزير التعليم العالي والبحث العلمي لتكريم الباحثين المتميزين بالبحث العلمي من اعضاء الهيئة التدريسية بالجامعة وهو تقليد سنوي تقيمه الجامعة لتشجيع البحث العلمي والنشر لدى اعضاء هيئة التدريس، وبفضل هذا التوجه والتشجيع الذي توليه الجامعة للبحث العلمي والنشر حقق اعضاء هيئة التدريس تقدما ملحوظا في النشر العلمي من خلال الاستشهادات،  كما حققت مجلات الجامعة وعددها اربع مجلات علمية محكمة تصدر اثنتان منها بالتعاون مع اتحاد الجامعات العربية تقدما كبيرا في معامل التأثير العربي للمجلات العلمية المحكمة.
ان تكريم الباحثين يأتي في اطار اهتمام جامعة العلوم والتكنولوجيا بالبحث العلمي باعتباره احد اهم وظائف الجامعات الاساسية الى جانب وظيفتي التعليم وخدمة المجتمع، فبدون بحث علمي تصبح الجامعة مجرد مدرسة تعليمية لعلوم ومعارف ينتجها الاخرون وليس مركزا للإبداع وإنماء المعرفة وإثراءها ونشرها والسعي لتوظيفها لحل المشكلات المختلفة التي يواجهها المجتمع.. وتعد البحوث الجامعية التي تنجزها الجامعات أحد أهم مؤشرات الجودة والتميز في سلم تصنيف الجامعات محليا وإقليميا ودوليا.
ولا يغيب عن فكر أحد الدور الهام الذي تلعبه الجامعات في تحريك التنمية لأن الجامعات هي أرفع المؤسسات التعليمية حيث يلعب البحث والتطوير الذي تنفذه الجامعات ومؤسسات التعليم العالي دورا أساسيا في منظومة البحث والتطوير في أي بلد من البلدان التي تنشد الرقي والتقدم.

محطة مهمة
بلال الفهيدي عميد كلية الحاسبات تكنولوجيا المعلومات بجامعة العلوم والتكنولوجيا، رئيس المؤتمر، أكد أن العقل اليمني تواجد بقوة من خلال 23 بحثاً علمياً متنوع المجالات., مضيفاً أن المؤتمر الدولي الأول للتكنولوجيا الذكية يمثل انطلاقة لتقنية جديدة اسمها " انترنت كل شيء" وهي تقنية يدخل فيها الإنسان والآلة والنظام، ويمكن تطبيقها في المجالات الزراعية والهندسية والخدمية والصحية والتعليمية.
وأشار إلى أن المؤتمر من المؤتمرات النوعية الناجحة قياساً بعدد الأبحاث المقدمة فيه وعدد العلماء المتحدثين في المؤتمر، حيث تم رفع نحو 131 فيبراً من 21 دولة في العالم .. في حين تم قبول ما نسبته 43% من الأبحاث المقدمة بواقع 55 بحثاً من 131 بحثاً، وهذا دليل على أن المؤتمر دولي علمي صلب جداً خضعت أبحاثه لعمليات تحكيم دقيقة وصلت إلى 356 تحكيماً من عدد 156 محكماً من داخل اليمن وخارجه من حملة الدكتوراه والدرجات العلمية العليا.. وأضاف: ان إمكانية تطبيق تقنية انترنت كل شيء في بلادنا، متوقف على تحديث البنية التحتية التقنية لمواكبة العصر، وأن كان العدوان والحصار عائق في المرحلة الراهنة لإحداث هذه النهضة، إلا أننا نملك العقول التي ستنهض باليمن مستقبلاً.

النسخة الثانية
يقول الدكتور إسماعيل الشرعبي عميد الدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة العلوم والتكنولوجيا: لا شك أن البحث العلمي هو أحد المتطلبات الضرورية للجامعات الحكومية والخاصة، ولابد من اكتمال الثلاثة الجوانب الهامة وهي الجانب العلمي والجانب البحثي وجانب خدمة المجتمع.. وأضاف: إن إطلاق جامعة العلوم والتكنولوجيا لجائزة البحث العلمي لهذا العام تعد النسخة الثانية للجائزة تغطي عدة مجالات منها، المجالات الطبية، العلوم الإدارية والإنسانية، والهندسة والحاسوب، حيث تم تكريم المبرزين في هذه المجالات بشهائد وجوائز مادية وعينية، بالإضافة إلى تكريم عدد من الباحثين الذين نشروا أبحاثهم في مجلات علمية دولية.. مشيراً إلى أنه تم تأجيل جوائز البحث العلمي حتى تتزامن مع انعقاد المؤتمر الدولي الأول للتكنولوجيا الذكية، كون الأبحاث العلمية وأوراق العمل التي قدمت في المؤتمر تصب باتجاه التطوير الأكاديمي والعلمي الذي تحتاج إليه اليمن في مختلف المجالات.

ضبط وتقييم الأبحاث
أوضح الدكتور وليد شاهر رئيس قسم تقنية المعلومات احد المسؤولين عن مسارات المؤتمر الدولي الأول للتكنولوجيا الذكية، أن عملية ضبط وتقييم الأبحاث المقدمة للمؤتمر  تمت وفق لجان علمية متخصصة بالتعاون مع الشركة الماليزية المشرفة، وتم استخدام برنامج يسمى " ايزي تشير" لإدارة كامل تفاصيل العملية.. وأضاف: أنه تم تقسيم الأبحاث وفق مسارات معينة حسب التخصصات، والأخذ بتقييم اللجان المشكلة من علماء في مختلف دول العالم، بما في ذلك الملاحظات التي طرحت على الأبحاث التي تم قبولها وموافاة الباحث بها ليضمنها في بحثه. . لافتاً إلى أن ما يميز المؤتمر الدولي الأول للتكنولوجيا الذكية هو المشاركة الفاعلة للباحثين سواءً من داخل اليمن أو من دول العالم كالصين واليابان والهند وأمريكا وإنجلترا واستراليا وغيرها من الدول.
وأكد الدكتور شاهر أن انعقاد مؤتمر علمي متخصص في اليمن في ظل استمرار العدوان والحصار والأوضاع المعيشية الصعبة، دليل على إصرار الباحث اليمني وقدرته على الإنتاج الفكري في مجالات عدة، وهذا يجعل الجميع يقف بإجلال أمام العقل اليمني المبدع والمتميز.. لافتاً إلى أن التقنية الذكية أضحت في متناول الجميع خصوصاً النشء والشباب الذين يغوصون في أعماق هذه التقنية ولديهم القدرة على محاكاة التوجه العالمي والتأثير في التقنية الذكية واستخدامها في إنجاز الكثير من الأعمال والصناعات والاستخدامات المختلفة.

فرصة ثمينة
أحد طلاب كلية الهندسة وتقنية المعلومات بجامعة العلوم والتكنولوجيا، معتصم طارق المسني، يرى أن عقد مؤتمر خاص بالتكنولوجيا الذكية فرصة ثمينة للطلاب والطالبات والأساتذة والمختصين والمهتمين بالجانب التكنولوجي، للاستفادة من المعلومات الحديثة التي طرحت من قبل كبار العلماء والباحثين، خصوصاً في موضوع انترنت كل شيء، الذي أصبح يمثل توجهاً عالمياً يمكن استخدامه في شتى مجالات الحياة.. وطالب المسني بضرورة مواكبة الجامعات والأكاديميات العلمية في بلادنا، لكل جديد في الجانب التكنولوجي لتنمية قدرات الطلاب وإكسابهم المعلومات الحديثة التي تمكنهم من الانطلاق في الجانب العملي وخدمة بلدهم ومجتمعهم.

مشاركة واسعة
>> الاستاذ محمد قدحه - مدير العلاقات والتسويق بجامعة العلوم والتكنولوجيا قال:
الاهتمام العلمي احد الأركان الأساسية التي ترتكز عليها الجامعة ضمن رؤيتها للتميز العالمي، وتنظيم مثل هكذا مؤتمرات بمشاركة واسعة من مختلف أنحاء العالم ومن جامعات مرموقة عالمية بريطانية وماليزية وكندية وآخرين هؤلاء الباحثون يطلعون على كل شيء فيما يخص التكنولوجيا والتقنية الحديثة .. مشيراً إلى حرص الجامعة على تزويد طلبتها الباحثين الطموحين بالجديد من الأبحاث العلمية، وبكل جديد في مجال التكنولوجيا.
وأضاف: حاولنا أن ننوع لتعم الفائدة فكان التسجيل حصرياً على طلبة الحاسبات في البكالوريوس والماجستير وأيضاُ العاملين في الحاسبات في مؤسسات وشركات الاتصالات وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات فكانت المشاركة بنسب متفاوتة من الحاضرين ما نسبته 20% طلبة بكالوريوس و20 في مجال هندسة الاتصالات و 20% أعضاء هيئة تدريس ورؤساء أقسام في هذه المجالات..
 >> الدكتور نبيل محمد علي منصر – مدير فرع جامعة العلوم والتكنولوجيا فرع الحديدة قال: ليس غريباً على جامعة العلوم والتكنولوجيا تنظيم مثل هذه الفعاليات والمؤتمرات الدولية أكان ذلك في مجالات الحاسوب والتقنية والهندسة الطبية والصيدلة.
وأضاف: نحن نفتخر كأعضاء في هذا المؤتمر لأن نكون أحد الأعضاء المحكمين والذين قدموا أكثر من 100 بحث وورقة علمية في مجالات الانترنت وانترنت كل شيء والمجالات المختلفة الأخرى الخاصة بالتكنولوجيا المتقدمة.
>> الدكتورة وداد السروري قالت: هدف المؤتمر تشجيع البحث العلمي والحراك البحثي في اليمن بشكل عام واستقبال أبحاث علمية ومتحدثين خارجيين في مواضيع علمية وبحثية مختلفة والباحثين في مجال التكنولوجيا، كما استقبل المؤتمر جميع الأبحاث وحرص على تقييمها وفق الإجراءات العلمية والمعايير المنهجية العالمية..  وأضافت: أن المؤتمر هدف إلى  تشجيع الباحثين وزيادة خبرة طلاب الدراسات العليا في الكليات الذين استفادوا كثيراً مما قدم في المؤتمر.
 >> المشارك محمد السياني – يقول: مشاركتنا في هذا المؤتمر كانت مثمرة واستفدنا الكثير من المستجدات والتحديثات الموجودة للتقدم العلمي العالمي في مجال الانترنت وتقنية المعلومات وأتمنى بأن تكون مثل هذه المؤتمرات بشكل متواصل ودوري كل فترة بالذات لأننا في أمس الحاجة إليها في جامعتنا الرائدة والمتميزة جامعة العلوم والتكنولوجيا وفي الجامعات اليمنية الأخرى للاستفادة والخروج بنتائج ورؤى علمية بحتة للتطوير ومواكبة التكنولوجيا العالمية ولتنمية روح التجدد والإبداع لدى طلبة الدراسات العليا في هذه المجالات.
>> المهندسة سعدية المنصور- إحدى المشاركات، قالت :المؤتمر من أرقى المؤتمرات التي أقيمت في اليمن من خلال الأبحاث التي قدمت وحجم المشاركات الخارجية.. مشيرة إلى أن نجاح المؤتمر ينم عن اهتمام كبير في الجانب التكنولوجيا والبحث العلمي،ونتمنى من جامعة العلوم  رعاية المزيد من المؤتمرات التي تهتم بالأبحاث العلمية المحكمة للاستفادة منها كباحثين من داخل الجامعة وخارجها.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا