أخبار وتقارير

وقفة.. في وداع الشيخ ناصر العبادي

وقفة.. في وداع الشيخ ناصر العبادي

محمد علي الذيفاني
لم أكن أتوقع بأن أكتب عن حياة الشيخ ناصر العبادي- رحمة الله تغشاه- الذي نزل علينا خبر وفاته كالصاعقة والطامة الكبرى فهذه الكتابة هي تعبير عن الإحساس بالألم والحزن،

وإن كانت بضمير الكلمة ومشاعر أبناء اللواء الأخضر وإحساس وتعازي القيادة الحكيمة رغم الهموم الكبيرة وهذا دليل إضافي على عظمة القيادة والاتصال الروحي والوجداني  وعلى كل حال فالحديث عن الشيخ ناصر لا يخلو من التأملات العميقة لاسيما العلاقة المنسجمة بين قيم الدين وأسباب الحياة التي جعلها عامرة بالعطاء والإحسان, علاقة أكيدة وواضحة تغري الإنسان بالبحث عنها والكتابة فيها, علاقة تمثل الحضور الكلي للروح الإنسانية لاسيما في زاويته المشهورة وما يتعلق بها من الفلكلور الصوفي الجميل والأذكار والاناشيد الدينية والروحية، صحيح لسنا بصدد قراءة وتحليل تلك النصوص والرموز والمصطلحات الصوفية على أمل التشبع بالرؤية القرآنية والتي ستساهم في سرعة نمو الوعي المجتمعي والحفاظ على الهوية الإيمانية كشرط باستمرار العلاقة الروحية.
لقد عرفت الشيخ ناصر عن قرب وكتبت عنه فحال الموت بيننا وبين ما تمنيناه من تلك الوقفة من قراءة السيرة الذاتية بحياته كما عرف الفقيد- رحمه الله- بابتسامته المشهورة التي تجعل الانسان متشوقا ومتعلقا به حتى مثلت زاويته ملتقى عاما للجميع جمعت بين الرغبة للاستماع وعشق الأتباع..
لقد توثقت العلاقة به أكثر عندما عرفناه شخصية دينية مسكونة بالمهموم والآلام والتداعيات الكارثية للحرب العدوانية حيث لم يدخر وسعا من المساهمة المادية كعنصر حيوي في جبهات العزة والكرامة لقد جمع بين العزم والإيمان والأصالة اليمانية حيث للمواقف العظيمة وزنها ورجالها العظماء..
لقد أشتهر بالكثير من المواقف والكلمات الممزوجة بالحب والولاء كقوله عن السيد القائد يحفظه الله (هو هدية الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله للشعب اليمني) فمن يعرف هذه الجملة من الشيخ ناصر العبادي- رحمه الله- يدرك عمق العلاقة الروحية بينه وبين السيد القائد- يحفظه الله-  وهنا سنتوقف مع شهادة الشيخ ياسين العبادي التي يقول فيها (بأن والده المرحوم الشيخ ناصر العبادي- رحمه الله- كان يلزم نفسه وفي خلواته بالدعاء للسيد القائد يحفظه الله).. وهذه شهادة للتاريخ وللمحبين باعتباره شخصية دينية واجتماعية ذات حضور بارز ومؤثر, شخيصة حكيمة لها الكثير من المواقف الإنسانية ولولا العلم بأن الحديث عن تلك المواقف سيفسد على الشيخ ناصر راحته الأبدية لتكلمنا عنها, والسؤال الأهم هل سنستلهم من الشيخ  العارف بالله ناصر العبادي الرؤية القرآنية والحكمة والتسليم للقيادة الربانية القادرة على صنع التحولات الكبيرة للأمة؟
أخيراً سيبقى الحديث عن حياة المرحوم العارف بالله الشيخ ناصر العبادي ممزوجا بالأسى والحزن  يصعب على شخص مثلي اختزاله لما فيها من الأسرار وحديث الكرامات لقد  عاش متنقلا، وعانى الكثير من الصدمات وخيبات الأمل لاسيما في مجال القضاء ومعضلات التعطيل وتنفيذ الأحكام التي قضى حياته فيها.. لقد عرفنا هذا من خلال ما يتساقط من وجع الكلمات، لكنه كان يتلقى تلك الصدمات بروح العارف بالله وبقلب ذكي مملوء بالحكمة والبصيرة العالية، ومن هنا تأتي أهمية إعادة النظر لتلك القضايا العالقة والسعي لحلها.
  وداعا شيخنا ناصر فهذه هي دار الفناء، وقد تزودت بالزاد الذي يسعد من تزود به يوم التناد، فقلوبنا تودعكم اليوم بفيض من الأسى والألم والحزن السرمدي في فترة تتشافى فيه الجروح العميقة، وتتحقق أحلامكم الكبيرة بالقيادة الحكيمة التي وصفتها بهدية الرسول الأعظم للشعب اليمني والتي أدارت رؤوس البغي العالمي بصفعات مدوية جعلته في حالة من الذهول والصدمة.
وداعا شيخنا ناصر فقد وجدناك خلال سنوات العدوان مدرسة عظيمة للأخلاق والإحسان  والحب والعرفان والحكمة العميقة.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا