أخبار وتقارير

قيم الوفاء للشهداء

قيم الوفاء للشهداء

شرف محمد الهادي
الشهادة في سبيل الله والوطن وسام لا يمنحه الله إلا لمن يستحقه ومن اختاره الله لنيله ممن عشقوا الشهادة في سبيل الله والوطن وحنت إليها نفوسهم ومشاعرهم واستشعروا حنين تربة وطنهم

إلى دمائهم فبادروا لنيلها واستماتوا من أجلها غير مبالين بما سواها قال تعالى: (لِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) وهذا هو أجل وأسمى معاني العظمة لدى الإنسان المؤمن الذي يجود بدمه وروحه طواعية لله والوطن والذي استحق عن جدارة أن يكتب له الخلود والحياة الأبدية.
هكذا قدر الله أن يكون الخلود في الدنيا والآخرة ليس لأحد إلا للشهداء الذين واجهوا الموت بشجاعة ومحبة فكانت الشهادة وسامهم الذي بحثوا عنه لتكتب لهم به الحياة الأبدية وتخلد ذكراهم ومآثرهم وبطولاتهم تاريخاً حياً زكياً تحيا به الأمم والشعوب وتفاخر به وتستمد منه عوامل قوتها ومنعتها وتتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل أما في الآخرة فكما قال تعالى : (ولا تحسبنَّ الذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتاً بل أحياءٌ عند ربِّهم يرزقون , فرحين بما آتاهُمُ اللّه من فضله ويستبشرون بالذين لـم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خـوفٌ عليهم ولا هم يحزنون , يستبشرون بنعمةٍ من اللّه وفضلٍ وأنَّ اللّه لا يُضيعُ أجـر المؤمنين) ".
من هنا تأتي عظمة الشهادة في سبيل الله والوطن ومنزلتها العظيمة عند الله سبحانه وتعالى وما تمثله من قيمة روحية ومعنوية للشهيد الذي بذل نفسه وروحه لله ولوطنه ونال هذا الشرف والمكانة العالية والرفيعة وكيف تتحقق للأمة الحرية والكرامة دون أن تكون هناك تضحية وشهداء من خيرة رجالها وأبنائها التواقين لها الرافضين العبودية للطاغوت والإذلال والقهر والامتهان وكيف تتجسد الوطنية بدون دماء تروي تراب الوطن الغالي وهذا ما أكد عليه السيد القائد في أن الشهادة ثقافة تحرر الأمة من قيود الخوف من أغلال المذلة وتجعل من الأمة التي تتثقف هذه الثقافة التي تمتلك هذا الاستعداد العالي للتضحية أمةً شجاعة لا ترهب الأعداء ولا تخاف منهم مهما كانت إمكاناتهم ومهما كان جبروتهم وطغيانهم.
ولهذا فإن من أعظم قيم الوفاء للشهداء أن نتذكرهم بكل فخر واعتزاز عرفاناً ووفاءً لهم ولما قدموه وهذا ما تحرص القيادة عليه والتي تجل وتهتم بالشهداء وأسرهم وتقدم لهم الرعاية الكاملة وأن تكون تلك القيم ثقافة اجتماعية لدى الجميع كما حددت أن تكون هناك مناسبة وطنية سنوية لإحياء ذكرى الشهداء واستذكار مآثرهم وعظيم ما صنعوه وما سطروه من بطولات وانتصارات وهي مناسبة يحق لنا أن نقف إجلالاً وتعظيماً لشهدائنا الأبرار وأن نستمد من هذه المناسبة والذكرى السنوية عوامل النصر والتمكين.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا