شهر الطاعات

إنّ ِشهر رمضان شهر الرحيم الرحمن فيه نفحات ورحمات وفوائد فى الدنيا والآخرة، فتفتح الجنَّة أبوابها للصَّائمين، والذَّاكرين،

والطَّائعين لربِّهم سبحانه وتعالى، وتُغلق في شهر رمضان أبواب النَّار، وتُصفَّد الشَّياطين، لِقول النبيِّ عليه أفضل الصلاة وازكى السلام: (إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ)، فيبتعد الإنسان المؤمن فيه عن المعاصي والآثام ويُعرِضُ عنها لِضعف الشيطان الرجيم ومكائده وحيله في شهر رمضان المبارك، وتُغفر فيه الذُّنوب، وتُكفَّر فيه الخطايا، لِقول النبئ صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: (الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ) شهرُ العِتق من النَّار، وذلك في كُلِّ ليلةٍ من لياليه، لقول نبيّ الرحمة صلّى الله وسلم عليه واله: (ويُنادي منادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِرْ وله عُتقاءُ من النَّارِ وذلك في كلَّ ليلةٍ)، [ويرفع الله عز وجل المُسلم المؤمن بصيامه الدَّرجات العاليَّة، وتتضاعف فيه الأُجور والحسنات وينال المرء المُسلم مغفرة الله سبحانه وتعالى ويهتدي بهدي القُرآن الكريم؛ لأنَّ شهر رمضان شهرُ القُرآن الذي انزل فيه الهُدى والبينات كما أنَّ فيه ليلة القدر التي يضاعف فيها الأجر والثواب ألف شهر.يُجابُ فيه الدُّعاء، فقد بيّن النبيّ الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين أنّ للصائم دعوةً لا تُردّ، كما أنَّه شهر العبادة، والقُرب من الله سبحانه وتعالى والبُعد عن الشَّهوات والملذات والمُغريات الماديَّة، والارتقاء بالنَّفس والرُّوح والفِكر، فهو شهرُ الإحسان والعبادة، والمغفرة والرَّحمة، والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى ويُربي المُسلم نفسه على الصَّبر والتحمل والشُّكر للرحمن الرحيم على نعمه وكرمه في شهر رمضان الذي تُضاعفُ فيه الحسنات، ويُجاب فيه الدُّعاء، لِقولهِ سبحانه وتعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) يُطهّر نفس المسلم ويُزكّيها من خلال عمله للصالحات وتحلّيه بالأخلاق الحسنة؛ كالكرم والجود والحلم، والصبر، واجتناب الأخلاق السيئة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفيه يشعر المسلم المؤمن بنِعم الله سبحانه وتعالى ويؤدّي شكرها، ويتجنب الآثام والمنكرات والمعاصي ويفعل الخيرات والطاعات كقراءة القرآن، ومساعدة جيرانه وأقاربه وتفقد إخوانه المؤمنين واسر الشهداء والمرابطين في سبيل الله وإقامة النوافل وقيام الليل، قال النبيِّ صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ) يُعوّد الفرد المُسلم على الجود والإحسان، سببٌ لحبّ الله سبحانه وتعالى لأخيه المؤمن قال النبيِّ صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين: (إنَّ اللهَ تعالى جَوَادٌ يحبُّ الجُودَ، ويحبُّ مَعالِي الأَخلاقِ، ويكرَهُ سَفاسفَها) يحثّ الفرد على التَّغيير فالمؤمن قادرٌ على صيام أيامٍ أُخرى في غير رمضان، وقادرٌ على ترك المعاصي والآثام التي يتصوَّر أنَّه لا يستطيع تركها، فيتشجّع في شهر رمضان المبارك على العزم على التَّغيُّر للأفضل، لِقولهِ سبحانه تعالى: (إِنَّ اللَّـهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم) يُهذِّب النَّفس، ويُحبِّب إليها التَّقوى، ويُعوِّد المسلم على التَّسامح، وتحمُّل المكارِه، والاستمرار على الأعمال الصَّالحة دائما والإكثار من الصلاة والسلام على طب القلوب وعافية الأبدان وشفائها سيدنا رسول الله الرحمة المهداة محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين لما لها من الفضل الكثير عند الله سبحانه وتعالى والدعاء للمجاهدين المرابطين فى الثغور دفاعا عن حرمات الله ورسوله والمؤمنين والمؤمنات اللهم إنا نسألك بحرمة سيدنا محمد رسول الله الأعظم وآله الأطهار ان تتقبل منا اليسير وتسامحنا على التقصير وتعفو عنا يا عافي عن المذنبين والخاطئين برحمتك يا ارحم الراحمين فإن لك فى كل ليلة من ليالي شهر رمضان رقاب يعتقها كرمك وفضلك وجودك فاجعل رقابنا من تلك الرقاب يارب العالمين يا الله ولا تؤاخذنا بسيئات أعمالنا ولا بما فعله السفهاء منا يا ذا الجود والكرم وأصلح لنا شؤونا واشف وعافى مرضانا وفك أسرانا وارحم موتانا وتوفنا على ملة الإسلام غير ضالين ولا مضلين واحفظ جيشنا وللجاننا وقائد مسرتنا القرآنية وحف مقامه والصالحين فإنا اسلمنا نفوسنا إليك وفوضنا امورنا إليك وتوكلنا فى كل احوالنا عليك يا رب العالمين الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.