أخبار وتقارير

فتاوى رمضانية

فتاوى رمضانية

أجاب عليها مفتي الديار اليمنية فضيلة العلامة شمس الدين محمد شرف الدين

ما رأي الشرع الشريف فيمن يتخير الأطعمة في شهر رمضان، وخصوصاً مع وجود عدوان ظالم، افتقر فيه غالبية الناس ولا يجدون ما يأكلون.
الجواب وبالله التوفيق: قال الله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾[الأعراف32].
وقال تعالى: ﴿قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ﴾[الأنعام145]، وقال تعالى : ﴿كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾[البقرة57]، وقال تعالى : ﴿وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾[الأعراف31]، فالآيات واضحة في إباحة المطعومات إلا ما حرم الله، وللإنسان أن يأكل ما شاء مما لذ وطاب وأن يترك ما شاء.. غير أنه لا ينبغي أيضاً لا ينسى ما عليه الناس وما هم فيه من محنة وبلاء سيما هذه الأيام سواء كان في رمضان أو غير رمضان، وأنه لا بد من تعاهد الجيران وصلة الأرحام ، وقد ورد في الحديث الشريف عن رسول الله : «ما آمن من بات شبعاناً وجاره جائع وهو يعلم» ولأن تخيره للأطعمة وقدرته على الشراء في الوقت الذي يعلم أن جاره جائع يتنافى مع الإيمان، بينما الموفق هو الذي حكى الله عنه بقوله: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً﴾[الإنسان: 9]، وبقوله: ﴿لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ﴾ [البقرة177] ، وبقوله تعالى : ﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة: 274] ، وحكى عنه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلة وَسَلَّمَ بقوله : «من فطر صائماً فله مثل أجره» والمراد بـــ(فَطَّرَهُ) : عَشَّاهُ وأطعمه، ويقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلة وَسَلَّمَ: «مَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِنًا جَائِعًا أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ سَقَى مُؤْمِنًا عَلَى ظَمَأٍ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ، وحكى الله عن الذين لا يهتمون بشأن الفقراء والمساكين فقال : ﴿كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ  وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً﴾[الفجر20] ، وحكى عنهم أيضاً بقوله : ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ﴾ [المدثر: 45]، وقال تعالى : ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾[الماعون:3].
والواجب على المؤمن أن يكون كيِّساً فطناً مراعياً للأحوال والظروف والمناسبات ، لا يحرم نفسه ولا يسترسل في الملذات، حريصاً على فعل الخيرات.. والله تعالى أعلم.
حكم من يقصر في أعماله بحجة الصيام
يدخل شهر رمضان ويكون لدى بعضهم شهرَ خمول وكسل؛ المرأة تُقصِّر في عملها الأساسي في البيت بحجة التعبد والصيام «والشهر شهر عبادة»، والرجل يقصر في عمله ويؤخر معاملات الناس يقول: «رمضان!! وأنا صايم.. ونوم الصايم عبادة» فما القول الوسط في هذا الشأن؟ أفتونا كفاكم الله مؤنة الدارين؟.
الجواب وبالله التوفيق: ينبغي للمؤمن أن يكون أكثر نشاطاً في رمضان بطاعة الله سبحانه، وذلك لا يشكّل عائقاً ومانعاً من نشاط المرأة في بيتها، والقيام بواجبها نحو زوجها وأولادها، ولا مانعاً من قيام الموظف في مجال عمله بما يجب عليه القيام به ، لا سيّما إذا توقفت معاملاتُ الناس على مزاجه وراحة باله ، فهذا لا يجوز لما فيه من إلحاق الضرر بالآخرين، وهذا في حد ذاته ذنب قد يأتي على صيامه فيفسده .. وعلى الإنسان مراعاة الشهر الكريم، ومراعاة إخوانه من المسلمين، فلا يُلْحقِ  الضرر بهم ، ولا الأذية لاسيما وهو يتقاضى على عمله راتباً من الدولة..
ونوم الصائم عبادة لا شك في ذلك لأنه ما نام إلا بعد قيام الليل صلاةً وتلاوة واستغفاراً وذكراً لله تعالى ، وكل ذلك خير ، غير أن قضاء حوائج الناس - سيما المتوقف حصولها عليه كونه موظفاً في الدولة - واجبه ، ولا غنى بالنوافل إذا أضرت بالفرائض ، وكذلك حال الزوجة فيما يجب عليها نحو زوجها وأولادها ، وقد ذكر الطبري في الدر المنثور أن عبدالرزاق قد أخرج عن محمد بن واسع الأزدي قال : قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلة وَسَلَّمَ: «من أعان أخاه يوماً كان خيراً له من اعتكاف شهر» ، وهذا في أمر مندوب فكيف لو كان واجباً وتكليفاً مناطاً به يتقاضى عليه راتباً شهرياً .
وذكر صاحب سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل : أن رجلاً جاء إلى الحسين عليه السلام فاستعان به في حاجته فوجده معتكفاً فاعتذر إليه وقال : لولا الاعتكاف لخرجت معك فقضيت حاجتك ثم خرج من عنده ، فأتى الحسن عليه السلام فذكر حاجته فخرج معه لحاجته وكان معتكفاً وقال : لقضاء حاجة أخ لي في الله عز وجل أحب إلي من اعتكاف شهر .
فمن يظن أنه يحرز أجراً بالنوم وهو يحول دون قضاء حوائج الناس وتيسير معاملاتهم فهو مخطئ وليس ماجوراً بل مأزوراً مثبوراً .. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ..
أفضل وقت للسحور
ما هو أفضل وقت للسحور .. سمعنا من المأثور عن تعجيل الفطور وتأخير السحور، لكن نخشى في تأخيره أن يدخل وقت الفجر ونحن مازلنا نأكل السحور؟؟ أفتونا جزاكم الله خير.
الجواب وبالله التوفيق: قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: وقت السحور ما لم يدخل الشك في أول الفجر، وينبغي للمسلمين أن يحتاطوا في دينهم ولا يقاربوا شيئاً من الشك في أمرهم ، وألا يقاربوا الشبهات، وأن يتبعوا الأعلام النيرات، ومن تسحر في فسحة من أمره كان أفضل له في دينه ، فأما ما يقال به من تأخير السحور، فإنما معنى تأخيره إلى آخر الليل، ومن تسحر في الثلث الآخر فقد أخره، وينبغي له أن يتقي دنو الفجر بجهده ، والسحور فيه أفضل، وفي ذلك ما بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آلة وسلم أنه قال: «إن الله وملائكته يصلون على المستغفرين بالأسحار والمتسحرين فليتسحر أحدكم ولو بجرعة من ماء».
قال يحيى بن الحسين عليه السلام: ولو أن إنساناً تسحر يوما أو أياماً في رمضان وهو يرى أنه قد تسحر في وقت، ثم علم بعد ذلك أنه تسحر عند طلوع الفجر فانه يجب عليه أن يقضي تلك الأيام، ولا كفارة عليه، لأنه لم يعلم في وقت ما تسحر بطلوع الفجر.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا