أخبار وتقارير

ماهية الولاية

ماهية الولاية

  كيف أفهم معنى الولاية قبل كل شيء؟ كي أعرف ما ينبغي علي تجاهها كإنسان مسلم على ملة إبراهيم يعرف ربه ! لنفسه !!قبل كل شيء!!

الولي والوالي اسمان من أسماء الله الحسنى، الناصر والمتولي لأمور الخلائق المتصرف فيها .. نعم المولى ونعم النصير والولاية التدبير والقدرة على الفعل..
ومعنى الولي و الولاية في اللغة العربية في لسان العرب :
الولاية :  من  الحب، والطاعة ،والنصرة ،والإتباع والإمارة.
والولي : الحليف، والناصر والمحب، وولي الأمر،
وولي أمر المرأة من بيده عقدة النكاح وولي اليتيم وصيه القائم عليه، والمرأة الكبيرة يقال لها الوليا، والموالي الورثة والعصبة والقرابة من بني عم وخال وصهر ، والتابع والمتبوع، والتولي أيضا بمعنى  : الإعراض، وعدم القبول، والفرار، والولاية واجبة على المؤمن بالله.. لله ولرسوله وللمؤمنين الذين بين الله صفاتهم ونفسياتهم وسلوكياتهم وجهادهم في سبيل الله.. وبين المؤمنين مع بعضهم بعض..
وأورد لسان العرب عدد من الآيات القرآنية المبينة ،،
وعدد من الأحاديث النبوية الصحيحة المتعلقة بالولاية ووجوبها.. ضمن تعريف الولاية.
يمكن القول أن : ( الولاية : شيء نفسي لطيف أودعه الله بالفطرة في الإنسان؟ وهي غريزة نفسية في كل نفس "ذكر أو أنثى"، أي أنها موجودة في كل نفس
فكل إنسان يوالي شعر أو لم يشعر!! وقد يوالي الحق وأهله ويعتبرهم قدوة له ، وقد يوالي الباطل وأهله ويعتبرهم قدوة له!!  فالإنسان في امتحان مزمن.
والولاية غريزة فيها حب واتباع وانقياد وطاعة وتضحية وصبر ويقين وحق واستحقاق،، وولاية وموالاة الله : لازمة بشروط وضوابط!! ويتبعها سلوكيات أمر الله بها و متى ما التزم المؤمن بها كتب الله له السداد والرضا والفوز ..) ومثلها مثل غريزة الأبوة والأمومة..
وقد فصل الله تعالى لنا كيف نتعامل معها؟
 سبحانه ربنا ما أعدله وأحكمه وأعظمه..
وهذه اللطيفة أيضا ليست حكرا على البشر ؟ بل أودعها الله تعالى أيضا في كثير من مخلوقاته!! مثل الطيور والنحل والكثير من الحيوانات.. ولعدله وفضله وكرمه فقد بينها الله لنا وفصل أنواعها ؟ وضرب لنا عشرات الأمثلة بشأنها !! وبين لنا سبحانه كيف ينبغي على المؤمن التعامل معها ليفوز برضا الله دنيا وآخرة!!
وقد حرم ونهى وحذر الله تعالى المؤمنين من ولاية هوى النفس وولاية الظالمين والشيطان والطاغوت والمعتدين والمفسدين من اليهود والنصارى وأعداء الله وولاية كل ما يمثل باطل وإثم وعدوان ..الخ
في عشرات السور والآيات الكريمة في كتابه الكريم!! وبذلك تبقى الحجة علينا.. وما ينبغي علينا إذن هو :  تدبر وفهم مشتقات ول ، وال، ولى ، تولى ، ولي ، وليا ولاية موالاة التي ذكرت في القرآن الكريم أكثر من ( ٢٢٠ مرة ) !!؟؟
ذكرت بمعان متعددة.. وعند الاقتراب منها نجدها متقاربة المضمون والمفهوم؟؟فيما بينها وبين ما وردت في اللغة العربية.
أمر يستدعي الإلمام والإحاطة بها وتدبرها وتدبر معانيها ؟ فالله تعالى لا يكرر شيئا عبثا !! بل يكرره لأهميته وضرورة فهمه واتباع أوامره.
وعند محاولة التعرف على معاني الولاية ومفرداتها في اللغة العربية، لغة القرآن الكريم.
يمكن الرجوع لمراجع اللغة وعلى سبيل المثال بالعودة إلى لسان العرب، لإبن منضور، المجلد الخامس عشر، الصفحات من ٤٠٦ إلى ٤١٥ شرحت في ٩ صفحات !! وبمضامين مترابطة ومتقاربة!! ذكرنا بعضها فيما سبق لا تحكم على أمر قبل أن تفهم وتتدبر معناه؟ فتخسر نفسك عند خالقها..
ولفهم معنى الشيء!!  يستوجب علينا الرجوع إلى الحجة المبينة المفصلة في كتاب الله تعالى القرآن الكريم.. وبدون ذلك سنجهل أهمية وقيمة هذا الأمر العظيم.. وسنظلم أنفسنا من حيث نشعر أو من حيث لا نشعر!! والعياذ بالله..
ومن تسميات الولاية والاتباع والتولي لفكر ولسلوك ما في عصرنا هذا على سبيل المثال: الانتماء لفكر حزب" يميني أو يساري أو قومي أو اشتراكي أو علماني " أو اتباع مذهب أو طريقة إمام أو شيخ ويقال في وصف شخص ما : هذا متحزب، أو متشدد أو ملتزم بمذهب الشيخ الفلاني أو قدوته الإمام الفلاني" يتولاه أو يتولى طريقته أو سياسته".
وفلان يوالي أو يحب أو يناصر ، وقد يصل به الحد إلى أن يفتدي بنفسه وروحه ودمه وماله الملك الفلاني أو فلان الفلاني ويؤمن بأحقيته وسلطانه وعلمه ويدعي له ويتمنى له كل الخير ويحتفل بعيد ميلاده ويصدر له كتبا ومجلدات!!..
فلماذا ينكرون ولاية المؤمنين والمؤمنات لله وللنبي صلى الله عليه وآله وللإمام علي عليه السلام ؟! وهم يقرون بحق الولاية كحق مكفول من حقوق الإنسان لجميع البشر ؟؟ بل وصل بهم الحد إلى إقرار وتبني وإعلان موالاتهم لأعداء الله !!
هل الولاية والموالاة حق لهم ؟ وحرام على غيرهم ؟ ولماذا يغيضهم أمر إعلان القلة المؤمنة بالله ولايتها للإمام علي عليه السلام !!
 ولا يغيضهم أمر موالاة سكان نجد والحجاز ودويلات الخليج - في زماننا هذا - لملوك وأمراء دويلاتهم  لدرجة تسليمهم أن الأرض أرض الملك والأمر والنهي كله للملك ولو كان ظالما وفاسقا!! ولدرجة معاداتهم كل من عادى الملك ولو كان مؤمنا!!
بل وصل بهم الحد إلى إنشاء المقامات والمتاحف لسروال ونعل وعقال وليهم ومؤسس مملكتهم ومنهم أيضا من يعلن أنه يتمنى أن يقبل نعال شيخه وحاكم دويلته!! ومنهم من يسلم كل التسليم أن ملكه معفي من الحساب مهما ارتكب من الجرائم ولا يلزمه ردع ولا زجر ولا عقاب بمعنى أنه معصوم ويؤمن ويسلم بأحقية زعيمه وحاكمه فلان ويتبرك به ويترضى عليه وإن كان فاسقا!!
ما كل هذا التسليم المطلق الذي لم ينزل الله به من سلطان ولا يقره دين ولا قانون وضعي ولا يوجد له أية ضوابط !!
 هذه الأمثلة والسلوكيات التي تجسد مفهوم ولاية أو موالاة مثل هؤلاء لملوكهم وأمرائهم تنطبق أيضا على تولي رئيس أو زعيم، أو حزب أو نظام مع اختلاف في مدى نسبة ومقدار، التأثر والتأثير، في رابطة التولي والولاية لا غير !!.
بل أن هناك منهم من يتطرف ويعتبر كل خارج عن جماعته أو مخالف لمذهبه كافرا مباح الدم؟؟
فلماذا لا يؤمنون بأمر الولاية الحقيقية.. وما هو سر نشر وتعبئة نفوس الناس بالبغضاء؟ ضد كل من تولى الله ورسوله والإمام علي والأئمة الصالحين أعلام الهدى من بعدهم ومن هو الداعم والممول لكل هذا البغض !!  وما هو مبرره ؟!!
وما نسبة ومقدار البغض الذي استوطن نفوس البعض ممن يدعون أنهم مثقفون وأكاديميون وأنهم عرب ومسلمون حتى أوصلهم حد التبرؤ من دين الله وإنكار آياته البينات المحكمات ؟ وإعلان معاداتهم وبغضهم لكل من تولى الله وتولى النبي صلى الله عليه وآله وتولى الإمام علي عليه السلام، وتولى الأئمة الصالحين وأعلام الهدى من بعده إلى يوم الدين..
ثم ما هو رأي مثل هؤلاء فيمن تولى أعداء الله من اليهود والنصارى ومن غضب الله عليهم وجند نفسه كجندي لخدمتهم وتحقيق غايتهم ومحاربة الإسلام والمسلمين؟!! ما هو رأيهم بهم وما هو موقفهم الشرعي منهم؟!!
لا شك أن ذلك لا يعني بالنسبة لهم شيئا ولا اعتراض لهم عليه ولا يمثل مشكلة لديهم مادام الموضوع فيه خدمة لأوليائهم ولأعداء الله من اليهود والنصارى !!
ولا عجب في موقفهم هذا وقد سماهم الله في محكم كتابه؟ منافقين آمنوا ثم تولوا أعداء الله ؟؟ وسماهم عز من خالق حكيم :  حزب الشيطان وضرب لنا عشرات الأمثلة المفصلة المحكمة التي تضمنت : "نفسيات وأقوال وسلوكيات وصفات وردات أفعال التابع والمتبوع منهم في الدنيا ويوم القيامة"! يوم يعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا