ملف الأسبوع

‏الدبلوماسية الناعمة

‏الدبلوماسية الناعمة

عقيد. د. صريح صالح القاز/ 

عقب أحداث الـ11 من سبتمبر 2001 استشعرت أميركا أكثر من ذي قبل أن هناك نزعة انتقامية تتصاعد ضدها من داخل العالم الإسلامي على خلفية مواقفها العدائية للإسلام، لا سيما إسنادها العسكري والسياسي للكيان الصهيوني،

ولذلك قررت التصدي لكل الدول والحركات العربية والإسلامية التي تعترض نفوذها، أو تستهدف مصالحها في المنطقة العربية، فقامت باحتلال أفغانستان عام 2001 باعتبارها بؤرة الجماعات الإسلامية المتطرفة، لكنها إثر ذلك تفاجأت بخسائر باهظة في العدة والعتاد وتشوه معنوي لِحق بها على مستوى المنطقة والعالم. وارتأت أن استئصال الفكر المعادي بلآلة العسكرية فقط غير مجد وغير كاف، فعملت على التحول المرحلي من استراتيجية التدخل العسكري المباشر إلى إستراتيجية التدخل الناعم، والإنهاك من الداخل سواء من خلال تفعيل ما يعرف بالدبلوماسية الناعمة أو دبلوماسية الأفكار، واستبدال سلاح الطائرات والدبابات بسلاح المعلومات. أو عبر إثارة النعرات الطائفية في الداخل الإسلامي، إذ أطلقت إذاعة راديو سوا في 2002، للبث باللغة العربية، وطرحت في العام نفسه مبادرة "شراكة الشرق الأوسط" لدعم جهود حكومات دول المنطقة العربية لإصلاح أربعة مجالات، هي: السياسة، والاقتصاد، والتعليم، والنهوض بالمرأة. وعقب احتلال العراق في 2003، أطلقت قناة الحرة الفضائية خلال 2004؛ لبث المحتويات والبرامج الموجهة إلى جانب عدد من المواقع الإلكترونية الإخبارية باللغة العربية، وكل ذلك يهدف إلى تعزيز، وتأمين الوجود الثقافي الأميركي وغرس ما تُسمى القيم الغربية في أوساط الشعوب العربية والإسلامية وتحديدا لدى فئة النشىء بهدف طمس الثقافة العربية، والتقاليد المجتمعية، بدءًا من تمييع الولاء والانتماء لكل ما هو عربي وإسلامي، وانتهاءً بتبني نمط حياة غربي جديد. واستخدمت وما زالت في سبيل ذلك شتى وسائل الترغيب والترهيب السياسية والاقتصادية على الحكومات العربية، ودفعتها للتناغم مع المؤسسات السياسية وغيرها التابعة لها في المنطقة التي تقوم في الأساس بمهمتين استخباراتية، وتغريبية مثل: مكتب المعهد الوطني الديمقراطي الأميركي في منطقة الخليج العربي، ونجحت إلى حد ما في ذلك؛ حيث نفذت العديد من الدول العربية خطوات عملية في هذا الشأن، بتبنيها لعدد من الندوات والفعاليات وورش العمل السياسية والثقافية والاقتصادية الهادفة إلى برمجة المؤسسات المختلفة، وتعديل المناهج الدراسية، بما ينسجم مع القيم والثقافة الغربيتين.
فهل من استراتيجية عربية- إسلامية مضادة؟ ومتى؟.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا