ملف الأسبوع

فلسطين بين الخلاف والعملاء

فلسطين بين الخلاف والعملاء

عقيد. د. صريح صالح القاز / 

لا شك في أن الصراع الفلسطيني بين العشائر الفلسطينية مثل: آل الخالدي، آل النشاشيبي وآل الحسيني قد أضر بالقضية الفلسطينية من الداخل، ولعل صراع اليوم بين حماس وفصائل المقاومة من جهة وحركة فتح

من جهة أخرى؛ يعتبر امتداد لصراع الماضي مع الفارق في المسميات والأطراف. وليس الصراع الفلسطيني- الفلسطيني من يقف بمفرده وراء الانتكاسات التي لحقت بالقضية الفلسطينية؛ بل لعب العملاء الفلسطينيون لبريطانيا والصهيونية على شاكلة عصابات فصائل السلام التي تشكلت عام 1938، وروابط القرى المتشكلة في 1972 دورا كبيرا في حدوثها، فهؤلاء وأمثالهم هم من تسبب في أفشال ثورة فلسطين الكبرى ونضاله من ثلاثينيات القرن المنصرم حتى سبعينياته، وهم من أجهض كل كيان سياسي أو إداري يدافع أو يعبر عن أرض وشعب فلسطين كحزبي الدفاع 1934والاستقلال 1935، وجيش الجهاد المقدس، 1947 أو اللجنة العربية العليا 1936، وحكومة عموم فلسطين 1948 وغيرها.
وما نخشاه اليوم هو أن يظهر عملاء فلسطينيون(النسخة المحدثة)، يتماهون مع طروحات كبرائهم من العرب والأميركيين المتعلقة بقضية الصراع الفلسطيني- الصهيوني وهي الطروحات التي تسعى لرسم واقع سياسي لا يعبر عن التضحيات الجسيمة، والصمود الأسطوري والمكاسب السياسية التي حققتها، وما زالت حركة حماس وفصائل المقاومة وكل أحرار فلسطين في غزة والقطاع خلال معركة(طوفان الأقصى) القائمة.
وليس غريبا أن تستغل أميركا وحلفاءها وهم يتدارسون شكل الكيان السياسي الفلسطيني بغزة أو فلسطين ككل بعد اليوم التالي للحرب حالة الانقسام الفلسطيني، لاستمالة طرف فلسطيني وابتزاز آخر لما من شأنه الخروج بمكون سياسي شبه ميت(دمية) لا يقوى على انتزاع حقوق شعب فلسطين والذود عنها مستقبلا.
ويتبين مدى التخبط في الموقف الأميركي تجاه هذه القضية؛ من خلال تصريحات بعض المسؤولين الأميركيين التي تزعم تارة بأن شعب فلسطين هو صاحب الحق الأصيل في اختيار قادته، وتارة أخرى بأن الحكومة الفلسطينية المزمع تشكيلها في غزة أو غزة والقطاع سوف تكون خالية من حماس ومنزوعة السلاح.
وكيف لحكومة أن تتشكل ويستقر حالها دون حركة حماس صاحبة الدور الرئيس فيما يجري عسكريا وسياسيا، والفائزة في انتخابات عام 2006 التشريعية؟.
وهل تشكيل أميركا بيدها ويد حلفائها لأي حكومة تتصورها؛ يدل بأن هذه الحكومة هي تعبير عن إرادة شعب فلسطين واختياره؟
وهل الحكومة التي تمثل الشعب حسب التقاليد الديمقراطية تأتي عبر انتخابات نزيهة أو توافق داخلي أم تأتي حسب الإرادتين الإقليمية، والدولية؟.
شعب فلسطين يا هؤلاء لا يريد دولة دون: سيادة وكرامة، وجواز، وعملة، وجيش، وسلاح، ومطار، وطائرة، وبحر، وسماء. ولم يضح بفلذات أكباده من أجل دولة تظل في جيب " الليكود " و"ريموت" البيت الأبيض.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا