ملف الأسبوع

الشهيد احمد العزي.. عطاء لن ينضب..

الشهيد احمد العزي.. عطاء لن ينضب..

هكذا هو الشهيد احمد العزي سكنته أمته فمنحها روحه وعانق خلاصها وجاد بما يمتلك من اجلها..
الشهيد احمد العزي هو ذلك الشاب الناشئ المترعرع  في أحد أكبر بيوت الأصالة رضع عظيم السجايا وفضلى المزايا تنقل منذ صباه الباكر من مدرسة لأخرى ومن شيخ لآخر

ينهل من العلوم الدينية إلى جانب مدرسته النظامية والحق انه فرق أقرانه في لهثه الحثيث وفاق زملاءه آنذاك همة وتحصيلا وارتقى إلى مصاف الكبار، فكانت حياته الطفولية مفعمة بالعلم والعمل والتحصيل قال من عرفه عنه الكثير وتفرس   أشياخه فيه وأطلقوا عليه العزي العظيم الجد، وأثنى عليه مشايخه الذين تتلمذ على أياديهم ولقبوه بالفتى الهمام حظي بوقار وإكبار أهله وذويه وكل من عرفه وما إن بزغت شمس المسيرة التي لاغروب لها ومن يومها الأول حتى صلى فرضه وركعتاه ونادى من حوله وأعلنها مدويةً منها وفيها واشهد الله وملائكته ومن سمع ذلك ودعا إليها في ظروف يصعب على غيره بوح الانتماء
 هنالك كان شابا يافعا طموحا في مقتبل العمر وفي سن الزهور لم يثنه ثان ولم يترك في طريقه عارض ..وفي أول أيام الحرب الأولى وعلى حين غفلة شن طاغية اليمن وسلطته الظالمة الحرب المباغتة بعد أن سبقها بتضليل وترويج كاذب وفاضح انطلى على الكثير من السذج والبسطاء ليشن عن حربه الصهيوأمريكية  بالوكالة على فريد زمانه ووحيد أوانه علم الهدى وشمعة الدجى السيد القائد الملهم الحسين بن بدر الدين الحوثي سلام الله على روح حلت بجسده الطاهر، هنالك كان للشهيد العزي ثأرة لا يوازيها ثأرة ثائر كونها مشبعة بالإخلاص والعلم مفعمة بشجاعة ضرغام عاشق المنازلة في موطنها، بل كانت أسمى أمانيه وهيهات أين مكانها ورائد لوائها وقد بزغ نجمة وذاع صيته وعرفته العجم قبل العرب حينها امتشق الشهيد نعشه قبل سلاحه وسجل حضوره في يوم الحرب الأول بشجاعة منقطعة النظير واستبسال لا يضاهيه استبسال يشهد بذالك كل من رافقه وزامله شرف الاحتدام والمقارعة كل ذلك مصحوب بإيمان وإخلاص وبصيرة وعزيمة وهمة وهي من عظيم الفضائل وساعده على ذلك منحة الله ببنية جسدية حباه الله بها توازي قوة رجال مجتمعة والشواهد على ذلك كثيرة فقد اختصر حاجة العربات في مواطن عديدة لاسيما إن كانت برؤوس النايفات اليمانية.
الشهيد العزي المتواضع حد الحيرة لا يرتضي بغير الصدر إذا ماحمي الوطيس مكان ورأس الحربة في مغزى وزحف يقود الجحافل من رفاقه ورجاله بانتماء الإخاء والحب والحرص وذلك ماميزه عن كثير، كان الشهيد العزي آخر من يأخذ ويأكل وأول من يقدم ويغزو ويزحف يتوارى كليا عن الإعلام استجاب لنداء الله مع أول صرخة كلفه القائد العلم وأوكل إليه مهام متعددة واسند إليه العديد من الجبهات مترامية الأطراف  بامتداد مناطق الحروب الذي فرضها العدو وخصه تكليفا بالجبهات ذات الأهمية وذات الوعورة، فما كان من الشهيد في كل أفعاله وتكليفاته الا ثلجا لقلب القائد العظيم السيد عبدالملك كان الشهيد يخوض غمار المعارك العصيبة بأقل خسائر بشرية ومادية ولا ينهي معركته إلا وقد توج وحقق انتصارات تحتاج مراجعة وتفسير من اكاديميي الكليات والحروب العالمية، وظني أنهم عاجزون عن رؤية وتفسير الشهيد البطل والقائد الفذ والمحارب الخارق الجسور والمقاتل الشرس كان جبلاً فوق كل جبل شم وليثا مفزعا في كل واد وسهل لا يعرف الانكسار ولا التراجع ولا وجود للمستحيل أو الهزيمة في قاموسه البتة.
العدو حاول جاهداً ومراراً عديدة رصده في مواطن المنازلة والجبهات، وكانت محاولاتهم تبوء بالفشل حتى أعيى العدو رصده، وكلف العدو سرب من طائراته خصصت للتخلص من شخصه الكبير وفعله العظيم وعزيمته التي تعانق شهب السماء، وكاد العدو له كيده للمكانة التي كان يحضوها في صفوف المجاهدين معه وتعزيزه لأفراده بالروح العالية المعنوية التي كان يكسوها رفاق السلاح في صفوفه تولى جبهة نجران الأكثر كلفة على العدو وسطر ورجاله أروع الملاحم والانتصارات بعدة وعتاد ورجال تحير الناظر، وتهزم العدو نفسيا قبل هزيمته الميدانية ما كان من العدو بعد أن يأس وتلقى اكبر هزائمه في ذات الجبهة بقيادة احمد العزي إلا يحرك سرب طائراته الحديثة على مسقط رأس الشهيد العزي وعزلته وقريته عسيلة العز والتي لا تحوي سوى ثمانية من المنازل وشيء من المزارع والدواب ويقطنها آنذاك إلا النساء والأطفال وكل رجالها وشبابها جنودا بصف القيادي العزي نجحت طائرات العدو ظاهريا في مسح القرية البعيدة كل البعد من مناطق القتال والاشتباه ومسحت منازلها ومزارعها وكانت أثرا بعد عين على وعسى أن يحدث في نفس العزي شئ من المراجعة ولكن هيهات لضرغام على الدوام ناره في مجراه وعقيدته قاتلوني على ديني وقرآني كان أمين السر المجبول على الرجولة كان يمنى العلم ومتنفسه اذا حزقت بمكان أو جبهة ما، قال عنه القادة الكثير والكثير ولعل الشهيد الملصي والشهيد القوبري خير من تفوه بشئ من أمجاد وأفعال الشهيد العزي الصادقة، الحديث لا ينقطع ولا تحويه سطور وتحفظه الصدور عن احد اكبر رجالات المسيرة المخلصين والذين اثروا مسيرة العطاء بالصفاء والنقاء وتركوا أثراً لا تمحوه أزمنة وقرون متعاقبة...مناقب وسيرة الشهيد العطرة تعجز الألسنة ودفات كتب أن تحويها فلا يكاد يخلو جبل ولا سهل إلا وللشهيد أثر ووقع فيه خاض غمار المعارك بشراسة مصحوبة بتقى وإيمان وعزيمة لا تضاهيها عزيمة محارب لا يكل ولا يمل ولا ييأس.. لا يتوانى ولا يتراجع قيد أنملة قيده السجان الظالم وغيبه حقبة من الزمن بعد الحرب الأولى وخرج ورفاقه شم الأنوف صلب العقيدة ليواصل مشاور الجهاد تحت راية وطن وشعار ومسيرة قرآن وقائد مغوار كان القريب كل القرب من المقام السامي، وكان مخزن السر الذي لايذيع وكان الأمين وكان الحريص جاهد في الله حق جهاده على بصيرة من أمره ضحى بغاليه ونفيسة وارخص الروح، وما دونها في سبيل الله وودع دنيانا شهيدا سعيدا عزيزا تاركا كل أثر حسن وريح عبق وولد صالح بعدما كاد له العدو ودبر خطته المشؤومة بحادث اغتيال على أثره رقت الروح السامية إلى بارئها حيثما ران لها الطموح فلم يرتض بغير العز لباساً ولا بغير الجنان حياةً فسلام ربي عليه وآله وعلى كل شهداء اليمن الأعزاء الذين وهبوا اليمن أرضا وإنساناً بدمائهم الزكية وأفعالهم الرضية العزة والأنفة والشموخ والحمد لله على نعمة الاصطفاء والاختيار..

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا