ملف الأسبوع

الشهيد الصمّاد عنوان ملحمة الدفاع والصمود

الشهيد الصمّاد عنوان ملحمة الدفاع والصمود

نبض قلبه بحب الوطن، واستولت على مشاعره قضايا البلد وهموم الشعب، فحث الخطى وسابق الزمن في طريق الدفاع والبناء،

وفي سبيل خدمة دينه ووطنه وكأنه كان على موعد قريب مع التألق والعطاء والبذل الشهادة..
إنه الشهيد الرئيس صالح الصماد الذي اشتهر بأخلاقه الفاضلة وتوجهاته الوطنية وأفكاره النيرة، واستطاع في مدة زمنية بسيطة وفي ظروف استثنائية أن يكسب حب وثقة شعبه.
 لقد حز عليه ما يدور من فساد كبير استشرى في دهاليز ومفاصل الدولة، فكرس وقته وبذل جهوده تصحيح ما يمكن تصحيحه وتحقيق ما يطمح إليه أبناء الشعب من عدل وخدمات وبناء ونزاهة في مؤسسات الدولة وأجهزتها الخدمية.
ترأس قيادة المجلس السياسي الأعلى في أحلك الظروف وأخطرها على الإطلاق في ظل عدوان همجي على الوطن تقوده المملكة العربية السعودية ضم تحالف بضع عشرة دولة ودعم أمريكي وغربي واسع.
 فالمنصب الذي تولاه يمثل تحديًّا كبيرًا ولكن فطنته الحاضرة وثقافته الواسعة وإيمانه بعدالة القضية وحتمية النصر جعلته جديرا بهذا المنصب وعند مستوى التحدي.
أرعب العدوان بتحركاته الميدانية وتوجيهاته السياسية التي لملمت الشعث ووحدت الصف في المواجهة والدفاع عن الوطن فحاول العدوان استهدافه عشرات المرات.
ورغم ما يتعرض له البلد من عدوان غاشم وحصار جائر إلا أن الشهيد الرئيس صالح الصماد لم ينس ما يحمله على كاهله من هموم وطن وتطلعات شعب في البناء والتنمية، فأطلق عام الدفاع والبناء ليحقق لأبناء وطنه ما يؤملونه ويتطلعون إليه.
كان شهيدنا الصماد يعرف أيضًا كيف يرفع معنويات المقاتلين ويدفع بهم كالأعاصير إلى ميادين الشرف وساحات العزة وخنادق الدفاع عن الوطن في مختلف خطوط المواجهة مع قوى العدوان.
ولقد تقدم صفوف المقاتلين في أكثر من جبهة بحنكة وشجاعة وإقدام ألهبت الحماس في نفوسهم أكثر وأكثر، ورفعت من معنوياتهم أضعافا فاندفعوا وهم يرون رئيسهم يتقدمهم كالأعاصير، ينكلون بقوات ومعدات العدوان المتطورة رغم إمكانياتهم المتواضعة محققين الانتصارات العظيمة.
ويكفي مقولته المشهورة "مسح غبار نعال المجاهدين خير من الدنيا وما فيها" التي قالها عن نية صادقة ونفس تقدر عطاء المقاتلين المرابطين في الجبهات.
كان يتطلع إلى الشهادة ويذكر ذلك في كل خطاب، وفي كل موقف وفي كل مناسبة ليتحقق مبتغاه هذا بعد أن عرف كل أبناء الشعب من هو صالح الصماد فقد أكرمه الله بأمنيته التي طالما تاق إليها وهو يزور جبهة الساحل الغربي في الحديدة بعد أن استهدفه طيران العدوان هو ومرافقيه.
وحتى بعد استشهاده لازال اسم الصماد يرعب العدوان ومرتزقته من خلال طائرات الصماد .. ولقد شاء القدر أن يكون كاسمه عنوان لملحمة الدفاع والصمود.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا