ملف الأسبوع

في رحاب الخالدين: الشهيد/ عبدالغني الدرب

في رحاب الخالدين: الشهيد/ عبدالغني الدرب

الاسم/ عبدالغني محمد علي الدرب
الاسم الجهادي/ أبو إبراهيم
المحافظة/ المحويت ـ هجرة الأهجر
الرتبة/ رائد

النشأة:
مع مطلع العام 1991م كانت ولادته في قرية هجرة الأهجر حيث كانت نشأته في هذه القرية وفي عائلة عُرفت بالزهد والورع وعشقها ومحبتها لآ ل البيت وقد تربى الشهيد وتتلمذ على يد والده المجاهد محمد علي إسماعيل الدرب وتعلم على يديه كل العلوم وتمسك بعقيدة وفكر آل البيت عليهم السلام وكذلك نشأ في كنف والدته الفاضلة التي جسدت فيه مكارم الأخلاق منذ  الصغر واكتسب منها الصفات الحميدة وزرعت فيه مبادئ الدين الإسلامي بتربيته التربية الإيمانية المحمدية.
بدأ مشواره العلمي منذ نعومة أظافره وقد تميز باهتمامه وجده واجتهاده، وكان منذ صغره يتمتع بثقة عالية بنفسه وجرأة عالية فالقرآن الكريم وعلوم ال البيت كان الهدف الأبرز في تعلمه حيث التحق بالدورات الصيفية على يد أساتذة من (الجامع الكبير بصنعاء) بمركز الإمام زيد بن علي بقرية الهجرة أخذ دراسته الرسمية وكان متميزاً في كل المراحل التعليمية إلى أن تخرج من الثانوية العامة ثم التحق بجامعة صنعاء كلية الزراعة قسم الاقتصاد ليتخرج منها عام/2013م

أبرز سمات الشهيد:
أبو إبراهيم هو ذاك العطاء الخالد والحماس المتوقد المتدفق من كوثر الزهراء (عليها السلام)، فسيرته عطر للسابقين وقدوة للاحقين، لازم القرآن وتعمق في ثقافته وجالس العلماء وأقتبس من نورهم، تميز عبد الغني بمكارم الأخلاق والصفات النبيلة في رحله وترحاله ومسارعته في الإحسان إلى الآخرين بشكل كبير وفي مختلف مجالات الحياة، بلغ درجة عالية في الإحسان والاهتمام بأمور إخوانه ورفاقه وأبناء قريته حتى حظي بمحبة كل من عرفه ،كان يعز عليه أن يرى ضعيفاً أو فقيراً محتاجاً فيبادر لقضاء حاجته بقدر المستطاع وكان يدعو الميسورين لإغاثة المعسرين ويرسخ في أوساط المجتمع مبدأ التكافل الاجتماعي، كان يتأقلم مع المجتمع ويحب الجلوس إلى المجتمع من أبناء قريته وكان يؤثر فيهم بشكل كبير وفعال وقد ترك بصمات كثيرة لن ينساها رفاقه ومحبوه من بعده.

انطلاقته في المشروع القرآني:
عُرف أبو إبراهيم منذ ريعان شبابه مجاهداً مخلصاً محتسباً فقد التحق الشهيد بالمسيرة القرآنية من أول أيام شبابه وفتح قلبه لهدى الله الذي أعطاه الطاقة العملية لخدمة دينه بشكل كبير فقد شرب من نبعه الصافي وزهت أخلاقه العالية وأثمرت إلى مواقف عظيمة سجلها التاريخ في أنصع صفحاته، كان عبدالغني يحرص على التزود من علوم آل البيت من المذهب الزيدي فقد التحق بمركز بدر العلمي ودرس فيه الكثير من العلوم على يد الدكتور الشهيد المجاهد المرتضى المحطوري سلام الله عليه فقد نهل من علومه الدينية ونال الصفات الحسنة.
فبعد نهاية الحرب السادسة تحديداً عام 2009م تحرك مع والده وأخيه الأكبر مطهر إلى صعدة ضحيان بصحبة أحد المجاهدين الاستاذ حسين قصبة وكانت أول دورة ثقافية له في ظل المشروع القرآني عندها كان لقاءه وتعرفه على نجل الشهيد القائد سلام الله عليه عبدالله بن حسين الحوثي وعلوي بن يحيى بدرالدين الحوثي وكان لهذه الزيارة أثر كبير في وجدان الشهيد حيث مثلت له بداية الانطلاقة للخوض في المشروع القرآني.

الثورة المباركة
عند اندلاع أحداث تصحيح مسار الثورة الشبابية كان الشهيد من السباقين إلى ميادين الاعتصامات والمشاركة في المظاهرات والفعاليات التي كانت تقام عصر كل جمعة بهدف تصحيح مسارات الثورة في الساحات المحددة في الصباحة والمطار فقد كان للشهيد العديد من الأعمال الجهادية مثل تسهيل عملية نقل مجاهدي أبناء قريته إلى ساحات الاعتصام وتسهيل لهم عملية التواصل لهم بسيارته الخاصة وغيرها من الأعمال العظيمة حتى تحققت أهداف ومطالب الثورة .

الأدوار الجهادية لمواجهة العدوان:
ما أن شن العدوان السعودي الأمريكي على شعبنا اليمني الحبيب حتى كان من المسارعين لتسطي هذا العدوان وانخرط في العديد من الدورات الثقافية والقتالية كما تحرك الشهيد للعمل في مختلف المجالات سواء كان في الجانب الأمني أو العسكري أو الاجتماعي أو اللوجستي فبعد رحلة جهادية توجه الشهيد للعمل الجهادي بمحافظة تعز مع والده حيث قام بمهمته التي كُلف بها بإخلاص واستشعار للمسؤولية الجهادية والوطنية.
عين بعد ذلك لوجستي لمحور (بيت الفقيه)، الروحية الجهادية السامية التي كان يحملها أبو إبراهيم من حكمة وحنكة وقد كان أحد العاملين في بناء هذا المحور من الصفر حتى تكونت التشكيلة لهذا المحور حيث مثل هذا العمل قوة وصمود للجانب العسكري بالمنطقة العسكرية الخامسة وقد كان همه الأكبر هو توفير احتياجات الأفراد أما عن شجاعته فقد كان شجاعاً بما تعنيه الكلمة لا توهنه شدة المواقف مهما كانت التحديات والظروف متخذاً من الصبر والتقوى سلماً للصعود إلى درجة الربيون وقد انطبق عليه قول الله تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِـمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)..  وكان محباً للعمل في سبيل الله ومقدساً له معتبراً له صمام أمان لجهاده في سبيل الله.
وفي أحداث فتنة ديسمبر التي قام بها الخائن علي صالح كان من المسارعين في إخماد نار هذه الفتنة وانتقل مع بعض رفاقه المجاهدين من جبهة الساحل إلى تأمين الطريق إلى مدينة المحويت حتى أخمدت نار هذه الفتنة بفضل من الله وثبات المجاهدين..
وبعد أحداث الفتنة ومع وصول العدو أطراف مديرية الخوخة انطلق مسارعاً ليعزز إخوانه المجاهدين بتلك المنطقة فقدموا فيها أروع الملاحم البطولية ملحقين بالعدو هزيمة نكراء في الأرواح والعتاد وبعد أن كبدوا العدو خسائر فادحة بعدها عاد الشهيد مع رفاقه المجاهدين إلى مكانهم السابق..   ثم توجه للمشاركة في جبهة حيران، لم يكن غريباً على شخصية كشخصية الشهيد أبو إبراهيم أن تكون في صدارة التحرك الجاد في سبيل الله وعندما عين لوجستي لهذه الجبهة كان همه دائماً رضا الله عز وجل وتوفير احتياجات المجاهدين وخدمتهم والإحسان إليهم في كل حياته الجهادية.

العمل في الجانب الأمني
تم طلبه للعمل في الجانب الأمني في محافظة المحويت فكان سلام الله عليه من الرجال المؤمنين الصادقين السباقين في جانب الإحسان و المبادر الملبي للنداء والمرابطة في جبهات العزة والشرف التحق بكلية الشرطة الدفعة السادسة القسم التخصصي وفيها تأهل واكتسب الخبرات والمهارات الأكاديمية التي يستفاد منها في الجانب الأمني ثم استمر بعد تخرجه من الكلية في عمله السابق في المحافظة، بعدها عُين الرائد عبدالغني نائباً لمدير الشؤون القانونية بالمحافظة إيمان وإخلاص الشهيد وعلمه وحنكته وخبرته وشدة ارتباطه بالله مؤهلة لأن يكلف بهذا العمل فقد كان المسارع في أعماله وعُرف دائماً بالتحرك الجاد والمستمر بكل وعي وبصيرة وكانت لديه مهارات فطرية في التحليل والتحقيق والقيادة وميل إلى تقديم المساعدة للآخرين بكل نُبل ومروءة فكان خير مثال في الالتزام والانضباط وتجسيد مبادئ الدين والوطنية والنزاهة..

التحاقه بقافلة الخلود:
بعد حياة حافلة بالبذل والعطاء والتضحية في سبيل الله في ميادين العمل المقدس بعد أن قدم في الميدان النموذج الراقي في الإحسان والإنفاق والإخلاص وبعد أن ترك لنا وللجميع بصمات وصفحات مشرقة وخالدة سيسجلها التاريخ بأحرف من نور وقد ختم حياته الجهادية بما كان يتمناه ويحلم به طول حياته وهو رضا الله عز وجل واللقاء برفاق الخلود الشهداء العظماء بتاريخ 6/3/2021م وسيظل الشهيد حياً في قلوبنا و مدرسة تتعلم منه الأجيال كل معاني الحياة وتستنير به في كل جوانب الحياة وعياً وبصيرة فسلام من الله عليه ألف سلام.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا