الصفحة الإقتصادية

خطر استراتيجي على القطاع الزراعي

خطر استراتيجي على القطاع الزراعي

يدعو مزارعو الحبوب في عدد من المحافظات الحرة الجهات الرسمية الزراعية سرعة التحرك فورا لإنقاذ محاصيلهم الزراعية التي تتعرض لغزو من الحشرات والآفات الزراعية

كدودة الحشد الخريفي التي باتت تمثل لهم هاجس خوف من تكرار مآسيهم التي حدثت في المواسم الزراعية السابقة بعد أن قضت تلك الدودة على محاصيلهم الزراعية بلا حولٍ منهم ولا قوة لمواجهة تلك الآفة في ظل انعدام تام للخطط الرسمية لمكافحة هذه الدودة التي أهلكت ولازالت تقضي على محاصيل الحبوب المحلية المعول عليها في تأمين الغذاء لأكثر من 30 مليون يمني، وفي إحداث نهضة البلاد الاقتصادية، لمزيد من تسليط الضوء على المشكلة، أجرينا هذا التحقيق، فإلى الحصيلة:-

الحسين اليزيدي
بدايةً من "مختار العماد" أحد مزارعي الحبوب في قاع شمات بالطويلة محافظة المحويت، الجهات المختصة سرعة التدخل لأنقاذ محاصيله من الذرة الشامية التي غزتها دودة الحشد الخريفي، يقول: في الموسم السابق أنهت دودة الحشد الخريفي حصاد محصول كامل وعدنا من مزارعنا بخفي حنين لم نستطع حتى جمع نصف كمية البذور التي بذرناها، هذه الخسارة دون ذكر التكلفة الأخرى التي تكبدناها في الماء.. والحراثة واليدِ العاملة. يضيف بصوت متأسف "لم نلق أي اهتمام من الجهات المختصة، وأصواتنا لم تجد أذانا صاغية في مكاتب الزراعة على مستوى المديرية والمحافظة.

هلاك المحصول
وعن إهلاك دودة الحشد للمحاصيل الزراعية من الذرة الشامية هذا الموسم قبل حصادها يقول المزارع "العماد" بدأت دودة الحشد تأكل ساق المحصول وتقضي عليه من الجذور ونحن الآن نطالب الجهات المختصة عبركم صحيفة(اليمن الزراعية) سرعة امدادنا بالمبيدات قبل فوات الأوان وايجاد الحلول المستدامة للقضاء على هذه الدودة التي أهلكت محاصيلنا أمام أعيننا ونحن بغير حولٍ ولا قوة لمكافحتها.
تعتبر دودة الحشد الخريفية عبارة عن آفة حشرية عابرة للحدود تصيب أكثر من 80 نوعاً نباتياً وتسبب ضرراً بالغاً لمحاصيل الحبوب واهمها الذرة الشامية، ينتج الضرر بحسب خبراء زراعيين على الأوراق نتيجة التغذية غير المنتظمة لليرقات ويظهر على صورة مخلفات رطبة تشبه نشارة الخشب بالقرب من القمة النامية والأوراق العلوية، قد تؤدي الإصابة إلى تدمير منطقة النمو وخسارة المحصول، وهو الأمر الذي يتخوف منه المزارعون.

مكافحة الآفة
المزارع "ناصر حمود" من مديرية جبل الشرق في ذمار يقول: انطلقنا في ميدان الثورة الزراعية كمزارعين شجعنا على ذلك التوجه الزراعي الرسمي الذي تتبناه الحكومة فإذا بنا في أول آفة زراعية تغزو محاصيلنا لا نرى فرق الإرشاد الزراعي والمبيدات المُكافِحة لتلك الآفات وكأن مكاتب الزراعة لاتقوم إلا بدور المتفرج على محاصيلنا وهي تحت رحمة الآفات الزراعية.. للسير في مسار هذا التحقيق كان لابد من التواصل مع مدير عام الإدارة العامة لوقاية النبات التابعة لوزارة الزراعة والري الأستاذ أحمد الكول للتعرف على الخطط والاستراتيجيات المتخذة من قبل الإدارة في مكافحة هذه الآفة الخطرة على المحاصيل الزراعية بشكل عام ومحاصيل الحبوب بشكلٍ خاص، يوضح أحمد الكول إن إدارته سارعت بتوفير مبيدات لمكاتب الزراعة في محافظتي المحويت وإب عبر مكاتب الزراعة في المحافظتين.
يتحدث نائب مدير مكتب الزراعة في محافظة المحويت "عمر حزام" أنهم استلموا من إدارة وقاية النبات 400 لتر من المبيدات فقط رغم انهم طلبوا لتغطية المحافظة 1000 لتر، تم توزيع الـ400 على جزء من المحافظة، وأضاف أنهم ينتظرون من إدارة وقاية النبات كميات أخرى وقد رفعوا طلبا في ذلك لازالت الإدارة لم تنظر فيه حتى الآن.

قصور وتقاعس
تمتد رقعة انتشار دودة الحشد الخريفي مديريات لم تصلها المبيدات ولم تسارع الجهات الرسمية لايجاد الحلول لها فبحسب مزارعين من مديريات ملحان وحفاش في المحويت، ومديريات خيران وأسلم وعبس والكعيدنة وأفلح اليمن وقفل شمر في حجة لم تصل لهم أية كميات رغم ماتتعرض له محاصيل الحبوب حاليا من تآكل وهلاك بسبب دودة الحشد الخريفي.
يجيب مدير وقاية النبات "أحمد الكول" عن سؤالنا له عن دودة الحشد ولماذا لم يتم القضاء عليها في بداية وصولها للبلاد قبل انتشارها قال: أن هذه الحشرة تكتسب صفة المقاومة وهذا أُثبت في "أمريكا" الموطن الأصلي لها، كما أنه يجب استخدام المبيدات المخصصة مثل المبيدات الكارباماتية والفوسفورية التي فعاليتها من الضعيف إلى المقبول، وسبب آخر بحسب المدير الكول هو قدرة اليرقة على الاختباء بين أغماد وأوراق الأجزاء التكاثرية للعائل.
وعن سؤالنا له فيما إذا كانت هناك دراسات تم تنفيذها عن (الحشد الخريفي) بهدف التخلص منها يقول: نحاول جاهدين تربية الطفيلات التي تقضي على تلك الدودة وفي هذا المسار بدأنا بتجهيز معمل متكامل لتربية الطفيل المفترس لدودة الحشد إلا أن الإمكانات قليلة وغير متاحة على حد تعبير مدير وقاية النبات.
نشرة "الفاو" التوعوية ورد فيها نصائح للمزارعين تنص على تجنب الزراعة المتأخرة والمتداخلة وعلى المزارعين العمل على زيادة التنوع الحيوي، بالإضافة أنه يجب على المزارعين استخدام الطرق الصحيحة لفحص دودة الحشد الخريفية في الحقل فيما لايقل عن خمسة مواقع مختلفة وفي كل موقع يتم فحص عشر نباتات مختلفة والتركيز على منطقة القمع بحرص وعلى كامل النبات مع التركيز على الأوراق الحديثة، واذا ثبت إصابة المحصول بالدودة الحشرية فوجب اتخاذ احراءات مكافحة تقليدية مثل: رشّ الرماد أو الرمل على أو التربة الناعمة على الاقماع في النباتات المتضررة واستخدام المبيدات النباتية والحيوية، بعد هلاك الحشرات أو اليرقات الميتة يتم طحنها في سائل ثم تصفيتها ورشها على النبات وهذه تجارب ثبُت نجاعها.

حلول ورؤى
يرى "عبده الضريس باحث زراعي" وجوب تبني سياسة أكثر وضوحا نحو الآفات الزراعية، وموحدة بين كل المؤسسات والإدارات الزراعية والخروج بآلية عمل تستند على خطط علمية متكاملة في مكافحة دودة الحشد الخريفي، وتفعيل الإرشاد الزراعي في جميع المديريات والعزل والقرى الزراعية وبناء قدرات الإرشاد المعرفية لتكثيف الحملات الإرشادية وتفعيل المدارس الحقلية في المناطق الزراعية المطرية لتجنب حدوث كارثة زراعية في حالة خروج الحشرات عن السيطرة أو استيطانها الدائم الذي سيشكل عائقاً أمام التوجه الزراعي الهادف إلى تحقيق التنمية الزراعية المستدامة والوصول إلى الاكتفاء الذاتي.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا