الصفحة الإقتصادية

التعليم الزراعي .. تطور نوعي وإقبال متزايد للطلاب

التعليم الزراعي .. تطور نوعي وإقبال متزايد للطلاب

يكتسب التعليم الزراعي أهمية بالغة في إعداد وتأهيل كوادر زراعية مدربة ومؤهلة، باعتباره  عنصرا أساسيا لأحداث نهضة زراعية شاملة،

ويرتبط  التعليم الزراعي بأهم الموارد وهو المورد البشري  الذي يعد المورد الرئيسي في  القطاع الزراعي ،والذي من خلال تدريبة وتأهيله سيحدث تطور وزيادة في الإنتاج الزراعي واستغلال بقية الموارد الاستغلال الامثل بما يحفظ نموها واستدامتها.

| محمد صالح حاتم

برامج تعليمية  
أكد عميد كلية الزراعة والأغذية والبيئة بجامعة صنعاء   الدكتور عادل الوشلي أن  الكلية شهدت تطويرا  وتحديثا  خلال السنوات الماضية، مؤكدا زيادة عدد البرامج من 9 برامج إلى  14 برنامجا، موضحا  أنها تعد  برامج  تعليمية  نوعية مهمه للمجتمع اليمني الزراعي وللشباب الجديد، مبينا أن الخريج يتخصص مباشرة في مشروعه بعد التخرج كونها تؤهل الخريج للاعتماد على الذات من خلال مشروعة الخاص ليدر عليه الدخل بدون الانتظار للتوظيف الحكومي .

واقع  التعليم الزراعي
وعن واقع التعليم الزراعي  حاليا يشير  الدكتور عادل  أن هناك فارق كبير جدا لصالح الوضع الجديد، المستحدث في كلية الزراعة والاغذية والبيئة بجامعة صنعاء، واستعرض التغيرات والتطورات  التي  حدثت في البرامج التعليمية و الامكانات التي يتم توفيرها في حلول المشاكل التي كانت معتادة خلال المرحلة الماضية في ضعف الاقبال من قبل الطلاب ،وعزوف المجتمع عن الدفع بأبنائهم للالتحاق بالتعليم الزراعي، هناك تجديد لكوادر الكلية من خلال احلال العائدين او من خلال الكوادر الجديدة التي سيتم استيعابها ككوادر أكاديمية في الكلية .

متطلبات سوق العمل
واشار عميد كلية الزراعة والاغذية والبيئة  أن مخرجات كلية الزراعة من قبل لم تواكب متطلبات سوق العمل، مؤكدا أنها تغيرت  الآن بعد عملية التطوير الاكاديمي للبرامج التعليمية داخل الكلية حيث اصبح هناك برامج نوعية ترفد سوق العمل بمتطلباته  واحتياجات التنمية من مشاريع قومية .

إقبال الطلاب
وعن مدى اقبال الطلاب على التعليم الزراعي يؤكد الدكتور  عادل الوشلي أن  الاقبال ممتاز جدا في العام الماضي  مبينا أن  عدد الطلاب مستوى الاول في العام 2018 كان  160 طالبا وطالبة  النظام العام  والموازي، وأن  العدد  في العام 2022- 2023 بلغ  600طالب وطالبه تم قبولهم، مشيرا أن الكلية ستتمكن  من قبول 800 إلى 1000 طالب بعد  اكتمال بناء القاعة الجديدة، داعيا وسائل الاعلام إلى دعم هذا التوجه من خلال التوعية  بأهمية التعليم الزراعي  للمجتمع وخاصة المناطق الزراعية حتى يكون ابن القرية الذي يعمل في الزراعة لديه الخبرة والخلفية العلمية.

سياسة تعليمية
واشار الوشلي أن  تخفيض نسبة القبول  إلى  55% يهدف إلى  تشجيع اكبر عدد من الطلاب للالتحاق بالكلية ، مؤكدا أن هذا لا يضر  بسياسة الكلية لأننا نعتمد على سياسة تعليمية قوية وهناك  تصفية الطلاب من مستوى إلى مستوى، واوضح الدكتور عادل  أن اكثر من يلتحق بالكلية هم من ابناء المناطق الريفية البعيدة والتي تعاني من تدني في التعليم الثانوي ونسبهم منخفضة.

موجهات القيادة
وقال الدكتور عادل الوشلي  أن قيادة  الجامعة برئاسة الدكتور العباس القاسم واللجنة الزراعية والسمكية العليا ومؤسسة بنيان التنموية تعملان على تنفيذ موجهات القيادة  الثورية والسياسية  لتطوير وتحديث  التعليم الزراعي وهذا ملموس في الواقع من خلال ما شهدته الكلية من تحديث وتطوير البنية التحتية.. واكد أن  التطبيق العملي اصبح  50% والتطبيق النظري 50%  ، رغم الامكانات القليلة، مشيرا أن الكلية  تحتاج الى بعض المواد التشغيلية للمعامل.. وبين أن  كلية الزراعة  والاغذية والبيئة  تمتلك 28 معملا، معتبرا كلية الزراعة الأولى  في جامعة صنعاء المؤهلة ليتم اعتمادها وفقا للمعايير الدولية لاحتوائها على مبان ومعامل وبنية تحتية وكوادر وبرامج تعليمية متطورة وحديثة

احتياج التعليم الزراعي
واشار الوشلي  أن التعليم الزراعي  يحتاج  إلى  تنسيق اكبر فيما بين الكلية والجهات العاملة في القطاع الزراعي سواء الحكومية او الخاصة حتى يكون هناك توظيف مباشر لكافة الخريجين ونتمنى تطبيق التجربة المصرية القائمة على تحديد يوم او اكثر يسمى يوم التوظيف بحيث يقوم الخريجين بعرض مشاريع التخرج الخاصة بكل مجموعة وشرحها  والنتائج التي توصلوا اليها وامكانيتهم في التوسع في تطبيق نتائج هذا المشاريع وعرضها على المسؤولين والمعنيين من القطاع الخاص والحكومي وهنا يبدأ اختيار الطلاب واعطائهم عقود توظيف .

أهمية القطاع الزراعي
من جانبه اوضح نائب عميد كلية الزراعة والاغذية والبيئة الشؤون الدراسات العليا لدكتور عدنان الصنوي  أن القطاع الزراعي في اليمن  من أهم القطاعات الاقتصادية ،مؤكدا أن هذا القطاع هو الوحيد الذي صمد وثبت واستمر في رفد الاقتصاد الوطني مع الحرب والعدوان والحصار وهو ما زاد من أهميته ،حيث ارتفع مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي  من 14% إلى21%، وهو ما يتطلب الاهتمام بالتعليم الزراعي وتطويره  

برامج التحديث
  واشار أن البر امج في الكلية شهدت توسع كبير وفقا لمتطلبات سوق العمل مبينا أن  هذه البرامج تم تحديثها وتوصيفها واصبحت مناهجها يمنية متوائمة  مع البيئة  والمحاصيل والمنتجات الزراعية اليمنية. منوها  أن جميع البرامج الموجودة في الكلية لديها ماجستير ودكتوراه  ،ويتم تحديث برامج الدراسات العليا .
اولويات الدراسات
واكد الدكتور الصنوي أن جميع الدراسات العليا تم توجيهها لتواكب متطلبات المرحلة ذات الاولوية مثل الزيادة في إنتاج الحبوب في الجوف وتهامة ، والطحين المركب ،بالإضافة إلى تهجين السلالات المحلية من المواشي ،وتسمينها ومشروع الدواجن المحلية ،والاعلاف وعمليات إدارة عمليات السيول والميكنة الزراعية لصغار المزارعين ،مؤكدا أن مشاريع  الدراسات العليا بدأ الاهتمام بها من قبل الجهات المعنية .. واعتبر الدكتور الصنوي مشاريع تخرج البكالوريوس هي الاساس والتي يتطلب الاهتمام بها وتوجيهها بشكل جيد لتكون موائمة لمتطلبات المرحلة وسوق العمل .

مواجهة الحرب الاقتصادية
 الطالب عبدالمجيد مسعود مستوى أول كلية الزراعة والأغذية والبيئة جامعة صنعاء  أوضح بأن  ما دفعه للالتحاق  بكلية الزراعة  هو توجيهات السيد القائد عبدالملك الحوثي يحفظه الله حول الاهتمام بالجانب الزراعي بهدف الوصول إلى الإكتفاء الذاتي ومواجهة الحرب الاقتصادية التي يستخدمها تحالف العدوان بهدف إخضاع الشعب والهيمنة عليه، والرغبة الجادة في مواجهة هذا التحالف العدواني ، مشيرا أنه سيعمل على تقديم  الارشادات للمزارعين  حول الجوانب الزراعية الحديثة والمتطورة والإقتصادية التي تتناسب مع وضع الزراعة في بلادنا والمرحلة  التي هي عليها حتى يمكن تقبل هذه الوسائل الحديثة من قبل المزارعين، واضاف : "سأبذل قصارى جهدي في توعية المزارعين وكذلك سكان المدن حول أهمية القطاع الزراعي (النباتي والحيواني ) والفائدة التي يعود بها هذا القطاع للقائمين عليه

طموحات مستقبلية
ويشير  الطالب مسعود أن طموحاته  المستقبلية بعد تخرجه  هي  تأسيس قواعد راسخة وقوية تمكن من ( القيام بثورة زراعية ) في القطاعين( النباتي والحيواني ) بحيث تكون هذه الثورة كفيلة للوصول إلى الاكتفاء الذاتي وأن تحقق لنا الحرية والإستقلال من الإستعمار الإقتصادي .
ودعا خريجي الثانوية إلى استشعار المسؤولية وأن يلتحقوا بكليات الزراعة نظرا لأهمية القطاع الزراعي  باعتباره العمود الفقري للاقتصاد الوطني.

أهمية التعليم الزراعي
 الطالب نصر القاضي مستوى رابع قسم الثروة الحيوانية يؤكد أن  التعليم الزراعي الخطوة الأولى واللبنة الأساسية التي تبنى عليها حضارات الشعوب والذي سيحدث  نهضة تنموية شاملة من خلال بناء خبرات ومهارات وقدرات المجتمع.

نظام الدراسة
موضحا أن نظام الدراسة  بشكل عام في اليمن لم يحقق التطلعات التي يسعى لها الشعب، مؤكدا بأن أسلوب الدراسة في الكلية نظري مع وجود التطبيق العملي داخل المعامل بشكل بسيط مشيرا  أن بعض المعامل للأسف لم يتم تفعيلها بالشكل الصحيح بالرغم انها صالحة.

إقبال كبير
الطالب جهاد طلان اشار أن التعليم الزراعي  خلال العقود السابقة  كان مغيب تماما وهو ما تسبب في عزوف الطلاب عن الالتحاق بكليات الزراعة.. واكد الطالب جهاد طلان الذي يدرس في  المستوى ثالث وراثة وتربية نبات  أن هناك إقبال كبير من قبل خريجي الثانوية العامة للالتحاق بكلية الزراعة حاليا ،مرجع ذلك للاهتمام الذي تولية القيادة الثورية والسياسية بالقطاع الزراعي بشكل عام
احتياج الزراعة
واوضح  أن القطاع الزراعي سينهض من خلال  تكثيف  الجهود وخلق وعي لدى المزارعين بأهمية الزراعة  وتفعيل المبادرات المجتمعية، وزيادة العلاقة بين المزارع والمرشد الزراعي، وتعريف المزارعين بالطرق الصحيحة للوقاية من الآفات والأمراض وكيف مكافحتها، بالإضافة إلى الاهتمام بخريجي كليات الزراعة وتفعيلهم في المؤسسات الزراعية الحكومية والخاصة وإنشاء وتفعيل الجمعيات التعاونية الزراعية.

رؤية اللجنة الزراعية
وعن رؤية اللجنة الزراعية والسمكية العليا حول تفعيل وتطوير التعليم الزراعي يشير مسؤول وحدة التعليم والتدريب  باللجنة الاستاذ يحيى خمج أن اللجنة ركزت على منظومة التعليم الزراعي والسمكي وذلك من خلال متابعة مشاكلة ووضع حلول ومعالجات، بهدف النهوض بالتعليم الزراعي، مؤكدا أن اللجنة قامت بإنشاء وحدة  التعليم الزراعي تعنى بإعداد برنامج عملي للنهوض بالتعليم الزراعي ومؤسساته.
مشيرا بأنه تم التنسيق مع الجهات ذات العلاقة للبدء بتنفيذ مشروع بناء المعايير الوطنية القياسية للتعليم الزراعي والبيطري والسمكي، والذي سيمثل  نقلة نوعية في منظومة التعليم الزراعي.
موضحاً أن ذلك سيحدث من خلال معايير قياسية وطنية تربط التعليم بالبيئة الزراعية واحتياجات سوق العمل الزراعي.. وتحديث وتطوير البرامج التعليمية التخصصية الحالية واستحداث برامج جديدة تلبي الاحتياج الفعلي للقطاع الزراعي.. مع تحديث وتطوير المقررات والمناهج الدراسية ومعايير مرجعية يضمن من خلالها برامج ومناهج وتعليم زراعي بمستوى عال من الكفاءة في تحقيق الاهداف ومن حيث المدخلات والمخرجات التي تواكب الثورة  والنهضة الزراعية وتحقق التنمية الزراعية الشاملة والمستدامة.

مشاكل التعليم
واشار يحيى خمج أن اللجنة قامت بتحليل وتقييم الوضع القائم للتعليم الزراعي  بهدف معرفة مشاكل ومعوقات التعليم الزراعي مبينا أن اهم ما توصلت اليه اللجنة تدني في نسبة الالتحاق بالتعليم الزراعي والتي تساوي 1% من عدد الملتحقين بالتعليم الجامعي، عدم موائمة  مخرجات التعليم الزراعي مع متطلبات سوق العمل، قدم التخصصات والبرامج التعليمية، بعد المناهج عن واقع البيئة اليمنية، افتقار طرق التدريس على الاساليب التقليدية وغيرها الكثير من المشاكل.

تدخلات اللجنة
وعن ما قامت به اللجنة الزراعية والسمكية العليا من تدخلات ودعم ومساندة للتعليم الزراعي يشير مسؤول وحدة التعليم الزراعي أن اللجنة قامت بتطوير البرامج بما يتوائم مع متطلبات سوق العمل، افتتاح كليات جديدة، منها «كلية الطب البيطري جامعة صنعاء،  كلية الزراعة بالحديدة، قسم العلوم الزراعية والاغذية بجامعتي صعدة وعمران، تشجيع وتحفيز الطلاب على الالتحاق بكليات الزراعة، التوسع في قبول الطلبة الريفيين، لإلغاء النظام الموازي، ويضيف خمج أن عدد الطلاب في جميع الكليات الزراعية كان لا يتجاوز 500 طالب وطالبة، مبينا أن العدد اصبح الآن اكثر من 3000طالب وطالبة في مختلف الكليات الزراعية وجميع الاقسام الدراسية.
كما تم استحداث تخصصات جديدة على مستوى الكليات في مجال المحاصيل والتحسين الوراثي، وهندسة الري والمنشآت المائية، وادارة الاعمال الزراعية. .ويضيف الاستاذ يحيى خمج أنه تم  توفير الاعتمادات المالية للازمة للقيام بالرحلات العملية، اعتماد برامج الماجستير والدكتوراه في جميع التخصصات الزراعية، توجيه الابحاث ومشاريع التخرج بمؤسسات التعليم الزراعي لمعالجة مشاكل الميدان، دعم البنية التحتية من خلال إنشاء وتأثيث قاعات دراسية، ومعامل تطبيقية، وتوفير احتياجاتها، وتوفير وسائل تعليمية للقاعات الدراسية، وتأهيل  وتفعيل المزارع التعليمية، وتوفير منظومة الطاقة الشمسية لبعض المزارع البحثية، وإنشاء مشاتل تدريبية، وصيانة وتجهيز عنابر للدواجن وحظائر الثروة الحيوانية.

المراحل الدراسية
ويقول  الاستاذ يحيى: " أن اللجنة الزراعية والسمكية العليا قامت بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم بتضمين المناهج الدراسية بعض بالمفاهيم  والدروس الزراعية في مختلف الصفوف الدراسية "

الدورات  الصيفية
واشار أن اللجنة الزراعية والسمكية العليا قامت كذلك بتدشين الأنشطة الزراعية ضمن برامج ومقررات الدورات الصيفية وتوزيع شتلات على طلاب المراكز الصيفية، وذلك بهدف غرس الثقافة الزراعية في اذهان ابنائنا الطلاب، وتوعيتهم على ضرورة الاهتمام بالزراعة، واستغلال طاقتهم للمساهمة في  تحقيق الاكتفاء الذاتي.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا