الصفحة الإقتصادية

زراعة القمح في الجوف.. توسع كبير وانتاج وفير ينتظر التسويق

زراعة القمح في الجوف.. توسع كبير وانتاج وفير ينتظر التسويق

 محمد صالح حاتم
 تمتلك محافظة الجوف مقومات زراعية كبيرة  لزراعة القمح، حيث تمتلك مساحات شاسعة ذات خصوبة عالية، إلى جانب توفر المياه، بالإضافة إلى كمية الإنتاج من الهكتار والتي تصل إلى اكثر من اربعة اطنان للهكتار

وهو ما يؤهلها  لتكون سلة غذاء اليمن  القمح والحبوب، وعليها يؤمل الشعب اليمني أن يأكل من خيراتها ويحقق الاكتفاء الذاتي من القمح، وهو ما يتطلب تضافر الجهود من الجميع واعداد استراتيجية وطنية لتحقيق ذلك. وعن موسم القمح الحالي وما رافقه من سلبيات وماذا تم تقديمه للمزارع  وماهي الاستعدادات لموسم الحصاد "26سبتمبر" اجرت التحقيق التالي :  
البداية كانت مع المزارع عبدالرحمن الضمين احد مزارعي القمح بمديرية الزاهر محافظة الجوف يقول :
 ان محافظة الجوف بما تمتلكه من مقومات زراعية لو تم استغلالها الاستغلال الامثل لحققت لليمن الاكتفاء الذاتي..
وأوضح المزارع الضمين ان المزارعين اندفعوا نحو زراعة القمح تلبية لتوجيهات القيادة الثورية والسياسية.

الآفات الزراعية  
واشتكى المزارع  الضمين من رداءة البذور التي وزعت لهم من قبل المؤسسة العامة لتنمية وإنتاج الحبوب  في بداية الموسم والتي كانت نسبة النقاوة فيها قليلة جدا، حيث كان معظمها مخلوطاً، مشيرا إلى انها تسببت في انتشار الامراض في المحصول.
كما اكد الضمين أن محصول القمح هذا الموسم  أصيب بأمراض من بداية النمو وهي دودة أو حشرة تؤدي إلى ضمور ويباس النبات، ومرض  أصاب القمح بعد خروج السنابل وأحد هذه الأمراض هو مرض يؤدي إلى إصفرار أوراق النبات ونسميه (الذريق)ويؤثر سلبا على كمية الإنتاج وأيضا مرض آخر نسميه (المعسلة)..
والسبب في الأمراض هي عدم نقاوة البذور وكونها غير معقمة بالشكل المطلوب، مؤكدا أن الجهات المعنية لم تتجاوب معهم  بالشكل المطلوب عند ظهور الامراض ولم يتم توزيع المبيدات الفعالة على المزارعين أو نزول المختصين بأنفسهم ولم يتم تزويد المزارع بالمبيدات الفعالة.

غياب الارشاد
كما اشتكى المزارع الضمين من غياب الارشاد الزراعي، مبينا  ضرورة تواجد مرشدين زراعيين على مستوى كل مديرية، والقيام بزيارات ميدانية متكررة الى جميع مزارع وحقول المزارعين، وتوعية المزارعين بالطرق الصحيحة وبالعمليات الزراعية الصحيحة وطرق مكافحة الامراض والآفات التي تصيب القمح، وكذا توعية وارشاد المزارعين بطرق انتخاب البذور وكيفية تخزينها، مشيرا أن معظم المزارعين باتوا يعتمدون على ما توزعه  لهم مؤسستا الحبوب والبذور .

تكاليف الإنتاج
واشار الى أن الزراعة في الجوف لازالت بالطرق البدائية التقليدية، والتي تكون مكلفة ومتعبة جدا، موضحا أن التكلفة تقل عندما يكون الإنتاج كثيراً، وتزداد عندما يكون الإنتاج قليلاً.
وطالب الضمين الجهات المعنية بتوفير حصادات لتقوم بعملية الحصاد ، مبينا ان الحصادات التي يمتلكها المزارعون تصل سعر الساعة 14000ريال وهي مكلفة جدا.
وطالب المزارع عبدالرحمن الضمين الدولة القيام بشراء القمح من المزارعين بأسعار عادلة ومشجعة ، حتى يستمر المزارع في زراعة القمح في العام القادم.

توسع كبير
أما المزارع ربيع بن زاهره  من مديرية خب والشعف  فقد اكد أن الموسم الحالي كان فيه توسع كبير، واستعرض الصعوبات التي يواجهها مزارعو الجوف ومنها توزيع بذور مخلوطة، وكذلك عدم توفر حراثات كافية في بداية الموسم وهو ما تسبب في تأخر موعد البذار لدى اكثر المزارعين، وكذلك انتشار الأمراض والآفات الزراعية التي أصيب بها محصول القمح، ويضيف المزارع ربيع أن مزارعي الجوف يعانون كثيرا لغياب الارشاد الزراعي وعدم وجود المبيدات الفعالة، وكذلك إرتفاع تكاليف أسعار المشتقات النفطية وهو ما أثقل كاهل المزارع، ويطالب بن زاهره الجهات المعنية أن تعينهم في موسم الحصاد بتوفير حصادات مدعومة وبأسعار رخيصة، وكذلك شراء القمح من المزارعين،
ودعا المزارع ربيع بن زاهره التجار والجهات المعنية التوجه لشراء القمح لضمان استمرار زراعة القمح .

الاستعداد لموسم زراعة القمح
من جانبه اشار مدير مكتب الزراعة والري بمحافظة الجوف المهندس يحيى داوود أن الموسم هذا العام يعد أفضل من الاعوام السابقة من حيث  الاستعدادات المبكرة والترتيب المسبق له، مشيرا الى أنه تم اجراء عملية  مسح لتحديد  احتياجات المزارعين لكل مديرية من بذور من ديزل من ساعات حراثة من أسمدة من مبيدات.

    آلية عمل
واستعرض المهندس داوود آلية العمل التي تم القيام بها من قبل موسم زراعة القمح والتي شملت توزيع البذور بشكل قروض عن طريق مكاتب الزراعة بالمديريات والجمعيات والمنسقين بكل مديرية وتقسيم المديرية الى مربعات  وعلى كل مربع أو منطقة منسق بحيث يسهل عملية المتابعة وتقديم الخدمة للمزارعين، مضيفا بأنه تم  وضع نماذج لتقارير يومية ووضع نموذج قاعدة بيانات تنظم المزارعين.
تم تشكيل غرفة عمليات تربط الجميع وتسهل وتتابع الجميع وتجمع التقارير والبيانات وتستقبل شكوى للمزارعين.

    كمية البذور
وكشف داوود أن كمية  البذور التي وزعت حوالي ١٦٠٠٠ كيس أغلبها من مؤسسة الحبوب وهناك كمية قليلة من مؤسسة إكثار البذور .
حيث قام  المزارعون كميات كبيرة من بذورهم الخاصة، و المساحة المزروعة  حوالي 10000 هكتار .

 الاستعداد للحصاد
وعن الاستعدادات لموسم الحصاد اشار  مدير مكتب الزراعة أنه تم طلب توفير عدد كبير من الحصادات وكومباينات وصرابات مدعومة من  خلال خفض السعر حتى تنخفض التكاليف على المزارعين.

بذور مخلوطة
واشار أن هناك  فرقاً ميدانية من مؤسسة الحبوب بدأت تختار الحقول النقية والحقول ذات الخلط القليل مستعدون لتنقيتها، حيث خصصت حصادات وكومباينات خاصة بالبذور  حتى لا تتكرر عملية خلط البذور كذلك حصادات وكومباينات خاصة بالحبوب.
وطالب المهندس داوود من المجتمع تنظيم الحراثات والحصادات المجتمعية عن طريق الجمعيات ومكاتب الزراعة بالمديريات بحيث يخفضوا الأسعار ويضمنوا عمل مستمر الحراثة المجتمعية فعالة في تحشيد الحراثات والحصادات هناك جهود تبذل من اللجنة الزراعية ومؤسسة الحبوب ومؤسسة بنيان ووحدة الحراثة والفرق الميدانية التي هي الأساس للتعاون في إنجاح عملية الحصاد .
واستغرب داوود من  السياسات الاقتصادية الخبيثة المتعلقة برفع أسعار القمح المستورد في أوقات وخفضها في أوقات حرجة كوقت حصاد القمح.
كما دعا الى  ضرورة شراء القمح من  المزارعين بأسعار مدعومة تحقق للمزارع الفائدة وتكون دافعاً وحافزاً للاستمرار  في زراعة القمح المواسم القادمة والتوسع فيها.
وقال : " نحن الآن في صدد تنظيم نقاط الاستقبال القمح من المزارع.
وطالب المهندس يحيى جميع الجهات والمؤسسات والتجار التوجه لشراء القمح من مزارعي الجوف، كواجب ديني ووطني لنمضي قدما حتى تحقيق الاكتفاء الذاتي.

   تفاعل المزارعين  
الى ذلك أوضح مدير فرع مؤسسة الخدمات الزراعية بمحافظة الجوف الاستاذ زيد عسكر يشير أن مزارعي الجوف استجابوا لدعوة القيادة الثورية والسياسية للتوسع في زراعة القمح، فتوجهوا خلال هذا الموسم بشكل كبير وتفاعلوا مع هذه الدعوة وزرعوا مساحات شاسعة اضعاف السنوات الماضية بشكل كبير، ويؤكد زيد عسكر أن هذا الموسم مبشر بالخير الوفير، رغم السلبيات التي رافقته ومنها عدم نقاوة البذور والتي للأسف الشديد كانت مخلوطة.
ويؤكد عسكر أن هذا الموسم تم التنظيم والتنسيق مسبقا،حيث تم اختيار منسق لكل مديرية مهمته التوعية والحشد للتوسع في زراعة القمح،

مكافحة الامراض
 وأشار أن هذا الموسم تم التحرك من قبل مؤسسة الحبوب ووقاية النبات في مكافحة الامراض التي اصابت القمح، وذلك من خلال صرف مبيدات حشرية للقضاء على الامراض.

آلية التسويق
وطالب بضرورة وضع آلية محددة لعملية شراء المنتج من المزارعين بأسعار مشجعة، وكذلك تحديد سعر الكيس عبوة 50كيلو، بما يتناسب مع تكاليف الإنتاج المرتفعة جدا.

توجهات القيادة  
المدير العام التنفيذي لجمعية الغيل الزراعية لمنتجي الحبوب مهدي الغيل قال: زراعة القمح تعتبر من الخيارات الاستراتيجية التي اتخذتها القيادة العليا  للنهوض بالبلد نحو الاكتفاء الذاتي واستقلال القرار، مؤكدا أن مزارعي الجوف تفاعلوا بشكل كبير مع دعوة القيادة الثورية والسياسية، فزرعوا الارض بالقمح بشكل واسع .

توحيد الجهود
مشيرا أن هذا الموسم شهد تعاوناً وتوحيداً وتكاتف الجهات الرسمية والمؤسسات والجمعيات التعاونية والمجتمع، وهو ما  تحقق بفضل الله نجاح كبير في التوسع لزراعة القمح لهذا الموسم وكانت النتائج مشجعة تفوق التوقعات فقد اتجه الجميع بوحدة الحراثة المجتمعية ووحدتي الديزل والبذور والمجتمع وتوعية الجمعيات التعاونية ومؤسسة بنيان التنموية ومواكبة من مؤسسة الحبوب بتقديم البذور كقرض حسن آجلا حتى نهاية الموسم وبدعم ومتابعة من اللجنة الزراعية العليا ووزارة الزراعة والري وكما لا ننسى الفضل للمؤسسة والتي تعتبر الاولى والسباقة في وضع حجر الاساس للتنمية الزراعية في اغلب مديريات محافظة الجوف من خلال تقديم قروض المنظومات الشمسية للكثير من المزارعين.

     دور الجمعيات
مشيراً بأن الجمعيات رغم حداثة انشائها خاصة في محافظة الجوف الا انها شاركت في هذا الموسم الزراعي وكان لها دور كبير في التنسيق بين المجتمع والجهات المعنية وتيسيير لكافة الخدمات الزراعية ووصولها الى المزارع بشكل سريع وميسر.
  وطالب الضمين باستكمال انشاء  جمعيات تعاونية زراعية في المديريات التي لم تستكمل ولم يتم اشهارها نظرا لأهميتها ودورها الكبير والفعال في النهوض بالقطاع الزراعي.
وأكد على ضرورة  التعاون من جميع الجهات في بناء وتأهيل الجمعيات التي قد تم تأسيسها لتقوم بالدور الكامل والمطلوب منها للنهوض الاقتصادي بكافه المزارعين في نطاق اختصاصها.

موسم الحصاد
واكد المدير التنفيذي لجمعية الغيل أن هذا الموسم شهد الاستعداد والتنسيق مبكرا  مع وحده الحراثة المجتمعية لتوفير الحصادات قبل بدء الموسم وذلك لمواكبة الحصاد، مضيفا أنه  تم تحشيد عدد من الحصادات وتفعيل الحصادات الموجودة داخل المديريات  لاستكمال هذا الموسم وايضا تم الاجتماع بين منسقي المديريات ومكاتب الزراعة واللجنة الزراعية ووزارة الزراعة ومؤسسة الحبوب والاتفاق على استقبال وفتح نقاط شراء القمح من المزارعين في كل مديرية وبأسعار مشجعة وهذا ما سيضمن لنا استمرارية المزارعين ومواصلتهم لزراعة هذا المحصول الاستراتيجي .

الصعوبات
واستعرض الضمين جملة من الصعوبات التي صاحبة موسم القمح ومنها  ارتفاع اسعار ماده الديزل ، ورداءة بعض اصناف البذور، وعدم توفر المداخلات الزراعية اللازمة في حينها، بالإضافة لقصور  في جانب الارشاد الزراعي، ومكافحة الآفات، و تشتت جهود العاملين في الجمعيات والجهات المعنية وعدم وجود التنسيق الكافي.
وبين أهمية  توحيد كل الجهات العاملة في المجال الزراعي عبر قناة واحدة، ووضع خطط ودراسات مزمنة ومعقولة قابلة للتنفيذ لمواكبة المواسم القادمة، والاستفادة من الدروس والاخطاء السابقة وعدم تكرارها من قبل العاملين في المجال الزراعي، كما طالب ايضا ببناء وتأهيل كادر الجبهة الزراعية بشكل كامل، وسرعة انشاء حواجز وسدود للاستفادة من مياه الامطار والسيول من خلال البدء في عمل دراسات للطرقات الزراعية وتنفيذها، ودعا المدير التنفيذي لجمعية الغيل جميع  المؤسسات والهيئات ورجال المال والاعمال للتوجه نحو الاستثمار في محافظة الجوف وتشجيع  المؤسسات الخدمية  لا يجاد فروع في المحافظة لدعم المزارعين بكل الوسائل الحديثة التي من شأنها تقليل تكاليف الإنتاج وكذلك الحد من استنزاف المياه ومنع الحفر العشوائي للآبار بما يحفظ المخزون المائي للجوف.

تفاعل كبير
نائب مدير عام المؤسسة العامة لتنمية وإنتاج الحبوب المهندس صلاح المشرقي اشار أن موسم زراعة القمح الحالي مبشر بالخير وهناك توسع كبيرا وتفاعل المزارعين مع دعوة القيادة، موضحا أن الموسم الشتوي يبدأ زراعته في 15 اكتوبر ويستمر حتى نهاية الشهر، مضيفا ان موعد الحصاد يكون بعد 100 يوم  .
مؤكدا أن المشكلة التي رافقت الموسم عدم التزام المزارعين بموعد البذار وهو ما تسبب في انتشار الامراض والآفات الزراعية.
وتوقع نائب مدير عام المؤسسة أن تبلغ المساحة المزروعة حوالي 6500 هكتار وذلك وفقا لكميات  البذور الموزعة البالغة 16000كيس من مؤسسة الحبوب وما يقارب من 600كيس من مؤسسة اكثار البذور، وما بين 5000 إلى 6000 كيس كانت لدى المزارعين.
وتطرق المشرقي إلى  مسألة البذور التي وزعت على المزارعين من قبل المؤسسة والتي كانت مخلوطة وهي احدى مجالات الضعف التي رافقت هذا الموسم.

  استعدادات المؤسسة
واكد أن المؤسسة وفرت 15 حصادة موزعة على مديريات المحافظة ستقوم بحصاد الحقول المخصصة كبذور وبسعر 10000ريال للساعة، بالإضافة إلى تواجد ما يقرب من 80حصادة مجتمعية وعدد من حصادات المواطنين من محافظة صعدة وعمران وبسعر الساعة 12000ريال.

شراء القمح
واوضح المهندس المشرقي أن شراء القمح من  المزارعين يعد دافعا وحافزا لهم للتوسع في زراعته مستقبلا، مؤكدا انعدام الشراء من المزارعين سيؤدي إلى انتكاسة في مشروع التوسع في زراعة القمح.
ودعا الدولة القيام بشراء  القمح من المزارعين بحسب السعر المتفق عليه 18500ريال،حتى نضمن استمرار المزارعين في زراعة القمح في السنوات القادمة   
واشار أن المؤسسة لم تتلق توجيهات من القيادة بشراء القمح من المزارعين.  

شراء البذور
وبين المشرقي أن المؤسسة ستقوم بشراء كميات البذور بحسب توجيهات القيادة التي وجهت بشرائها  وذلك لمواجهة التحديات العالمية، وتوفير مخزون من البذور للمواسم القادمة، مبينا أن المؤسسة ستقوم بشراء  اكثر من 100 ألف كيس بذور ، بحسب التسعيرة المتفق عليها مسبقا وهي ما بين 20000 إلى  22000ريال لكيس البذور .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا