الصفحة الإقتصادية

أسبوعيا في ميدان التحرير بأمانة العاصمة.. سوق الخميس.. قصص نجاح وشهادات جودة تدعو الجميع إلى متعة التسوق

أسبوعيا في ميدان التحرير بأمانة العاصمة.. سوق الخميس.. قصص نجاح وشهادات جودة تدعو الجميع إلى متعة التسوق

تحقيق: صفية الخالد
في ظل خيام تنصب أسبوعيا وسط ميدان التحرير، تتسابق الأسر المنتجة من كل مديريات أمانة العاصمة لتسويق منتجاتها من الصناعات محلية الصنع.. وهناك، حيث يجد المتسوق أسرا قد انتجت وأبدعت،

واستطاعت أن تحاصر الحصارـ بل وتقهر العدوان بتحويلها كل التحديات إلى فرص أبدعت من خلالها منتجات تعددت أصنافها وتفاوتت في جودتها.
الخميس، سوق أسبوعي تسود جنباته متعة تسوق لسان حالها يناشد الجميع (رسمي وشعبي) الدعم والإسناد بجعل ثقافة استهلاك المنتج المحلي رغبة سائدة كواجب ديني، وثقافة وطنية.
المزيد من التفاصيل في سياق الاستطلاع التالي:

مسؤول التسويق بمعمل العطاء للألبان إبراهيم النصيري تحدث عن مشروع عطاء لإنتاج مشتقات الألبان من الحليب الطبيعي قائلا: المشروع يضم أكثر من 10 نساء مُعيلات لأسر، اتيحت لنا فرصة ثمينة للمشاركة في سوق الخميس بمنتجات عطاء من الحقين والحليب واللبنة، التي لاقت ارتياحا كبيرا من المستهلكين.
مشيرا إلى أن السوق هو أحد نقاط بيعنا بالإضافة إلى العديد من النقاط المنتشرة في مديريات أمانة العاصمة، منوها "بالرغم من أن نسبة مبيعاتنا في سوق الخميس تجاوزت 40% إلا أنها لا تكفي لتغطية ما يتم إنتاجه"، مناشدا القائمين على السوق تحسين وتكثيف وسائل التسويق والترويج للسوق حتى تتمكن الأسر من تحقيق عائدات تفي لها بالاكتفاء.

لوم وعزيمة
من جهتها، أكدت مالكة مشروع المطبخ الراقي للمأكولات الشعبية والحلويات دينا الغماري أن مشاركتها في السوق حققت لمشروعها عائدا ماديا ومعنويا ومؤشرات غير متوقعة، مضيفة "لقد أصبحت تستقبل طلبات أكثر مما كان عليه الحال قبل المشاركة".
المشروع هو مصدر الدخل الوحيد لأسرتها، لذلك أسعى دائما لتطوير كفاءة مشروعي لأحصل من عائد مبيعاته على كفايتنا.. الغماري قالت إنها رفضت الاستسلام للعجز "بدأت أسوق لمنتجاتي في مواقع التواصل الاجتماعي"، موجهة اللوم "بعد أن رفض التجار تسويقها".

توسيع الطاولة
مندوبة "مؤسسة قنوان"، بدورها أشارت إلى أنها تشارك في السوق بمنتجات "الطحين المركب" المطحون بنسب متفاوتة من القمح البلدي والذرة الرفيعة البلدية ونسبة بسيطة من الدقيق الأبيض لتماسك العجينة، حيث تعرض مخبوزات من الكعك بأنواعه، المعمول والذمول، منتجة بزيوت طبيعية تنتج محليا هي "زيت الزيتون، وزيت السمسم وزبدة حليب طبيعي تنتجها المؤسسة"، بالإضافة إلى الفول السوداني، دبس التمر، طحينية سائلة سمراء وبيضاء وهريسة.
وأكدت أن معروضات المؤسسة في سوق الخميس تحقق عائدا ماديا جيدا لأسر الشهداء، وأن نسبة مبيعاتها في السوق ممتاز جداً، مناشدة القائمين على السوق توسيع الطاولة المخصصة لمنتجاتها كي تتمكن من تسويق أكبر.

نقطة بيع
"أم شهاب" ربة أسرة حكت عن تجربتها مع سوق الخميس بالقول: منتجاتي هي المصدر الوحيد للعائلة، وهي عبارة عن بهارات، مخللات، عشار، بسباس، قهوة وبن، منوهة بأن عائدات ما تبيع من منتجاتها في سوق الخميس هي الأمل الذي تواجه به ما تسبب فيه العدوان والحصار من ظروف معيشية قاسية على البلاد، داعية الله أن يوفق القائمون على السوق في مؤسسة بنيان التنموية وشركاء التنمية إلى بذل المزيد من الاهتمام بمشروعها الصغير وبقية مشاريع الأسر المنتجة.
وأكدت إن مكونات منتجاتها محلية توفرها بعض المزارع، وأنها- بعون الله- بدأت في توفير طلبيات تأتيها عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، والتي تستخدمها- أيضا- للترويج، مشيرة إلى أن لديها نقطة بيع في سوق الحبوب بالحصبة، إلا أنها متألمة من رفض التجار بيع كميات من منتجاتها في محلاتهم التجارية.

نقلة نوعية
"زيد جحوش" خريج كلية المجتمع- تخصص تصميم أزياء، هو صاحب مشروع زقزاق لخياطة الحقائب النسائية، حقائب سفر، حقائب أطفال، أكياس، بطانيات ولحافات.. بدأ مشروعه منذ 3 أعوام إثر حصوله على الدعم المادي من فوز حققه عن دراسة المشروع، انطلق في المشروع بجهد فردي حتى تمكن من امتلاك القدرة على إقامة برامج تدريب من الصفر إلى الاحتراف لعدد من الأسر اللاتي يتم تمكينهن بمكائن ثم ضمهن إلى المشروع.
ويواصل: "حكايتي مع سوق الخميس بدأت منذ عام ونصف"، معتبرا التجربة نقلة نوعية بالنسبة لمشروعي كون السوق أتاح له فرصة عرض منتجاته والتعامل مع الزبون مباشرة بدون تاجر أو وسيط.
ويفضل "زيد" طريقة البيع المباشر لأنها توفر سيولة مستمرة لمشروعه، وهذا ما يجده في سوق الخميس، مؤكدا أن أغلب ما يتم خياطته في معامله طوال الأسبوع يتم بيعه في سوق الخميس.
وتمنى على القائمين على السوق تكثيف برامج الدعاية والإعلان لغرض التعريف بالسوق والمكان الذي يقام فيه كل أسبوع، وبما يحتويه من أصناف متعددة.. مشيرا إلى أنه يحاول تقديم منتجاته بأقل التكاليف مراعاة لتفاوت الظروف المعيشية لكل أسرة خاصة في ظل الوضع المُزري الذي تعيشه البلاد جراء ما تتعرض له من الحصار والعدوان، منوها بأن المواد الخام تستخرج من الجلود المحلي.

نطاق تسويق
فيما تتحدث نسيم محفوظ عن أسرة بأكملها تمتهن حياكة المعاوز، تقول إنها دربت جميع أفراد عائلتها على الحياكة"، مشيرة إلى أنه ورغم أن شغل الحياكة متعب إلا أنها نمت في طاقمها العمل بروح الفريق الجماعي.
وقالت "سوق الخميس فرصة لتسويق المعاوز التي نحيكها ومكتفين بما يقسم الله لنا من عائدات البيع كل يوم خميس"، مناشدة إدارة سوق الخميس ومؤسسة بنيان التنموية وشركاءها مساندة مشاريع السوق في البحث عن نطاق تسويق أوسع ودائم.

متعة التسوق
فيما يبدي أحمد الذاري أحد رواد سوق الخميس تفاؤله من فكرة السوق بقوله: "سُميت صنعاء بهذا الاسم لارتباطها بالصناعة منذ القدم، وإعادة الصناعة والإنتاج المحلي خطوة نحو الأمام تستحق مضاعفة وتكاتف جهود الجميع لاستمرارها وتطويرها"، مشيدا بكل أسر منتجة تجتهد كي تُخرج للنور منتجا محليا ينافس ولو بقدر مقارب المنتجات الخارجية.
وناشد الجهات المسؤولة مضاعفة الاهتمام بهذه الأسر واتاحة فرصة لإقامة أسواق دائمة، وفي أماكن متعددة في الأمانة لأن الذي يبعد عن ميدان التحرير يجد صعوبة في الوصول إلى السوق.
الزائرة "أم بكيل"، ومجموعة ممن يرتدن السوق بصورة مستمرة أكدن أنهن يجدن في السوق متعة التسوق، وأنهن يرتدن السوق كل خميس لشراء الحمضيات والعصائر والبخور والملابس وكل ما يناسبهن من معروضات السوق وبأسعار مناسبة، وعبرن عن سعادتهن بالسوق بقولهن "نشتي المنتجات البلدية من حقنا حتى ولو ماهي حالية ضروري ندعم المنتج المحلي".

الاقتصاد المقاوم
يسر المطاع بدورها كمسؤولة عن السوق أوضحت أن 74% من مشاريع الأسر المنتجة المشاركة في سوق الخميس تندرج ضمن الأولويات الثلاثة التي حددتها الرؤية الوطنية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء والملبس والدواء، منوهة بأن السوق يضم 60 أسرة منتجة في مختلف الصناعات، ويتم التدوير بشكل أسبوعي لعدد 100 أسرة، وأن مؤسسة بنيان التنموية هي الراعي الوحيد للسوق.
وقالت: إن الفرصة لم تتح أمام أمانة العاصمة للموافقة على استخدام ميدان التحرير كسوق يومي، لأنه مكان للعروض الرسمية، بالإضافة إلى تفاوت قدرات بعض المشاريع على الإنتاج اليومي كونها مشاريع صغيرة تُدار من المنازل، مؤكدة أن المؤسسة وشركاء التنمية في الأمانة والجهات ذات العلاقة بصدد عمل دراسة عمل أسواق دائمة.
ودعت المطاع المجتمع والتجار إلى استشعار أهمية المنتجات المحلية، مشددة على ضرورة دعم هذه المشاريع بزيادة الاقبال على السوق وإفساح المجال لتسويق منتجاتها في المحلات التجارية، لتتمكن من تجاوز معاناة شح التمويلات وارتفاع كلفة الإنتاج التي تؤدي إلى ارتفاع أسعار منتجاتها كمشاريع صغيرة وأصغر محدودة القدرة الإنتاجية.
مشيرة إلى أن السوق يعتبر الركيزة الأساسية للاقتصاد المقاوم، التي من خلالها يجب علينا جميعا وبجهود تكاملية أن نسعى جاهدين إلى بناء مجتمع منتج قادر على توظيف موارده، وأن يكون سقف طموحنا هو تحويل كل حيّ في المدن، وكل قرية ريفية إلى خط إنتاج نعزز الاقتصاد الوطني ونقوي عضد المواجهة في وجه حصار جائر وعدوان غاشم استهدف المنشآت والمصانع الإنتاجية بشكل هستيري.
ونوهت بأن معايير الانضمام للسوق تركز في مجملها على الجودة والاتقان كمعيار أساسي، فمثلا المشاريع الغذائية يتوجب عليها الالتزام ببطاقة بيان المنتج، بحيث تكون آمنة وخالية من أي جينات معدلة وراثياً، ويشترط في مشاريع المنظفات حصولها على شهادة معتمدة من هيئة المواصفات والمقاييس بينما تختلف مشاريع الملبوسات في شروطها، إذ يجب اختيار الموديلات المتوافقة مع الهوية الإيمانية، وكذلك الالتزام بالمقاسات العالمية والدقة في التفصيل والخياط.

شهادات الجودة
وفي السياق، أكدت هيئة المقاييس والمواصفات أنها تقوم بتدريب الأسر المنتجة، وتعمل على تقييم المنتجات وفحصها، وتقديم الارشادات والتعليمات الكفيلة بتطوير جودتها بما يتواكب مع/أو ينافس جودة نظيراتها من المنتجات الخارجية.
ويضيف مسؤول الدعم الفني للأسر المنتجة في هيئة المواصفات والمقاييس علي المطري "نقوم بالشراكة مع مؤسسة بنيان التنموية بتدريب مئات الأسر، كما نقدم الدعم الفني بالمتاح، ونمنح شهادات الجودة للمنتجات".

 رعاية وتأهيل
الهيئة العامة لتنمية المشاريع الصغيرة والأصغر، كهيئة رسمية مسنود إليها دعم وتمكين المشاريع الصغيرة والأصغر، أسر سوق الخميس جزء منها، أوضحت على لسان إبراهيم العمري أنها تقدم الاستشارات المجانية لمشاريع سوق الخميس، أيضا منح الفحص المجاني بالتنسيق مع هيئة المواصفات والمقاييس، وأنها بصدد إعداد منصة إلكترونية لأصحاب المشاريع مضمونها كل ما يتعلق بالمشروع.
مؤكدا أن الهيئة وبالتنسيق مع مصلحة الضرائب تعمل على إعفاء المشاريع ما دون 20 مليون ريال من الضرائب، منوها إلى مساعي الهيئة في إشراك أسر سوق الخميس في المهرجان التسويقي الأول للمنسوجات بدون أي مقابل حرصاً منها لدعم المشاريع والأسر.
وأضاف: "نعمل مع مؤسسة بنيان التنموية على الاجتماع بأمانة العاصمة والأشغال، وابدت أمانة العاصمة استعدادها لإنشاء 3 أسواق ثابتة لأسر سوق الخميس في شارع هايل وجمال والزمر، كمرحلة أولى ويليها النزول إلى حديقة السبعين، الثورة، الروضة وهايل لتكون فيها أسواق دائمة، وحالياً يجري القائمين على السوق دراسات معمقة لذلك".. ولفت العمري عناية القائمين على مشاريع سوق الخميس إلى مراعاة أن تتوافق مشاريعهم وأولويات الرؤية الوطنية وموجهات قائد الثورة، وتوجيهات المجلس السياسي الأعلى، مشددا على ضرورة تحسين الجودة لمنافسة المستورد، مؤكدا "نحن مستعدون لتقديم الدورات والاستشارات اللازمة".
وأشار إلى الهيئة تسعى بالتنسيق مع جهات لتقديم القروض البيضاء لإنشاء المشاريع وتعزيز قدرات مشاريع أسر سوق الخميس.

ثقافة سائدة
يرى أخصائي التسويق المهندس منير المحبشي من جهته يري أن في سوق الخميس خطوة جيدة على المسار الصحيح وترجمة لتوجيهات القيادة الثورية والسياسية للبدء بدعم المنتجات المحلية والتحول إلى الجانب التصنيعي سعياً نحو الاكتفاء الذاتي وخفض فاتورة الاستيراد.
مبررا عدم إقبال اصحاب المولات والتجار لتسويق المنتجات المحلية بعدم القيام بالترويج الأمثل للمنتجات المحلية حال عرض المنتجات من قبل المنتجين أو المسوقين بالإضافة إلى غياب الاهتمام بالتعبئة والتغليف المناسب لكل سلعة، وعدم وجود النمط الاستهلاكي التفضيلي لدى المستهلك..وناشد المحبشي المجتمع جعل تفضيل المنتج المحلي على الخارجي ثقافة سائدة، داعيا الجهات الرسمية إلى إصدار تعاليم ملزمة للتجار والمولات بالعمل على تسويق المنتجات المحلية والاستفادة من قنواتهم التسويقية للمنتجات المستوردة في تسويق كل ما هو محلي.. واشترط تناسب منتجات الأسر مع قدرات المجتمع، مفضلا أن يكون هناك بحث تسويقي يحدد الاحتياجات الفعلية للمجتمع من منتجات الأسر في ظل الوضع الراهن.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا