الصفحة الإقتصادية

مواطنو عزلة الشرقي يدشنون مبادرة إعادة تأهيل طريق بطول 12 كم

مواطنو عزلة الشرقي يدشنون مبادرة إعادة تأهيل طريق بطول 12 كم

مدير المبادرات: المجتمع أنجز رص وتعبيد 7 طرقات بتكلفة 19 مليونا و700 ألف ريال بمبادرات مجتمعية خالصة
وضع أبناء حزم العدين حدا لمعاناتهم المستمرة على مدار عقود مع وعورة الطرق بإطلاق المبادرات المجتمعية أسوة بما يجري في انحاء مديريات المحافظات الحرة

من حراك تنموي ومشاركة مجتمعية.
فكرة المبادرات المجتمعية لاقت تفاعلًا واسعًا في أوساط الأهالي المستفيدين من الطرق، فسارع فريق إلى المساهمة بالمتاح والممكن من الجهد والمال والامكانيات، وآخر تبرع بأجزاء من أراضيه المحاذية للطريق المارة من جواره لصالح توسعتها أو رصفها.. وثالث إلى تشكيل لجان مجتمعية للإشراف على مراحل الرص والتعبيد وفق المعايير الفنية الهندسية لضمان نجاحها، إضافة إلى تحصيل المساهمات المالية من المبادرين لصالح المبادرة.
وعلى مسار توسيع دائرة المشاركة المجتمعية، دشن أبناء عزلة الشرقي في الحزم الأسفل، مبادرة مجتمعية لإعادة شق وتأهيل طريق حيوي مغلقة منذ 17 عاما بجهود يدوية وإمكانيات تقليدية.. وخلال التدشين، قال مدير المبادرات المجتمعية في مديرية حزم العدين اسماعيل الحميري: "على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطنون بسبب تداعيات العدوان والحصار، إلا أن فكرة المبادرات لاقت ترحيبًا واسعًا بين أهالي عزل مديرية حزم العدين وخلقت تنافسا كبيرا بين أهالي العزل والقرى، وخاصة في عزل وقرى الحزم الأعلى، فقد حظيت الفكرة باستجابة العديد من المواطنين، الذين بادروا لتمويلها عبر تقديم المساهمات المالية والجهود".
لافتا إلى أن المواطنين قبيل هذه الفزعة المجتمعية كانوا يقضون الساعات الطوال في منحدرات جبلية وعرة، للوصول إلى مركز المديرية لجلب احتياجاتهم الأساسية في رحلة شاقة وخطرة على متن سيارات شاص قديمة.
وبين أن المجتمع في قرى عزلة "حقين" مركز المديرية تمكنوا، على سبيل المثال، وخلال عام 2021م من إنجاز رص وتعبيد 7 طرقات بتكلفة 19 مليونا و700 ألف ريال، بمبادرات مجتمعية خالصة.
 وأوضح: "نحن الآن في عزلة الشرقي إحدى عزم الحزم الأسفل، حيث يعاني المواطنون الحرمان من أبسط الخدمات كالماء والكهرباء والصحة والتعليم، بالإضافة إلى افتقارهم لأبسط المقومات المعيشية، وتعد الطريق شريان الحياة المقطوع عن أبناء الكثير من قرى هذه العزلة النائية، لكنهم رغم هذه الظروف، لم يستسلموا، بل وبعزيمة وتكافل وتكامل وتضافر جهود الجميع تمكنوا من إنجاز ما عجزت عن إنجازه حكومات لعقود متعاقبة في 15 يوما، وبإمكانيات شحيحة وجهود ذاتية ويدوية، فجزاهم الله خيرا، ونناشد الجهات ذات الاختصاص والمحسنين مساندة هذه المبادرة وإعانة أهلها الفقراء وتخفيف المعاناة عن كواهلهم".
فيما يؤكد منسق مؤسسة بنيان التنموية بالمديرية أمجد بيضان، أن المجتمع في حزم العدين تمكن من تجاوز التحديات والصعوبات حين أبرز دور المشاركة المجتمعية الواسعة في تذليل قساوة التضاريس الجبلية الوعرة وبدوافع ذاتية لم يسبقها توعية أو تحفيز من جهة رسمية أو غير رسمية، فقد قام أبناء عزل وقرى الحزم الأعلى بإطلاق مبادرات رص وتعبيد العديد من الطرق الترابية بجهود وامكانيات مجتمعية خالصة.
ونوه بأن مؤسسة بنيان التنموية برعاية اللجنة الزراعية والسمكية العليا وبالتعاون مع السلطة المحلية والجمعية بالمديرية وشركاء التنمية عززت ذلك الحراك بتدريب وتأهيل كوكبة من خيرة أبناء قرى وعزل المديرية لقيادة المشاركة المجتمعية بالتعاون مع السلطة المحلية والجمعية وفق هدى الله في المجالات الخدمية والصحة الحيوانية والارشاد الزراعي والبحوث والموارد المائية...إلخ.
بدوره أضاف الشيخ محمد مارش علي عبده المجهدي الشرقي: بعون الله وتوفيقه تم تدشين هذه الطريق بمبادرة نفذها أبناء القرى المستفيدة بدون إسناد حكومي أو معونة منظمات، معتبرا ما قام به المجتمع إنجاز عظيم كبير كونه يأتي من مواطنين فقراء.
ودعا الشرقي الجهات ذات الاختصاص والمحسنين إلى إسناد المبادرة بالممكن والمتاح لاستكمال تسوية وتوسيع بعض المنحنيات التي لا تزال تمثل خطورة سير كبيرة، وتتطلب إمكانيات كبيرة.
وثمن جهود أبناء عزلة الشرقي وقرى شعب اليهودي والمغربة والمناطق المجاورة، مشيدا بروح المبادرة لدى المواطنين وقوة العزيمة والإصرار على مواصلة العمل في الطريق بجهودهم وإمكانياتهم الشحيحة، قائلا: المبادرون يستحقون ألف تحية وإجلال، فقد انجزوا هذه المعجزة من رحم المعاناة الكبيرة والإمكانيات الشحيحة.
من جهته، أكد الفارس التنموي بعزلة الشرقي عبد الله علي عبده أن دور فرسان التنمية اقتصر على توعية المجتمع في قرى عزلة الشرقي؛ مغربه ونموق وشعب اليهودي والمعاذر وعق الخنش والمحجر، فكان من مخرجات جلسات التوعية انطلاق أبناء هذه القرى إلى نكف التعاون، وكانت مبادرة إعادة تأهيل هذه الطريق التي توقف السير مدة 17 سنة، نتيجة ما تعرضت له من إهمال وعدم الصيانة الدورية، إضافة إلى قيام المزارعين واصحاب البيوت بتحويل بعض أجزائها إلى مدرجات زراعية أو أحواش للمنازل القريبة.. وأشار إلى أن عملية إعادة الشق والتأهيل استغرقت 15يوما بسواعد 100مبادر يوميا، وقد بلغت التكلفة حوالي 30مليون ريال مبادرة مجتمعية خالصة، مشيرا إلى إعادة شق حوالي 10 كيلومترات من أصل 12 كيلو متراً هو طول الطريق، منوها بأن الطريق تربط بين مديريات الحزم كاملة كما تربط المنطقة بمديرية الفرع وبعض من عزل مديرية العدين، ويستفيد منها بصورة مباشرة أكثر من 500 أسرة.
من جهتهم، قال المواطنون: بادرنا إلى شق الطريق وكانت مغلقة من قبل 17عاما، وبذل الكبار منا والصغار وحتى النساء جهودا كبيرة حتى أنجزنا فتح الطريق وردم الحفر وفك "الطلعات" المغلقة، والحمد لله عبرت من الطريق حتى اللحظة 4سيارات، لافتين إلى أن من أشد المعاناة التي كانوا يواجهونها قبل إعادة فتح الطريق أن كلفة إيصال الكيس البر تصل إلى 5آلاف ريال في نقلة جماعية، وعبر طريق طويلة تستغرق أكثر من 11ساعة، أو بـ3 آلاف ريال على ظهر حمار، والآن انخفضت إلى 1000ريال، مشيرين إلى أن الطريق لا تزال بحاجة إلى الكثير من الإصلاحات.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا