الصفحة الإقتصادية

محافظة الجوف خيار اليمن الزراعي والاستراتيجي لتحقيق الاكتفاء الذاتي

محافظة الجوف خيار اليمن الزراعي والاستراتيجي لتحقيق الاكتفاء الذاتي

محافظة الجوف عاشت عقوداً من التهميش والاهمال، كان القتل والثأرات هي السمة السائدة بين ابنائها، لم تشفع لها ما تكتنزه من ثروات ثمينة في باطنها وعلى تربتها الذهبية،

حاليا بدأ الاهتمام بهذه المحافظة، وعليها يعقد الشعب اليمني آماله في تحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال الاستغلال الأمثل للمقومات الزراعية التي تمتلكها محافظة الجوف..

مقوماتها الزراعية
مدير عام مكتب الزراعة والري بمحافظة الجوف المهندس يحيى داود اشار أن محافظة الجوف تمتلك مقومات زراعية كثيرة منها خصوبة تربتها ومساحتها الزراعية الواسعة بمعنى امتلاكها مساحات زراعية شاسعة خصبة ووفرة مياهها، وتنوع مناخها وتضاريسها، وهو ما اكسبها تنوعاً في زراعتها. مضيفا أن العنصر البشري يعد من مقومات التي تمتلكها الجوف، مشيرا أن المزارع الذي لازال يمتلك العادات والتقاليد والاسلاف والأعراف والموروث الزراعي، وان كل هذه المقومات أضافة الى مقومات أخرى في غير الجانب الزراعي وسميت جوف بمعنى انها تحوي بداخلها ثروات هائلة في باطنها وظاهرها وهذا جعل للجوف أهمية كبيرة في الزراعة، وتعد الجوف سلة غذاء اليمن الشرقية.

الموارد المائية
وأكد المهندس يحيى داود أن محافظة الجوف تمتاز بوفرة المياه، مشيرا أن الجوف تمتلك العديد من الوديان كوادي الخارد، ووادي مذاب الذي تأتيه السيول من جبال نجران وصعدة وصولا الى الجوف، ووادي الجوف العظيم الذي يجمع وديان الجوف ووادي خب والعديد من الوديان الأخرى الرئيسية والفرعية، موضحا أن هذه الوديان جعلت من الجوف خزان مائياً من اكبر الخزانات المائية على مستوى اليمن.

الثورة المائية
واشار يحيى داود أن الثورة المائية والتي تعد احدى الثورات الزراعية، كان لها أثر كبير في الحفاظ على المياه، مؤكدا أن هذه الثورة ساهم فيها المجتمع، مشيرا أن تحقيق اهداف الثورة المائية بمشاركة الجميع الدولة والمجتمع في اصلاح الأودية وشق القنوات وتوزيعها وإنشاء الحواجز والكرفانات يمثل نجاحا كبيرا للقطاع الزراعي .
واشار أن الثورة المائية في الجوف تختلف عن الثورة المائية بالمناطق الجبلية، ومن خلال القيام بهذه الثورة سنبدأ أول لبنات الاكتفاء من الحبوب.

سد الخارد
واوضح مدير مكتب الزراعة والري بالجوف أن سد الخارد له أهمية تاريخية، معتبرا انشاء السد بارقة الأمل للوصول إلى الاكتفاء وانتشال الجانب الاقتصادي.
 وقال: إن ثقتنا كبيرة في القيادة لإنجاز هذا المشروع الاستراتيجي الهام، موضحا أن هذا السد يتطلب مشاركة مؤسسات الدولة والمجتمع والشركات الاخرى نظرا لأهميته وسعته التخزينية وما سيكون له من مردود على المخزون المائي والتوسع الزراعي.
زراعة القمح والحبوب
واشار داود ان الجوف تناسب جميع المحاصيل الزراعية من الحبوب والخضار والفواكه والمحاصيل النقدية النخيل وغير ذلك ، مؤكدا أن الاهتمام الأول تجاه الحبوب بما في ذلك القمح فالجوف لها خصوصية في هذا المجال فهي تتناسب مع زراعة القمح وهناك مساحات شاسعة كبيرة جدا للقمح وهناك مزارع نموذجية بدأت الان تقدر بالهكتارات والكيلو مترات مزارع كبيرة.
 وبين أن المزارع النموذجية والتي تقدر بالكيلوهات حيث تم إدخال طرق الري المحوري التي شجعت المزارعين وكذلك المستثمرين في التوجه نحو الزراعة.
 وقال بفضل توجيهات قائد الثورة السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي واهتمامه في زراعة القمح في الجوف، وكذا توجيهات القيادة السياسية، وجهود اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة والري تم التوجه نحو زراعة القمح والحبوب والذي اثبتت التجارب والابحاث جدوائية زراعة القمح والحبوب في الجوف ومعول عليها  بتحقيق الاكتفاء الذاتي ، وتخفض فاتورة الاستيراد.

مشروع الري الطارئ
وأضاف المهندس داود : " الهدف من هذا المشروع هو الاستفادة من مياه الأمطار والسيول بدلا من وصولها إلى الصحاري دون فائدة" مؤكدا أن المشروع قوبل بترحاب كبير من قبل المزارعين،، حيث تم تنفيذ المشروع بنسبة 15% وتوقف بسبب وإذا هطول الامطار والسيول الكبيرة حيث استمرت لأكثر من شهر وارتوت جميع الأراضي ووصلت الصحاري .

زراعة الصحراء والكثبان
واعتبر المهندس يحيى داود مشروع زراعة الصحراء من أقوى المشاريع التي اطلقت بمعنى مشروع دولة بما للكلمة من معنى ، مشيرا أن هذه المشاريع الجريئة التي لم تنفذ من قبل تبعث أملا للتوجه نحو الاكتفاء الذاتي، مبينا أن المزارعين سابقاً لم يتمكنوا من زراعة أراضيهم بالحبوب، نتيجة السياسات الممنهجة السعوصهيوامريكية التي رسخت فكرة أن الجوف صحراء وغير قابلة للزراعة.
مؤكدا أن فوائد مشروع زراعة الصحراء والكثبان الرملية هي الوصول إلى جميع المزارعين وجمع قاعدة بيانات، وتم استغلال مياه السيول التي تترك دون فائدة وتم الإثبات للجميع بأن الشائعات السابقة عن الجوف الأسفل بأنها غير مناسبة للزراعة وبأن أهلها قطاع طرق، مشيرا أن هذا المشروع  نقل الحقيقة واثبت أن صحاري الجوف هي أراضي زراعية خصبة ، وكانت نتائجها كبيرة، مبينا أن المزارعين استجابوا بشكل كبير لدعوة القيادة للتوسع في زراعة القمح واستغلال موسم الامطار.
وكشف المهندس داود أن المساحات التي زرعت في مشروع زراعة الصحراء قدرت بحوالي من8-9 ألف هكتار ، مؤكدا أنها مساحة قليلة جداً إذا ما قارناها مع المساحة الكلية ، لكنها بالمقابل تعتبر إنجازا كبير خلال مئات السنين لم يحدث هكذا تدخلات.
وأشار أن الانتاجية للهكتار ما بين 6-7 أطنان، وهذا ما يعزز ويشجع من التوجه نحو زراعة القمح والحبوب في الجوف واستغلالها الاستغلال الامثل.

الاستعداد للموسم القادم
 اشار مدير عام مكتب الزراعة بالجوف انه تم القيام بمسح المزارعين، بهدف التوسع في زراعة القمح وتحديد الاحتياجات من البذور والحراثة والديزل، مؤكدا أن من ضمن الاستعدادات للموسم القادم تم توفير كمية من البذور، والاستمرارية في توفير الكميات المتبقية، مشيرا أن العمل جار لتأمين كميات كافية من البذور للأعوام المقبلة، وذلك من خلال الإهتمام بالمزارعين المنتجين للبذور، مؤكدا أن هذا يعد من الأهداف الاساسية التي يسعون إلى تأمينها.
واشار المهندس يحيى داود أنه تم الرفع بالحراثات المجتمعية ليتم التعاقد معها عن طريق وحدة الحراثة بسعر مخفض، مضيفا تم توفير غربال في مديرية المتون وتشغيله، على أن يتم توفير عدة غرابيل أخرى ليتم غربلة البذور، وهناجر تخزين، كذلك فتح نقاط استقبال البذور وغيرها..
وتم إعداد عدد من البرامج الإرشادية للموسم القادم لزراعة القمح..

الجمعيات الزراعية
واشار المهندس داود أن الجمعيات الزراعية هي الحلّ الامثل لإحداث نهضة زراعية كبيرة، مؤكدا توجه ابناء الجوف نحو انشاء، وتأسيس جمعية زراعية سواء كانت متعددة الاغراض او خاصة بمنتجي الحبوب، مبينا أن المزارعين في الجوف شكلوا اربع جمعيات خلال هذه الفترة، وسيتم تشكيل جمعيات في باقي المديريات بإذن الله.

اهمية المجتمع
مؤكدا أن المجتمع شريك اساسي في عملية البناء والتنمية، مشيرا أن الاعتماد عليه في جميع الانشطة والاعمال وإشراكه بشكل رئيسي في بناء الجمعيات الزراعية وفي الارشاد الزراعي يتم عمل مدارس ارشادية، والوقاية والترصد والتوعية كل ذلك يتم عن طريق المجتمع وبمبادرات مجتمعية، مضيفا انه في القريب العاجل سيكون ابناء المديرية هم من سيتكفلون بإنشاء المشاريع ولا يحتاجوا اي تدخل من احد، وسيكونون هم لمخطط و الممول والمنفذ للمشاريع التنموية والخدمية.

 الارشاد الزراعي
وأشاد المهندس داوود أن الارشاد الزراعي يكتسب أهمية كبرى في توجيه وتعليم المزارعين ، معتبرا المرشد الزراعي هو حلقة الوصل بين مراكز الابحاث والمزارع، مؤكدا العمل على ايصال الارشادات والتوعية إلى الكبير والصغير الاستاذ والمهندس النساء والرجال .مشيرا إلى غياب الارشاد الزراعي في السابق، وقال: "نظرا لأهميته فقد بدأ الان التحرك من خلال تشكيل مدارس حقلية وتوعية عن طريق المجالس والجوامع وكذلك الاعلام بمختلف وسائلة".

التسويق الزراعي
 واشار المهندس داوود أن التسويق الزراعي من اهم الحلقات المساهمة في النهوض بالقطاع الزراعي، مؤكدا غيابه عن محافظة الجوف في الفترات السابقة، والذي بسبب هذا الغياب عانى ويعاني المزارع حتى اليوم، مشيرا أن المزارعين يقومون بتسويق منتجاتهم الزراعية إلى صنعاء وصعدة. وهذا ما يسبب من معاناة المزارع وتكبده خسائر كبيرة.
 وقال يحيى داود : " اليوم نبشر المزارعين بقرب افتتاح سوق مركزي في مركز محافظة الجوف فهو الآن في اللمسات الاخيرة، مؤكدا أن هذا السوق ثمرة من ثمار تنفيذ موجهات وتوجيهات القيادة الثورية والسياسية التي تحرص على النهوض بالقطاع الزراعي، و إيجاد خدمات اساسية تعين المزارعين، و تحسن دخلهم وتشجعهم لتوسع في الزراعة ،موجها الشكر للجنة الزراعية والسمكية العليا على الجهود التي تبذل في سبيل النهوض بالقطاع الزراعي في الجوف.

الثروة الحيوانية
واشار يحيى داود أن الثروة الحيوانية هي الرديف للإنتاج النباتي، مشيرا إلى أن محافظة الجوف تمتاز بوجود سلالات ذات قيمة انتاجية عالية، مؤكدا العمل على حمياتها وتنميتها والحفاظ عليها، والاهتمام مستمرا من خلال تدريب عمال الصحة الحيوانية، والقيام بالتوعية والارشاد بأهميتها ومنع ذبح صغار وإناث المواشي، لما لها من اضرار على تنميتها وتكاثرها.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا