الصفحة الإقتصادية

موسم التفاح .. بين وفرة المنتج وغزو التفاح المستورد

موسم التفاح .. بين وفرة المنتج وغزو التفاح المستورد

تمتاز بلادنا بتنوع مناخها وتضاريسها، وهو ما جعلها بيئة خصبة لزراعة شتى انواع المحاصيل النباتية ومنها التفاح، والذي شهدت زراعته توسعا كبيرا وتزايد في كميات الانتاج،

وتنتشر زراعة التفاح في عدة محافظات منها صعدة، ذمار، صنعاء، مأرب، عمران.. ويبدأ موسم التفاح في بلادنا مطلع شهر مايو ويستمر حتى منتصف شهر يوليو.. بينما يبدأ موسم آخر هو الموسم الشتوي والذي يبدأ الازهار في شهر نوفمبر ويستمر إلى نهاية شهر يناير من العام الثاني وخاصة في محافظة صعدة.
المنتج المحلي من التفاح الذي يمتاز بالوفرة والجودة العالية بحاجة الى اهتمام أكثر من خلال تشجيع التوسع في زراعته والعمل على الحد من استيراد التفاح من خارج الوطن.. كثير من التفاصيل نتناولها في سياق التقرير التالي إلى التفاصيل :
ازدهرت زراعة التفاح في محافظة صعدة وتوسعت المساحات المزروعة وزادت كمية الإنتاج من التفاح، حيث احتلت محافظة صعدة المركز الأول من حيث المساحة وكمية الانتاج بين محافظات اليمن التي يزرع فيها التفاح، بنسبة تفوق 95% وتمتاز محافظة صعدة بإنتاج التفاح لموسمين زراعيين، موسم الصيف، والذي يبدأ في مايو، وينتهي في يوليو والآخر موسم الشتاء والذي يبدأ في نوفمبر وينتهي في يناير من العام الماضي وتكون الثمار صغيرة الحجم وصلبة بسبب برود الجو.

مليون شجرة تفاح
وحول زراعة التفاح في صعدة ونسبة الإنتاج أوضح مدير عام مكتب الزراعة بمحافظة صعدة المهندس زكريا المتوكل أن عدد اشجار التفاح في صعدة يصل إلى أكثر من مليون شجرة، وتبلغ المساحة المزروعة حوالى 3300هكتار، اما كمية الإنتاج فتتراوح بين 15 -20 الف طن .. موضحا  أن هناك توسعاً كبيراً في زراعة التفاح حيث وصلت قيمة الشتلة من التفاح إلى ١٣٠٠ ريال بزيادة الضعف عما كانت عليه من قبل، واضاف أن الارتفاع الملحوظ في اسعار التفاح في الفترة الأخيرة كان احد الأسباب التي جعلت المزارعين يتوجهون نحو زراعة التفاح، والعزوف عن زراعة القات.
وأشار الى أن الاصناف التي تزرع في م صعدة هي صنف "عناء" وهو الصنف الاكثر انتشارا في المحافظة وهو صنف بنيته هشة غير مقاوم للصدمات والذي يجعل نسبة الفاقد ما بعد الحصاد تصل 18%.
وقال : "الصنف الآخر هو صنف "عين شامير" والذي يمتاز ببنيته القوية التي تتحمل النقل والتخزين والتعبئة، وطعمه السكري، وهذا الصنف غير منتشر كثيرا مضيفا ان مكتب الزراعة بكوادره يعملون على ادخال اصناف محسنة (عين شامير)، حيث تم زراعة 1800شتلة في مكتب الزراعة واخذ الطعوم من الهيئة العامة للبحوث والارشاد الزراعي، وسيتم توزيعها على المزارعين مجانا "

التوعية والارشاد الزراعي
وحول التوعية والإرشاد الزراعي أكد المهندس المتوكل  بأنه يتم القيام بأعمال التوعية والارشاد للمزارعين عن طريق وحدات الاشراف الفني في مكتب الزراعة في المحافظة والتي وزعت في كل الاسواق للقيام بأعمال التوعية للمزارعين وارشادهم بعدم قطف المحصول قبل نضوجه ، وتعريفهم بطرق القطف والتعبئة الصحيحة ، كما يتم  توزيع البرشورات واللوحات الاعلانية التي تم توزيع اكثر من 40لوحة اعلانية مقاس 2متر في 2 متر حيث تم تعليقها على ابواب الاسواق وتحتوي على ارشادات معاملات ما قبل وما بعد الحصاد، وطرق استخدام المبيدات والأسمدة والاثر المتبقي على المنتج.

التسويق الزراعي
 وعن عملية التسويق اوضح المهندس المتوكل أن التسويق الزراعي احدى الحلقات المهمة التي ترتبط بالزراعة والاهتمام بالتسويق الزراعي سيعزز من جودة المنتج وزيادة الإنتاج مؤكدا أنه تم إقامة عدة دورات في الأسواق بهدف حث رؤوس الاموال والاعمال والمستثمرين في ايجاد معامل فرز وتدريج ومعامل غذائية مثل معامل صناعة مربى وخل التفاح، مؤكدا تم العمل على ايجاد نقطة لشراء التفاح الذي تعرض للصدمات والذي لا تصلح للتصدير، بحيث يتم بيعه للجمعيات النسوية التي تنتج مربى وخل التفاح.
واضاف بالقول : " رغم العدوان والحصار فقد تم العام الماضي تخزين حوالي 200 ألف سله و تم التعميم على كافة الأسواق بضرورة البيع بالوزن، مؤكدا بأنه تم  البدء بالعمل على مراحل في البيع بالوزن، وهو ما سيقلل من الفاقد ما بعد الحصاد والتي يخسرها المزارعون بشكل كبير، بسبب البيع بالسلة والتي لا تنصف المزارعين.

الصعوبات والعوائق
وعن الصعوبات التي تمثل تواجه الإنتاج المحلي من التفاح اشار المهندس المتوكل أنها كثيرها ومن أهمها :
- اغراق الاسواق اليمنية بالتفاح المستورد، والذي يعتبر من المعوقات التي تعيق المزارعين.
- عدم توفر شتلات محسنة من صنف "عين شامير" السكري.
- عدم تفعيل الزراعة التعاقدية مع التفاح، رغم مطالبة منتجي التفاح بذلك..
وتعتبر شجرة التفاح من عائلة الأشجار الوردية التي لها قيمة غذائية كبيرة، حيث يشتهر التفاح بفوائده الصحية العظيمة “فهو غني بمضادات الأكسدة والفيتامينات B -C المركبة، والمعادن الضرورية والألياف الغذائية.

المناخ المناسب
المناطق المعتدلة والباردة من أفضل المناطق لزراعة التفاح إذ تحتاج شجرة التفاح لمتوسط درجة حرارة تتراوح بين 20.5- 17.7 مئوية .
وتنتج شجرة التفاح خلال 3-2سنوات من عمرها ويصبح انتاجها اقتصاديًا في السنة الرابعة والذي يغطي المنتج تكاليف الانتاج ويوفر للمزارع الربح.. وبهدف التوسع في زراعة التفاح حتى تحقيق الاكتفاء الذاتي منه، يتطلب من الجهات المختصة أن تولي جلّ اهتمامها بمحصول التفاح وتشجيع زراعته ودعم المزارعين بالشتلات المحسنة من الصنف السكري، وايجاد سياسة تسويقية تعمل على جودة المنتج وزيادة الإنتاج، وايجاد ثلاجات تخزينية كبيرة، وتشجيع رجال المال والاعمال للتوجه نحو تسويق التفاح وانشاء معامل غذائية، ويبقى التفاح المستورد هو المعضلة والعائق امام المنتج المحلي من التفاح ويتطلب منع استيراد التفاح نهائيا والزام التجار بشراء المنتج المحلي والعمل على تنظيفه وتغليفه وتخزينه بالطرق الصحيحة كما هو حاصل مع التفاح المستورد، وهذا ما سيعمل على تشجيع المزارعين للتوسع في زراعة التفاح بشكل  كبير .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا