أخبار وتقارير

عملية الـ 7 من أكتوبر.. نقطة تحول استراتيجي لتحرير فلسطين وتطهير ثالث الحرمين

عملية الـ 7 من أكتوبر.. نقطة تحول استراتيجي لتحرير فلسطين وتطهير ثالث الحرمين

مثل انبلاج فجر السابع من أكتوبر بداية لمرحلة جديدة من مراحل النضال والجهاد ضد أطول واقذر احتلال عرفته البشرية عبر مراحل التاريخ .. نقطة التحول الاستراتيجي والصحوة التي انعشتها عمليات طوفان الأقصى أرخت لتاريخ جديد من التحدي والصمود والاستبسال في وجه الاحتلال الصهيوني الغاصب

الذي مثل بداية النهاية للصهيونية وخطرها الداهم على العرب والمسلمين ورغم بشاعة الإجرام والإبادة الجماعية التي طالت عشرات الألاف ما بين قتيل وجريح ومفقود من سكان قطاع غزة إلا ان فتيل عملية طوفان الأقصى قد أجج المشاعر وألهب حماس الثوار في الشعوب الحرة يتصدرهم في ذلك يمن الإيمان والحكمة بمواقفه المشرفة اسنادا ودعما لغزة ومظلومية الشعب الفلسطيني الذي خذله الجميع وكان اليمن ولايزال هو السند والعون بعمليات عسكرية لا تنقطع وصوت جماهيري مسموع أكد للعالم اجمع أن القدس والأقصى الشريف هي قضية كل عربي ومسلم وحر في هذه المعمورة..

قراءة وتحليل / ناصر الخذري
لم يعهد أبناء الوطن العربي والإسلامي حالة الضعف والصمت المريب الذي خيم على أنظمة وشعوب الدول العربية بهذا الشكل المخزي منذ نكبة 1948م ولكن تبقى الثقة بنصر الله والعزم والإرادة القوية لدى المؤمنين من عباد الله الصالحين هي الوقود الذي يحرك الطاقات ويجعل من أولئك القلة المؤمنة تنتصر على أعتى جيوش مدججة بأحدث الأسلحة الفتاكة والمدمرة للأرض والإنسان.. قال تعالى: {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ}.

الإنجاز والإعجاز
يتجلى مصداق قول الله تعالى في الإنجاز والإعجاز الذي يحققه المرابطون في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس من شعب الجبارين الأحرار الذين صمدوا أمام جرائم الإبادة قتلا بالأسلحة المحرمة وبالتجويع الذي انتهجته العصابات الصهيونية والأمريكية بدعم أوروبي وغربي كبير وصمت وخذلان عربي يبعث على الحزن والاسى عن الحال الذي وصلت اليه أمة الإسلام تجاه مقدساتهم وتجاه إخوانهم في الدين والعروبة من مأسي ووضع انساني كارثي وموت ودمار بشكل يومي وتطهير عرقي على ايدي المحتلين الذي تم تجميعهم من اشتات الأرض ليدنسوا مسرى الرسول واولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

كشف الأقنعة
مذابح فظيعة يرتكبها الاحتلال الصهيوني ومرتزقته بحق سكان قطاع غزة وبالقصف المباشر للمساكن وتجريف للمقابر ودهس للنازحين بجنازير الدبابات وحرق لبيوت الله وتسميم للمياه وتلويث لقطاع غزة بالكيماء ودخان الغازات السامة للأسلحة المحرمة كل هذه الفظائع المروعة لم تؤثر في عقول وقلوب قادة الأنظمة العربية والإسلامية الذين خيم عليهم الصمت وبلعوا السنتهم وتباينت مواقفهم ما بين البيانات الركيكة والمطالبات والاستجداء لأمريكا ووزير خارجيتها الذين قام ببضع جولات مكوكية بين عواصم دول الخليج لبحث مسارات التطبيع مع كيان العدو فيما أبناء وأطفال غزة يموتون جوعا وخنقا وحرقا بأسلحة الدمار الشامل الأمريكية التي تسند جيش الاحتلال بجسر جوي لنقل مئات الأطنان من الأسلحة والمعدات العسكرية وعلى الجانب الآخر يواصل من هم محسوبون على العرب والمسلمين مد الكيان الغاصب بالمساعدات في جسر بري لا يقل أهمية عن الجسر الجوي الأمريكي.

تداعيات الأحداث
التطورات المتسارعة التي شهدتها المنطقة والعالم عقب السابع من أكتوبر وضعت كيان الاحتلال الصهيوني وداعميه وعلى راسهم أمريكا في موقف صعب وزاوية ضيقة يصعب عليهم الخروج منها مهما أمعنوا في سفك الدماء وانتهاك الحرمات ونهب الممتلكات في فلسطين بشكل عام وفي غزة بشكل خاص, وقد مثلت معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس التي يخوض غمارها شعب الإيمان والحكمة بجماهيره الوفية وجشيه المؤمن القوي نقطة تحول أخرى الى جانب معركة طوفان الأقصى لتمثلان بالفعل توأمان للمجد والسؤدد وإعادة الاعتبار للأمة العربية والإسلامية بعد أن خيم عليها غبار الذل لعقود من الزمن تحت هيمنة وغطرسة الأمريكان والصهاينة الذين يهولون ويروجون "للقوى العظمي والجيش الذي لا يقهر" لتكشف عمليات طوفان الأقصى ومعركة الفتح الموعود مدى هشاشة وجبن وضعف هذه الجيوش الكرتونية التي لا تقاتل إلا من وراء جدر كما وصفهم بذلك الله سبحانه وتعالى في كتابة الكريم قال تعالى: (لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون).

الدعم الأمريكي
لولا أمريكا ودخولها بشكل مباشر بالقتال الى جانب جيش الاحتلال في المعارك التي دارت بين الاحتلال والجيوش العربية لأصبح المحتل في خبر كان وهناك شواهد كثيرة في حرب الـ6 من أكتوبر عام 1973م التي انتصر فيها الجيشان المصري والسوري على كيان الاحتلال وتم تحرير سيناء وجد العرب انفسهم بعد انسحاب الاحتلال يقاتلون الجيش الأمريكي وجهاً لوجه ناهيك عن الجسر الجوي المستمرة الذي اسهم في انقاذ ما تبقى من جيش الاحتلال الصهيوني, كثيرة هي المواقف الداعمة للاحتلال الصهيوني منذ ما قبل النكبة وصولا إلى اليوم فمن الدعم في المحافل الدولية سياسيا تتواصل آلية الدعم الأمريكي التي وجد المحتل نفسه متكئا عليها منذ اتفاقية كامبل مرورا باتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور والدعم البريطاني والامريكي المستمر.. كل هذا الدعم اللامحدود جعل من الاحتلال الصهيوني يتمادى ويشن غارات على سورية ولبنان ومصر ويحتل أجزاء من أراضيها الى جانب الأراضي العربية الفلسطينية, ولو نظرنا للاحتلال الصهيوني واعدادهم والمساحة الجغرافية الضيقة التي يحتلونها فإنها لا تؤهلهم لشن كل هذ الغارات والحروب وإنما أمريكا بثقلها السياسي والعسكري والدول التابعة هي من تخوض الحرب وتمول كلب حراستها في الشرق الأوسط (إسرائيل) كما وصفها بذلك الشهيد الراحل ياسر عرفات رحمه الله.

تضليل الرأي العام الغربي
حيال الجرائم المروعة انتهجت الصهيونية العالمية بأجندتها وأدواتها في مختلف دول العالم سياسة التضليل عما يدور في قطاع غزة من مجازر وانتهاك وقتل للأطفال وأغتصاب للحرائر وبشكل مواز للمذابح وانتهاك الحرمات تواصل وسائل الإعلام الاستعماري شن حربها الإعلامية بنشر الشائعات وفبركة الصور بهدف تضليل الرأي الغربي الذي يحسبون له ألف حساب أما الرأي العام العربي فلا يبالون به لأنه اصبح في سبات عميق ولم تهزه الاحداث والدماء وانحرف مساره نحو الترفيه ومتابعة قضايا ثانوية لا قيمة لها.

الإعلام المقاوم
وعلى الرغم من هذا التضليل وحرب الدعاية السوداء التي القت بضلالها على الكثير في المجتمع الغربي إلا أن جبهة الإعلام المقاوم والنشطاء الاحرار في الوطن العربي والإسلامي والعالم بشكل عام استطاعوا إيصال الصورة بحقائق موثقة عن جرائم الاحتلال الدموية وكشفوا زيف وتضليل الإعلام الاستعماري والإعلام التابع له الذي يبرر جرائم الاحتلال ويحاول تشتيتها بين فصائل المقاومة بهدف تجميل صورة المجرمين القتلة امام الراي العام الغربي كما أسلفنا.

سياسة القتلة
أتاحت أمريكا وقتاً زمنياً أكثر من اللازم لما يقارب النصف عام لعل الاحتلال الصهيوني يحقق أي من أهدافه التي سبق وان أعلن عنها لكنها لم تتحقق رغم كثافة القصف والتدمير والتهجير القسري للأصلاء من سكان غزة وبعد فشل وهزيمة جيش الاحتلال لجأت أمريكا الى المراوغة والمزايدة بمأساة سكان قطاع غزة لتستخدمها ورقة انتخابية لكسب شعبية بين المتنافسين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي واللجوء أيضا الى التراشق الإعلامي بين بايدين ونتنياهو في لعبة مفضوحة ومكشوفة سبق وان تمت قصص هوليودية كثيرة من هذا النوع فكيف لعاقل ان يصدق حرص أمريكا على مساعدة جوعى سكان قطاع غزة بوجبات خفيفة من الجو وبناء رصيف بحري امام شواطئ غزة فيما معبر رفح تتكدس أمامه مئات الشاحنات الممنوعة من الدخول لسكان القطاع المحاصرين, إنه استخفاف بالعقول ومراوغة ولعب على الوقت لمنح الاحتلال الصهيوني المزيد من الوقت للقتل والتهجير والتدمير ليكون امام سكان قطاع غزة خيارات الهجرة الطوعية إلى أوروبا عبر الرصيف العائم في البحر المتوسط امام ميناء غزة.

مجلس الأمن تحت الهيمنة
بعد المناورة السياسية والإعلامية ودموع التماسيح والأسف الكاذب الذي تبديه أمريكا عقب كل مذبحة وجريمة صهيونية امتنعت أخيرا عن التصويت لصالح قرار مجلس الأمن رقم 2728 الذي صدر يوم الإثنين 25 مارس/آذار 2024م والذي يقضي بوقف إطلاق النار الفوري في قطاع غزة الذي قدمته الدول العشر غير دائمة العضوية وتم التصويت عليه من قبل أعضاء مجلس الأمن الـ14، دون أي معارضة، لكن الولايات المتحدة امتنعت عن التصويت. ولم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد القرار، ما اعتُبر "توبيخاً" لإسرائيل وكانت الولايات المتحدة قد استخدمت في السابق حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة مشاريع قرارات لمجلس الأمن وامتنعت مرتين عن التصويت منذ السابع من أكتوبر من العام المنصرم.
هذ القرار الذي رأى فيه البعض تطورا مهما إلا أن الواقع المليء بنقض الوعود وعدم الالتزام من قبل الاحتلال الصهيوني بالقرارات الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة والمنظمات والأجهزة التابعة للأمم المتحدة منذ نكبة 48م وحتى اليوم هو ديدن هذا المحتل الجبان الذي لا تردعه إلا القوة لأن قرارات مجلس الأمن تبقى غير ملزمة لإسرائيل وهذا ما يجعلها تتمادى وتتطاول حتى على مجلس الأمن والأمم المتحدة التي وصفت امينها العام غوتيشرش والمصوتين على مشروع القرار بمعاداتهم للسامية.
ليبقى مجلس الأمن والأجهزة الأخرى مجرد أدوات وسوط بيد الدول الخمس دائمة العضوية وعلى رأسها أمريكا التي باتت تهمين على القرار العالمي كقطب أوحد منذ انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991م.
ولذلك فقد بات هذا المجلس فاقدا لعمله تمارس من خلاله امريكا سياسة الكيل بمكيالين حيال كثير من الاحداث فعندما تتعارض القرارات مع مصالحها ومصالح ربيبتها إسرائيل فإنها لا تلقي لها بالا وتراوغ وتلعب لعبتها القذرة على السياسة الدولية التي تتماشى مع التوجه الأمريكي الهادف الى تقديم الدعم الدبلوماسي الى جانب المشاركة المباشرة في جرائم الإبادة الصهيونية التي ترتكب اليوم امام مرأى ومسمع من العالم المكبل بقيود الذل والهوان والتعامي عن ابشع مجزرة مروعة تباد فيها الإنسانية والعالم الذي يدعي التحضر اصم أبكم لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم.

تصعيد المقاومة
القوة وتصعيد المقاومة هي السبيل الوحيد لاستعادة الأراضي المحتلة وتطهيرها من دنس المحتل الصهيوني فالوهم السياسي بحل الدولتين وتحقيق السلام مع العدو الصهيوني سراب ووهم وهناك حقائق عن السلام المحاصر في قطاع غزة واريحا والضفة الغربية منذ اتفاقيتي كامب ديفيد وأوسلو اللتين لم يتمخض عنهما سوى المزيد من التوسع الاستيطاني وتهويد القدس وفرض مزيد من القيود على حركة الفلسطينيين من خلال بناء الحواجز وعزل غزة عن الضفة والمدن والبلدات المحيطة بالقدس الشريف.
وهنا تدرك المقاومة جيدا ويدرك معها كل احرار العالم أن القوة هي من تصنع السلام وما سواها مجرد تعويم وأوهام تروج لها أمريكا بهدف كسب مزيد من الوقت لتحقيق اهداف المحتل البغيض وفي هذا السياق قال الزعيم الراحل جمال عبدالناصر مقولته المشهورة: "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".

صمود الرجال
فتحت عملية طوفان الأقصى ومعركة الفتح الموعود المجال واسعا لمتغيرات جديدة ووضعت امام العالم واقعاً جديداً أن القوة والاستبسال والدفاع عن الأرض ضد المحتلين حق مشروع وأن كثافة القصف والتدمير وبشاعة الاجرام مهما بلغت فإنها لن تؤثر ولن تنال من عزائم وصمود الرجال البواسل في قطاع غزة الذين كان ولايزال صمودهم أقوى من أسلحة الإبادة الأمريكية بما يتحقق اليوم وسط الحصار الخانق في قطاع غزة من انتصارات وبطولات الحقت بجيش الاحتلال الهزائم الماحقة والبسته ثوب الذل والخزي وجعلت من أسلحته الحديثة أهدافا سهلة لقذائف الياسين والتي بي جي وقناصة الغول وصواريخ واسلحة المقاومة وطائراتها المسيرة التي باتت تمثل كابوسا ورعبا لا يفارق الاحتلال وجيشه الذي اصبح أكثر من ثلثيه مصابين بالحالات النفسية والعصبية.

هدف وغاية
خفتت كثير من الأصوات وتلاشت الكثير من المسميات التي كان لها شعارات براقة لنصرة الأقصى الشريف، وحدها سواعد الرجال الصامدة في قطاع غزة المسنودة بالحاضنة الشعبية والمدد والاسناد العسكري من جبهة اليمن القوية بالدرجة الأولى تخوض معا معركة الدفاع عن ثالث الحرمين وعن مظلومية الشعب الفلسطيني المقاوم للظلم والطغيان والاحتلال الإرهابي الصهيوني الجبان, ولأن المرابطين في قطاع غزة ينطلقون من اجل هدف سام وغاية نبيلة هي تحرير الأرض والدفاع عن مقدسات الأمة فإنهم منصورون بإذن الله تعالى مهما بلغت التضحيات ومهما امعن العدو في غيه وبشاعة جرائمه فإنها تضحيات تهون في سبيل الله وفي سبيل تحرير ثالث الحرمين وأولى القبلتين.

الرهان على الشعوب
تتوهم سطلة الاحتلال الصهيوني وقيادة البيت الأبيض أنهما بمسار التطبيع الذي هرول اليه للأسف قادة عدد من الدول العربية ستوفر الأمن وحاضنة شعبية في تلك الشعوب التي طبعت قياداتها مع كيان العدو المحتل, إلا أن مساعيها خابت وفشلت بفضل الله ويقظة الشعوب الحرة المقموعة وها هي الشعوب تكسر حاجز الخوف بدءا من الأردن الذي يشهد مظاهرات غاضبة بصورة مستمرة ضد جرائم الإبادة التي يرتكبها العدو الصهيوني وهذا ما يجعل الأمل معقودا بعد الله على يقظة الشعوب التي ستثور حتما على الأنظمة العميلة التي خانت القضية الفلسطينية وباعتها بثمن بخس للبقاء في كرسي الحكم خدمة للمحتل والمتاجرة بقضايا الأمة العربية والإسلامية.. حتما ستثور الشعوب وتخلع الأنظمة العميلة قريبا بإذن الله.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا