أخبار وتقارير

من المحيط الهندي إلى رأس الرجاء الصالح اتساع نطاق العمليات والحظر للملاحة الإسرائيلية

من المحيط الهندي إلى رأس الرجاء الصالح اتساع نطاق العمليات والحظر للملاحة الإسرائيلية

دشنت القوات المسلحة مرحلة جديدة من مراحل التصدي والمواجهة المفتوحة مع أمريكا وحلفها البحري المنهزم الذي يأتي على رأسه بريطانيا وغيرها من الدول المنجرة دوما في الذيل الأمريكي,

وقد بدأت هذه المرحلة الواسعة بتنفيذ عدد من الضربات النوعية الموجهة ضد سفن بريطانية وإسرائيلية ومدمرات أمريكية في خليج عدن والمحيط الهندي لتؤكد بذلك توسيع مجال الحظر المفروض على كيان العدو الصهيوني بمنع مرور كافة السفن المرتبطة به في ظل استمرار الاحتلال الصهيوني بإرتكاب المذابح بحق المدنيين المحاصرين في قطاع غزة وأيضا استمرار العدو الأمريكي والبريطاني بشن غاراته الجوية السافرة على بلدنا في عدد من المحافظات.. وردا على كل هذه الانتهاكات والفظائع والتصعيد والتعنت الأمريكي أكد بيان القوات المسلحة اليمنية الباسلة الذي تلاه المتحدث الرسمي العميد يحيى سريع بأن المجال البحري في المحيط الهندي وجنوب افريقيا وطريق رأس الرجاء الصالح بات محظورا على مرور السفن الإسرائيلية والمرتبطة بكيان العدو.. تفاصيل أكثر في سياق التقرير التالي:

ناصر الخذري
وسط حضور مليوني وزخم شعبي وهتافات مؤيدة للقوات المسلحة ودورها المساند لقطاع غزة ونصرة الشعب الفلسطيني.. أعلنت القوات المسلحة في بيان لها الجمعة 5 رمضان الجاري عن استهداف سفينة إسرائيلية ومدمرة أمريكية في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ البحرية، والطائرات المسيرة، وتنفيذ ثلاث عمليات ضد ثلاث سفن إسرائيلية وأمريكية في المحيط الهندي بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة والطائرات المسيرة وقد حققت العمليات أهدافها بنجاح.
وأوضح البيان الذي ألقاه المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع أن القوات البحرية نفذت عملية استهداف لسفينة pacific 01 الإسرائيلية في البحر الأحمر وذلك بعددٍ من الصواريخ البحرية المناسبة.
وبين العميد سريع أن سلاح الجو المسير نفذ عمليةَ استهداف مدمرة أمريكية في البحر الأحمر وذلك بعدد من الطائرات المسيرة وقد حققت العملية أهدافها بنجاح.
مؤكدا بدء توسيعِ نطاقِ العمليات العسكرية ضدَّ السُّفُنِ الإسرائيليةِ أوِ المرتبطةِ بالإسرائيليِّ أوِ المتجهةِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلةِ لتشملَ المحيطَ الهنديَّ طريقَ رأسِ الرجاءِ الصالح، محذرة كافة السفن بعدم المرور من طريقِ رأسِ الرجاءِ الصالحِ، ما لم فإنَّها ستكونُ هدفاً مشروعاً لها.
وأضاف العميد سريع: "تنفيذاً لتوجيهاتِ السيدِ القائدِ عبدِالملكِ بدرِ الدينِ الحوثيِّ "يحفظهُ اللهُ" في الانتصارِ لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ الذي يتعرضُ للعدوانِ والحصارِ في قطاعِ غزة، واستجابةً لنداءاتِ أبناءِ الشعبِ اليمنيِّ وكلِّ أحرارِ الأمةِ، بدأتِ القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ وبعونِ اللهِ تعالى في توسيعِ نطاقِ عملياتِها ضدَّ السُّفُنِ الإسرائيليةِ أوِ المرتبطةِ بالإسرائيليِّ أوِ المتجهةِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلةِ لتشملَ المحيطَ الهنديَّ طريقَ رأسِ الرجاءِ الصالح".
وقال العميد سريع: "إنَّ القوات المسلحة اليمنيةَ تحذرُ كافةَ السُّفُنِ الإسرائيليةِ أوِ المتجهةِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلةِ أوِ القادمةِ منها بعدمِ المرورِ من طريقِ رأسِ الرجاءِ الصالحِ، ما لم فإنَّها ستكونُ هدفاً مشروعاً لقواتِنا المسلحةِ.
موضحا إنَّ القوات المسلحة اليمنيةَ لن تتوقفَ عن منعِ الملاحةِ الإسرائيليةِ أوِ المتجهةِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلةِ في البحرينِ الأحمرِ والعربيِّ وكذلكَ المحيطِ الهنديِّ إلا عندَ إيقافِ العدوانِ ورفعِ الحصارِ عن إخوانِنا في قطاعِ غزة.

استهداف سفينة أمريكية
وكانت القوات المسلحة قد أكدت في بيان لها الثلاثاء 2 رمضان عن استهداف سفينة أمريكية في البحرِ الأحمرِ بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة.
وأوضحت القوات المسلحة أن القواتُ البحريةُ نفذت عملية الاستهداف للسفينةِ Pinocchio)) وكانتِ الإصابةُ دقيقةً، وذلك بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة.

دلالات وأبعاد
حمل البيان التاريخي للقوات المسلحة الذي صدح به العميد يحيى سريع من وسط الجماهير المليونية بالعاصمة رسائل هامة للداخل والخارج من أبرزها :
توسيع نطاق الاستهداف لسفن العدو الإسرائيلي وحظر الملاحة عبر رأس الرجاء الصالح قد دخلت حيز التنفيذ وأن قادم الأيام يحمل مفاجآت كبيرة للعدو إن تمادى في غيه وواصل طغيانه
إن القوات المسلحة مسنودة بقاعدة شعبية عريضة وتأييد واسناد مستمر يخول لها مواصلة تنفيذ العمليات العسكرية نصرة لغزة ومظلومية الشعب الفلسطيني والرد على الانتهاك السافر للسيادة اليمنية من قبل أمريكا وادواتها .
إن الإسناد والالتفاف الشعبي الواسع حول القيادة والقوات المسلحة يؤكد صعوبة اختراق العدو لهذا الشعب المتمسك بقيمه ودينه وقضايا الأمة العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية
التأكيد بأن القوات المسلحة بعملياتها الأخيرة المنفذة ضد عدد من الأهداف المعادية في المحيط الهندي تمتلك من القدرات الدفاعية والهجومية ما يمكنها من تحقيق الأهداف المعلنة بمنع الملاحة الإسرائيلية في المحيط الهندي وجنوب افريقيا ورأس الرجاء الصالح
التأكيد على ان التفوق والتطور التقني والعسكري الذي وصلت اليه القوات المسلحة اليمنية في رصد الأهداف المعادية وتوجيه الضربات المحكمة لها بدقة عالية وتحييد أنظمة الدفاع الذاتي للمدمرات الحربية والطائرات الامريكية من اكتشاف أو صد الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية أعطى اليمن وقواته المسلحة بعدا استراتيجيا في المستويين العسكري والسياسي بجعله لاعبا رئيسيا ومؤثرا في المنطقة والعالم .
أن الحل الوحيد لوقف العمليات العسكرية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي مرهونا بوقف العدوان والحصار الإسرائيلي على قطاع غزة والشعب الفلسطيني .

تفاعل واسع
تفاعل كثير من الناشطين والكتاب العرب مع الخطوة المعلنة من قبل قائد الثورة بمنع مرور السفن الإسرائيلية عبر راس الرجاء الصالح وكذلك العمليات النوعية التي اكدها بيان القوات المسلحة باستهداف سفن إسرائيلية ومدمرة أمريكية في خليج عدن والمحيط الهندي وعبر الناشطون عن الفخر والإعتزاز بهذا الموقف المشرف الذي تصدره اليمن في الدفاع عن مظلومية الشعب الفلسطيني المحاصر والمذبوح في قطاع غزة على ايدي ابشع احتلال دموي عرفه تاريخ البشرية.
حيث قال الكاتب الفلسطيني راسم عبيدات ضمن مقال له نشرته رأي اليوم: "القرار اليمني بالذهاب بهذه المعركة الى مدايات ابعد من حدود جغرافيا اليمن الإقليمية، هذا التحوّل بما يحمله من عناوين للتحدّي مع الهيمنة الأميركية على مساحة أبعد من المدى الوطني اليمني، يضع الأميركي أمام استحقاقات صعبة، حيث الخيارات بين الذهاب لحرب كبرى لم يكد الأميركي يخرج من أقل منها خطورة في أفغانستان تجنّباً للخسائر، وبين التعايش مع حرب استنزاف تُسقط هيبته وصورة الردع التي يحرص عليها، أو الذهاب للإسراع بالخطوات التي يملك القدرة عليها والتي تضمن نهاية العدوان والحصار على غزة."
في حين أشار الكاتب نزار القرشي في مقال له أيضا بأن اليمن تجاوز القدرات الإسرائيلية بما يمتلكه من قدرات نوعية في أنظمة التسليح ومنها القوة الصاروخية ودقة إصابة الأهداف المعادية.

المفاجآت تدخل حيز التنفيذ
الضربات التي طالت سفنا إسرائيلية وأمريكية في المحيط الهندي أكد مراقبون ومحللون عسكريون وسياسيون انها تمثل الخطوة الأولى من المراحل التي ستعقبها في استهداف كل السفن المرتبطة بالاحتلال الصهيوني التي تحاول المرور عبر رأس الرجاء الصالح بعد أن تم الإغلاق التام لباب المندب امام الملاحة الصهيونية وفشل وعجز الحلف الأمريكي عن تقديم أي حماية لها بعد أن أصبح أيضا عاجزا عن حماية نفسه من الصواريخ والمسيرات اليمنية التي اخترقت منظومة الدفاع الجوي الأمريكي واربكت القوات البحرية الامريكية والبريطانية بشكل غير مسبوق.

تطور مستمر
بشكل متسارع وتطور لافت أظهرت القوات المسلحة اليمنية خلال خوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس اسنادا لغزة قدراتها العسكرية بشقيها الدفاعي والهجومي بمختلف أسلحة الردع الاستراتيجي من القوة الصاروخية والطائرات المسيرة والغواصات الحربية والصواريخ البحرية أيضا التي حيدت أنظمة الكشف والرصد الجوي والراداري للعدو وحيرت البنتاغون وحلف أمريكا البحري في هذه المعادلة التي جلعت أمريكا تتجرع الهزائم بصمت ونكران لـي ضربات موجعة تطال سفنها في محاولة لحفظ ماء الوجه ومعنويات "جيش القوة العظمى".

الجيوبوليتك
من أهم الأوراق التي تعطي الدول مكانة وأهمية على المستوى الجغرافي والسياسي هو الموقع الذي تعرفه الجغرافيا السياسية بالجيوبوليتك (الأرض وعلاقتها بالسياسة) وهو ما يحصل اليوم من الاستغلال الأمثل للموقع الجغرافي لليمن الذي يتحكم على مضيق باب المندب والذي يعد من أهم الممرات الملاحية في العالم وكذلك الجزر الاستراتيجية الحربية التي لا تقل أهمية عن باب المندب وقد برزت هذه الأهمية من خلال إغلاق باب المندب أمام الملاحة الإسرائيلية واستخدام هذه السلاح الطبيعي الاستراتيجي كورقة ضغط قوية على الاحتلال الصهيوني لوقف جرائمه الفظيعة بحق المدنيين في قطاع غزة, ولكن تمادي العدو ودخول أمريكا على خط المواجهة في اسناد إسرائيل جعل من اليمن توسع من دائرة الاستهداف التي شملت حاليا المحيط الهندي وطريق راس الرجاء الصالح.
وحيال هذا التطور النوعي في الموقف وإستغلال اليمن لموقعه الجغرافي بخنق كيان العدو الصهيوني أدركت أمريكا خطورة الوضع على كيان العدو الذي ظهرت مطامعه بمنطقة البحر الأحمر منذ وقت مبكر عقب احتلال منطقة ام الرشراش (إيلات) فلجأت الى عسكرة البحر الأحمر في إطار توسيع تواجدها في هذه المنطقة الحيوية من العالم, ولكن قدرة القوات المسلحة على تطويع الجيوبولتيك وربطها بمصالح الأمة ومنها قضية فلسطين وكسر الحصار والعدوان الجائر عليها جعل العالم امام حقائق جديدة أن قوة صاعدة في اليمن قد امتلكت زمام المبادرة واستخدمت حقها الجغرافي والعسكري والسياسي بما يخدم البعد القومي اليمني والعربي في آن معا وفق الأطر والقوانين الدولية التي تعطي الدول البحرية حق السيادية على مياهها الإقليمية وصد كل المخاطر التي تحدق بها ومنها السفن الحربية التي تهدد أمنها البحري.
وبقدرات عسكرية بحرية وجوية وبرية متقدمة استطاع اليمن ان يحكم قبضته على المياه الإقليمية اليمنية ويحرسها من المرور البحري غير الآمن الذي يهدد السيادة ويضر بالثروة الوطنية من نهب النفط وجرف الأسماك اليمنية أو الاعتداء على السيادة البحرية بالسفن الحربية والمدمرات, وفي إطار حق الرد المشروع الذي كفله القانون المحلي والدولي للبحار والمحيطات تواجه القوات المسلحة اليمنية وتخوض اشرس معركة بحرية مشتركة ضد التواجد غير المشروع لأمريكا وبريطانيا في المياه الإقليمية اليمنية في إطار الدفاع عن السيادة ونصرة لغزة ومظلومية الشعب الفلسطيني وبهذا استطاعت اليمن ان تطبق الجيبوبوليتك والنظريات الجوية والبرية والبحرية على الواقع العملي بالقوة المتواجدة في ارض الميدان وفي المياه والجزر لتؤكد بذلك أن من يملك الجو لا يمكنه السيطرة على البر ما لم تكن قواته قد وصلت اليه.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا