أخبار وتقارير

وقفة مع الخطاب التعبوي لقائد الثورة

وقفة مع الخطاب التعبوي لقائد الثورة

الخطاب الاستراتيجي والتعبوي الأسبوعي لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي تضمن الكثير من الرسائل الهامة التي تستدعي من المتابع والقارئ الحصيف الوقوف عندها وقراءة ما بين السطور من أبعاد ودلالات شملت مختلف الجوانب على المستويات السياسية والعسكرية والأخلاقية تجاه كثير من قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

مدير التحرير

بشكل موجز نقدم قراءة موضوعية لأبرز الرسائل التي تطرق لها قائد الثورة ولامس من خلالها الواقع واستشرف المستقبل في خطابه الذي شمل التطورات والأحداث التي تشهدها فلسطين والمنطقة العربية والدولية في ظل المؤامرة الاستعمارية الصهيونية القديمة- الجديدة التي تقودها أمريكا وخاضت حروبا مدمرة ضد الشعوب العربية والإسلامية في إطار حماية الصهيونية العالمية ودعمها سياسيا وعسكريا واقتصاديا.

العدو الحقيقي للأمة
النظامان الأمريكي والبريطاني المتعاقبان على مدى قرون من الزمن كانا ولا يزالان هما العدو التاريخي للعرب والمسلمين بما أقدما عليه من احتلال ونهب لخيرات الشعوب وكذا دورهما في احتلال فلسطين وتمكين العصابات الصهيونية من التوسع فيها ودعمها على المستويات العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية وإجهاض أي مشروع دولي أو قرار أممي يدين الاحتلال الصهيوني .
ولذلك فقد وجه قائد الثورة البوصلة نحو أمريكا وبريطانيا اللتان لولاهما لما تجرأت إسرائيل على ارتكاب كل هذه الفظائع بحق المدنيين في قطاع غزة .

مواقف مشرفة
جرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة أثارت الغضب العارم لدى مختلف شعوب العالم بما في ذلك أمريكا وبريطانيا رغم مواقف أنظمتها الداعمة لكيان الاحتلال، وتباينت حيال جرائم القتل التي استخدمت فيها إسرائيل مختلف وسائل الإبادة من القصف والتدمير والتجويع مواقف شعوب ودول عدة، وفي هذا السياق أشاد السيد القائد بمواقف جمهورية جنوب أفريقيا والبرازيل وكولومبيا وفنزويلا التي كان لها أثر كبير في مقارعة الاحتلال الصهيوني سياسيا وتعريته أمام العالم .
وعلى النقيض من ذلك تساءل قائد الثورة عن خذلان وضعف قادة الأنظمة العربية وخصوصا المطبعة مع العدو التي لم تتخذ أي موقف حتى على المستوى السياسي بنصرة غزة والوقوف في وجه الاحتلال الصهيوني وجرائمه الفظيعة.
وفي سياق استنكاره لمواقف صمت قادة الأنظمة العربية وخذلانها المخزي للقضية المركزية للأمة العربية وجه قائد الثورة عددا من الرسائل للحكام العرب ومنها أن المقاومة في قطاع غزة هي الخط الأول للدفاع عن الشعوب العربية وأن خذلانها سيعود بالعواقب الوخيمة على الأمة العربية والإسلامية .

تفاعل زائد
وتحدث السيد القائد عن بعض الشعوب العربية وتفاعلها الزائد مع مباريات كرة القدم مقارنا ذلك بالفتور واللامبالاة عما يحصل في قطاع غزة من مذابح مروعة متسائلا عن هذا التدجين الذي حرف مسار تلك الشعوب عن المواقف الجامعة للأمة تجاه العدو اللدود لها ولمقدساته وجعلها تبالغ بشكل كبير مع لعبة كرة القدم .
ورغم تأكيد قائد الثورة أن الأنشطة الرياضية متاحة فقد أوضح أن المبالغة في التفاعل معها بشكل كبير وتناسي قضية العرب الأولى فلسطين يبعث الحيرة والتساؤل عن حال تلك الشعوب وإلى أين وصل بها الحال والتي لم تسجل أي حضور جماهيري مناصر ومتضامن مع مظلومية الشعب الفلسطيني.

في إطار حق الرد
وعن مشاركة اليمن في إسناد المقاومة الباسلة في قطاع غزة وكسر الحصار الصهيوني وعدوانه الوحشي أوضح قائد الثورة أن إجمالي ما تم إطلاقه من الصواريخ والطائرات المسيرة التي استهدفت سفنا أمريكية وبريطانية وإسرائيلية وأهدافا أخرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال 5 أشهر قد تجاوز ما تم تنفيذه من عمليات دفاعية عن بلدنا ضد تحالف العدوان خلال ثماني سنوات، وهنا يؤكد قائد الثورة أنه رغم ضخامة القصف الذي شنه تحالف العدوان ضد شعبنا إلا أن عملياتنا الدفاعية كانت في إطار حق الرد والدفاع ولأماكن عسكرية وقتالية.

قدرات دفاعية متقدمة
في سياق الخطاب التعبوي استعرض قائد الثورة مستوى القدرات الدفاعية للقوات المسلحة ومراحل تطورها والخبرات التي اكتسبتها خلال خوض معركة الدفاع عن السيادة الوطنية ضد تحالف العدوان وأشار إلى ما وصلت إليه اليوم من تقدم وتطور في المستويات والمديات المختلفة التي تصل إليها الصواريخ والطائرات المسيرة وتبلغ أكثر من 2000كم، وهنا يشير قائد الثورة من خلال هذه المقارنة بأن القدرات الدفاعية لليمن أصبحت أكثر قدرة وكفاءة من أي وقت مضى ولديها من الإمكانات ما جعلها تتصدر المشهد العربي والعالمي في موقفها الداعم والمساند للشعب الفلسطيني بالعلميات العسكرية النوعية التي شلت القدرات الدفاعية لمدمرات العدو الحربية وتفوقت على أسلحة الردع الأمريكية وتقنياتها من خلال الضربات التي تصيب أهدافها بدقة عالية وتغرقها فيما تقف القوات التي تحملها المدمرات والبوارج الحربية لتحالف الشر عاجزة عن إنقاذها .

نجاحات تؤكدها الأفعال
الأفعال تسبق الأقوال هذا ما جدد التأكيد عليه السيد القائد في خطابه التعبوي الأسبوعي وكانت الشواهد خير دليل على ذلك من خلال العمليات النوعية التي طالت 7 سفن لأمريكا وبريطانيا وإسرائيل خلال أسبوع واحد فقط، وتناول قائد الثورة بالأرقام العمليات التي نفذتها قواتنا المسلحة إسنادا لغزة منذ بداية معركة طوفان الأقصى إلى الآن والتي بلغت 96عملية، وتم إطلاق 403صواريخ باليستية ومجنّحة وطائرة مسيّرة في عمليات الإسناد لطوفان الأقصى.
هذا الكم من العمليات والضربات النوعية جسد مدى المستوى الدفاعي المتقدم للقوات المسلحة اليمنية رغم العمليات المحيرة والمعقدة ومنها أيضا استهداف 61سفينة في البحرين الأحمر والعربي نظرا لطبيعة الأهداف التي تتحرك في أوساط البحر- كما ذكر السيد القائد- وتفصل بين القوة الصاروخية وتلك الأهداف محافظات يمنية تقع تحت الاحتلال لكن العمليات نجحت بدقة متناهية بفضل الله تعالى.

معلومات دقيقة
رغم إصابة السفن والمدمرات الأمريكية بضربات موجعة إلا أن أمريكا تحاول التنصل من علاقتها بتلك السفن التي تعلن عن إصابتها قواتنا المسلحة بالاسم
وهنا تكمن نجاحات العمليات التي ترتبط بمعلومات دقيقة ترصدها قواتنا المسلحة وتضمن بذلك تأمين السفن غير المرتبطة بكيان الاحتلال الصهيوني وتستهدف تلك السفن التي تتجاهل التحذيرات وتركن على أمريكا لحمايتها فيما هي في الواقع أصبحت عاجزة عن حماية سفنها ومدمراتها الحربية .
وفي هذا السياق قال السيد القائد "بُعد السفن وتمويهها تقنياً وفنياً والخداع في المعلومات تم تجاوزه"، معتبراً اكتشاف السفن وإصابتها بدقة وبصواريخ باليستية لأول مرة إنجازاً بكل ما تعنيه الكلمة.
وأوضح أن هناك إنجازا تقنيا وتكتيكيا واختراقا كبيرا اعترف به الأمريكي، والعسكريون الأمريكيون وعبّروا عن اندهاشهم.

64 عملية إسناد
وفي مجال الاسناد العسكري والعمليات المنفذة في البحرين الأحمر والعربي أوضح قائد الثورة أنها بلغت 64عملية، بينما بلغت العمليات المنفذة إلى فلسطين المحتلة 32عملية، مبيناً أن عمليات الإسناد المنفذة الأسبوع الأخير بلغت ثماني عمليات استُهدفت خلالها سبع سفن بـ19 صاروخاً وطائرة مسيّرة.

أسلحة جديدة
ومن ضمن العمليات النوعية التي تطرق لها السيد القائد هي استهداف السفينتين الأمريكية والإسرائيلية واشتعال النيران فيهما، بعد أن تم استخدام أسلحة جديدة تفاجأ بها الأمريكي والبريطاني.
مؤكدا أن الأعداء يعجزون عن الحد من العمليات بالرغم من محاولاتهم لكنهم فشلوا بكل ما تعنيه الكلمة، ويحاولون التشويه لعمليات القوات المسلحة اليمنية.

الرسالة الأقوى
يعيش تحالف الشر الأمريكي بحلفه البحري المأزوم حالة الإرباك والهزيمة في آن معا بعد أن طالت سفنه ضربات خاطفة ونوعية وعجزت مدمراته وطائراته عن اكتشافها أو صدها وبقلق يترقب من قادم الأيام وما تحمله من مفاجآت غير متوقعة وهنا وجه السيد القائد رسالته الأقوى للعدو قائلا "القادم أعظم وهناك بشائر كبيرة نترك المجال للفعل ثم نعقّب عليه بالقول، وسيرى العدو والصديق وشعبنا العزيز مستوى الإنجازات ذات الأهمية الإستراتيجية التي تجعل بلدنا في قدراته في مصاف دول محدودة ومعدودة في هذا العالم.

من أجل فلسطين
الفعاليات المتعددة وتخريج الكثير من الدورات العسكرية والمشاركة المليونية غير المسبوقة جسدت حكمة وعظمة موقف هذا الشعب رغم الظروف العصيبة التي عايشها خلال سنوات العدوان والحصار وتجلت أمامه الكثير من الحقائق من خلال جرائم الإبادة التي يتعرض الشعب الفلسطيني المظلوم والمحاصر الذي يتعرض للموت جوعا وتدميرا أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع وفي هذا السياق يؤكد قائد الثورة أن هذا الخروج المليوني الذي تموج به الساحات في العاصمة والمحافظات هو من أجل فلسطين ونصرة المقاومة الباسلة في قطاع غزة وبذلك يكون اليمن قد تصدر شعوب العالم بموقفه المشرف وبهذا الحضور الأكبر عالميا.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا