أخبار وتقارير

رغم ما يفعلونه في فلسطين.. متى يتخلى قادة العرب عن أوهام المفاوضات؟

رغم ما يفعلونه في فلسطين.. متى يتخلى قادة العرب عن أوهام المفاوضات؟

  يقول: المؤرخون: ان التاريخ عندما يعيد نفسه يكون نكبة، وعندما يعيد نفسه مرة أخرى يكون مهزلة، ويبدو أن العرب بصدد هذه المهزلة إزاء ما تقدم عليه إسرائيل من تبني مشاريع الاحتلال والاستيطان والإصرار على وصفها بأنها دولة يهودية..

فطالما صرح اليهود في وسائل الإعلام دعواتهم للفلسطينيين إلى الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل كشرط أساسي لمتابعة المفاوضات الهدف من ذلك كما يريدون وكما تذكر الكثير من الدراسات العربية:" أن كل فلسطيني بقى متمسكاً بالبقاء على أرضه التي احتلتها إسرائيل مطالب بقسم الولاء لدولة يهودية ذات توجهات فاشية واضحة المعالم"..

خالد الأشموري
أكد على هذا الطرح مراراً رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو والمعنى أن إسرائيل تصر على وصفها بدولة يهودية فهي تقدم نفسها أمام العالم وأمام الأمم المتحدة بأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.
والعجيب إصراراها على تقديم نفسها دولة ديمقراطية هدفها جمع شمل يهود العالم للعودة إلى ديارهم وتملك المزيد من الأرض ولتبقى السلطة لليهود وحدهم.
وفي هذا الصدد يكون أبناء صهيون وزعيمهم الحالي نتنياهو بحسب المحللين السياسيين قد تبنوا النزعة العنصرية بأبعاد فاشية لأنهم يطالبون بتحويل الفاشية إلى ديمقراطية وبيمين ولاء السكان اليهود للدولة كونهم متساوون يتمتعون بكامل حقوق المواطنة.
وبشأن الحوار الفلسطيني الإسرائيلي نجد إسرائيل كعادتها تتجاهل أي طرح يدعو إلى طاولة المفاوضات مع العرب ، وأن فعلوا فحوارهم شكلي ليس إلا لجني المزيد من الوقت لكي يستكملوا المستوطنات والسيطرة على كامل الأراضي الفلسطينية.. وهذا ما يعزز قناعتهم بأن إسرائيل تسير بخطى ثابتة في إطار الإستراتيجية الإسرائيلية المعتمدة على الدوام ( أسلوب الحوار المقر بالسيطرة التاريخية على أرض فلسطين)، وهي تخطو اليوم على مرأى ومسمع العالم العربي والإسلامي باتجاه رسم حدودها الجغرافية وبدعم من الأمم المتحدة والأخطاء العربية .. فإسرائيل بنظر اليهود دولة يهودية لجميع يهود العالم وليست فقط لليهود الموجودين اليوم على ارض فلسطين .. وبالتالي لا معنى لأي مفاوضات مع العرب دون وصف العرب لهم بالدولة اليهودية.
الدكتور مسعود ضاهر – أكاديمي وكاتب لبناني – يصف تصريحات نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي التي يدعو من خلالها الفلسطينيين إلى الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل كشرط أساسي لمتابعة المفاوضات بالأزمة – بمعنى أن تمخض الموقف العربي من المفاوضات وأضح وهو دعوة إسرائيل إلى وقف الاحتلال والاستيطان والتعايش بين الدولتين بسلام وهو موقف عربي مشرف إذا ما تحقق يحسب للعرب وللأخوة الفلسطينيين الذين هم جزء لا يتجزأ من الأمة العربية.
ويبدو وبحسب الدكتور مسعود: " أن الأمور لا تسير في الاتجاه الصحيح فهناك من قادة العرب من يقولون أن أوراق الحل والربط في أزمة الشرق الأوسط هي بيد الأمريكيين دون سواهم وذلك يطرح بعض التساؤلات المنهجية.
1-    إصرار إسرائيل على تقديم نفسها دولة ديمقراطية هدفها جمع شمل يهود العالم للعودة إلى ديارهم على قاعدة " ارض بدون شعب لشعب بدون أرض " وذلك يعني عدم جدوى رسم حدود إسرائيل الجغرافية لأن قادة إسرائيل.. على اختلاف ميولهم السياسية، توافقوا على شعار كُتب على مدخل الكنيست الإسرائيلي " حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل".
2-    يطالب قادة إسرائيل باعتراف الفلسطينيين وجميع العرب بحق اليهود في العودة إلى أرض يعتبرونها أرض آبائهم وأجدادهم أي أنهم قبلوا مؤقتاً السكن فيها إلى جانب مجموعة عربية قدرتها الإحصائيات الإسرائيلية بقرابة العشرين بالمائة من سكان إسرائيل فكانت تلك المجموعة دوماً عرضة لكل اشكال المضايقات على قاعدة التمييز بين اليهود وغير اليهود وهجرت أعداد كبيرة من الفلسطينيين مسيحيين ومسلمين، وصادرت أملاكهم، واقتلعت أشجارهم، وفرضت الجدار العازل بين مناطق سكنهم ومنعتهم من ترميم منازلهم وطالبت البدو بإبراز ملكياتهم للمناطق القبلية التي يقيمون عليها منذ مئات السنين فحرمتهم من السكن عليها ، ولم تقدم للفلسطينيين العاملين في مصانعها ومزارعها سوى الحد الأدنى من التعليم والسكن والخدمات الصحية والاجتماعية مقابل الحد الأقصى لليهود.
3-    إن إعلان إسرائيل دولة ليهود العالم وليس فقط ليهود إسرائيل إشكالية خطيرة تضع العالم كله أمام تعريف غير مسبوق لدولة عضو في الأمم المتحدة لكنها تتنكر لجميع الدراسات الحقوقية المعترف بها عالمياً في مجال ضرورة توافق القوانين الخاصة بكل دولة مع القوانين الدولية التي تعتمدها المؤسسات والمنظمات الدولية.
4-    أن دولة إسرائيل بصيغتها اليهودية المقترحة ، هي دولة عنصرية بتوجهات فاشية معلنة، وتعاقب عليها الأمم المتحدة بموجب شرعة حقوق الإنسان فهي تشكك بأخلاقية الجماعات غير اليهودية المقيمة على أرضها التاريخية، وتعتبرهم مقيمين بصورة مؤقتة لكنهم عرضة للتهجير في أية لحظة.
5-    إن إشهار يهودية الدولة على خلفية الجمع بين الفاشية والعنصرية يمثل قمة إرهاب الدولة الإسرائيلية ليس ضد قسم من سكانها فحسب بل ضد سكان جميع الدول المجاورة لها" صحيفة الثورة اليمنية – عدد " 16781"صـ 8.
إذاً الهدف الأمريكي من أزمات الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية بصورة خاصة وراءها الولايات المتحدة الحريصة على أن يستمر الفلسطينيون في مفاوضات عبثية فاشلة .. وبالتالي لا معنى لمطالبة الفلسطينيين لإسرائيل بإستعادة الأرض المسلوبة والحقيقة الدامغة أن إسرائيل لن تتجاوب ولن تتوقف عن عدوانها وسطوتها ولن تحترم القرارات الدولية بدليل أنها لم تنفذ أي منها خاصة وأن هناك ضعفاً عربياً إزاء القضية الفلسطينية فحقوق الفلسطينيين مهدورة في ما يحصل اليوم في غزة وفي معظم المدن الفلسطينية من إبادة وحشية ليس سوى تطبيق حرفي لما يؤمن به أبناء صهيون ومعهم قادة الولايات المتحدة الأمريكية شركاء جرائم إسرائيل في أرض فلسطين الأبية، رغم إنصاف البعض من قادة الرأي والقادة الأمريكيين في ما يشكله اليهود من خطر في الداخل الأمريكي وفي حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.. ولنا في مقولة الرئيس الأمريكي الأسبق " بنيامين فرانلكين" لحكمة عندما كُتب دستور الولايات المتحدة الأمريكية قبل أكثر من 170 عاماً ، عندما قال في خطاب له: هناك خطر كبير على الولايات المتحدة الأمريكية وهذا الخطر هو اليهود.
     وقال : في أي أرض يحل اليهود يصبح المستوى الخلقي منحطاً والمعاملات التجارية تجري بصورة غير شريفة.. يوافقه الرأي " جيمي كارتر" في كتابه الموسوم بـ" فلسطين.. سلام لا عنصرية" يقول كارتر: دعونا نعترف: إسرائيل لا تطيق نقداً لسياساتها ، الإسرائيليون يريدون حظر أي نوع من النقد العلني لسوء معاملتهم للفلسطينيين – هناك ضغوط سياسية أمريكية – إسرائيلية حادة تمارس ضد أي نقاش متوازن وحر للحقائق.
ويضيف هناك أكثر من نصف العائلات الفلسطينية لا تستطيع أن توفر لأفرادها سوى وجبة واحدة في اليوم كما تتمكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي من احتجاز ومنع المساعدات الأجنبية الواردة للفلسطينيين فقد نجح الاحتلال الإسرائيلي في تصوير الفلسطينيين على انهم إرهابيون, فأصبحوا يعاملون وفق هذه النظرة.. فهم إرهابيون حتى يثبت أنهم أبرياء وليس العكس ولذلك تمنع عنهم حتى سيارات الإسعاف التي تصلهم من المساعدات الأوروبية .
ويذكر كارتر أن هناك طرق سير محددة لتنقل العرب وهي مراقبة طوال الوقت بينما يمنعون من استخدام طرق السير الخاصة باليهود كما تتعرض جميع متعلقات العرب للتفتيش دون مراعاة لأي حرمات كذلك يحظر على الفلسطيني حمل السلاح بينما يتم تشجيع المستوطن الإسرائيلي على حملة.

وهذا الأمريكي "جون كونتر" الدبلوماسي والأستاذ الجامعي بجامعتي هارفارد الأمريكية والسوربون الفرنسية الذي طالما أكد بأن القرار رقم (181) لسنة 1947م بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية خرج إلى الحياة عن طريق الابتزاز والرشوة. مضيفاً : بأنه لا مفر من الاعتراف بان استخدام الحق الديني التاريخي لليهود في أرض فلسطين كان قناعاً يخفي نيات استيطانية خالصة لها كل مواصفات الاستعمار.
   وبرر جوني الذي استقال عام 1989م من عمله كسفير في باريس بسب معارضته للسياسة الأمريكية تجاه افغانستان – برر اعترافاته قائلاً: أن زمن تزييف الحقائق قد أنتهى وعلينا الأن أن نفعل شيئاً للشعب الفلسطيني.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا