أخبار وتقارير

جلاكسي ليدر.. أولويات وتداعيات

جلاكسي ليدر.. أولويات وتداعيات

بالنظر إلى التوقيت الزمني للحظة الإعلان عن التوصل إليه والذي أعقب تطور موقف الدعم والمساندة العسكرية اليمنية لحركات المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني ووصوله إلى مرحلة الاستيلاء على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر

واقتيادها إلى الشواطئ اليمنية يمكن تسمية الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين حماس وإسرائيل وذلك بوساطة قطرية ومصرية ومباركة أمريكية حول هدنة إنسانية في قطاع غزة تستمر أربعة أيام، باتفاق هدنة "جلاكسي ليدر" نسبة إلى اسم السفينة الإسرائيلية التي استولت عليها القوات المسلحة اليمنية واقتادتها إلى الشواطئ اليمنية مؤخرا.. حيث فاجأت وأذهلت تلك العملية النوعية كيان الاحتلال الإسرائيلي وكافة القوى الغربية الداعمة له وفي مقدمتها أمريكا وكانت هي السبب الرئيسي لقبول الوساطة المصرية القطرية المتعلقة بإعلان هدنة إنسانية مع حماس لمدة أربعة أيام دخلت حيز التنفيذ الفعلي صباح يوم الجمعة ولا تزال مستمرة حتى لحظة كتابة هذا التقرير الذي نسلط الضوء فيه على أبرز الأولويات والتداعيات والسيناريوهات المحتملة عقب انتهاء الفترة الزمنية المحددة للهدنة.. تفاصيل:

خاص -  26 سبتمبر
في بيان لها نشرته أواخر الأسبوع المنصرم أعلنت حركة حماس، عن نجاح وساطة مصرية قطرية في التوصل إلى عقد اتفاق هدنة إنسانية بينها وبين إسرائيل لمدة أربعة أيام.
شمل اتفاق الهدنة تبادلا للأسرى ودخولاً للمساعدات الإنسانية إلى شمالي قطاع غزة، بالإضافة إلى وقف إطلاق النار والتوقف عن تحليق طائرات جيش الاحتلال في سماء القطاع.

تفاصيل الاتفاق
دخل اتفاق الهدنة بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ صباح الجمعة، وبحسب وزارة الخارجية القطرية فقد تضمن اتفاق الهدنة ما يلي:
- تبادل 50 من الأسرى من النساء المدنيات والأطفال في قطاع غزة في المرحلة الأولى، مقابل إطلاق سراح عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، على أن تتم زيادة أعداد المفرج عنهم في مراحل لاحقة من تطبيق الاتفاق.
- دخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية، بما فيها الوقود المخصص للاحتياجات الإنسانية.
- الإفراج عن الرهائن الخمسين سيكون موزعا على أيام الهدنة الأربعة.
- "وقف حركة الطيران في الجنوب على مدار الأربعة أيام، ووقف حركة الطيران في الشمال لمدة ست ساعات يوميا من الساعة العاشرة صباحا حتى الساعة الرابعة بعد الظهر" حسب بيان لحماس.
- لا تشمل عملية الإفراج عن الرهائن العسكريين الإسرائيليين.
وبالتزامن مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ أكد أبو عبيدة الناطق باسم كتائب "القسام" في تصريح صحفي له أن : "ما قبل به العدو في الهدنة المؤقتة وصفقة التبادل الجزئية هو ما كنا نطرحه سابقا". وقال : العدو ما يزال يخفي خسائره العسكرية.. خسائر العدو البشرية لم تبدأ بعد إذا قرر المضي في عدوانه النازي، وكل المؤشرات التي يراها مجاهدونا في الميدان تقول إن جنود العدو ليسوا جاهزين للمعركة، ونحن جاهزون للاستمرار في المواجهة والتصدي للعدو مهما بلغت مدة العدوان".

إمكانية تمديد الهدنة
إلى ذلك كثّفت مصر وقطر جهودهما، لبحث إمكانية تمديد الهدنة وقال رئيس هيئة الاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، إن اتصالات مكثفة تجريها القاهرة حالياً مع كافة الأطراف، لتمديد فترة الهدنة، لمدة يوم أو يومين إضافيين، بما يعني الإفراج عن مزيد من الأسرى، موضحاً أن القاهرة تلقت حتى الآن "مؤشرات إيجابية" من كافة الأطراف.
فيما أكد مسؤول مطّلع إن وفداً قطرياً زار إسرائيل السبت، لبحث إمكانية تمديد الهدنة بين حركة حماس وإسرائيل، مشيراً إلى أن فريق العمليات القطري نسّق أيضاً مع مسؤولين إسرائيليين لضمان استمرار الهدنة وإطلاق سراح المحتجزين دون عوائق.
بالمقابل أفادت هيئة البث الإسرائيلية، أن مسؤولين قطريين وإسرائيليين بحثوا التوصل إلى صفقات مستقبلية بين "حماس" وإسرائيل في الأيام المقبلة، ولم تذكر الهيئة مزيداً من التفاصيل.
واعتبر مراقبون أن الهدنة الإنسانية بين حركة "حماس" وإسرائيل، جاءت نتيجة الضغوط الدولية على إسرائيل، وتوقعوا أن يتم تمديدها لعدة أيام أخرى.
وقال الخبير بالشؤون الإسرائيلية، أشرف العجرمي، في حديثه لـ"راديو سبوتنيك"، إن "هناك ضغطا كبيرا من قبل أطراف عديدة في العالم لوقف إطلاق النار وإقرار هدن إنسانية ممتدة وإدخال المساعدات لقطاع غزة".
وأكد أن "إسرائيل بعد أن توقف عملياتها العسكرية خلال الهدنة المستمرة لأربعة أيام، والتي من المتوقع أن يتم تمديدها لعدة أيام أخرى، سيكون من الصعب على إسرائيل أن تستأنف عملياتها بكل الزخم والقوة التي سبقت الهدنة".
وأضاف أن "وقف إطلاق النار ولو لمدة محدودة سيشجع العالم للمطالبة بوقف إطلاق نار شامل وكامل وحل كل المسائل المتعلقة بقطاع غزة بالطرق السياسية وليست العسكرية".
من جهته، قال أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور رائد المصري، في حديثه لـ"راديو سبوتنيك"، إن "تصريحات الرئيس الأمريكي حول فرص تمديد الهدنة، جاءت نتيجة الضغط الشعبي والدولي والعربي والإسلامي ردا على قرارات الإدارة الأمريكية بإطلاق اليد الإسرائيلية في ارتكاب هذه المجازر بحق الشعب الفلسطيني وأهالي غزة".
وأضاف أنه "من المتوقع أن يتم تمديد هذه الهدنة لالتقاط الأنفاس، لأن الهدنة الحالية التي تستمر 4 أيام مدة غير كافية، معربا عن اعتقاده أن تُمدد الهدنة لـ 10 أيام ثم لنحو شهر"، على حد قوله.

خروقات تهدد استمرار الهدنة
من جانبه، قال مستشار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس طاهر النونو السبت، إن هناك العديد من الخروقات من الجانب الإسرائيلي للهدنة، ما يهدد الاتفاق بأكمله على حد قوله.
وأضاف "النونو" لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) أن الجانب الإسرائيلي "لم يلتزم بالبنود المتعلقة بإدخال الشاحنات التي تحمل المساعدات لقطاع غزة ولم يلتزم بإيصال المساعدات لشمال القطاع ما يهدد الاتفاق بأكمله".
وتابع: "لم تلتزم إسرائيل بالمعايير التي تم الاتفاق عليها فيما يتعلق بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، ورُصِد تحليق لطيران الاستطلاع الإسرائيلي جنوب قطاع غزة وجرى إطلاق النار في أكثر من موقع في القطاع ما أسفر عن ضحايا وإصابات".
وأوضح النونو أن حركة حماس تراقب بنود الاتفاق و"رسالتنا للجانب الإسرائيلي والأمم المتحدة بأن أي أعذار غير مقبولة"، مشيراً إلى انفتاح الحركة على دور الوسطاء واستعدادها للبحث بشكل جدي للتوصل لصفقات جديدة.
وأشار إلى أن حركة حماس قدمت أموراً لم تكن مشمولة بالاتفاق، ومنها إطلاق سراح العمال التايلانديين.
وبعد تأخر إطلاق الأسرى الصهاينة بسبب ما قالته حماس بعدم تنفيذ إسرائيل اتفاق الهدنة وفقا للآلية المتفق عليها وصلت السيدة لولوة الخاطر وزيرة الدولة للتعاون الدولي بالخارجية القطرية ونائب السفير القطري خالد الحردان إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري وأكدت الخاطر أن قطر مستعدة لإرسال أي كميات مطلوبة من المساعدات، وهناك عمل ومحادثات في اتجاه محاولة تمديد الهدنة.

 عودة إلى القتال
وفيما تكثّف مصر وقطر جهودهما، لبحث إمكانية تمديد الهدنة، تدفع أمريكا وإن بصورة غير مباشرة باتجاه عودة الحرب والقتال وفي هذا السياق قال مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جون بولتون، إن الهدنة أعطت حماس انتصارا كبيرا على “إسرائيل”.
وقال بولتون في مقال نشره في صحيفة “تلغراف” إن حماس حققت انتصارا كبيرا على إسرائيل، وإن لصفقة التبادل ثمناً ومكاسب، لكن مقاتلي حماس جنوا أغلبية المكاسب.
وأضاف: “ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الصفقة ستشكل سابقة سلبية بشكل قاطع لإسرائيل، لكنها تلقي بظلال الشك على قدرتها على تحقيق هدفها بالقضاء على التهديد الذي تمثله حماس”.
وأكد بولتون أن عدد الجنود الإسرائيليين الذين سيقتلون عندما تعاود إسرائيل الحرب على غزة سيكون كبيرا بسبب الفرصة التي تتيحها الهدنة لحماس لنصب مزيد من “الافخاخ”.
جدير بالذكر أن بولتون هو من هواة الحرب وتغيير الأنظمة بالقوة وهو من دعا لتغيير النظام في العراق وإيران وسوريا وليبيا وفنزويلا وكوبا واليمن وكوريا الشمالية
وفي هذا السياق نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤول مشارك في المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، قوله إن التقارير المتعلقة بتمديد الهدنة القصيرة بين الطرفين بـ"غير صحيحة".
وأضاف أنه "من غير المرجح إلى حد كبير أن يتم الانتهاء من أي اتفاق لتمديد وقف إطلاق النار المؤقت، قبل يوم أو حتى ساعات من انتهاء الهدنة".
وتعهد كلا الطرفين بالعودة إلى القتال، وقال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام الجناح المسلح لحماس في رسالة مصورة إن هذه "هدنة مؤقتة" ودعا إلى"تصعيد المواجهة... على كل جبهات المقاومة" بما في ذلك الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
وتحدث وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت باللهجة نفسها قائلاً "ستكون هذه فترة توقف قصيرة، وفي نهايتها ستستمر الحرب والقتال بقوة كبيرة".

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا