أخبار وتقارير

شكل سنداً لثورة 14 أكتوبر..  الإعلام الوطني  في مواجهة الاحتلال البريطاني

شكل سنداً لثورة 14 أكتوبر.. الإعلام الوطني في مواجهة الاحتلال البريطاني

علي الشراعي/

 مثلت مرحلة الثورة في جنوب الوطن  منعطفا تاريخيا مهما في حياة الشعب اليمني فتميزت بالنضال الفدائي ضد الاستعمار البريطاني . وبتفجير الثورة في 14 أكتوبر 1963م ,

اخذ النضال الوطني في الانتقال إلى مرحلة العمل الثوري المنظم , ولكون الصحافة مرآة تعكس لسمات المرحلة وكل ما يجري في المجتمع , فقد صدرت العديد من الصحف , وابتكرت أساليب أخرى كالمنشور السياسي اليومي بغرض ربط المواطن مع قيادة الثورة أثناء الكفاح المسلح . وبرزت الصحافة الوطنية الثورية .
للصحافة اهمية ولها ودورها  في المجتمع  خاصة وقت الحروب والنضال والكفاح المسلح ضد الغزاة والمحتلين فتلك الهيبة التي عبر عنها نابليون حين قال : ( انني أرهب صرير الأقلام أكثر مما أرهب دوي المدافع ) . وفي ذلك يقول السياسي الكبير ( مترنيخ ) : ( أن نابليون مدين للصحافة بجيش قوامه ثلاثمائة ألف جندي على الأقل ). فمنذ قيام الجبهة  القومية قبيل تفجير ثورة 14 أكتوبر 1963م حتى فترة قريبة سابقة للاستقلال الوطني للجنوب اليمني لم تظهر صحف رسمية مطبوعة للجبهة القومية سوى عدد محدود جدا وظلت الجبهة القومية تعتمد في الدعاية والتحريض على المنشور السياسي اليومي كأداة مباشرة للتعبئة الجماهيرية , كما نشطت الجبهة نشاطا واسعا من خلال إذاعة صنعاء وتعز وصوت العرب في مصر لتحريض الجماهير وتوعيتها بالكفاح المسلح . ولم تتمكن الجبهة القومية من إصدار صحيفة مطبوعة ثابتة تكون لسان حالها , فقد تعثرت محاولات إصدار صحيفة المصير و الأنوار . وكانت صحيفة المصير قد صدرت في 23 يونيو 1965م في ظل سريان منع ترخيص للصحف الوطنية فقد توقفت صحيفة المصير بعد عددين من صدورها . وفي اغسطس 1965م صدرت صحيفة الأنوار التي حملت شعار ( حرية , اشتراكية , وحدة  ) وباشرت فور صدورها ترويج سياسة الجبهة القومية ومواقفها ونشر أخبارها . وفي 21 مارس 1967م اعيد اصدار المصير باعتبارها المعبر الرسمي عن سياسة الجبهة القومية . كما صدرت العديد من النشرات كلما تقدم الكفاح المسلح وحقق انتصاراته . ففي عدن صدر نشرات  الفدائي وحرس الفتوة والمقاومة والشعب وعرفان والزحف والمجاهد وغيرها من النشرات .وفي 18 أكتوبر 1967م صدر العدد الأول من الثوري النشرة المركزية عن مكتب الإعلام - عدن - التابع للجبهة القومية , وجاء في ختام افتتاحيتها : ( إن ثورة 14 أكتوبر الخالدة , ثورة وطنية ديمقراطية , تتهيأ للتحويل الاشتراكي والوحدة اليمنية كخطوة نحو الوحدة العربية الكبرى ) .
وما يؤكد اهمية الإعلام واذاعة صوت العرب فمع وصول الوفد المصري إلى لندن عام 1956م وكان من ضمن الوفد المذيع احمد سعيد والذي سمته الصحافة البريطانية  (برجل الكراهية) أن اهالي الجنود الانجليز الذين قتلوا في عدن تجمعوا في شبه مظاهرة عدائية ضد احمد سعيد في مطار لندن وربما حاولوا الاعتداء عليه . وفي قاعة كبار الزوار احيط به العديد من الكاميرات والميكروفونات وعدد غفير من الصحفيين وانهالت عليه الاسئلة فدافع عن نفسه بشجاعة وقال: ( أن تحريضه للشعب في جنوب اليمن على مقاومة الاحتلال البريطاني ينسجم مع حق الدفاع عن النفس الذي تبيحه كافة الشرائع السماوية والقوانين الدولية وهو حق اصيل من حقوق الانسان , واشار إلى أن كل عشرة قتلى يمنيين برصاص الانجليز سقط مقابلهم جندي بريطاني برصاص اليمنيين , فإذا ارادت بريطانيا الحفاظ على ارواح ابنائها فعليها أن ترحل من عدن !)

صوت العرب
كان للإعلام المسموع  دور مهم في حياة المواطن اليمني في معركته المصيرية لمواجهة التخلف في شمال اليمن والاستعمار البريطاني في جنوبه . وفي أوائل الستينيات انتشر الراديو وزاد الإقبال عليه والاستماع إلى البرامج الوطنية التي كانت تبثها بعض المحطات العربية كصوت العرب من القاهرة كون الخصائص التي يتميز به الراديو انه يعتمد على حاسة السمع ويصل إلى كل فئات المجتمع وبخاصة الأميين وصغار السن والمتقدمين في العمر , كما يتخطى الحواجز الجغرافية والسياسية ويتميز بسرعته في نقل المعلومات وإذاعتها وقت حدوثها فكان إنشاء إذاعة تعز قرارا سياسيا في المقام الاول فمع بداية بثها في يوليو 1964م كان من أهم أهدافها الرئيسية دعم الثورة المسلحة التي اشتعلت في جنوب الوطن 14 أكتوبر 1963م ضد الاحتلال البريطاني والأنظمة السلاطينية القائمة آنذاك ..
بدأت إذاعة صوت العرب من القاهرة  عام 1953م كبرنامج محدود مدة إرساله ساعتين إلا ربع . واصبحت إذاعة صوت العرب عاملا مؤثرا ضد الدعاية الاستعمارية البريطانية في المنطقة . ومع قيام ثورة 23 يوليو 1952م في مصر والتي صاحبها ظهور الراديو والذي انتشر في اليمن فوصلت رسالة الدعوة للتحرر وإلى النهضة والوحدة واسماع الشعب اليمني من إذاعة صوت العرب التي تخطت الحواجز والحدود والاسوار وتعرف الشعب اليمني بشماله وجنوبه على العالم . حتى ان بعض الدول الرجعية في المنطقة – السعودية – قد وجهت سلطاتها الأمنية وما يسمى ايضا ( بهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر) بملاحقة كل من يستمع إلى إذاعة صوت العرب وإنزال عقوبة السجن والترحال لغير ابناء البلد .
أبرزت محطة صوت العرب بالقاهرة قضية جنوب اليمن المحتل وثورته المسلحة على الاستعمار البريطاني وكشفت مخططاته التآمرية وحملاته الحربية لإخماد الانتفاضات القبلية ولقصف القرى والشعاب الآهلة بالسكان , حيث كان يلقى مقاومة من ابناء اليمن وابرز الإعلام المسموع والمقروء آنذاك بالصوت والصورة القصف الوحشي للطيران البريطاني لقعطبة والبيضاء وحريب بالإضافة للمناطق الجنوبية التي كانت الانتفاضات القبلية فيها لم تتوقف .
لذلك شكلت محطة صوت العرب هاجسا مقلقا لدى الدوائر الاستعمارية البريطانية في جنوب اليمن المحتل وقد عبر عن ذلك الضابط السياسي البريطاني ( ديفيد ليدجر) الذي ألف كتاب ( الرمال المتحركة) حيث رافق عملية انطلاق ثورة 14 أكتوبر 1963م وعمل خلال الفترة 1963م إلى يوم الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م في عدن , هاجم إذاعة صوت العرب  قائلا : ( لقد أصبحت إذاعة القاهرة بسيلها المطرد من التهجمات على بريطانيا جزءا من الحياة اليومية وأعطت الثورات القبلية بريقا جديدا ووصفت بأنها – اي ثورة 14 اكتوبر – ثورة الشعب العربي على الاستعمار الغربي واعتبرت كل مناهض للبريطانيين بطلا كما اعتبرت كل صديق لهم خائنا ) فقد كان جوهر رسالة إذاعة القاهرة من عام 1954م فصاعدا هو ان : ( البريطانيين هم اعداء العرب الذين سيتخلون عنهم وقت الشدة والذين سيفعلون ذلك ). وقد ثبت ذلك القول في أواخر عام 1967م عندما اجتمع المندوب السامي البريطاني ( همفري تريفليان) في عدن بالسلاطين واعضاء حكومة الاتحاد الفيدرالي وابلغهم ان الحكومة البريطانية سوف تنسحب من عدن نهاية العام وان المعاهدات التي تربطها بهم تعتبر منتهية ولاغية وان المصالح بين الشعوب هي المستمرة ومصلحة بريطانيا اصبحت لا تتمثل بهم اليوم !

الإعلام المضاد
وفي هذا الإطار عملت السلطات الاستعمارية في نطاق محاولتها لخلق كيان سياسي انفصالي في جنوب اليمن سمي ( اتحاد الجنوب العربي) على اصدار بعض الصحف الرسمية للتعبير عن المؤسسات التي أوجدتها ومن هذه الصحف صحيفة صوت الجنوب اسبوعية سياسية جامعة صدر العدد الاول في 18 يونيو 1961م  . كذلك مع قيام ثورة 14 اكتوبر واصلت صحف ومطبوعات الأحزاب المرتبطة بالسياسة الاستعمارية الصدور , كما صدرت مجموعة من الصحف الجديدة التي خدمت نفس الاتجاه المعادي للثورة والشعب ووقفت في خندق الاستعمار والرجعية ضد القضايا الوطنية ومن تلك الصحف ( الفاروق والرأي و صحيفة الوطن والحق  والأخبار)  . فصحيفة الحق يومية سياسية جامعة صدرت في عدن 17 مايو 1966م وهي لسان حال رابطة أبناء الجنوب العربي عارضت الصحيفة الكفاح المسلح وشنت  حملة مسعورة على الثورة ورموزها الوطنية . كذلك صحيفة الأخبار يومية سياسية صدرت في عدن الاول من أبريل 1963م وهي حال لسان ( الجمعية العدنية ) تميزت بالدعوة الانفصالية والانعزالية التي نادت بها الجمعية وتجاهلت أخبار الثورة والكفاح المسلح سواء في الشمال أو الجنوب ومع انتصار الثورة واعلان الاستقلال 1967م وجدت الصحيفة نفسها مرغمة على التعامل مع الأمر الواقع .
لذلك فلقد أولت الدوائر الاستعمارية اهمية بالغة (بالإعلام  المضاد ) ولعبت ذلك الاسلوب عبر عملائها وجواسيسها ضد الثورة للحد من اعمال المقاومة بقصد إضعاف الروح المعنوية وبث الفرقة والانقسام في صفوفهم . وكذلك عن طريق توزيع العطايا والهبات وشراء الذمم الضعيفة . كما لعبت الدوائر الاستعمارية البريطانية أساليب خبيثة في مجال الإعلام من خلال نشر الاخبار الكاذبة أو التقارير المشوشة المثيرة للشكوك عبر وسائل الإعلام الاستعمارية من إذاعة وصحافة ... الخ وعبر الابواق الاعلامية التابعة لها في المنطقة العربية وما توجه تلك المحطات من دعاية مغرضة ضد أبناء الشعب العربي عامة وثورة 14  أكتوبر خاصة لإسكات الاصوات المعارضة للسياسات الاستعمارية البريطانية والانظمة المرتهنة لسياستها في المنطقة . - وهذه السياسة في الإعلام المضاد التي اتبعتها بريطانيا تتجسد اليوم في معركة طوفان الاقصى وما تنشره وكالات العالم المرتهنة للغرب من اكاذيب مغرضة وتحريض علني ضد المقاومة الفلسطينية بغرض تشويه الحقائق وخداع العالم – وكانت المخابرات البريطانية تستخدم الوسائل الدعائية لمواجهة كل منبر إعلامي عربي بل وتقوم باختراق وسائل الإعلام الاقليمي بهدف تقليل نقد السياسة البريطانية في المنطقة وجنوب اليمن حتى انها طلبت من هيئة الاذاعة البريطانية والتي كانت تتغنى بانها ذات استقلالية إعلامية بتبني سياسة إعلامية أشد عدوانية واطلقت حملة الدس والوقيعة وبث المعلومات الخطأ بواسطة الجرائد ووكالة الانباء العربية وهي وكالة انباء كانت مدعومة من المخابرات البريطانية ومختلف وسائلها في الشرق الاوسط . وافتتح المستعمر البريطاني في عدن ما سمي ( صوت مصر الحرة ) بدأت تبث برامجها في 18 يوليو 1956م بمساندة الاجهزة الغربية الفرنسية والامريكية والسعودية على حد سواء لجانب بريطانيا والتي كانت هذه الاذاعة تهاجم ثورة 26 سبتمبر وثورة 14 اكتوبر وكذلك التواجد المصري في اليمن .

الحرب النفسية
كان وما يزال لليوم هناك خلل كبير في عملية توازن الاخبار والمعلومات بين الوكالات العالمية الكبرى والوكالات الاوروبية وبين اجهزة الاعلام في العالم الثالث . وما يجرى فعلا من تفاوت شاسع مغرض متحيز فظيع وتسلط استعماري على الإعلام في عملية نقل او عرض الاحداث المختلفة في العالم الثالث بما يخدم مصالحهم . - وهذا ما نجده اليوم من خلال نقل اخبار ما يجري في فلسطين - ويدخل ذلك كله في إطار الحرب النفسية التي هي شكل من اشكال الدعاية يرمي بها العدو إلى الكف عن المقاومة والاقناع بأن الخير كل الخير في الاستسلام والتسليم وهو قد يسعى بدهاء الدبلوماسية وبعبقرية الدعاية وقد يلوح بسلاح أساطيله ودباباته وطائراته وهو لا يستهدف من ذلك كله إلا التهويش والتهويل والخداع والرعب والقضاء على المقاومة وروح النضال والإقناع بالهزيمة كقدر محتوم وحقيقة لا مفر منها . وقد كان الاستعمار البريطاني يطلق على ثوار ثورة 14 أكتوبر 1963م المعارضين لوجوده لقب ( الشيوعية ) . وما اشبه الإعلام الأمس بما يطلق اليوم على المقاومة الفلسطينية من مسميات ( داعشية ) ! ورغم تلك الحروب النفسية ضد الثوار والثورة في جنوب اليمن إلا إنها قد منيت بالفشل الذريع لتمسكهم بقضيتهم العادلة ودحر المحتلين الغزاة من جنوب اليمن بعد نضال دام أربع سنوات بإعلان الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م .
ويرى محمد حسنين هيكل : ( أن جذور تشويه صورة العرب في وسائل الإعلام الغربية - وهذا ما نشاهده اليوم  ونتابعه  في معركة طوفان الاقصى – ترجع في بعضها إلى أسباب تاريخية نتيجة عدم الثقة والخوف المتبادل بين العرب واوروبا نتيجة نزاعات رئيسة مثل الإسلام والامبراطورية الرومانية الشرقية – بيزنطة- والصليبيين والصراع للسيطرة على خطوط التجارة ونتج عن ذلك علاقات بين العرب والغرب امتازت بحساسيات اقتصادية وعسكرية ودينية وثقافية ).

روح الهزيمة
منذ بداية الحرب العالمية الاولى وفي اثناء الحرب ظهرت الحاجة ماسة الى الدعاية السياسية وتطورت الدعاية ذاتها حتى اصبحت علما من العلوم له قواعده واصوله . وكان لكل دولة من الدول المشتركة في الحرب العالمية الاولى سياستها في الدعاية تخالف بها سياسة الدولة الأخرى . فسياسة انجلترا تقوم على اقناع الدول المتحالفة معها بعدالة الانجليز واحقيتهم في هذا الحرب وبأن النصر سيكون حليفا لها في نهاية الأمر - وهذا ما يقوم به إعلام الكيان الصهيوني والإعلام الغربي اليوم محاولين مواجهة انتصار المقاومة الفلسطينية - اما المانيا فتقوم سياستها على مجرد الدفاع او الرد على دعايات الحلفاء . فصارت الدعاية هي الاداة السرية الرئيسية في الحرب وكان يطلق على هذه الدعاية السرية عند الانجليز اسم ( الحرب السياسة ) وعند الالمان ( الحرب الثقافية ) وعند الامريكيين ( الحرب السيكولوجية ) وكلها تهدف إلى جعل الآخرين يتصرفون كما تريد هذه الدعاية أن يتصرفوا وأن يعملوا . وفي ذلك يقول قائد الماني من قادة الحرب العالمية الاولى: ( اننا نستهلك الكثير من القنابل لندمر بها مدفعا واحدا في يد جندي . اليس الأرخص من ذلك ان توجد وسيلة تسبب اضطراب الأصابع التي تضغط على زناد ذلك المدفع في يدى الجندي ؟ )
ومن اجل ذلك اخذ الانجليز ينظمون لأنفسهم في الحر العالمية الاولى دعاية من هذا النوع وكانت الصحف احدى وسائلها وكان الصحفي الانجليزي ( نورثكليف) هو المنظم الحقيقي لها . وكان أسلوب هذا الصحفي يقوم على نشر روح الهزيمة في داخل المانيا اعتمادا على القاعدة التي تقول ( ان روح الهزيمة انما تبدأ أولا في الجبهة الداخلية للعدو ) ..
وخلال لقاء هارولد ولسون رئيس الحكومة البريطانية بالوفد المصري , فكان الاكثر إثارة عندما صافح المذيع أحمد سعيد بادره قائلا : اراك الرجل المتبسم ألا تعتقد أن هذا اللقب افضل من لقب رجل الكراهية . وأيا ما كان موقفك من بريطانيا فقد اخذنا أهبة الاستعداد للرحيل عن عدن وشرق السويس . ولذلك أتمنى أن تزيد من جرعة الموسيقي في إذاعة صوت العرب بدلا عن الكلام ... فقال أحمد سعيد : ( مارشات عسكرية يعني؟!) وهذا ما يؤكد لنا أن معركة القلم والصوت والصورة أقوى من ازير الرصاص وصوت المدافع وما احوجنا نحن العرب اليوم لوجود جبهة إعلامية تواجه إعلام الغرب والتي بدأت منذ الحروب الصليبية وها هي اليوم تدار في فلسطين الكرامة والعزة والنصر .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا