عمليات عسكرية واسعة اربكت الصهاينة والمطبعين «طوفان الأقصى» .. تكتيك الصدمة والرعـب

في السادس من  اكتوبر 1973 تحقق للأمة العربية والاسلامية نصر عظيم على كيان العدو الصهيوني الغاصب حيث حطم الجيشان المصري والسوري خط بارليف على قناة السويس،

وخط ألون على مشارف الجولان واليوم  يتجدد التاريخ ويعيد المقاومون الأبطال في غزة المحاصرة وحركات المقاومة الفلسطينية في الـ  7 من اكتوبر 2023م رسم خارطة جديدة في تكتيك خوض معركة تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة وثالث الحرمين الشريفين .  

مدير التحرير
مشاهد أقرب الى الخيال تجسدت من خلال خوض المعارك التي نفذها ابطال المقاومة الفلسطينية  برا وجوا في عمق المناطق المحتلة .. أذهلت الجميع وجعلت كثيرا من المتابعين والمحللين السياسيين والعسكريين يقفون مذهولين  عند تلك البطولات والاحتراف العسكري النوعي والمستوى المتطور الذي وصل اليه المجاهدون الأبطال في غزة ومختلف كتائب وحركات المقاومة الفلسطينية من تقدم نوعي في تطوير القدرات الدفاعية العسكرية والمهارة الفائقة التي وصلوا اليها في مجال التدريب وامتلاك الاسلحة النوعية من الصواريخ والطائرات المسيرة التي دشنت ضرباتها بشكل دقيق ملعنة عن ميلاد فجر يوم جديد في تاريخ المقاومة الباسلة التي أنهت مقولة " الجيش الذي لا يقهر " وكشفت فشل قبته الحديدية التي باتت عاجزة عن صد صواريخ المقاومة وطائراتها المسيرة .

اسلحة نوعية
من خلال المشاهد والصور التي نشرتها كتائب القسام ظهرت الكثير من التقنيات المتطورة للأسلحة النوعية المتنوعة ما بين الصواريخ و المروحيات التي تم التلميح اليها الى جانب  الطائرات المسيرة والمظلات " منطاد" التي بدت بشكل اقرب الى مروحية عسكرية مكشوفة تحمل على متنها شخصين بأسلحتهما التي يصوبون  اعيرتها النارية صوب العدو قبل ان يتمركزوا على الأرض .
هذه البطولات وصناعة التاريخ الذي يكتب اليوم على أيدي المقاومين   من خلال عملية " طوفان الأقصى " فضح قادة الأنظمة العملية والمطبعة مع كيان العدو الغاصب الذي بدا عاجزا عن حماية نفسه ووضع المطبعين في موقف مخز أمام شعوبهم وشعوب العالم الحر .

فجر يوم جديد
بعد اكثر من سبعة عقود والصهاينة يدنسون أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ويمعنون في العبث بدماء الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ في الأراضي الفلسطينية المحتلة في ظل صمت دولي مخز  ودعم واسناد مباشر لكيان العدو من قبل أمريكا ودول الغرب .. انبلج فجر يوم السابع من  اكتوبر معلنا بداية تاريخ جديد من العنفوان والقوة التي أربكت العدو الصهيوني واثبتت فشله وضعفه أمام المجاهدين الذين وجهوا أعظم رسالة بخوض عملية "طوفان الأقصى" التي مثلت صدمة ورعبا للمحتلين من العسكريين والمستوطنين وأكدت أن القضية الفلسطينية تنتصر اليوم معلنة للعالم اجمع بداية النهاية للكيان الغاصب .

مواقف متشنجة
بعد هول الصدمة والاكتساح الواسع لمعاقل المحتل ومستوطناته كانت  القيادة الامريكية مرتبكة عقب تنفيذ عملية " طوفان الأقصى " حيث اظهرت المواقف الامريكية التي  صدرت عن عدة جهات من الرئاسة الى الخارجية وحتى البنتاجون والمنطقة الوسطى وجميعها مواقف متشنجة داعمة لإسرائيل وهذا بالتأكيد نتيجة للصدمة التي أصابت واشنطن لدرجة انها لم تعد قادرة على الاستمرار في تقديم لغة دبلوماسية كما كانت تفعل خلال الفترات الماضية.

ردا على جرائم العدو
الأعمال البطولية التي للمقاومة  الفلسطينية جاءت ردا على عربدة العدو وغيه وتماديه في ارتكاب جرائم بشعة بحق الفلسطينيين وانتهاك الحرمات وتدنيس ثالث الحرمين وحيال تلك الجرائم تلقى المحتل الصهيوني ضربات نوعية افقدته صوابه واربكته بالعمليات العسكرية البرية والجوية وكانت كتائب القسام قد نشرت السبت 7 اكتوبر مشاهد حصرية للسيطرة على مستوطنة كيبوتس وموقع “كرم أبو سالم” العسكري، شرقي رفح، خلال عملية “طوفان الأقصى”.

"سرب صقر "
إلى ذلك نشرت كتائب القسام مقطعاً مصوَّراً آخر، يُظهر مشاهد حصرية لسرب “صقر”، إحدى الوحدات العسكرية، التي شاركت في عملية “طوفان الأقصى”. وأعلن القائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، بدء عملية “طوفان الأقصى”، “رداً على عربدة الاحتلال في المسجد الأقصى، وسحل النساء في باحاته”.

5000  صاروخ
وأعلن الضيف إطلاق ما يزيد على خمسة آلاف صاروخ وقذيفة خلال الضربة الأولى، مشدّداً على أنّ “غضب الأقصى وأمتنا يتفجّر اليوم”. ومنذ ساعات فجر السبت ، شنّت المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى، تخللها إطلاق صواريخ في اتجاه المستوطنات الإسرائيلية وصلت إلى “تل أبيب”، تزامناً مع الاقتحام، برّاً وجوّاً. وأسرت كتائب “القسام” عدداً من الجنود الإسرائيليين والمستوطنين، بينما قتل عدد كبير منهم، فضلاً عن أنها سيطرت على مستوطنات في محيط غزة.
وأكدت “القسام” أنّ العملية تجري كما هو مخطط بشأنها، وأنّ “طوفان الأقصى” تأتي رداً على العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني ومقدساته وأسراه.

السيطرة على المستوطنات
مشاهد اظهرتها شاشات التلفزة لعشرات المستوطنين وهوم يفرون مذعورين في الصحراء عقب عملية " طوفان الأقصى "  وبين اعلام كيان العدو إن حركة حماس سيطرت على 7 مستوطنات .

هلع كبير
شهدت المناطق المحتلة حالة قصوى من الاستنفار والذعر الذي خيم على كيان العدو وباتت شوارعه خالية تماما من الحركة بعد ان بات المستوطنون يقبعون في الملاجئ خوفا من  " طوفان الاقصى " الذي يجرف ويقتلع المحتلين ويعصف بهم في كل اتجاه .
فيما  أقرّت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بأسر اكثر من 100 من جنودها  ومقتل 600 مستوطن وجندي إسرائيلي، وجرح أكثر من 2000 آخرين.

اسرى بينهم قادة  
وقال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، في لقاء متلفز عبر قناة “الجزيرة”: “لدينا عدد كبير من الأسرى من بينهم ضباط كبار، وارتقى العديد من الشهداء، ودخلنا هذه المعركة، ومستعدون لدفع ما يستلزم للانتصار”.
وأضاف: “لن تقبل كتائب القسام السكوت عن استمرار تدنيس المقدسات، ولن نقبل استمرار الأسرى في السجون، ولن نقبل استمرار الاستيطان والحصار على غزة”.
وتابع العاروري: “مستعدون لعمل كل ما يلزم من أجل كرامة شعبنا وحريته”. ولفت إلى أن “هذه المواجهة التي نخوضها الآن هي جزء من بناء معادلة الردع”.

"نمرود" في الأسر
وأكدت الأنباء  عن أسْر قائد فرقة غزة الجنرال نمرود ألوني، وظهرت صور له وهو بملابسه الداخليّة مُعتقلاً بين يدي رجال المُقاومة، وجرى بث صور سابقة له وهو بلباس جيش الاحتلال الرسمي في عقد مُقارنة بين الصورتين لتأكيد أسره.

رسائل هامة
في كلمة مهمة ألقاها إسماعيل هنية أبرز ما فيها الرسائل للأنظمة العربية المندفعة نحو التطبيع تحت مبرر الحصول على الحماية حيث قال "  :هذا الكيان الذي لا يستطيع ان يحمي نفسه لا يقدر ان يوفر لكم امنا او حماية وكل التطبيع وكل الاتفاقيات لا يمكن ان تحسم هذا الصراع فالصراع يُحسم في الميدان "
وأكد هنية  أنّ "طوفان الأقصى بدأ على أيدي كتائب القسام وفصائل المقاومة وأبناء شعبنا، والشعب العربي على موعد مع نصر عظيم، والفتح المبين من جبهة غزة".
وأضاف أنّ "المقاومة حذّرت كل العالم، وحكومة الاحتلال الفاشية، والتي أطلقت العنان للمستوطنين كي يعيثوا فساداً في المسجد الأقصى وفي القدس، وقلنا لهم لا تلعبوا بالنار، ولا تتجاوزوا الخط الأحمر، لكنهم صمّوا آذانهم وأعموا أبصارهم".

لا جدوى للتطبيع
فيما اشار نشطاء عرب إلى ضعف وهشاشة جنود جيش الاحتلال، وتحديدًا مشهد هوانهم وذلهم، وخوفهم الملموس، وسحبهم من داخل دبّاباتهم التي سيطر عليها المُقاومون الفلسطينيون، والتذكير بأنه لا جدوى من التطبيع.

نمر من ورق
بعد سبعة عقود من القهر والعربدة والتلذذ بسفك دماء الأبرياء على ايدي المحتلين الصهاينة تحولت الأوضاع وتمكن الفلسطينيون من تحقيق المعادلة في موازنة الردع والرعب مع كيان العدو .
وفي هذه العملية النوعية تؤكد المجريات والتطورات على الميدان في المناطق المحتلة أن مرحلة جديدة قد بدأت ضد الكيان الذي تبنته امريكا والغرب عموما وكشفت العمليات العسكرية البطولية التي نفذها ابطال المقاومة أن جيش كيان العدو عبارة عن نمر من ورق سرعان ما خارت قواه ودب الرعب في نفوس مقاتليه أمام الصناديد من المرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس .. ودعم محور المقاومة الذي اكد وقوفه ودعمه لعملية "طوفان الأقصى " بكل الامكانات المتاحة  حتى تحرير ثالث الحرمين من دنس الصهاينة الغاصبين .

مشهد معاكس
 في مشهد مُعاكس ومُتكرّر للجرّافات الإسرائيليّة التي تهدم منازل الفلسطينيين، هذه المرّة جرّافة فلسطينيّة تُزيل جزءًا من السياج الحدودي للقطاع، وسط صيحات “الله أكبر” من الفلسطينيين.

تعامل انساني
وفي مشهد لافت للمُقاومين الفلسطينيين بعد دخولهم لمُستوطنة، حيث أظهروا رحمة في تعاملهم مع مُستوطنة إسرائيليّة تحمل طفلها، حيث أمرهم قائدهم بسترها، وعدم التعرّض لها، إظهارًا للعالم إنسانيّة الفلسطينيين .
و من خلال مشاهد الاسر ظهرت مجندة اسرائيلية بعد نقلها  إلى مكان آمن في قطاع غزة، وهي ترتدي “بيجامة” مكتوب عليها كلمة: LOVE بالإنجليزيّة، إضافة الى قلوب الحُب الحمراء، وفي مشهد إنساني آخر على عدم التعرّض الفلسطيني المُقاوم للنساء رغم كونها مجنّدة.

تباين ردود الفعل العربية
حملت الخارجيّة القطريّة في بيان لها  بعد معركة"  طوفان الأقصى " المسؤولية وقال البيان : نُحّمل إسرائيل “وحدها” مسؤوليّة التصعيد بسبب انتهاكاتها المُستمرّة لحُقوق الشعب الفلسطيني، وآخرها الاقتحامات المُتكرّرة للمسجد الأقصى المُبارك تحت حماية الشرطة الإسرائيليّة.

السعودية
فيما اتخذت السعودية موقف الحياد من خلال بيان خارجيتها  : ندعو للوقف الفوري للتصعيد بين الجانبين وحماية المدنيين وضبط النفس.
بيان الخارجيّة العُمانيّة: التصعيد الجاري نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينيّة واعتداءاته المُستمرّة.

هزيمة اكتوبر
نشرت الصحافة الإسرائيلية مواضيع مختلفة عن الفشل الذريع والهزيمة التي لحقت بجنود الاحتلال والخسائر التي طالتهم ومما تضمنته الصحافة الإسرائيلية :”الفشل اليوم يُعادل هزيمة أكتوبر 1973″ , وسط تساؤلات حول عدد المُقاومين الفلسطينيين الذين شاركوا في المعركة ، وعدد الإسرائيليين الذين جرى أسْرهم، والتقديرات الإسرائيليّة تُشير إلى 1000 مُقاتل فلسطيني.
وبحسب محللين سياسيين وباحثين فإن معركة طوفان القدس التي تحدث داخل الأراضي المحتلة لأوّل مرّة، تعد سابقة في تاريخ حروب الكيان الصهيوني، وجيشه الذي  يصفها بحربٍ طاحنة.

فتح ابواب الجهاد
تفاعلا مع تطورات الاحداث التي تشهدها المناطق المحتلة في فلسطين وتأييدا لعملية " طوفان الأقصى " نزل مواطنون في سلطنة عمان إلى الشوارع ورفعوا الأعلام الفلسطينيّة، وهتفوا مُطالبين بفتح أبواب “الجهاد”.
فيما نفذت وقفة بالقرب من السفارة الإسرائيليّة في العاصمة الأردنيّة عمّان، دعماً وتضامناً مع معركة طوفان الأقصى، تضمّنت هتافات تنتقد السّلام، والحُلول السلميّة.

غارات هستيرية
عقب عملية " طوفان الأقصى " وهول الصدمة والخسائر الفادحة التي تكبدها كيان العدو تم اعلان  حالة الطوارئ وإعلان الحرب, لتشن عقب ذلك غارت هستيرية مكثفة على الأبراج السكنية في قطاع عزة وغيرها دون سابق انذار بإخلاء تلك الأبراج ليتضاعف عدد الشهداء والجرحى .

232 شهيدا
أعلنت وزارة الصحة في غزة ليل السبت ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين في القطاع الى 232 شهيدا وإصابة نحو 1700 بجروح، جراء التصعيد الذي أعقب عملية عسكرية شنّتها حركة حماس ضد اسرائيل وردّ الأخيرة بغارات جوية.

اتصالات للتهدئة
بحسب ما نشرته ”رأي اليوم”،  أن الاتصالات بدأت تنهال على قادة “حماس” في الخارج، من أجل إيقاف عملية “طوفان الأقصى”، وانسحاب المقاومين من المناطق التي سيطرت عليها داخل المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع ووقف القصف، قبل تنفيذ إسرائيل تهديديها وشن عملية عسكرية واسعة وقاسية ضد قطاع غزة.
وذكرت أن الرد كان الرفض وأن الوقت لا يسمح حاليًا للاستجابة مع لتلك الاتصالات، فيما أكدت فصائل المقاومة أن المعركة لم تنته بعد مع الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه وأن المفاجآت قادمة.

فشل استخباراتي  
وعن الهزيمة والضربة الخاطفة التي شلت الحركة في اوساط كيان العدو ارجع ما يسمى بنائب مستشار الأمن القومي الصهيوني  السابق، تشاك فريليتش، أن حقيقة قيام الجناح المسلح لحركة حماس بالتخطيط وتنفيذ أعمال هجومية ضد إسرائيل تشير إلى فشل الاستخبارات الإسرائيلية.
وقال فريليتش لصحيفة “بوليتيكو”: “هذا فشل من وجهة نظر الاستخبارات العملياتية. ومن الواضح أننا أخذنا على حين غرة. إن مقر الفرقة المسؤول عن قطاع غزة محتل وتسوده حالة من الفوضى”

شلل تام لمؤسسات العدو
ودخلت المستوطنات والمؤسسات الإسرائيلية في حالة من الشلل التام، في أعقاب عملية "طوفان الأقصى"، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ جلسة الحكومة في "تل أبيب" تم إيقافها بسبب إطلاق صفارات الإنذار في "غوش دان".
كذلك، أكّدت قناة "كان" الإسرائيلية، أنّ وزراء حكومة "إسرائيل" هرعوا إلى الملاجئ بعد إطلاق صفارات الانذار في "تل أبيب" خلال جلسة للحكومة.
وفي هذا السياق اوضح الباحث عبدالله بن عامر في تغريدة له على منصة x) ) أن الصدمة ليست في "اسرائيل"  وحدها بل قد تكون في أبوظبي أعظم وفي الرياض أكبر وأقوى ولعل المواقف الشعبية العربية العفوية في هذه اللحظات لا تثير الازعاج لحكام العاصمتين فقط بل تسبب لهما الصداع فمعجزات أبناء غزة قد أربكت الجميع وخلطت كل الاوراق وها هي تصيب العالم بالذهول.

صمود وبطولات غير مسبوقة
ولاتزال المعارك على اشدها بين المقاومين الأبطال وكيان العدو المحتل في مناطق واسعة من الأراضي الفلسطينية المحتلة ولايزال النصر والتقدم حليف المجاهدين الذين اوقعوا المحتل في معركة لم يحسب حسابها ولن يخرج منها إلا صاغرا ذليلا ومهانها بعون الله وصمود احرار المقاومة ومعهم محور المقاومة وكل احرار العالم الذين عبر عن فرحتهم ووقفوهم للتصدي للعدو حتى يتحرر الاقصى الشريف ويندحر الكيان المؤقت .