أخبار وتقارير

مجلس حضرموت الانفصالي.. محاولة وصول سعودي إلى المحيط الهندي

مجلس حضرموت الانفصالي.. محاولة وصول سعودي إلى المحيط الهندي

بقدر تعدد المصالح الارتزاقية والاستعمارية تعددت أطراف التآمر الخارجية والداخلية وتعددت مكونات ومجالس وأدوات العمالة والارتزاق ووسائل وأساليب تنفيذ أجندات المشاريع والمخططات التآمرية المباشرة منها وغير المباشرة

المتربصة بالمحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة لا سيما محافظة حضرموت، وفي هذا السياق جاء الإعلان عن تشكيل مجلس عمالة وارتزاق جديد مؤخرا من عاصمة العدوان والاحتلال السعودي "الرياض" أطلق عليه اسم مجلس حضرموت الوطني.. تفاصيل في السياق التالي:-

26 سبتمبر: خاص
لم يستفد نظام العدوان والاحتلال السعودي بعد من الدروس والعبر التي تجرعها خلال سنوات عدوانه الغاشم على اليمن وفي مشهد غرق جديد في مستنقع غيه وضلاله وتبعيته وارتهانه وخضوعه المذل لأوامر وإملاءات العدو الأمريكي والصهيوني والبريطاني، جاءت محاولته الأخيرة المعبرة عن استمرار سعيه الحثيث لتحقيق حلمه وحلم دوائر الاستعمار الغربي..
الهادف إلى تمزيق اليمن ونهب ثرواته ومقدراته الاقتصادية والهيمنة على موقعه الجغرافي الحيوي المسيطر على ممرات الملاحة الدولية.

رهان على عامل الوقت
غير مستوعب لمجريات الأحداث بمستجداتها ومتغيراتها المحلية والإقليمية والدولية، مراهناً على استغلال عامل الوقت لتمرير سيناريوهاته المتربصة بمحافظة حضرموت المحتلة وسيناريوهات الاستعمار (الأمريكي- البريطاني) المتربصة باليمن "أرضا وإنسانا" في ظل تصاعد الصراع بين الدول الرافضة لقوى الامبريالية الأمريكية وسياسة القطب الأوحد، وقوى الاستعمار (القديم- الحديث) بقيادة واشنطن وحلفها العسكري (الناتو) الذي يعتبر الورقة الأخيرة التي تراهن أمريكا هي الأخرى عليها للحفاظ على دورها كشرطي عالمي بات خائر القوى.. جاء إعلان نظام العدوان والاحتلال عن إقامة مجلس عمالة وارتزاق جديد في حضرموت.

مجلس ارتزاق جديد
برعايةٍ عالية المستوى من نظام العدوان والاحتلال السعودي، أعلنت شخصيات ارتزاقية حضرمية، عن قيام مجلس عمالة وارتزاق جديد، أُطلق عليه اسم "مجلس حضرموت الوطني"، ليُصبح ثالث كيانٍ ارتزاقي مدعومٍ خارجيًّا، إلى جانب ما يسمى بمجلس القيادة الرئاسي الذي تبنت عاصمة العدوان السعودي تأسيسه سابقا، إضافة إلى ما يسمى المجلس الانتقالي الذي تبنَّت دويلة العدوان والاحتلال الإماراتي تأسيسه ورعايته منذ عام 2017م.
إلى جانب دوافع أخرى شكل الإعلان السعودي عن إنشاء المجلس الحضرمي الجديد خطوة كشف مبكر عن ترتيبات نظام العدوان السعودي الجيوسياسية، التي تستهدف محافظة حضرموت بشكل خاص وتستهدف الجغرافيا اليمنية بشكل عام، وعن ترتيبات القوى الاستعمارية الغربية المنتفعة من الدفع بهذا الكيان إلى الوجود، وانتفاعها منه، كانتفاعها من كيان العمالة والارتزاق السابق المسمى بالمجلس الانتقالي الذي أنشأته وتدعمه دويلة العدوان والاحتلال الإماراتي.

مجلس انفصالي سعودي
وعلى الرغم من أنَّ اسم المجلس وإعلان مبادئه لم يتضمّنا ما يشير، صراحةً، إلى نياتٍ انفصالية، إلا أن تأكَّيده على أحقيَّة أبناء حضرموت في الاستئثار بإدارة شؤون محافظتهم، سياسيًّا واقتصاديًّا وأمنيًّا، ودعوته إلى تمكينهم من القوات المسلحة وقوات الأمن، فيه إشارةٍ إلى تطلُّعه إلى استكمال فرض نموذج ما يسمى بقوات النخبة الحضرمية في مناطق انتشار ما يسمى بقوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة لحزب الإصلاح، شمالي حضرموت، أُسوةً بالمناطق الساحلية التي تسيطر عليها قوات النخبة الحضرمية، وهو مسلكٌ انفصاليٌّ مبكِّر، لا يختلف عن الواقع الذي يمارسه المجلس الانتقالي الإماراتي، في مناطق نفوذه، بمحافظات عدن، ولحج، والضالع، وأبْيَن المحتلة.

تخطيط وإشراف سعودي
ويكفي للتأكيد أن إعلان تشكيل ذلك المجلس هو مشروع إنفصال وفصل لمحافظة حضرموت بدعم وتخطيط وإشراف سعودي مجرد إعادة النظر فيما تبلور عن المشاورات الحضرمية التي انعقدت في الرياض لأسابيع، والخروج بوثيقتين: الأولى، ما سميت  بالوثيقة السياسية والحقوقية، التي نصّت على تلبية تطلعات أبناء محافظة حضرموت وحقهم في إدارة شؤونهم السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والثقافية، والإقرار بالتعددية السياسية والاجتماعية في حضرموت، مؤكدة التزامها بالأهداف المشتركة مع تحالف العدوان وإعلان نقل السلطة، وحق أبناءها بالمشاركة العادلة في صناعة القرار السيادي.
والوثيقة الثانية، ما سميت بميثاق الشرف الحضرمي، الذي تعهد بالعمل بشكل موحّد وفقًا للوثيقة السياسية والحقوقية، علاوة على إنشاء ما سمي بالهيئة التأسيسية للمجلس الحضرمي، المكوّنة من سبعة أشخاص.

احتجاجات مناهضة
إلى ذلك شهدت مدينة المكلا، المركز الإداري لمحافظة حضرموت، احتجاجات شعبية مناهضة للإعلان عن تشكيل المجلس الحضرمي نظمها ودعا إليها المجلس الانتقالي الانفصالي الإماراتي بالتزامن مع وصول المرتزق رشاد العليمي رئيس ما يسمى بالمجلس الرئاسي إلى مدينة المكلا، للمرة الأولى، ضمن ترتيبات سعودية لدعم مجلس حضرموت الجديد وتقليص سلطة المجلس الانتقالي الموالي للإمارات.

إجراءات انتقامية
بالمقابل اتخذ المرتزق العليمي والنظام السعودي إجراءات انتقامية من المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً ردا على تمزيق أنصاره صور المرتزق العليمي  في مدينة المكلا، حيث طلب المرتزق العليمي من قوات ما يسمى "درع الوطن"  التي تنتشر في المكلا مع قوات سعودية إزالة علم وشعارات الانتقالي الإماراتي من كافة النقاط والشوارع الرئيسية، إضافة إلى شن حملة مداهمات طالت أنصار الانتقالي المشاركين في الاحتجاجات على زيارته إلى المدينة .

الخطر الحقيقي
وبغض النظر عن موقف الكثير ممن أيَّدوا قيام هذا المجلس الذين لا يعُون خطورة الأهداف والأبعاد السعودية، وربما يعي بعض منهم ذلك، لكنهم يُرجئون مواقفهم من ذلك المجلس إلى رهانات المستقبل، ويعتقدون أنَّ الظرف الراهن يفرض القبول به ، ما دامت النظام السعودي وراءه، وأنَّ ذلك يمثِّل الفرصة الوحيدة المُتاحة لإحباط مشروع الانفصال الذي يتبنّاه المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا ، وقمع وكبح جماح الأطماع الإماراتية في حضرموت.
يبقى الخطر الحقيقي من إنشاء هذا المجلس أنه كشفٌ مبكِّرٌ لترتيبات جيوسياسية سعودية، تستهدف حضرموت بشكل خاص وتستهدف الجغرافيا اليمنية بشكل عام ، بغية الوصول المباشر إلى بحر العرب والمحيط الهندي وهذا ما يؤكّده سلوكُ مقرّبين سعوديين من مراكز القرار في بلادهم، أثناء نقاشاتهم السياسية، والفكرية، وتناولاتهم الإعلامية، بشأن حضرموت، وأنها تمثِّل الجزءَ الجيوسياسي والجغرافي، المفقود من السعودية، الذي حال دون وصولها الحُر إلى المحيط الهندي.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا