أخبار وتقارير

الأمم المتحدة تحتفل على أشلاء الطفولة في اليمن!

الأمم المتحدة تحتفل على أشلاء الطفولة في اليمن!

  تمثل مخلفات الحرب العدوانية من القنابل العنقودية والألغام وغيرها من القذائف القابلة للانفجار، حربا خفية تفتك بأبناء اليمن لعقود ما بعد انتهاء العدوان.

حيث وثق المركز الوطني للتعامل مع الألغام مقتل وإصابة 145 طفلا وطفلة، بمخلفات تحالف العدوان من القنابل العنقودية منذ التوقيع على الهدنة الأممية في مطلع أبريل الماضي، وحتى منتصف نوفمبر الجاري في 11 محافظة يمنية تخضع لسلطة المجلس السياسي الأعلى في صنعاء.

ذكرت إحصائية صادرة عن المركز الوطني للتعامل مع الألغام، أن مخلفات الحرب قتلت 32 طفلا وطفلة، وأصيب 113 آخرين، معظمهم في المناطق المحررة بمحافظة الحديدة، بواقع 14 قتيلاً و60 مصاباً جلهم من رعاة الأغنام والطلاب، مثلت انتهاكا صارخا بحق الطفولة في اليمن، الذي احتفلت الأمم المتحدة أمس الأحد باليوم العالمي للطفولة في الـ20 نوفمبر من كل عام، دون أي تدخلات تذكر لإنقاذ أرواح الأطفال والمدنيين الأبرياء.

ثلاثة أشهر
وحصدت مخلفات العدوان براءة 12 طفلا، وإصابة 91 آخرين في تلك المحافظات، منذ بداية العام الجاري وحتى توقيع الهدنة الأممية في 2 أبريل الماضي، واحالت مخلفات الحرب الكثير من الأطفال إلى خانة الإعاقة الدائمة، بالرغم أن توثيق ضحايا مخلفات الحرب في أوساط الأطفال لم يكن بالشكل المطلوب، لا سيما في المناطق البعيدة التي لا تتوفر فيها المراكز الصحية ولا زالت تعاني العزلة تماما في شتى الخدمات الأساسية.

فترة الهدنة
ومنذ توقيع الهدنة الأممية سجلت محافظة البيضاء المرتبة الثانية من حيث القتلى بواقع 7 قتلى من الأطفال، و3 مصابين، بعد فيما احتلت صعدة المرتبة الثانية من حيث المصابين بواقع 14مصاباً و4 قتلى.
وأصابت مخلفات الحرب من القنابل العنقودية والألغام 14 طفلا في حجة، فيما أزهقت روح طفل واحد، و7 مصابين في محافظة صنعاء، بينما أصيب خمسة أطفال في الجوف، وسقط طفل قتيل وإصابة 6 آخرين في محافظة تعز، خلال الفترة ذاتها، وسط تسجيل إصابة طفلين في ذمار دون خسائر أخرى.
وقتل 3 أطفال في مأرب وإصابة طفل آخر، ومقتل طفلين في عمران وإصابة آخر، بالإضافة إلى إصابة طفل بمخلفات قوى التحالف في محافظة لحج.

عاهات مستدامة
تختلف إصابة الأطفال بشظايا المخلفات من القنابل العنقودية والألغام والمقذوفات المتفجرة، والأجسام الغريبة التي تبدو بالنسبة لهم كالألعاب، دون إدراك بأنها ستكون قاتلته أو سبباً في اعاقته، دون ان تشفع لهم البرامج التوعية التي ينفذها مركز الألغام، في مختلف المناطق الملوثة.
تعددت الإصابات منها المباشرة وغير المباشرة، في أوساط الأطفال، منهم من بترت قدماه أو إحداها، والبعض اصابت معدته واخرجت احشائها، والبعض الآخر قطعت كلتا يديه أو احداها، ومنهم من فقد عينيه، بالإضافة إلى إصابات أخرى، مخلفة عاهات مستديمة، ممن كتب لهم البقاء على قيد الحياة.

مساحات ملوثة
تكمن الاحتياجات الرئيسية أبرز المعوقات لتطهير مختلف المناطق الملوثة الافتقار إلى الأجهزة الكاشفة للألغام، خصوصا وأن البعض منها لا تتناسب مع حجم المساحات الشاسعة الملوثة بالألغام ومخلفات الحروب والقنابل العنقودية، في محافظات مأرب والحديدة والبيضاء بالإضافة الى المحافظات السابقة في صعدة وحجة وصنعاء.
لم يكن ذلك فحسب، بل أن انعدام الدعم لإجراء المسح غير الفني، تسبب بعدم معرفة حجم كارثة التلوث الموجود باستثناء مسح محدود في محافظات البيضاء وصنعاء والجوف والحديدة، التي قام بها المركز بدون دعم لمشروع المسح نتيجة كثرة سقوط الضحايا، جلهم من الأطفال، بالإضافة إلى النقص الحاد في وسائل الحماية الشخصية ومعدات التطهير المعمول بها بموجب المعايير الدولية، علما أن آخر توفير لها كان في عام 2009م.

مشكلة حقيقية
ويعمل المركز الوطني للتعامل مع الألغام، بالإمكانيات المتاحة، وسط مطالباته للأمم المتحدة بإدخال الأجهزة الكاشفة التي يمنع التحالف إدخالها للمركز، بالإضافة إلى عدم تأهيل الكادر الميداني في بعض التخصصات الفنية للتعامل مع القنابل العنقودية وقنابل الطيران، وشحة المواد ووسائل التفجير للمكتشفات منها.
وبرزت القنابل العنقودية ومخلفات الحرب التي تحصد أرواح العشرات من المدنيين دون تمييز للصغار والكبار، مشكلة حقيقية وانسانية وتنموية وبيئية، ظهرت مخاطرها ونتائجها على الإنسان والحيوان بوحشية تحتوي على مواد كيميائية شديدة الخطورة، منها عالية السمية ملوثة للمياه والتربة والهواء، من المرجح أن تستمر تأثيراتها لعقود قادمة، تهدد جهود الأعمار والتنمية وحياة المواطنين العائدين إلى قراهم ومناطقهم.

أمريكية وبريطانية
وانتزع مركز التعامل مع الألغام، وفق رئيس المركز في عالية اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الالغام والقنابل العنقودية، مطلع أبريل الماضي، من الذخائر الفرعية الصغيرة بلغت 3 ملايين و133 ألفاً و36 ذخيرة، في المحافظات المتأثرة، بعدد 2500 غارة بالقنابل العنقودية.
وأكد أن المركز وثق استخدام 15 نوعاً وطرازاً من القنابل العنقودية التي استهدفت 70 مديرية في 15 محافظة يمنية، منها 9 أنواع أمريكية الصنع، ونوعان صناعة بريطانية، و4 انواع منها برازيلية، بالإضافة إلى 3 أنواع من القنابل العنقودية مجهولة الهوية.

مسؤولية قانونية وأخلاقية
الأمم المتحدة تتحمل المسؤولية القانونية والإنسانية والأخلاقية في حماية أطفال اليمن سواء من مخلفات الحرب بدعم وتمويل برامج تطهير المناطق الملوثة بالقنابل العنقودية والألغام وغيرها من الأجسام المتفجرة التي تنتشر في مختلف المناطق اليمنية، بالإضافة إلى حمايتهم من الأمراض المنتشرة ودعم برامج التعليم والصحة والحد من انتشار الأمراض التي تفتك كسوء التغذية بقرابة 800 ألف طفل مصاب في اليمن، منهم قرابة 100 ألف طفل مهددون بالموت، محتاجون للغذاء والدواء.
أطفال اليمن حالهم هو الاسوأ من بين دول العالم، زادت الانتهاكات بحقهم والاتجار بدمائهم وسط تغاضي الأمم المتحدة وتواطؤها مع كل من قتل وسفك دماء الأطفال، بإسقاط حق أكثر من 8 آلاف طفل وطفلة سقطوا قتلى وجرحى من قائمة العار مرارا وتكرارا، متجاوزة كافة الشرائع السماوية والإنسانية الدولية، لتغرق أطفال اليمن في بحر الجراح والمتاجرة بمعاناتهم لاستمرار جحيم الحرب التي تفتك بهم قبل كل شيء.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا