أخبار وتقارير

سياسة الإمبريالية الجديدة .. فرض الهيمنة ونهب الثروات

سياسة الإمبريالية الجديدة .. فرض الهيمنة ونهب الثروات

 الإمبريالية الجديدة هي السياسة أو الأيديولوجية المُعتمدة حاليا من قبل القوى الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية لفرض هيمنتها وسلطتها السياسية والعسكرية والاقتصادية

على الشعوب والأوطان الأخرى بالاعتماد على التطورات والتقدمات التكنولوجية، واستخدامها لتنفيذ مهمة التثقيف "الحرب الناعمة " والزج بشعوب البلدان المستهدفة إلى مستنقع الصراعات البينية والحروب الأهلية الوحشية ، وتدمير القيم والأخلاق والمبادئ الإنسانية ، وتجويع وتشريد الملايين من أبناء هذه الشعوب أو قتلهم بآلاتها العسكرية المتطورة أو بالأمراض أو بكليهما ، حتى تتمكن شركاتها المتعددة الجنسيات من نهب خيرات وثروات هذه البلدان.
في هذا السياق تأتي المؤامرة الأمريكية الفرنسية البريطانية الصهيونية الهادفة إلى استعباد وإذلال شعبنا اليمني واحتلال واغتصاب أرضه ونهب ثرواته وإفساد الآلاف من أبنائه فكريا وأخلاقيا ومعنويا ونفسيا وماليا وتحويلهم إلى عملاء وتجار حروب أو متعاونين وقحين أو خدام وعبيد وأتباع أذلاء وأدوات تنفيذ للسياسات الإمبريالية الجديدة خدمة للمصالح الأوروبية والأمريكية.
وقد ‏أصبح الجميع على علم ودراية أن ما شهدته ولا تزال تشهده محافظات شبوة والمهرة وحضرموت من معارك ومواجهات عسكرية دامية بين أدوات العدوان والاحتلال الأمريكي السعودي الإماراتي الصهيوني تأتي في إطار سباق السيطرة على منابع وحقول ومنشآت وموانئ تصدير النفط والغاز اليمني وتحقيق أهداف ومطامع أنظمة الاحتلال الخليجية والغربية  في هذه المحافظات النفطية والاستراتيجية الواقعة جنوب وشرق الوطن اليمني التي اشتدت فيها وتيرة المعارك الدائرة بين أدوات العمالة والارتزاق مؤخرا ولا تزال مستمرة بالتوسع والانتقال من محافظة إلى أخرى في ظل إدارة غربية أمريكية بريطانية فرنسية صهيونية وخليجية إماراتية سعودية باتت حقيقة أهدافها ومطامعها الاستعمارية واضحة رغم ادعاء حرصها زيفا على مصالح اليمن وأمنه واستقراره ومكتسباته.
أصبح الجميع يعلم أيضا أن الشعب اليمني أصبح يعيش ظروفا وأوضاعا مأساوية بل كارثة إنسانية بكل المعايير والمقاييس وأصبح هناك الملايين من أبناء هذا الشعب الصامد والصابر والمناضل والمكافح  يعيشون أسوأ صنوف وأشكال المعاناة التي تجسد حقيقتها الأرقام والإحصائيات التي كشفت مؤخرا عن وجود أكثر من 2.3 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية ، إضافة إلى وجود 632 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم المهدد لحياتهم بالوفاة خلال العام الحالي بحسب منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل ، وكذا وجود مليوني طفل خارج المدراس وَ 3,7 مليون طفل آخر معرضون لخطر التسرب من التعليم، بحسب منظمة اليونيسيف.
بالمقابل هناك إحصائيات وأرقام مهولة تكشف قيام  من يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان وعن حقوق الشعب اليمني وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأدواتهما العميلة في المنطقة بالنهب الفظيع لثرواته النفطية والغازية في الوقت ينزف فيه هذا الشعب ، ويعاني ، ويرتجف من آلام المعاناة الناتجة عن استمرار العدوان والحصار يأتي مثل هؤلاء ويدينون عمليات دفاعه عن حياته وحقوقه وثرواته.
وأكثر من ذلك وصل مستوى الانحطاط والسقوط الأخلاقي بمنظومة الإمبريالية الجديدة الهادفة إلى احتلال ونهب ثروات الشعب اليمني .. إلى إدانة مطالبات القيادة في صنعاء بصرف مرتبات موظفي الدولة من عائدات النفط والغاز كما جاء في البيان الأمريكي الفرنسي البريطاني مؤخرا .
وفي سياق الرد على هؤلاء جاءت تغريدات الباحث عبدالله بن عامر  في صفحته على تويتر بالقول ‏مؤخراً اقترب الإنتاج اليومي من النفط المخصص للتصدير من 100 ألف برميل وعائداته المنهوبة تكفي لتغطية المرتبات مع بنود خدمية أخرى فكيف كان الأمر عندما كان ‎اليمن ينتج في اليوم ما يقارب نصف مليون برميل ولعدة سنوات ترى أين ذهبت العائدات وكان جزء كبير من المشاريع هبات ومساعدات وقروض؟
مضيفا ‏أكبر عملية نهب تعرض لها ‎اليمن في تاريخه نهب النفط الخام والمستمرة منذ 1986م حتى قبل أسابيع عندما قررت ‎صنعاء اتخاذ إجراءات لمنع النهب وعلى من يشكك في هذا أن يسأل نفسه إلى أي مستوى وصل الانتاج خلال العقدين الماضيين؟ ولماذا كان يتم إخفاء الرقم الحقيقي؟ وأين كانت تذهب العائدات؟
وبشكل عام تبقى الحقيقة التي يجب أن تدركها أنظمة الإمبريالية الجديدة هي حقيقة أن عهد الرضوخ والقبول بالوصاية في اليمن ولى إلى غير رجعة ولن  يبتعد شعب اليمن العظيم والصامدة في وجه العدوان والحصار ومؤامرات نهب الثروات عن طريق النضال من أجل الحرية والاستقلال ونيل كافة الحقوق الوطنية والإنسانية ، ولن يركع هذا الشعب العظيم ، ولن يتوسل أو يستسلم أبدًا!!.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا