أخبار وتقارير

المقاومة الفلسطينية إبداع في المواجهة.. من الحرب التقليدية إلى السيبرانية

المقاومة الفلسطينية إبداع في المواجهة.. من الحرب التقليدية إلى السيبرانية

الحرب العسكرية التقليدية أصبحت من الماضي عند كثير من الدول، وبالذات الدول المتطورة عسكريا، وهذا ما تعيه فصائل المقاومة الفلسطينية،

لذا عملت على تطوير نفسها سيبرانيا، فباتت تناور في هذا المضمار وتصيب أهدافها بدقة، كيف لا تكون بهذا المستوى، والكيان الصهيوني، أعد خطته الخمسية "تنوفا" ومولها تمويلا ماليا كاملا، وثلثي خطة الحرب هذه وأكثر يعتمد على الحرب والهجمات السيبرانية،
إذا لم تعد تلك الحرب التقليدية العسكرية الوحيدة في ساحة معركة المقاومة الفلسطينية الطويلة في وجه العدوان الصهيوني على مدى عقود وحسب، بل أصبحت هناك معركة من نوع أخر، هي الحرب أو الهجمات السيبرانية، تدار رحى هذه المعركة الجديدة من غرف مغلقة، عدتها أجهزة لوحية وهواتف ذكية وحواسيب متطورة، تديرها عقول آمنت واعتقدت المقاومة سبيلاً للانتصار وما سواها لا يمكن البناء عليه.
في عمل دؤوب عملت وتعمل المقاومة من تطوير مقاومتها لتنتقل من المواجهة المباشرة إلى المواجهة السيبرانية، والتي تشكل في الوقت الحالي وما بعده أهم اوجه الصراع الحديث، والتي بإمكانها أن تحقق أهدافا كثيرة، وتخفف المقاومة في نفس الوقت من دفع ثمن في الدم من المدنيين ومن كوادرها.

اعتراف صهيوني
وموازاة لهذا التطور تعرض الكيان الصهيوني إلى هجمات سيبرانية لحرب قادتها المقاومة، أٌجبر العدو على الاعتراف بها وعلى نحو رسمي، بعد أن تطورت وتوسعت وأثرت بشكل كبير، ولأن العدو الإسرائيلي يعتمد على أحدث تكنولوجيا، في مرافقه وهيئاته، فإن ذلك ما سهل استهداف منشآته من قبل المقاومة الفلسطينية سيبرانيا، وهذه الحرب الجديدة كان لها ثمنها، فبات الخبراء في هذا النوع من الحرب هدفا لألة الاحتلال، ففي بداية معركة القدس في مايو من العام المنصرم، أعلن الاحتلال اغتياله جمعة الطحلة هو ومجموعة معه، واصافا إياه بأنه مسؤول الأمن السيببراني في كتائب القسام.
ولأهمية هذا النوع من الحرب الجديدة، عملت الجامعات الفلسطينية على تبني مساق الحرب السيبرانية والأمن السيبراني، للمواجهة والدفاع ضد الاحتلال الإسرائيلي، ولمواجهة الحياة العامة والتي باتت المعلوماتية فيها أمرا ملحا، وقد اقبل على هذا المساق العلمي الجديد كثير من الطلاب والشباب.

حرب أكثر فاعلية
يرى خبراء في مجال الحرب والأمن "السيبرانيين" والشأن الفلسطيني، أنهما أحد أهم الأدوات الأكثر فاعلية، التي ستستخدم خلال الوقت الحالي وفي المستقبل القريب والمتوسط والبعيد بين المقاومة والاحتلال، وبما أن الاحتلال الصهيوني زاد استخدامه للتكنولوجيا في شتى المجالات ومنها العسكرية والأمنية، فإن استهداف هذه المجالات يعد في رأس قائمة بنك أهداف المقاومة الفلسطينية والتي بات لها اهتمام واسع بهذا النوع من الحرب.
وبما أن الحرب السيبرانية لا يمكن التكهن بالفاعل مهما كان لاحتوائها على برامج تعمل على عدم ترك أثر عن المصدر، الذي انطلقت منه، فإن ذلك يعد تقييداً للعدو الصهيوني من أن يكون له أي رد عسكري بهذا الجانب، كما أن هذه الهجمات لهذا النوع من الحرب الجديدة، تسبب في تعقيد وضع الاقتصاد ربما وتشل حركة الحياة، وجعلها صعبة، وتودي إلى خسائر كبيرة، حسب المكان أو الجهاز المستهدف.
 
تهديد على الكيان الصهيوني
بات الاحتلال الإسرائيلي ينظر بعين الالم للهجمات السيرانية، لما لها من تهديد على كل المستويات، لاعتمادها على التكنولوجيا المتطورة في كل نواحي الحياة، وهذا قد يؤدي بإضرار في الاقتصاد وإيجاد مشكلة مركبة، امنية واقتصادية، وقد يصل الحال إلى عسكرية إذا ما استهدفت الهجمات السيبرانية جيش الاحتلال ومنظومته العسكرية سيبرانيا.  
ويرجح أن هذه الحرب قد تكون شيئاً أساسياً من أي مواجهة محتملة مع الاحتلال، لأن محور المقاومة في المنطقة أصبح يعتبرها أداة فاعلة يمكن الاعتماد عليها لتحقيق أهداف في المرحلة الحالية، فضلا عن تنفيذ المقاومة الفلسطينية في معارك سابقة مع الاحتلال هجمات عديدة من هذا النوع.

حرب لا يعرف المنفذ لها
وتأكيدا على نجاعة هذا النوع من الحرب وسلامة المنفذين، أن الهجمات ضمن هذا النوع من الحرب، تعمل على تضليل الطرف المستهدف، مما يجعل تحديد مصدر الهجوم غير ممكن، وهذا ما يميز هذه الهجمات، أي أنه بالإمكان تنفيذ عدد من الهجمات السيبرانية دون معرفة المهاجم، وبالتالي تستبعد ملاحقته، وهذا يؤكد حماية المهاجم أو المهاجمين من الملاحقة.
وفي هذا الموضع أدعى الاحتلال في فترات سابقة، بأن خبراء من حماس في هذا النوع من الحرب، عملوا على التحايل، لضبط أشخاص من العدو الصهيوني، من خلال حسابات وهمية، إلى جانب إرسال بعض البرامج الضارة وتطبيقات تجسس، مكنتهم من اختراق هواتفهم النقالة، ومن ذلك تم الحصول على المعلومات والبيانات الموجودة في تلك الهواتف، وتلك المعلومات ربما تمكنهم لمزيد من الاختراق لأجهزة وحسابات صهاينة.

حماية المعلومات الفلسطينية
لا تقتصر المعركة السيبرانية للمقاومة الفلسطينية على الهجوم، بل يتم التركيز على حماية الأجهزة الفلسطينية من محاولات عديدة لاختراقها، من الاحتلال وعملائه، فوفق مهتمين أن أجهزة العدو المختلفة، لا تتوقف عن تنفيذ عدد من الهجمات التي تفشل في المجمل، لعمل المقاومة في نفس وقت الحرب السيبرانية، الأمن السيبراني، وتحرص على ذلك دائما للحيلولة من وصلول العدو الصهيوني إلى أي معلومة.
ربما باتت الحرب السيبرانية تدق ناقوس الخطر عند الصهاينة إذا ما برعت فيها المقاومة أكثر، لأن هذه الحرب قد يصل بها التأثير إلى دمار الكيان الصهيوني، ليس اقتصاديا وحسب بل بالإمكان أن تصل إلى أبعد من ذلك، إذا ما نظرنا إلى تأثير الهجمات السيبرانية المعلن عنها بين عدد من الدول، في العالم.
ومن هذه الاستراتيجية الجديدة التي اعتمدتها المقاومة الفلسطينية، في مواجهة العدو الإسرائيلي، يمكننا القول أن كل ما أعده في قمع المقامة، لن يكون له مكان، ومن ضمن ما أعده العدو الصهيوني، تنوفا التي أعتبرها كثير من الخبراء، أنها عبارة عن عنوان لفيلم رعب، لا تكترث له المقاومة، وعدته شيئاً من الحرب النفسية، التي لا تأبه لها.
ويؤكد مهتمون بالشأن الفلسطيني، بأن المقاومة الفلسطينية، تعد لمنظومة حرب سيبرانية، وهجمات من هذا النوع، قد تحرق العدو الصهيوني، لسنوات إذا ما استهدفت هذه الهجمات البنية التحتية للكيان الإسرائيلي.
إن هذه الخطوات التي تنتهجها فصائل المقاومة الفلسطينية، تؤكد للمطبعين لا نكترث لتطبيعكم، مع عدونا والأمة، فنحن ماضون في قتال مستبسل، وتبن لخطوات استراتيجية جديدة في مواجهة الاحتلال وسيعود تطبيعهم معه نكالا عليهم.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا