أخبار وتقارير

هل تستطيع الجزائر طرد الكيان الصهيوني من الاتحاد الأفريقي في مؤتمره الـ35

هل تستطيع الجزائر طرد الكيان الصهيوني من الاتحاد الأفريقي في مؤتمره الـ35

الجزائر الدولة الأولى التي اتخذت موقفا رافضا لعضوية الكيان الإسرائيلي غير القانونية
في المؤتمر الأفريقي الـ35 الذي انطلقت فعاليته يوم أمس الأول في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا، والذي سيناقش ملفات عدة في مقدمتها ملف طرد إسرائيل من صفة مراقب في الاتحاد،

يأتي هذا الملف ضمن مساع لكل من الجزائر وجنوب أفريقيا، كما سيناقش المؤتمر ملفات الأمن والتنمية والتحديات الماثلة أمام القارة.
لقد حصل الكيان الصهيوني على عضو في الاتحاد بصفة مراقب، في يوليو من العام المنصر بموافقة أثيوبيا فقط، أي بدون إجراء أي تصويت أو تشاور بين الدول الـ55 الأعضاء في الاتحاد وبانتهاك صارخ لمبادئه، وقد حصل ذلك بعد يوم واحد من قيام السفير الصهيوني لدى أثيوبيا وبوروندى وتشاد بإجراء مباحثات مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد في مقر الاتحاد بأديس أبابا.
كان الكيان الصهيوني عضوا بصفة مراقب في منظمة الوحدة الأفريقية حتى 2002 وألغيت عضويته فور إنشاء مفوضية الاتحاد الأفريقي، وعلى مدى 20 عاما كان سعي الكيان الإسرائيلي لا ينقطع ليحصل على عضوية في الاتحاد ولكنه لم ينلها، حتى وإن نالها فهي منقوصة ولا تعبر إلا عن رأي دولة أفريقية واحدة أثيوبيا فقط.
في المقابل تعد الجزائر الدولة الأولى التي اتخذت موقفا رافضا لعضوية الكيان الإسرائيلي غير القانونية، وبعدها أنظمت كل من مصر والسودان وتونس وليبيا والمغرب والصومال وموريتانيا وجيبوتي وجزر القمر، وأعلنت هذه الدول دعمها لفلسطين، منددين بعضوية الكيان في الاتحاد.

تنسيق جهود لإلغاء عضويته
عملت وتعمل الجزائر على تنسيق جهود القارة لإلغاء عضوية الكيان الصهيوني في الاتحاد الأفريقي غير القانونية، وذلك عبر إعداد مبادرة بهذا الخصوص تنص على إدراج تعديل في ميثاق الاتحاد يقضي بحظر قبول عضوية الدول غير الأفريقية وتحتل أراضي دول أخرى، وفي حال الموافقة في هذه القمة أو المؤتمر على هذا التعديل ستلغى عضوية الكيان الصهيوني غير القانونية تلقائيا، ولن تقبل عضويته مرة أخرى وفقا للمبادرة المقدمة من الجزائر إذا ما تم الاتفاق عليها.

تأثير دولي على دول القارة
وإذا ما طرح سؤال لماذا تريد إسرائيل أن تظل عضوا مراقبا في الاتحاد الأفريقي، وتريد من الدول الأفريقية الموافقة على عضويتها غير القانونية لتصبح قانونية؟، من المؤكد أن الكيان الصهيوني  له دور فاعل في كل البلدان وعلى كل الأصعدة والمستويات، ومثال على ذلك، ساهمت عضوية الكيان الغاصب إسرائيل في الاتحاد الأفريقي وعلى الرغم من أنها غير قانونية إلا أن لها حضور قوي ومؤثر في شؤون دول القارة السمراء، فهي من أثرت على أثيوبيا الحليف الاستراتيجي في أفريقيا في أن تؤثر على كل من مصر والسودان في بناء سد النهضة، وليس هذا وحسب، بل بعد بناء السد لم تتفاوض مع دول المصب السودان ومصر في مدة ملئ السد، وكانت ولا زالت مصرة في أن تملأ السد في فترة زمنية قياسية حددتها هي، وهذا ما سيكون له واقع كارثي على كل من مصر والسودان، لأن نهر النيل يعد المصدر الوحيد لتوفير مياه الشرب والزراعة في البلدين، وموازاة لذلك رأت أثيوبيا أن لابد من متعاون معها من خارج القارة متعاون عابر للحدود، أو نصير لها من خارج حدود القارة السمراء، فهذا يعد سبباً محورياً في جعلها تتكئ على الكيان الإسرائيلي، وقد تكون هناك أسباب أخرى محتملة، لأنها وجدت نفسها في حاجة لخلق توازن، يحيدها حسب تفسيرها من مواجهة مع مصر والسودان، في نفس الوقت الذي تمرر فيه ورقة ضغط على كل من مصر والسودان لصالح الكيان الصهيوني وفي شريان حيوي مهم هو المياه.
ولا يستبعد بأن يكون لتطبيع العلاقات الأخير في كل من مصر والسودان والعدو الإسرائيلي المتأثرتين من سد النهضة الاثيوبي وبشكل حساس، تأثير في أن تكون عضوية الكيان الصهيوني بصفة مراقب في يوليو من العام المنصرم ولو من طرف واحد كأثيوبيا، فالكل بات يحابي الكيان الصهيوني، حتى في مأكله ومشربه، والذي كانت مثالا في ذلك الأردن التي جعلت من العدو الإسرائيلي متحكما في الطاقة ومياه الشرب، وعلى الرغم من انها في غنى عن ذلك، وكان بالإمكان أن توكل ذلك إلى شركات محلية، يعود ريعها على أبناء الأردن.

تأثير رمزي مهم
ويسعى الكيان الصهيوني من خلال عضويته هذه، بأن يكون له تأثير عابر للقارات، فبغض النظر عن كون عضوية الكيان الصهيوني في الاتحاد قانونية من عدمها، فإن هذه العضوية لا قيمة لها حسب تصريح دبلوماسي إسرائيلي لصحيفة هآريتس "إن هذا التقدم تحقق مع العالم بأن صفة مراقب ليس لها معنى يذكر، لكنها تعد إنجازا رمزيا مهما" فإسرائيل التي كانت منبوذة في أفريقيا ومطرودة في سبعينيات القرن الماضي، عادت إليها مرة أخرى، وصفة مراقب تخول الكيان الصهيوني حضور الاجتماعات ومعرفة ما يدار في اروقتها، وبالتالي متابعة التطورات والمبادرات التي تندرج ضمن جدول أعمال الاتحاد الأفريقي.

تزيد من فرص الاستثمار
يعي جيدا الكيان الصهيوني أهمية أفريقيا كونها تعد ثاني أكبر قارة من حيث المساحة، وأهميتها من الناحية الجيوقتصادية والجيوسياسية والجيوستراتيجية، حيث تسمى هذه القارة بقارة المستقبل، ولذا كان اهتمام العدو بهذه القارة، و كان العدو الإسرائيلي يحدق في القارة الأفريقية منذ بدايات احتلاله، وقد أصبح لديه عدد من الاستثمارات فيها فحسب دراسات للأمم المتحدة أفادت بأن الكيان الصهيوني له دور فاعل في تجارة السلاح والماس والخدمات الأمنية في أفريقيا، فقد نشطت أكثر من  800 شركة ومصدر للكيان الصهيوني في جنوب أفريقيا، كما لشركات أخرى نشاط مختلف في اكتشاف المناجم واستخراج الماس من الكونغو وأفريقيا الوسطى وسيراليون، والحديد من سيبيريا والقصدير من الكاميرون والرصاص والزنك من الكونغو، لذا قالت صحيفة "جلويس" الإسرائيلية" الاقتصادية أن عضوية الكيان الصهيوني بصفة مراقب في الاتحاد الأفريقي تزيد من فرص الاستثمار للشركات الإسرائيلية من خلال استخراج الطاقات الكامنة المتاحة في أفريقيا".

كارثة على افريقيا
 كما أن عضوية العدو الإسرائيلي في الاتحاد الأفريقي تعد كارثة من حيث وجود 19 دولة مسلمة من أصل 55 عضوا في الاتحاد، قد يحدث شرخا فيه من خلال استثمار النزاع الديني من قبل العدو الإسرائيلي، بين أعضاء الاتحاد، ويقوي أصحاب الديانات الأخرى على الدول العربية والمسلمة والتي هي عدد أقل منها، في نفس الوقت التي قد تكون عضوية الكيان الصهيوني في الاتحاد كبداية لدخوله عدداً من الكيانات الإقليمية والدولية والعربية كجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
 قد يواجه عضوية الكيان الصهيوني مشروع ومبادرة الجزائر، لكنها لن تصمد طويلا أمام هجمات أعداء الجزائر من القارة نفسها، أو المنتفعين من عضوية العدو الإسرائيلي كأثيوبيا. 

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا