نقف اليوم في مواجهة قوى عالمية عديمة الأخلاق مفلسة من القيم في تسابق محموم لإنتاج الأسلحة الفتاكة التي أصبحت اليمن حالياً مسرحاً لعرض آخر ما توصلت إليه
الأفكار والخطط العسكرية التي تدرس في أشهر الأكاديميات الحربية العالمية استنساخ ومحاكاة للتجارب التي أدخلها صلى الله عليه وسلم إلى الميادين العسكرية في زمانه
مقالات
محمد رسول الله لم يكن رمزا حزبيا أو طائفيا أو مذهبيا فهذه المسميات ليست من الدين وإذا لم تجمعنا وتوحدنا هذه المناسبة العظيمة فأي مناسبة إذاً ستجمعنا وتوحد كلمتنا قال تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا"، محمد رسول الله بعث رحمة للعالمين ليس لطائفة معينة أو لذات أو لهذا أو ذاك.
علاقة القبائل اليمنية برسول البشرية محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)
بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة والتسليم , يطيب لنا أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات الى قائد الثورة سيدي ومولاي العلم المجاهد السيدعبدالملك بدرالدين الحوثي - يحفظه الله ويرعاه - والى القيادة السياسية ممثلة في فخامة الأخ المشير مهدي المشاط رئيس الجمهورية ,, والى رئيس وأعضاء مجلسي النواب والشورى , ورئاسة الحكومة والى قيادة وزارتي الدفاع والداخلية, كما نرفعها الى رجال الرجال في القوة الصاروخية والطيران المسير والدفاع الجوي ,,وفي سائر الجبهات والوحدات القتالية وإلى اسر الشهداء والجرحى والأسرى وإلى كافة أبناء شعبنا اليمني راجين للجميع أجواء إيمانية وأيام روحانية تشع بالسعادة والبركة المحمدية .
بكل محبة بكل شوق وبكل لهفة نستقبل ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم وسنجعل منها مناسبة متميزة- بإذن الله لا نظير لها في كل مناسبات الدنيا وسيعبر شعبنا اليمني العظيم من جديد عن ولائه العظيم لله ولرسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولهذا الدين العظيم.
تحل علينا اليوم ذكرى غالية عزيزة على جميع المؤمنين في كل بقاع الأرض ألا وهي ذكرى مولد سيد الخلق والأنام سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذه الذكرى العطرة وأمتنا العربية والإسلامية تمر بمرحلة عصيبة نتيجة التآمر الصهيوأمريكي الاستعماري الغربي على نهج الأمة وعقيدتها وهو ما يجعل هذه الذكرى العظيمة ميلاد السراج المنير والهادي البشير الذي أرسله الله تعالى رحمة للناس كافة ليخرجهم من الظلمات إلى النور من ظلمات الجهل إلى نور العلم ومن ظلمات الشرك والكفر إلى نور التوحيد والإيمان، ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة لها دلالاتها ومعانيها.
من أجمل ما قرأت عن سيرة الرسول الأعظم محمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب ابن هاشم عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام ما أورده الدكتور محمد عبده يماني رحمه الله في كتابه : علموا أولادكم محبة رسول الله .. والذي أستهله بدعوة الآباء والأمهات والمدارس على ربط ناشئة المسلمين بسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام لتكون لهم نبراسا يضيء أمامهم الطريق ومنهاجا يسيرون عليه في دروب الحياة ويتمثلونه في جميع أعمالهم وأقوالهم .. لأنه صل الله عليه وآله وسلم القدوة الحسنة لهذه الأمة كما كان كذلك لأصحابه رضوان الله عليهم .. وسيظل قدوة هذه الأمة الى أن يرث الله الأرض وما عليها استجابة لأمر الله عز وجل : لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة .
في ظل أجواء روحانية وإيمانية مألوفة دوما , ليست غريبة ولا جديدة على اليمن واليمنيين ونجدها هنا مفعمة كالعادة , بل ومزدانة ومتميزة بنكهة الحب والإخلاص اليماني الأبدي لمحمد رسول الله الصادق الأمين والولاء الصادق له, ولما جاء به صلوات ربي وسلامه عليه من عند ربه من خير وهدى ونور ورحمة واصلاح لشأن البشرية جمعاء .
لا فرق بين غزو واحتلال المحتل البريطاني لعدن قبل 182 عاما وبين غزوها واحتلالها السعودي الإماراتي اليوم سوى أن احتلال الأمس كان احتلالا مباشرا واحتلال اليوم احتلال عمالة وارتزاق وأدوات .. أما الأسباب والمطامع والأهداف فلا تزال كما كانت عليه بالأمس واحدة ولم تتغير .. الموقع الجغرافي الاستراتيجي ذو الإطلالة الحيوية البحرية على خليج عدن أهم شرايين الارتباط والتبادل التجاري بين الشرق والغرب لا سيما بعد أن أصبح إجمالي ما يمر عبره اليوم 6 ملايين برميل نفط يوميا و40 ألف سفينة سنويا.. الموانئ البحرية الإستراتيجية المطلة على البحر العربي وضفاف المحيط الهندي .. ميناء عدن ميناء كالتكس بالمنصورة , ميناء الزيت في البريقة , موانئ المكلا والضبة ونشطون وشحن سيحوت في حضرموت والمهرة إضافة إلى مخزون الثروات النفطية والغازية الواقع تحت ثراهما وثرى محافظة شبوة .. علاوة على الموقع الاستراتيجي والأهمية الكبيرة لجزر سقطرى وميون وغيرها من الجزر البحرية اليمنية .. بسط النفوذ والسيطرة وفرض الوصاية الكاملة على المنافذ البحرية والبرية والجوية اليمنية بشكل عام .. كل ما تقدم هي الأسباب والأهداف والمطامع الحقيقية للغزوين والاحتلالين ..الغزو والاحتلال البريطاني المباشر بالأمس وغزو واحتلال الأدوات السعودي الإماراتي الذي تعيش زمنه عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية اليوم.
الوسائل والأساليب والسياسات هي ذاتها أيضا سياسة المحتل البريطاني "هينس " القائمة على مبدأ فرق تسد وشراء الولاءات وتقسيم الجنوب إلى 21 سلطنة ومشيخة متناحرة .. ما تزال هي أيضا سياسة المحتل السعودي والإماراتي الذي عمل على تقسيم الجنوب إلى كيانات وكنتونات سياسة وعمالة وارتزاق متناحرة .. الفرق الوحيد بين محتل الأمس ومحتل اليوم أن محتل الأمس كان واحدا واحتاج إلى ثورة شعبية أطلق شرارتها الأولى راجح بن غالب لبوزة من جبال ردفان في الـ 14من أكتوبر 1963م بعد عودته من جبهات الدفاع عن الثورة السبتمبرية الأم في الشمال والتي استطاعت تتويج مسيرة كفاحها ونضالها بطرد آخر جندي بريطاني من عدن في الـ 30 من نوفمبر 1967م .. أما احتلال اليوم فقد تعددت أطرافه الخارجية الإماراتية والسعودية والأمريكية والصهيونية والبريطانية وتنوعت أدوات وجحافل عمالته وارتزاقه الداخلية وأصبح له قواه وقواعده العسكرية المتعددة في سيئون وسقطرى وعدن والمكلا وحضرموت المهرة.
ولذلك فإن وطننا وشعبنا اليمني اليوم وهو يعيش ذكرى الثورة الأكتوبرية في وجه احتلال الأمس قد أصبح بحاجة ماسة إلى لبوزة جديد يعود من جبهات الدفاع عن ثورة الـ 21 من سبتمبر في الشمال لتفجير ثورة أكتوبر جديدة تجتث جحافل وأدوات المحتل السعودي الإماراتي الجديد لأرض الجنوب .. تلك هي الحقيقة التي يجب أن يدركها كل الأحرار والشرفاء في المحافظات الجنوبية المحتلة اليوم .. حقيقة أن شعبنا اليمني واحد وجغرافية وطننا اليمني من صعدة إلى المهرة واحدة ومثلما كانت ثورة 26 سبتمبر 1962م هي الثورة الأم لثورة 14 أكتوبر 1963م .. يجب أن تكون ثورة 21 سبتمبر 2014م هي الثورة الأم لثورة تطهير عدن وبقية المحافظات المحتلة من دنس الاحتلال السعودي الإماراتي الجديد .. ربما لا يزال ذلك مجرد حلم بالنسبة لأبناء شعبنا اليمني في شمال الوطن وجنوبه لكن اليوم الذي سيتحقق فيه ذلك الحلم لن يكون بعيدا ما دام الأحرار والشرفاء من أبناء شعبنا لا يزالون كما كانوا بالأمس القريب هم نبراس النضال وهم السباقون إلى تحريك المياه الراكدة إذا ما تمادى المحتل في غيه وارتكابه شتى المجازر الوحشية بحق المواطنين وما دام هذا هو ما أصبح عليه واقع الحال في الكثير من محافظات الجنوب المحتلة التي بدأ أبطالها الأحرار والشرفاء يتحركون ويشعلون مشاعر الرفض للاحتلال في النفوس ويتصدون ويفشلون كل المخططات والمؤامرات التي يحيكها المحتل الإماراتي والسعودي ومن معه من أدوات الخيانة والعمالة والارتزاق . وإذا كنا اليوم نعيش الذكرى الـ 57 لثورة 14 أكتوبر في وجه الاحتلال البريطاني في زمن أصبح فيه أراذل القوم من أنظمة الخيانة لأواصر القرابة الجغرافية والقومية والدينية لشعبنا ووطننا اليمني وفي مقدمتهم نظاما أبو ظبي والرياض .. يظنون ويتوهمون أنهم قد نجحوا في تحقيق بعض أهداف مخطط منظومة الاستعمار "الأمريكي البريطاني الصهيوني الإماراتي السعودي" بشكله الجديد فإن مصيرهم ومصير كل مخططاتهم الرامية إلى إعادة زمن الاحتلال والاستعباد والإذلال البريطاني ستؤول حتما إلى الزوال ما دامت محافظات الضالع والمهرة ولحج وحضرموت والمهرة لا تزال تعج وتزخر بالرجال الأبطال الشرفاء والأحرار الرافضين للانصياع للسياسات والممارسات أو القبول بالمغريات التي يغدقها المحتل على صغار النفوس, وما دام أولئك الأبطال يسطرون أعظم ملاحم التصدي والإفشال لكل مخططات ومؤامرات المحتل الهادفة إلى تفتيت النسيج الاجتماعي وعلى العكس من ذلك تماما يقفون كالبيان المرصوص في خنادق التأكيد على استمرار الصمود ومقارعة المحتل مهما عظمت قوته وجبروته.
وليعلم الغزاة والمحتلون الجدد أنه ومثلما تمكن رجال وأبطال ثورة 14 أكتوبر 1963م من تتويج مسيرة كفاحهم ونضالهم ضد المستعمر البريطاني على مدى أربعة أعوام بنيل الاستقلال في الـ 30 من نوفمبر 1967م وطرد آخر جندي من جنود الإمبراطورية البريطانية التي لم تكن تغيب عن أراضيها الشمس .. سيتمكن الأحرار والشرفاء والميامين في كل أرجاء الوطن شماله وجنوبه بعون الله وتأييده وبفضل الله وواحدية إرادتهم وصمودهم وثباتهم وبسالتهم من نيل حرية واستقلال وطنهم وإجبار المحتل السعودي الإماراتي على الرحيل ذليلاً صاغرا غدا أو بعد غد أو حتى بعد 129 عاما .
وما حراك الانتفاضات وثورات الشعب الرافضة لممارسات الاحتلال الجديد وأدواته المرتزقة التي تشهدها محافظات عدن وحضرموت والمهرة سوى شرارات أولى تنذر بانطلاق ثورة شعبية عارمة عما قريب لا تقل شأنا ولا قوة عن ثورة الـ 14 من أكتوبر ستكون قادرة دون شك على اقتلاع جذور المحتلين الجدد وأذيالهم من المرتزقة والعملاء وسيرحل الغزاة من جحافل وشذاذ آفاق نظامي آل سعود وآل نهيان ومن يقف خلفهم من الصهاينة والأمريكان كما رحل من سبقوهم من البريطانيين وستظل ذكرى ثورة الـ 14 من أكتوبر مناسبة لتأكيد تلك الحقيقة الأبدية الثابتة المتمثلة في أن إرادة شعبنا اليمني من إرادة الله وأن وطننا الحبيب - مثل ما كان في كل مراحل تاريخه القديم والمعاصر - سيظل مقبرة لجحافل الغزاة والمحتلين والطامعين
كنت بين صفوف كبار المستقبلين الرسميين ثم انتقلت لصفوف المواطنين الفرحين' وما شدني في هذا الاستقبال الرسمي والشعبي الأسطوري الذي شهدته منـذ فجر يوم الخميس15/10/2020م العاصمة الأبية صنعاء لأسرانا الأبطال العائدين بعزة وشموخ من معتقلات العدو الفاجر ليس المستوى الرسمي الرفيع أو الجماهير الشعبية الغفيرة فحسب بل هي تلك الفرحة الغامرة والسعادة الكبيرة التي وجدتها عند المواطن اليمني البسيط قبل المسؤول الرسمي الرفيع والتي اجتاحت شعبنا اليمني الأصيل بكافة أطيافه السياسية وشرائحه الاجتماعية' كبيرا وصغيرا' رجلا وامرأة' طفل وشيخ ' وجدت فرحة حقيقية كبيرة تغمر الجميع وهم يستقبلون أسرانا الشامخين العائدين من بين براثن عدونا الآثم بفضل صمود شعبنا العظيم..
كل ذلك كان مشهدا جميلا وعظيما عاشه أبناء شعبنا الأصيل ليس في صنعاء فحسب بل بكافة المحافظات والمناطق اليمنية الحرة الصامدة بفضل ما يسطره أبطال جيشنا الباسل ولجاننا الشعبية المجاهدة من ملاحم شامخة وتضحيات شعبنا العريق ..
ولكن الأروع والأعظم ما في هذا المشهد الأسطوري الرفيع الذي أتوقع أن يشهده العلم اجمع' هي تلك الدلالات العميقة التي عبر عنها شعبنا اليمني المقاوم في رسائله العديدة للعدو قبل الصديق وعنوانها ومعلمها الأساسي ( شعبنا يرفض الخضوع والخنوع والإذلال وأن مواجهة العدوان وردع الاحتلال وكسر الحصار ليس قضية مناطة بفئة أو جماعة محددة بعينها كما يدعي عدونا الآثم وأبواقه العميلة' بل هي قضية الشعب قاطبة بكافة شرائحه الاجتماعية ومكوناته السياسية بل وأن شعبنا اليمني الأصيل شب عن طوق الهيمنة والتبعية والضم والإلحاق ومحاولات تقسيمه وتجزئته وشرذمته ووعى الدرس في ما يحاك له من مؤامرات قديمة وجديدة وكشف كافة أساليب وسائل الدس والتدليس وأبواق العمالة والتضليل ' وأصبح شعبنا اليمني الصامد موحدا في حمله بجدارة مشروع النهضة والعدالة والتنمية والازدهار من خلال تعزيز وحدته وإيمانه وبذله في قضية التحرير الوطنية ونيل الاستقلال الكامل المنشود دون قيد أو شرط.
نعم' علمنا مشهد اليوم التاريخي العظيم في استقبال شعبنا اليمني الأصيل لأبطاله من الأسرى المحررين أن قضية مواجهة العدوان ليست مهمة خاصة بجماعة محدودة في مجتمعنا اليمني العزيز كما حاول ويحاول عدونا الفاجر وأبواقه العميلة في الداخل والخارج الترويج لهذا التدليس والتضليل الرخيص منذ بداية العدوان لإيجاد الفتنة المجتمعية بل وإقناع العالم أجمع بصحة ادعائه الكاذب لاستمرار عدوانه وديمومة احتلاله لليمن .
نعم' اليوم وبهذا الموقف المشهود لشعبنا اليمني المكافح تمكن من إيصال رسائله العديدة لقوى العدوان والغطرسة والاستكبار بأن اليمن الشامخ أتخذ قراره وحدد مساره بكل العزيمة والإيمان في مواجهة العدوان وطرد الاحتلال وكسر الحصار ورفض كافة أشكال الهيمنة والتبعية والاستغلال وأن تحقيق انتصاره على أعدائه لا شك فيه وان فجر الحرية والاستقلال آت آت.
* محافظ محافظة عدن
توفيق الشرعبي
في مثل هذه الظروف التي تمر بها بلادنا وهي تتعرض للعام السادس على التوالي لعدوان استعماري غير مسبوق في وحشيته وإجرامه ،يكون الصمود والثبات على المواقف الوطنية المناهضة بالقول والفعل لكل اشكال التبعية والارتهان والاحتلال هو أعلى مراتب الاحتفاء بالأعياد الوطنية التحررية..
لازالت مدينة عدن تكتوي بمسلسل الصَراعات الدموية على السلطة، وهو المسلسل القديم الجديد الذي تأذّى منه أهلنا في هذه المدينة الوادِعة الرابِضة على شاطئ خليج عدن على بحر العرب، الغريب أن السيناريو ذاته يتكرَّر بنفس الأسلوب والطريقة والنتائج وحتى أنواع المُفرَدات المُستخدَمة في تبرير الاقتتال والتمشيط والاعتقالات والسطو على سَكَن (المهزوم) هي ذاتها من دون مُراعاة للفارِق الذهني والزمني الذي مرّ على عدن وأبنائها واللغة المُوظّفة في معركة الكلام بين المُتخاصِمين.