كتابات | آراء

ميلاد السراج المنير.. يوم خالد وعظيم

ميلاد السراج المنير.. يوم خالد وعظيم

تحل علينا اليوم ذكرى غالية عزيزة على جميع المؤمنين في كل بقاع الأرض ألا وهي ذكرى مولد سيد الخلق والأنام سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذه الذكرى العطرة وأمتنا العربية والإسلامية تمر بمرحلة عصيبة نتيجة التآمر الصهيوأمريكي الاستعماري الغربي على نهج الأمة وعقيدتها وهو ما يجعل هذه الذكرى العظيمة ميلاد السراج المنير والهادي البشير الذي أرسله الله تعالى رحمة للناس كافة ليخرجهم من الظلمات إلى النور من ظلمات الجهل إلى نور العلم ومن ظلمات الشرك والكفر إلى نور التوحيد والإيمان، ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة لها دلالاتها ومعانيها.


إن مولد النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إيذاناً ببزوغ فجر جديد على البشرية، فجر يغلب فيه النور الظلام، ويسود فيه العدل، ويقهر الظلم وتعم فيه الرحمة على العالمين كما قال الله تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" (سورة الأنبياء آية 107).
إنّ ميلاد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان نعمة على البشرية جمعاء، إذ أتاها برسالة السماء الغراء، رسالة السلام وتوحيد الله تعالى.. رسالة تحمل مكارم الأخلاق، فأخرج العالم من الظلمات إلى النور، وحارب الطبقية والعبودية وأرسى قواعد الحرية وقبول الآخر المختلف، ودعا البشرية إلى العيش المشترك على مبادئ العدل والتكافؤ والاحترام، ففي مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم امتلأ الكون ضياء وبهجة وسروراً، وحق للكون كله أن يبتهج بمولد نبي الرحمة ومجيء معلم الحكمة، وأشرف خلقه؛ فقد كسى الأرض جمالا ومنحها رونقاً وبهاءً.
فالمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يؤمنون إيمانا جازما لا تشـوبه شائبة ولاشكّ بأن شخصية نبينا محمد بن عبدالله -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين- هي أجلُّ وأعظم شخصية درجت على ظهر الثرى، وأعـظم شخصية بزغ ضياؤها على دنيا الناس فعرفها التاريخ الإنسـاني واحتفظ لها في ذاكرته وسجــلاته بصفـــحة ناصعة متلألئة لا مفر أبداً من الرجوع إليها والاهتداء بهديها وأن اسم محمــد بن عبدالله كـان ولا يزال وسـيظل دائما وأبداً يمثل بحق نداء النجــدة لكل المظلومين، وســيبقى قلبه الطــاهر الشريف مرفأ لراحة المتعبين المكدودين من أبناء البشــرية ممن تاهت بهم الســبل وتفرقت بهم المســــالك والدروب فلم يهتدوا بعدُ إلى معرفة هذا المرفأ الآمن الحـاني الذي يمـدهم بالطــمأنينة ويشحن أفئدتهم بالهدى والخير والبر والإحسان، ويؤهل عزائمهم ويصقلها كي تواجه صعوبات الحياة.. فهـل مـا نضفيه نحن المســلمون على هذه الشخصـية الـفـذّة وهذا النبي الإنســان من خصال وسمات ومعـالم وما تخـفق به قلوبنا نحوه من توقـير وتـبجيل، وما نكنّه فـي أعماق أفئدتنا تجاه شخصه ورسالته وسيرته من حب وهيام وتعلق هو أمر خاص بنا وحدنا من منطلق ديننا ومبعث إيماننا بالرسالة الإلهية العظمى التي بلّغها هذا النبي الإنسان عن ربه بكل صدق وأمانة وهناك مَن يلتقي معنا ويشــاركنا الكثير من هذه المشاعر الفياضة والأحاسيس الغامرة النبيلة؟!
إن احتفالنا اليوم بمولد النبي الأعظم صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وبهذه المناسبة العظيمة نجسد مدى ما تكنه نفوسنا من محبة للرسول الصادق الأمين الهادي إلى الصراط المستقيم ولنا شرف عظيم في إحياء المولد النبوي الشريف وبما يليق بعظمة هذه المناسبة الخالدة في نفوس سائر المؤمنين.. إنها المناسبة العظيمة الغالية على قلوبنا جميعاً التي تحمل من الدلالات والمعاني المتميزة ما يجعلنا أن نتوجه إلى قيادتنا الثورية والسياسية والى شعبنا اليمني العظيم الصابر والصامد على وجه الخصوص والى سائر شعوب الأمة بأصدق التهاني وأجمل التبريكات؛ راجين الله العلي القدير أن يتولى المسلمين برحمته وأن يؤلف بين قلوبهم، وأن يعيد إليهم لحمتهم ووحدتهم، ومجدهم العظيم، وأن يعيد هذه الذكرى الجليلة علينا وعلى البشرية جمعاء بخير واستقرار وسلام؛ وأن يمنّ علينا وعلى مجتمعنا بالأمن والسلام والهداية..
وكل عام وأنتم بألف ألف خير.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا