كتابات | آراء

فلسطين .. والرأي العام العالمي

فلسطين .. والرأي العام العالمي

الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية والأوروبية وإصرار الطلبة على استمرار اعتصامهم في حرم الجامعات نصرة للشعب الفلسطيني في غزة ومطالبتهم بإيقاف العدوان الصهيوني نزل على الأنظمة العربية وحكامها نزول الصاعقة

كون هذا الحراك الطلابي يأتي في بلدان عُرفت بدعمها العسكري والمادي للكيان الصهيوني وتبني مواقفه ورواياته عما يحدث في فلسطين غير مدركين أن الشعوب الواعية يكون لها كلمة أخرى وتستطيع بكل ثقة أن تتحدى وتواجه الظلم الذي تمارسه أنظمتها ويزداد هذا الحراك الطلابي تفاعلا تزامنا مع إعلان اليمن ممثلاً في قيادته الثورية وقواته المسلحة الشجاعة المرحلة الرابعة للتصعيد ضد العدو الصهيوني والتي سيمتد تأثيرها إلى البحر الأبيض المتوسط وهو ما سيجعل اليمن من الناحية العسكرية والتصنيع الحربي محسوباً على الدول المتقدمة في الصناعات العسكرية، إضافة إلى أن مظاهرات عيد العمال العالمي تحولت يوم الأربعاء الماضي الأول من مايو إلى مظاهرات تأييد للقضية الفلسطينية وتنديداً بالحرب على قطاع غزة خاصة في بريطانيا وفرنسا وذلك بعكس ما يحدث في الوطن العربي حيث تقوم الأنظمة وحكامها بمنع شعوبها من قول كلمتها وتمنعها من الخروج للتظاهر في الشوارع استنكاراً لما يرتكبه الجيش الصهيوني من إبادة جماعية في قطاع غزة للشهر السابع على التوالي ما عدا القليل جداً من العرب الذين وقفوا إلى جانب قضية فلسطين مستشعرين أنها قضيتهم وأنهم معنيون بها أكثر من غيرهم كونها قضية عربية وإسلامية بالدرجة الأولى ولا تخص أبناء الشعب الفلسطيني وحدهم وتبرهن على ذلك مواقف الشعب اليمني العظيم وحزب الله في لبنان والمقاومة الوطنية في العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية، لقد سبب الحراك الطلابي في أمريكا العدو الأول للعرب والمسلمين وفي العديد من الدول الأوروبية التي تُعتبر ذيلاً وتابعاً لأمريكا وكذلك مواقف العديد من الشعوب الحرة في مختلف قارات الكرة الأرضية إحراجاً للأنظمة العربية وحكامها الذين لم يدر في خلدهم على الإطلاق بأن هذه المواقف المناصرة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة ولقضية فلسطين قاطبة ستأتي من قبل الشعوب التي تدعم أنظمتها إسرائيل معتقدة أنها كالعديد من الشعوب العربية والإسلامية خاضعة لأنظمتها ولتوجهاتها وما تقوله هذه الأنظمة الخانعة تقوم الشعوب بتبني روايتها وتصدقها وما يحدث في السعودية ودول الخليج التي تهرول للتطبيع مع الكيان الصهيوني انموذجا حيث لم تكتف بتحميل المسؤولية المقاومة الفلسطينية وتحديدا حماس وأنها من أعتدت على إسرائيل حسب زعمها وإنما قامت بإمداد الكيان الصهيوني بما يحتاجه من متطلبات عبر جسر بري يمتد من الإمارات ويمر بالسعودية وصولاً إلى الأردن الذي يتكفل بإيصال ما يتم إرساله إلى المدن الصهيونية عوضاً عن محاصرة اليمن ممثلا في قواته المسلحة الشجاعة وخاصة القوات البحرية والصاروخية والطيران المسير لهذا الكيان اللقيط عبر البحرين العربي والأحمر وأمتد مؤخراً هذا الحصار إلى المحيط الهندي حيث يتم منع مرور السفن الإسرائيلية والمرتبطة به من الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلة التي تغذي هذا العدو الهمجي بما يحتاجه لرفد اقتصاده في ظل عدوانه الظالم على قطاع غزة.
كم هو مؤسف أن تتحرك شعوب في بلدان تعادي أصلا العرب والمسلمين وتدعم الكيان الصهيوني نصرة للقضية الفلسطينية ومطالبة بإيقاف الحرب بينما الشعوب العربية وأنظمتها المدعومة من قبل أمريكا والدول الاستعمارية مشغولة بأعمال الترفيه على نفسها واستقدام الساقطات من مختلف انحاء العالم للرقص وهم يتفرجون عليها بكل أريحية وخير دليل على ذلك ما يجري في السعودية والإمارات غير مكترثين بجرائم الإبادة التي يرتكبها الجيش الصهيوني في قطاع غزة والتي معظم ضحاياها من الشيوخ والنساء والأطفال وتضييق الخناق على السكان المحاصرين في مختلف أنحاء غزة من خلال منع دخول المساعدات الإنسانية عبر المنافذ البرية والبحرية التي تتحكم فيها أنظمة عربية مجاورة لفلسطين ولا يسمح بدخول المساعدات المحدودة جداً إلا بما يتم التوجيه به من قبل كيان بني صهيون، أليس ما يحدث عار على العرب والمسلمين جميعا؟! والمصيبة الأكبر بأنهم يدركون جيداً أن الدور آت عليهم لا محالة في حالة انتصار الجيش الصهيوني على المقاومة الفلسطينية وقياسا على مواجهتهم في العقود السابقة للجيش الصهيوني الذي كان ينتصر عليهم في كل حروبه معهم ابتدءاً من حرب عام 1948م ومروراً بحرب عام 1967م وانتهاءً بحرب عام 1973م التي حقق فيها العرب انتصاراً ولكنهم لم يستطيعوا المحافظة عليه حتى لمدة أسبوع واحد فتحول إلى هزيمة وكادت القاهرة أن تسقط في أيدي الجيش الصهيوني الذي وصل إلى الكيلو 101 منها لولا أن سارع الرئيس آنذاك أنور السادات وأعلن إيقاف إطلاق النار من جانب واحد بحجة أنه أصبح يحارب أمريكا وليس إسرائيل وانتهى كل شيء بما عُرف باتفاقية السلام مع إسرائيل وإخراج الجيش المصري ومصر من معادلة الصراع العربي الصهيوني لتنفرد إسرائيل بعد ذلك بالعربدة في الوطن العربي والتحكم في مصير أنظمته وكان آخر انجاز لجيش بني صهيوني اجتياح لبنان عام 1982م حيث وصل إلى داخل العاصمة بيروت ولم يرد الاعتبار للجيوش العربية إلا حزب الله اللبناني الذي هزم الجيش الصهيوني بمقاومته عام 2000م وأجبره على الانسحاب وهزمه مرة أخرى في حرب 2006م ومن يومها تحول حزب الله إلى قوة إقليمية يحسب لها ألف حساب وهو ما يذكرنا بقول أحد الحُكام العرب أن الجيوش العربية هي جيوش بُنيت للاستعراضات وقمع التمردات وحماية الأنظمة ولم تُبنى كجيوش للدفاع عن الشعوب وسيادة الأوطان، وموقفها حالياً مما يجري في فلسطين يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك صدق هذه المقولة، ومن المخزي أن يستمر صمت الحكام العرب في أغلبهم وكأن ما تقوم به إسرائيل في غزة لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد حتى لو تم استهدافهم شخصياً وهذا ما سيحدث لهم قريباً بإذن الله على أيدي شعوبهم عندما تفيق من غفلتها ويعود إليها وعيها الوطني.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا