كتابات | آراء

تحيز »كريم خان« ذي الأصول الباكستانية لجرائم الصهيونية

تحيز »كريم خان« ذي الأصول الباكستانية لجرائم الصهيونية

البريطاني «كريم أحمد خان» الذي انتخب في فبراير 2021 مدعيًّا عامًّا لـ«المحكمة الجنائية الدولية» مسلم الديانة وهو منحدر من أصول باكستانية، بيد أنَّ مواقفه المتحيزة -خلافًا لتخصصه المرتبط بالقانون الدولي وحقوق الإنسان- لجرائم الكيان تؤكد أنَّه ممعنٌ جدًّا في التصهين.

تجاوبه مع الجلاد وإعراضه عن الضحية
كشف عملية «طوفان الأقصى» وما تبعها من تداعيات خطيرة عن موت ضمير المدعي العام لـ«المحكمة الجنائية الدولية» المدعو «كريم خان» الذي حصر جلَّ اهتمام المحكمة في ادعاءات السلطات العبرية المنتقمة ضاربًا عرض الحائط بكلّ ما يحلُّ بأهل غزة من خطوبٍ مدلهمَّة، وذلك ما قد يفهم من استهلال مقال الدكتور «محمود الحنفي» التحليلي المعنون [حين يكون كريم خان منحازًا لإسرائيل على حساب الضحايا الفلسطينيين] الذي نشره في «الجزيرة نت» في الـ9 من ديسمبر الماضي على النحو التالي: (استجابةً لطلب ذوي القتلى والناجين الإسرائيليين من عملية "طوفان الأقصى"، لبى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، بسرعة عاجلة هذا النداء، والتقى بهم وقتًا طويلًا، واستمع لشهاداتهم. ثم وفي وقت لاحق التقى -وعلى عجل ومن باب التقاط الصورة والمجاملة- بممثلين عن ذوي عائلات فلسطينية في الضفة الغربية في أحد المكاتب.. وفي المقابل لم نجد هذه السرعة، وهذه الحماسة، ولا حتى الاستجابة لمئات الطلبات من ذوي الضحايا- وعلى الهواء مباشرة- لزيارة قطاع غزة، والاطّلاع على معاناة سكانه أو مشاهدة حجم الدمار الهائل في أعيانِهم المدنية، هذه المفارقة الصارخة دفعتنا للكتابة عن نزاهة وموضوعية كريم خان).. وكان قد تأكد هذا المعني بقدرٍ من التطابق -في وقتٍ سابق- في استهلال الخبر الصحفي المعنون [المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية يزور إسرائيل ورام الله] الذي نشرته «العربية نت» يوم الخميس الموافق 30 نوفمبر الماضي بما يلي: (أعلنت المحكمة الجنائية الدولية اليوم الخميس أنَّ المدعي العام كريم خان توجه إلى إسرائيل "بناء على طلب ودعوة" من ناجين وعائلات قتلى هجوم السابع من أكتوبر.
وأوضحت المحكمة عبر منصة "إكس" أنَّ الزيارة ليست ذات طبيعة تحقيقية، لكنها تمثل فرصة مهمة للتعبير عن التعاطف مع جميع الضحايا وبدء حوار.. ومن المقرر أن يزور خان أيضًا رام الله بالضفة الغربية المحتلة، ويلتقي مسؤولين كبارًا في السلطة الفلسطينية).
أفضلية تعاطي «بنسود» على «خان» مع جرائم «الكيان»
بالرغم من مجيء «كريم خان» -أواخر أكتوبر الماضي- باعتباره مدعيًا عامًّا للمحكمة الجنائية الدولية إلى معبر رفح وعلى الرغم من أنه قد رقب الوضع المأساوي في قطاع غزة عن كثب واطلع عن قرب على بعض ما يرتكب في حقِّ سكان القطاع الفلسطيني المنتكب، وبالرغم من تضمينه الإحاطة الصحفية -بحسب التقرير الإخباري المعنون [زيارة استثنائية ومفاجئة للمدعي العام إلى معبر رفح وتقديم إحاطة صحفية موجزة] الذي نشر في «مدونة أخبار الأمم المتحدة» في الـ31 من أكتوبر- قوله: (أنا الآن أمام معبر رفح، نستطيع رؤية غزة أو على الأقل الرافعات التي على قطاع غزة، ولا نستطيع الاقتراب أكثر، إنّ هذه لَأيامٌ غزاوية مأساوية.. وإنّ معاناة الرجال والنساء والأطفال واضحة ومستمرة)، فإنه لم يبت في هذه القضية وفق ما تقتضيه الخطورة المنظورة من تسريعها، بل عمل جاهدًا على تمييعها بهدف إهمالها وتضييعها، بعكس المدعية العامّة السابقة للمحكمة الغامبية الجنسية «فاتو بنسودا» التي (أثار قرارها الذي صدر في ديسمبر 2019 بوجود أساسٍ لفتح تحقيق في الجرائم الصهيونية المرتكَبة في فلسطين وما لحقه من إصدار اللجنة التمهيدية الأولى من قرار تحديد الولاية الجغرافية لاختصاص المحكمة الجنائية الدولية غضبَ إسرائيل ووزير خارجيتها آنذاك «بنيامين نتنياهو» الذي هاجم قرار المحكمة واتهمها بأنها هيئة سياسية لا قضائية).
ميوله الإسرائيلية وراء رفع الدعوى إلى «العدل الدولية»
من المعروف أنَّ مهمة التحقيق والفصل في جرائم «الإبادة الجماعية» المتحققة بأوضح صورها في الأراضي الفلسطينية أقرب إلى اختصاص المحكمة الجنائية، بيد أنَّ إعراض المدعو «كريم خان» وتقاعسه عن التحقيق في الجرائم الفظيعة التي ترتكب من قبَل سلطات «الكيان الصهيوني» في حقِّ سكان «قطاع غزة» الفلسطيني للشهر الرابع على التوالي قد حمل حكومة «جنوب إفريقيا» على رفع الدعوى ضدَّ دولة الكيان التي تمارس -بإمعان- في حقِّ مدنيي قطاع غزة «إبادة جماعية» إلى «محكمة العدل الدولية»، وقد تجسد هذا المعنى في احتواء مقال الدكتور «محمود الحنفي» أستاذ القانون الدولي وحقوق الإنسان التساؤلي المعنون [لماذا تخوض دولة جنوب إفريقيا المعركة القانونية وحدها ضد إسرائيل؟] الذي نشره موقع «الجزيرة» في الـ11 من يناير الحالي على ما يلي: (إنَّ سبب اللجوء إلى محكمة العدل الدولية هو رفض -أو تقاعس- المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية السيد «كريم خان» عن إدانة إسرائيل، وإصدار مذكرات توقيف بحقِّ قادة إسرائيليين، كما فعل مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» في زمن قياسي).

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا