كتابات | آراء

أمريكا وإسرائيل.. وجهان لعدو واحد!!!

أمريكا وإسرائيل.. وجهان لعدو واحد!!!

رغم السلوك الأمريكي المعادي للعرب والمسلمين منذ أمدٍ طويل، ورغم    ما تقدمه هذه الدولة الشريرة من أشكال الدعم للكيان الإسرائيلي الصهيوني المحتل في مختلف مراحل الصراع وفي مقدمة ذلك الدعم السياسي والعسكري،

فقد استطاعت أن تمارس الخداع والتضليل على أوسع نطاق في أوساط الشعوب العربية والإسلامية لإخفاء عدائها وحقدها الدفين على الإسلام والمسلمين مُستخدمة في ذلك العديد من الأقنعة التي تتستر خلفها، ومنها تلك الشعارات البراقة التي عمدت إلى تسويقها والترويج لها مثل نشر الديمقراطية والتعددية السياسية والحقوق والحريات ومنها حقوق الإنسان وحقوق الأقليات وحرية المرأة وغيرها من النظريات والمفردات التي استطاعت من خلالها دغدغة مشاعر الجماهير وأسرت ألباب الكثيرين الذين سارعوا إلى اعتناقها وممارستها في حياتهم.. فتحولت بذلك أمريكا في نظرهم من دولة عدوة ومحاربة إلى دولة راعية للحقوق والحريات والإنسانية كما يتوهمون.. وهكذا استمرت تمارس تضليلها وخداعها والذي للأسف وجد له صدى ورواجاً كبيراً في عالمنا العربي والإسلامي بما ترتب عليه من الإنقسامات والصراعات التي استغلتها أسوأ استغلال للتدخل في شؤون الدول وإسقاط الأنظمة التي تعارض توجهاتها وسعيها للهيمنة والتسلط وتقف مع القضايا المصيرية للأمة وفي مقدمتها قضية فلسطين.. ومع مجيء الربيع العربي في العام 2011م فقد وجدت ضالتها وسارعت إلى إعلان تأييدها للحراك الشعبي المنادي بالتغيير وإسقاط الأنظمة ليس عن قناعة في إقامة نماذج حكم أفضل تحقق تطلعات الشعوب.. ولكن لغرض خبيث في نفس هذه الدولة الماكرة وهو كسب رضى هذه الشعوب والظهور بمظهر الدولة الراعية لترسيخ النهج الديمقراطي.. ثم ما لبثت بعد حدوث التغيير في عدد من الدول أن تآمرت عليه وعملت في الخفاء على إسقاطه وإدخال هذه البلدان في دوامة من الصراع وفتح الباب أمام التدخلات الخارجية التي تقف هي على رأسها لإدارة الصراع وتوجيهه وفق ما يخدم مصالحها من خلال تعزيز مواقف القوى التي ترى فيها الشريك المناسب لتمرير مشاريعها والدفع بها إلى سدة الحكم والعمل على تشويه وشيطنة وإضعاف واستبعاد القوى المعادية لسياستها.. كل ذلك وغيره وهي ما تزال تمارس المراوغة والتغرير على السواد الأعظم من الشعوب المسلمة وتجد من يصدقها.
ولكن وحدها غزة وطوفانها المبارك هما من وضعا حداً لهذا الزيف وكشفا للعالم حقيقة هذه الدولة الباغية بعد أن جرف الطوفان كل الأقنعة التي ظلّت تتستر بها فظهرت بوجهها القبيح وسلوكها العدواني المنافي لكل القيم الدينية والإنسانية.. فقد بادرت قيادتها بعد الطوفان الذي أصابها بالهستيريا إلى التحرك العاجل واتخاذ مواقف أشد عدوانية تجاه المقاومة الفلسطينية وغزة كلها وحرَّضت وخططت لشن عدوان غاشم يستهدف وجودياً كل أبناء غزة وساهمت بكل  ما أوتيت من قوة في دعم وإسناد هذا العدوان، سياسياً وعسكرياً وإعلامياً ومادياً ثم عززت هذا الدعم باستخدام حق النقض الفيتو في مجلس الأمن ضد مشروع قرار يدعو لوقف العدوان ثم بعد ذلك التحرك الدولي لتشكيل تحالف بحري لحماية السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر بعد قرار القوات المسلحة اليمنية بمنع مرور السفن الإسرائيلية وغيرها من السفن المتوجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، ثم توجت ذلك بتنفيذ اعتداء سافر وجبان استهدف ثلاثة زوارق يمنية وهي تؤدي واجبها في المياه الإقليمية لليمن وأدى إلى استشهاد وفقدان عشرة أفراد من منتسبي القوات البحرية.. ومن خلال هذا العدوان على غزة وما اتخذته أمريكا من خُطوات ذات صلة يتضح لنا واحدية العدوان الصهيوأمريكي من غزة إلى البحر الأحمر وواحدية الهدف والمتمثل بالقضاء التام على المقاومة الإسلامية وتهجير سكان غزة وتجريد العرب والمسلمين من واحدة من أهم أوراق القوة التي تواجه الهيمنة والتسلط الأمريكي الغربي.. وفي المحصلة فإن أمريكا وإسرائيل يجمعهما توجه واحد هو العداء والكراهية للإسلام والمسلمين.. وبذلك فإن الواجب على المسلمين إدراك هذه الحقيقة وعدم الانخداع مجدداً بالشعارات الأمريكية باعتبارها العدو رقم واحد الذي يسعى إلى الفتك بهم وبعقيدتهم الإسلامية، ولكن هيهات لهم ذلك.. مصداقاً لقول المولى تبارك وتعالى: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا