كتابات | آراء

الإرهاب الصهيوني وفتاوى الحاخامات (5)

الإرهاب الصهيوني وفتاوى الحاخامات (5)

في المادة السابقة وردت فقرات من التوراة كتبها الباحث نواف الزرو بين قوسين، وكما هي عادة الصهاينة قد زورا معظم نصوص التوراة.. هذه طبيعتهم التحيزات والأكاذيب والأوهام، وقد فضحهم الفيلسوف الفرنسي روجي جارودي، في كتابه المعنون:

  الأساطير الصهيونية عام 1996م والكاتب والباحث الأردني نواف الزرو فضح وفند الإرهاب الصهيوني وفتاوى حاخاماتهم حيث قال: "وحسب التراث الديني اليهودي فإن قوم "عملاق" كانوا يعيشون في أرض فلسطين منذ قرون عدة مضت، وكانت تحركاتهم تصل حتى حدود مصر الشمالية، ويضيف التراث أن "الرب" كلف بني إسرائيل بعد ذلك بشن حرب لا هوادة فيها ضد "العماليق" وتلا روزين الحكم الذي يقول: "أقضوا على عملاق من البداية الى النهاية اقتلوهم وجردوهم من ممتلكاتهم، لا تأخذكم بهم رأفة، فليكن القتل متواصلاً شخصاً يتبعه شخص، لا تتركوا طفلاً، لا تتركوا زرعاً أو شجراً، اقتلوا بهائمهم من الجمل حتى الحمار"..
ولم تقتصر هذه الفتوى الغريبة على الحاخام روزين، بل أيدها العديد من حاخامات اليهود، وسارع الحاخام مردخاي إلياهو، الذي يعد المرجعية الدينية الأولى للتيار الديني القومي في إسرائيل، الى تأييد تطبيق الحكم، ودائماً يشير إلياهو الى أحدى العبارات التي وردت في الحكم والتي تقول: "أذكر عدوك وأبده" كما أيده الحاخام سلومو إلياهو الحاخام الأكبر لمدينة صفد، والذي كتب مقالاً مؤيداً لتطبيق حكم "عملاق" على الفلسطينيين يقول فيه: "لا توجد أي مشكلة أخلاقية في سحق الأشرار".. وفتوى حكم "عملاق" ما هي إلا حلقة ضمن حمى فتاوى ضد الفلسطينيين، إذ كانت مجموعة من كبار الحاخامات في إسرائيل أصدرت صباح الخامس من مارس 2008م فتوى تبيح لجيش الاحتلال الإسرائيلي قصف التجمعات المدنية الفلسطينية، ولم يكن ما جرى في قطاع غزة لاحقاً من مذابح بمعزل عن فتاوى حاخام إسرائيل الأول كغيره من الحاخامات الذين تباروا في مباركة المجازر مانحين قادتهم السياسيين والعسكريين غطاءً للتمادي في غيهم، ودعت مجموعة حقوقية إسرائيلية الى طرد كبير الحاخامات في الجيش الإسرائيلي فوراً وذلك بعد أن قالت أنه وزع على الجنود الذين يقاتلون في غزة منشورات تحثهم على عدم الرأفة بالفلسطينيين، وقالت مجموعة "ييش دين" حقوق الإنسان إنها وجهت رسائل الى وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك ورئيس هيئة الأركان غابي اشكينازي تحثهم على اتخاذ هذا التحريض على محمل الجد وإقالة كبير الحاخامات في الجيش الجنرال إفي رونزكي"..
المرجع مجلة "العربي" الكويتية العدد رقم 616 لشهر مارس من عام 2010م وتحديداً جزء من العمود الثاني ص28+ جزء من العمود الأول ص29 من مقال كتبه الباحث نواف الزرو بعنوان: الإرهاب الصهيوني وفتاوى الحاخامات..

ملاحظات تحليلية:
إن المجازر التي ذكرها الكاتب نواف الزرو في استقراء هذه المادة هي أصلاً حدثت قبل أكثر من 13 عاماً في غزة.. لكن ما حدث ويحدث في الوقت الراهن منذ 8 أكتوبر من عام 2023م والى الآن أفظع بكثير من سابقة.. دمار وقتل جماعي يفوق الوصف.. إنها حرب إبادة ضد الفلسطينيين العزل هدف إسرائيل منه إفراغ الأرض الفلسطينية من سكانها إحلال صهاينة..
الملاحظة الثانية: إن الحاخامات الصهاينة دائماً يعملون على زرع الغمامة على عيون اليهود السذج وهي غمامة التحيزات والكذب والأوهام الغيبية..
الملاحظة الثالثة: إن الحاخامات اليهود يظنوا خطأ أنهم شعب الله المختار وأنهم فوق الأقوام والشعوب وإن الآخرين خدام لهم..
الملاحظة الرابعة: أن الصهاينة مراراً وتكراراً يشجعوا التعصب وعناصر التعصب المذموم والغلو فيها ولا يحفلون البتة في تبعاتها أو ما تتسبب فيه من آثار سلبية ويهدف الصهاينة من التعصب الى تحقير واستنقاص الآخرين وسلبهم حقهم في الاعتقاد وكل ما يمتلكون..
الملاحظة الخامسة: أن اصدقاء الصهاينة وبالذات أمريكا وبريطانيا وفرنسا كانوا ومازالوا يتشدقوا بالسلام وكما نعرف أن عملية أو عمليات السلام قد فشلت مراراً وتكراراً.. ويجب أن نؤمن أن السلام هو السلام العادل والشامل.. السلام الذي يقوم متكافئ لا سلام القوي والضعيف وأمريكا تريد أن تظل إسرائيل الشرطي الأمريكي في الشرق الأوسط تحت يافطة ما يسمى بـ"السلام"..

الهامش:
روجيه جارودي: مؤلف وفيلسوف فرنسي اشتهر بعدائه للصهيونية
من مواليد عام 1913م- من قادة الحزب الشيوعي الفرنسي ومنظريه.
خدم في الجيش الفرنسي إبان الحرب العالمية الثانية.
كان عضو مجلس النواب الفرنسي.. وقيادي بارز في إطار الحزب الشيوعي الفرنسي.
في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي عمل روجيه جارودي في الجزائر وبدأ يتأثر بالإسلام وألف خلال خمسة عقود لاحقة سبعين كتابا معظمها كتب إسلامية.. وحفظ معظم أجزاء القرآن الكريم.
في الستينيات من القرن الماضي انتقد في مؤلفاته النظام الرأسمالي والنظام الاشتراكي معاً، أعتنق الإسلام عام 1982م.
ألف سبعون كتاب أهمها: الإسلام دين الكون وكتاب معنون: الأساطير الصهيونية.
في عام 1996م تكالبت عليه عصابات من الصهاينة من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وقدموه الى المحاكمة وحكموا عليه 3 سنوات سجن مع وقف التنفيذ ومنعوه من التأليف وكان ذلك المنع بمثابة قتل معنوي.
توفي في شهر يونيو من عام 2012م عن عمر ناهز 99 عاماً قضى معظمه في خدمة الاتجاهين اليساري والإسلامي- الله يرحمه رحمة الأبرار.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا