كتابات | آراء

المبيدات.. خطر يهدد الصحة العامة

المبيدات.. خطر يهدد الصحة العامة

عندما لا يجد أحدنا وسيلة سوى البكاء، كي ينفس عن ذاته اليائسة من جدوى النتيجة التي قد تبدو محسومة ولم يتبق للأصوات أي صدى، بعد أن تعددت الإستفاهامات في واقع شعبنا اليمني الصابر .. هذا الشعب الذي لم يعد له غير الله ولا سواه يسمع نداءه ويحس بأوجاعه.

ربما يرى البعض أني اسهبت كثيراً في استعراض الوجع ولكني اتأسف لمرضى السرطان في عدم قدرتي على إيصال القليل من آلامهم ومعاناتهم.. فعن أي ألم أتحدث، ألم لا يغيب عن مخيلتي بمقدار ثانية وأنا اشاهد المئات من مرضى السرطان يترددون يومياً على المراكز والمؤسسات الطبية بحثاً عما يسكت آلامهم.
نعم مرضى السرطان الذين نلاحظ تزايد أعدادهم عاماً بعد عام بشكل يستدعي من كل المجتمع القلق والرعب والاستعداد في ذات الوقت لمواجهة الحد الأدنى من نفقات الدواء والرعاية الصحية والإجتماعية لهذه الفئة من المرضى.
لقد تعددت الأسباب للإصابة بهذا الداء الخبيث.. سأتحدث اليكم عن أبرز تلك المسببات والتي تأتي في مقدمتها " المبيدات" التي اجتاحت حياة اليمنيين ووصلت إلى غذائهم.. اتحدث هنا عن المبيدات المحرمة دولياً، التي تدخل الى بلد تنعدم فيه الرقابة الصارمة نظراً لبشاعة خطورة هذه المبيدات.
وإنه ليحز في النفس أن هذه المبيدات تدخل بأشكال متعددة كتعدد خطورتها واستخداماتها فلم تعد تستخدم في شجرة القات وحدها، بل أصبحت تستخدم في كل الأصناف الزراعية ومنها الخضروات والفواكه،
هذا القاتل الخطير ( المبيدات ) تقتل اليمنيين مرتين سواءً بجهل المزارع بطرق استخدامها أو عند تناول القات الخضروات والفواكه والبقوليات وغيرها، حيث لا يزال أغلب المزارعين يعانون من جهل في استخدام هذه المبيدات القاتلة، مع غياب شبه كامل للجهات المسؤولة عن التوعية لهؤلاء المزارعين.. لذا لقد ادى غياب الوعي بخطورة المبيدات وكيفية استخدامها بالإضافة الى غياب رقابة الجهات الرسمية إلى حصول الكارثة.
ومن المؤسف أن الكثير من المزارعين لا يلتزمون بالتعليمات الموجودة على علب المبيدات، ويستخدمون تركيبات من اسمدة متعددة وكأننا نتجاوز الشركات المصنعة في كيفية الاستخدام .. حيث يلجأ الكثير الى خلط تلك المبيدات ضناً منهم بفاعليتها غير آبهين بالأضرار التي قد تنتج عنها، ناهيكم عن رش المبيدات دون ارتداء أية ملابس وقائية.
ألا يستحق هذا الخطر أن نقف جميعاً بوجهه؟!.. لا أظن أن هناك من يقول لا ولكن كيف؟ وما " كيف" إلا ثلاثة أحرف بسيطة وإستفهام صعب يقود إلى استفهامات متعددة ابرزها:
اين دور الجهات المختصة تجاه ما يحصل؟ ألم يقرع ناقوس الخطر مسامع الجميع، ام أن الجميع لا يعرف فداحة الكارثة؟
ثلاثون ألف حالة جديدة سنوياً من نساء ورجال وأطفال يصابون بالسرطان في اليمن، حسب ٳحصائية منظمة الصحة العالمية، والأعداد والأرقام ربما تزيد عن تلكم الاحصائية.
صرخات وأوجاع وأنات ومعاناة ووفيات بسبب داء السرطان.. معاناة هي الأصعب مجتمعياً وأكثر وقعاً على القلب والضمير والإنساني.
فهل لسطوري البسيطة أن تكفي وتدق ناقوس الخطر ؟.. بالتأكيد لا، فهذا الأمر يتطلب دراسات وابحاث وتحقيقات دقيقة، ولكن لحروفي أن تستنهض همم الجميع وتقرع مسامع الكل لتوحيد الصفوف لمكافحة هذا المرض الخبيث الفتاك ومسبباته، مالم فإن خطر المبيدات سيزداد وسيتألم منه الجميع إن لم يكن بالإصابة فقد يكون بالوجع على فقد الأحبة.
فلا حل أمام هذا الكم من الكارثة سوى رص وتكاتف الجهود وشحذ الهمم ،وإعلان حالة الاستنفار على كافة المستويات، لنحافظ على حياتنا وحياة من نحب.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا