كتابات | آراء

الوطن المسكون في قلوبنا..!!

الوطن المسكون في قلوبنا..!!

لقد ظل الإنسان منذ الأزل يبحث عن عيشٍ يسد به رمقه، وراحة بال يستقر بها حاله، في زمنٍ حافل بالصراعات والحروب والكوارث، وهكذا تدور عجلة الأيام، وتمر مر السحاب، ولم نشعر بها حتى نقر الشيب الرأس،

ووهن العظم، وتغيرت أنماط الحياة بكل صورها وأشكالها- في ظل طغيان وجيشان الماديات، وصراع أصحاب المصالح..
المواطن في ظل المتغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية بين سندان الضياع ومطرقة الأزمات والأحداث، كم من الأسر في الوطن العربي تعاني الأمرين، لا مأوى، لا غذاء، لا دواء، بل لا يجدون قطرة ماء تشفي غليلهم، كم من الأسر أصبحت نازحة ومشردة، في أوضاع اجتماعية غاية في الكارثية بسبب الحروب والصراعات المذهبية، والسياسية، والنفوذ الاستغلالي، للأنظمة المستبدة الطاغية..
هناك أسر مشردة مازالت تسكن مدن الصفيح والخيام، والأكواخ المصنوعة من الوبر والصوف، على مرأى ومسمع من دعاة حقوق الإنسان، والمنظمات الدولية والأممية التي ترفع شعارات حقوق الإنسان هراءً وزيفاً، شعارات براقة ظاهرها الرحمة، وباطنها العذاب الشديد..
وكما تقول المقولة: "البيت وطن" من لا بيت له، لا وطن له، لأن المواطن عندما يمتلك بيتاً في وطنه، اكتمل شعوره بالمواطنة الحقة، وشعر بوجود، وقيمة الدولة وتقديرها لآدميته وإنسانيته..
هزني غراب البين الى الذين لا يجدون مأوى، ولا غذاء، ولا دواء، رغم كل هذا وذاك يقفون صامدين راسخين رسوخ الجبال الراسيات، متشبثين بتراب وطنهم، حتى الموت الزؤام، وهناك بعض البشر يولدون غرباء، ويموتون غرباء، ولكن سرعان ما يشعرون بلحظات الأزمنة الماضوية التي مرت مرور الكرام، ولم يتركوا عليها بصمات إبداعاتهم ومنجزاتهم التي نقشت على صفحات ذكرياتهم، رغم النزاعات والصراعات التي تركت جروحاً غائرة دامية لا تندمل..
المؤسف المعيب أن مآسي الوطن العربي المليئة بالظلم والاضطهاد والتمييز العنصري الحاصل اليوم في كثير من دول العالم، يؤلمني كثيراً وجود تلك القيادات الإسلامية المؤدلجة التي تفرض أفكارها، وتثير الفرقة والنزاعات الطائفية والدينية والقبلية بين أبناء الوطن الواحد، ومن السخافة أن يبقى المواطن في وطنه مكبلاً بقيود التمييز والعنصرية والجهوية، رغم هذا وذاك يظل السماء العربي مظلماً طالما هناك حكام مستبدون وفاسدون..
صفوة القول:
هناك صور مأساوية متناثرة في عالمنا العربي والإسلامي لا تمثل حقيقة الإسلام ومنهاجه الخالد، دين المحبة والإنسانية الذي أسس قيم العدل والتسامح والشورى والرحمة والوئام ما يستدعي ويتطلب ذلك جملةً من الأساليب والخطوات الفكرية لتحرير المفاهيم المغلوطة، والمعتقدات الفاسدة، والتصورات القاصرة، لا يوجد أدنى اختلاف في القيم والمبادئ الأساسية، كالحق في الحياة، وكرامة الإنسان، والحرية والمساواة والعدل، واحترام هذه الحقوق الضرورية، ومراعاة ثقافة الاختلاف والثقافات أياً كانت، وإقامة الجسور بين أبناء الأمة العربية والإسلامية بعيداً عن إثارة النعرات والخلافات المذهبية والطائفية التي تمزق وحدة الأمة..
وعلينا أن نعيد قراءة واكتشاف المخزون القيمي والتراثي والديني الذي تحتضنه رسالة الإسلام الخالدة، حتى يتسنى لنا أن نسير على هداه ومنهاجه..
كلمات مضيئة:
الوطن ذاك المولود المفقود..
هو علاقة الأنا بالزمان والمكان..
هو ملحمة التاريخ مع الإنسان..
هو بوصلة المدى الأٌصى..
***
سأكتب عنك يا وطني،
ألف حكاية، ورواية..
سأروي للأجيال مأساة زماني
شاكٍ إليه لوعاتي وأناتي..
ليت لي قلباً صخرياً،
أداري به أوجاعي، وأشجاني.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا