كتابات | آراء

مع تعرض غزة للمجازر الفظيعة ابن سلمان ماضٍ في تطبيعه

مع تعرض غزة للمجازر الفظيعة ابن سلمان ماضٍ في تطبيعه

برغم ما كانت تتصنعه بعض الأنظمة العربية الحاكمة الغارقة في مستنقع العمالة إلى شحم الآذان من عداوة زائفة لـ«دولة الكيان»، فقد كانت ممارساتها الفاتَّة في عضد الأنظمة والتيارات السياسية العربية المخلصة للقضية الفلسطينية تظهر ما تضمره تلك الأنظمة من تصهيان فيغدو -في معظم الأحيان- ظاهرًا للعيان.


دعم السعودية موجة التطبيع الثانية
لم يتم توقيع اتفاقات أبراهام بين سلطات «الكيان الصهيوني» وبين كلٍّ من: «نظام الإمارات، ونظام البحرين، ونظام المغرب، ونظام السودان» -قبل عدة أعوام- في معزل عن أركان نظام «آل سعود» المدعين -زورًا وبهتانًا- أنهم خدام «البيت الحرام»، بل لقد كان القصر الملكي السعودي ودوائر صنع القرار في مملكة «الترفيه وتدمير القيم والمثل مع سبق الإصرار» على علمٍ مسبق بإجراءات تطبيع علاقات تلك الدول مع «كيان العدو» الذي يمطر سكان «قطاع غزة» وبنية «قطاع غزة» المحاصر -على مدى شهرين أو أكثر- بحمم الموت والدمار.
وما كان لتلك الأنظمة المتقزمة أن تقدم على اتخاذ تلك الخطوات الخرقاء لو لم تكن قد تلقت -مسبقا- من النظام السعودي الأشقى رضا تامًّا وتأييدًا مطلقا، نظرًا لما يمارسه نظام «آل سعود» على كافَّة أنظمة التطبيع من هيمنة معلنة وغير معلنة منذ عشرات العقود.

مسرحية تفلت السعودية من القبضة الأمريكية
لعل جمهور  القراء ما يزال يتذكر ما تزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي «جو باين» للسعودية في يوليو من العام الماضي من شائعة استخفاف ولي العهد «محمد بن سلمان» به وتخفيض مستوى استقباله -أثناء هبوطه قادمًا من «تل أبيب» في مطار جدة»- إلى مستوى مدير منطقة، ورفض ولي العهد طلبه برفع سقف إنتاج النفط في تضامنٍ غير معلن مع «روسيا» التي كانت وما زالت تستفيد من ارتفاع أسعار الوقود في تمويل حربها على أوكرانيا، وكيف أنَّ الأقلام المأجورة استغلت تلك المظاهر التي تمت بضوء أخضر في إطراء وتلميع «ابن سلمان» مدعيةً قدرته على التفلت من قبضة الأمريكان والاستقلال بقرار المملكة، غير مدركين أنَّ كل تلك الحبكة كانت -كما كنا نقول- مجرد مسرحية مفبركة، وأنَّ مملكة «آل سعود» غير قادرةٍ على الخروج من بيت الطاعة -ربما- إلى قيام الساعة.

تواصل التطبيع على وقع القصف الفظيع
أشرت في فقرة سابقة إلى ما حظيت به موجة التطبيع الثانية من مساندة سعودية ضمنية، وعند ما أبدت المملكة استعدادها -بعد عامين بالتمام- لتوقيع «اتفاق أبراهام»، اشترطت على «كيان صهيون» -في معرض «ذرِّ الرماد في العيون»- العمل على حل القضية الفلسطينية، ولعل هجوم الكيان الوحشي على «قطاع غزة» وإصراره على استئصال شأفة حركة «حماس»  المصنفة -خليجيًّا- إرهابية يصبُّ في اتجاه تنفيذ أهمِّ شروط مملكة الأيادي الآثمة التي عملت على تأخير عقد القمة التي اشترك فيها قادة الأمتين العربية والمسلمة على أمل أن ينتهي «كيان العدو» ممَّا رسمه لهجومه من مهمة، ثمَّ إنَّ تلك القمة لم تخرج -بفضل السياسة السلولية الحكيمة- بنتيجةٍ ذات قيمة.
وإذا كنا لم نعد نستغرب ما حدث في الآونة الأخيرة بين نظام «آل سلول» ونظام «آل صهيون» من تقارب عبَّر عنه -بسفور مرذول- ولي عهد السعودية -في حديث مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية بتأريخ 20 سبتمبر/أيلول- بالقول: (نقترب كل يوم أكثر فأكثر من تطبيع العلاقات مع «إسرائيل»)، بل إنَّ الأمر الجدير بالاستغراب والمحيِّر لـ[أُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰابِ] هو استمرار ذلك التقارب والمضي نحو إتمام مسار التطبيع بكل إصرار دون وضع أدنى اعتبار لوقوع «قطاع غزة» تحت النار، وليس أدلّ على ذلك من استهلال التقرير الإخباري المعنون [نتنياهو: بعد هزيمة حماس سنواصل التطبيع مع السعودية] الذي نشره «الخليج الجديد» يوم الاثنين الـ27 من نوفمبر الماضي على ما يلي: (قال رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»: إن عملية تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع السعودية بشكلٍ خاص والدول العربية بشكلٍ عام؛ ستتواصل حال تحقيق جيش الاحتلال الانتصار على حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" في قطاع غزة).
وقال نتنياهو: "بعد هزيمة حماس، سنكون قادرين على العودة إلى السلام مع السعودية، وأعتقد أننا سنكون قادرين على توسيع دائرة السلام {مع الدول العربية} بما يتجاوز توقعاتنا الجامحة.. لكن علينا أولا أن نهزم {حماس} ".
وكان وزير الاستثمار السعودي خالد بن عبدالعزيز الفالح، أكد -في وقت سابق- استمرار وجود مسألة تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل على جدول الأعمال، رغم الأحداث التي يشهدها قطاع غزة.
وفي 3 نوفمبر الجاري أفاد موقع "سيمافور" الأمريكي -نقلًا عن مصادر في دول عربية والولايات المتحدة- أنَّ السعودية والإمارات تخططان لمواصلة التقارب دبلوماسيًّا واقتصاديًّا مع إسرائيل، على الرغم من تفاقم الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي).

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا