كتابات | آراء

لا سلام ولا تعايش مع الصهاينة .. فهل اقتنعتم؟!

لا سلام ولا تعايش مع الصهاينة .. فهل اقتنعتم؟!

قبل بدء العدوان على غزة  كان صوت المنادين بالسلام مع العدو الإسرائيلي مرتفعاً وأسبابهم لذلك كثيرة خصوصاً الذين لا يعرفون طبيعة هذا العدو وتاريخه الحافل بالدسائس والمؤامرات والفتن ونقض العهود قديماً وحديثاً..

لكن الآن وبعد أكثر من شهر ونصف من العدوان الغاشم والفاجر وما شاهده القاصي والداني من محارق ومجازر وحرب إبادة طالت السكان الأبرياء في مختلف مناطق وأحياء القطاع.. وبعد كل ذلك الدمار الشامل الذي لحق بالمساكن والمدارس والمستشفيات والمخابز والمنشآت الخدمية من مياه وكهرباء واتصالات وغيرها بات في حكم المؤكد أن السلام أصبح أبعد من أي وقت مضى إن لم يكن مستحيلاً..

لقد كشف هذا العدوان بوحشيته وبربريته إن إسرائيل ليست مستعدة على الإطلاق للسلام مع الفلسطينيين ولا مع جيرانها من العرب ولا المسلمين وإن السلام الذي تنادي به وتتشدق بأنها مستعدة له ليس له سوى معنى واحد وهو الاستسلام والخضوع لإرادتها وهيمنتها هي ومن يقف معها من العالم اللاحر وفي مقدمتهم أمريكا وحلفائها الأوروبيين..

هذه هي حقيقة إسرائيل ونظرتها للسلام، وما يصدر عنها من تصريحات وأحاديث منمقة ليست سوى مجرد شعارات مخادعة الغرض منها تجميل وجهها القبيح وتقديم نفسها للعالم بأنها راغبة في إقامة سلام دائم مع الفلسطينيين..

بينما هي في الواقع تعمل عكس ذلك وتسعى ليل نهار لتحقيق أهدافها ومشاريعها الخفية التي تتعارض تماماً مع مشاريع السلام والتعايش..

والعدوان على غزة من حيث وحشيته والاستهداف المباشر (المركّز والممنهج) للسكان يأتي في سياق هذا التوجه الصهيوني الخبيث والذي يهدف من خلاله إلى تهجير سكان القطاع والسيطرة على الأرض وليس كما يدعي كذباً أنه رداً على عملية طوفان الأقصى والقضاء على القدرات العسكرية لحركة حماس وغيرها من التبريرات التي لا يمكن تصديقها والدليل على ذلك اختيار مسرح عملياته العسكرية منذ البداية في المناطق الآهلة بالسكان وهذا ما يرجح فرضية التهجير وهو الهدف الخفي من هذا العدوان..

هذه هي إسرائيل وهذه هي سياستها.. لن تقبل بغير التوسع والمزيد من الاستيطان واختلاق المبررات تلو المبررات لشن الحروب داخل فلسطين وخارجها لتحقيق حلمها الموعود الذي يتجاوز سقفه كل التفاهمات ومشاريع الحلول المطروحة للتوصل إلى اتفاق سلام دائم على أساس حل الدولتين..

وعلى العرب والمسلمين أن يعوا ذلك جيداً وأن يدركوا تمام الإدراك أن هذا العدو العنصري الباغي لا تنفع معه الحوارات ولا يحسن قراءة إشارات السلام والتعايش والاستقرار لأن هذه المفردات بما تحمله من معانٍ عظيمة ليست موجودة في قاموسه الحافل بالمفردات المدمرة للحياة مثل الفتن، الحرب، القتل، الدمار، الخراب، الأسر، التعذيب، التنكيل، التهجير.. الخ..

وبالتالي فلا داعي لإضاعة الوقت في السير خلفه في متاهات السلام التي ليس لها نهاية، بل ينبغي العمل والاستعداد لمواجهته وفقاً للمبدأ الإسلامي بالعودة إلى الجهاد وإحيائه في نفوس الأمة، ولتكن البداية من الآن بحث المجاهدين على استهداف العدو ومصالحه حيثما وجد وتواجدت هذه المصالح عملاً بقول الله عز وجل "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ" وقوله جل شأنه "فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ" فخط الجهاد في سبيل الله هو الطريق الذي سيوصلنا إلى النصر على هذا العدو الفاجر وتحرير الأرض والمقدسات من دنسه..

أما طريق المفاوضات والحوار واستجداء السلام فلن تصلنا إلاّ إلى المزيد من الإستسلام والخنوع، فاختاروا أيها المسلمون طريق الجهاد فهو الطريق المؤدي إلى النصر والعزة والكرامة "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ"

 

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا