كتابات | آراء

هل تشهد عدن 30 من نوفمبر جديدا لتحقيق الاستقلال؟!

هل تشهد عدن 30 من نوفمبر جديدا لتحقيق الاستقلال؟!

بتاريخ الخميس الموافق 30 نوفمبر 2023م تحل علينا الذكرى السادسة والخمسون ليوم الثلاثين من نوفمبر عام 1967م الذي تحقق فيه استقلال الشطر الجنوبي من الوطن اليمني سابقا وانسحاب آخر جندي بريطاني من عدن بعد احتلال استمر 129عاما

وذلك بعد قيام ثورة 26 سبتمبر في صنعاء التي حركت المياه الراكدة في جنوب الوطن فتمخض عنها قيام ثورة 14 أكتوبر عام 1963م لتشتعل عملية المقاومة ضد الاستعمار البريطاني من جبال ردفان الأبية ولم تكد تمضي أربعة أعوام حتى اندحرت الامبراطورية البريطانية التي لم تكن تغيب عنها الشمس فتم تحجيمها بعد انسحابها من جنوب اليمن لتعود إلى حجمها الطبيعي الذي هي عليه اليوم فتحقق الاستقلال الناجز وشكل يوم الثلاثين من نوفمبر عام 1967م رداً لاعتبار الأمة العربية بعد هزيمتها الشنعاء التي تعرضت لها أنظمتها التقدمية من قبل الجيش الصهيوني في 5 يونيو/حزيران عام 1967م وكان من أعظم الانجازات التي تحققت يوم الثلاثين من نوفمبر توحيد أكثر من عشرين سلطنة ومشيخة في دولة واحدة وتحت علم واحد أطلق عليها اسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية كخطوة أولى في طريق إعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي أعلنت في 22 مايو عام 1990م، لكن مع الأسف الشديد فالخلافات السياسية بين الفرقاء الشركاء في إعادة تحقيق الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية على أنقاض نظامين سابقين قد ألقت بظلالها القاتم على هذا الانجاز العظيم وقتلت فرحة اليمنيين به ففقد الجميع الثقة في بعضهم سواءً كانوا حكاماً أو محكومين وفتح الباب للتدخل الخارجي الذي أضعف اليمن وأصبح يحُكم من الخارج من خلال رهن قراره السياسي لدرجة أن السفيرين الأمريكي والسعودي كانا يعتبران حُكام اليمن عبارة عن موظفين لديهما لهم لا يمكن أن يقطعوا أمرا إلا بمشاورتهما وأخذ الموافقة منهما حتى على مستوى تعيين موظف في جهة ما، واستمر هذا الحال من بعد إعادة تحقيق الوحدة أي ما يقارب ربع قرن واليمن وشعبه يحُكم من الخارج حتى قامت ثورة 21 سبتمبر الشعبية عام 2014م لتعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي فحررت القرار السياسي اليمني من الهيمنة الخارجية وأنهت التدخل الخارجي في الشأن الداخلي اليمني لاسيما الأمريكي والسعودي وفضحت العملاء والمرتزقة الذين كانوا يتعاملون مع الخارج، ولأن هدفها الأساس بناء دولة يمنية وطنية وقوية تشارك في بنائها كل القوى الوطنية فقد جن جنون ذلك الخارج الذي فقد مصالحه وشعر بالإهانة عندما قال له الشعب اليمني الحر لا للتدخل الخارجي في شأن بلدنا فما كان منه إلا أن شكل تحالفاً كونياً بقيادة أمريكا والسعودية والإمارات وإسرائيل لشن عدوان غادر وهمجي على اليمن وشعبه العظيم بحجة إعادة اليمن إلى الحضن العربي والذي ما يزال قائما للعام التاسع على التوالي، ولكن اليمن بجيشه العظيم المسنود شعبيا وبكل قواه الوطنية تصدى ببسالة نادرة لهذا العدوان البربري وهزمه شر هزيمة ولم يتمكن من تحقيق أهدافه المعلنة رغم ما قام به من قتل للشيوخ والنساء والأطفال وتدمير للبنية التحتية كما تفعل اليوم إسرائيل في قطاع غزة كون مرجعية العدوانين واحدة وعندما وجد تحالف العدوان نفسه في مأزق وأصبح يتلقى الضربات الموجعة في الجبهات وفي عقر داره لم يكن أمامه سوى الاتفاق مع العملاء والمرتزقة الذين تعودوا الارتماء في أحضان الخارج وللأسف الشديد أن من بينهم من كنا نعدهم ثواراً ومناضلين ومن صناع الاستقلال الذي نحتفل بذكراه اليوم فسلموه المحافظات الجنوبية والشرقية لإعادة احتلالها من جديد وهو أمر محزن، ومن المفارقات العجيبة والغريبة أن الذي يحتل المناطق في جنوب اليمن هم أولئك الأعراب من الإمارات والسعودية تحت الإشراف الأمريكي والبريطاني والمفارقة الأعجب أن الذين سمحوا لهم بذلك وخضعوا لسيطرتهم هم أولئك الذين صدعوا الرؤوس بشعارات محاربة الرجعية والاستعمار والامبريالية والعدو التاريخي لليمن ولم يكونوا قابلين حتى بإعادة علاقات دبلوماسية معهم كونهم رجعيين وأعداء للتقدميين فصار جلهم يعيشون حاليا في عواصم من كان يصفونهم بأعداء العروبة وأن أنظمتهم يجب أن تسقط، فكبار قادة نظام ما كان يُعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية موزعين اليوم في العواصم الرأسمالية الرياض وأبوظبي وواشنطن ولندن وهناك من أصبحوا رجال أعمال وأصحاب شركات في تركيا ومصر والأردن ودول أوروبية أخرى ضاربين بكل شعاراتهم التقدمية التي كانوا يرفعونها ومزايداتهم الكلامية في وسائل الإعلام عرض الحائط والقليل منهم فقط الذين أنزووا ولكن لا حول لهم ولا قوة فهم عاجزون حتى عن إصدار بيان استنكار لاحتلال المحافظات الجنوبية من جديد وتحريض الجماهير على القيام بمظاهرات ضده بل وتشكيل مقاومة مسلحة لإخراجه أسوة بما حدث في 14 اكتوبر عام 1963م عندما اندلعت الثورة ضد الاستعمار البريطاني وتمت هزيمته وطرده بدعم من صنعاء العروبة التي شكلت خلفية نضالية لثورة 14 اكتوبر وصنعاء اليوم قادرة وبكل ثقة على لعب نفس الدور من خلال تقديم الدعم والمساندة والمشاركة الفعلية للقيام بثورة أخرى ضد المستعمر الجديد وطرده مدحورا من كل المحافظات الجنوبية والجزر المحتلة، لكن مع الأسف الشديد فمن يمنع القيام بعملية التحرير هم أبناء الجنوب اليمني المرتبطين بتحالف العدوان المغرر بهم والقائل لهم أنه سيخرجهم من الظلمات إلى النور ويحول عدن إلى دبي أخرى فكانت النتيجة أن حول عدن إلى خراب يقاتل أبناؤها بعضهم البعض وعطل ميناء عدن الذي كان يعد ثاني ميناء عالمي بعد نيويورك وجعلهم عالة عليه يتصدق عليهم بالفتات ناهباً لثروتهم ومتحكما في مصائرهم، ولا ندري كيف رضوا على أنفسهم وقبلوا بهذا الذل والعار وهم كانوا سادة الجنوب الذين كان جيشهم يرعب قبل التآمر عليه وتفكيكه بدأ من عام 1986م السعودية وكل دويلات الخليج بل كل الجزيرة العربية ، بينما إخوانهم في الشمال من بعد قيام ثورة 21 سبتمبر الشعبية قد أصبحوا حديث العالم وقوة يحسب لها ألف حساب فتصدوا لعدوان كوني على مدار تسعة أعوام ورغم استمرار العدوان وفرض الحصار عليهم هاهم اليوم يشاركون بشكل مباشر في معركة فلسطين ضد العدو الصهيوني نيابة عن العرب جميعاً كاسرين حاجز الخوف حيث يتم قصف المناطق المحتلة بجنوبي فلسطين بالصواريخ البالستية والطيران المسير وحجز السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ومنعها من التوجه إلى تل أبيب ولم يخضعوا للتهديدات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية مثلما خضع لها القادة العرب فأصبحوا مثل النساء في خدورهن لا يجرؤون على تقديم أية مساعدة لإخوانهم في قطاع غزة حيث المقاومة الفلسطينية تخوض معركة الأمة بكاملها بمفردها والتي ستنتصر فيها بإذن الله تعالى.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا