كتابات | آراء

غزة أيقونة التضحية والتحدي.. (الهدنة وما بعدها)

غزة أيقونة التضحية والتحدي.. (الهدنة وما بعدها)

على الرغم من محاولات الكيان الصهيوني بالتغطية على جرائمه الوحشية وسادته تجاه الشعب الفلسطيني إلا ان العالم صار اكثر وعيا ومتابعة ومعرفة بما يدور من انتهاكات بحق غزة ترتقي إلى جرائم حرب،

حيث عبرت الشعوب العربية والإسلامية والعالمية عن ادانتها لما تقوم به قوات الاحتلال الصهيوني من تدمير وقتل للأطفال والنساء والشيوخ ومنع المواد الغذائية والماء والكهرباء ومشتقات الطاقة وتدمير البنية التحتيه لمدينة غزة وقصف المستشفيات.
وكان للإعلاميين والصحفيين دورا بارزا في إبراز وجه الحقيقة لذا استشهد اكثر من ستين صحفيا نقلوا صور العدوان الصهيوني على غزة ووثقوا وحشيته تجاه غزة.
بوساطة قطرية وعربية توصلت مقاومة الشعب الفلسطيني إلى هدنة طالب فيها سابقا المجتمع الدولي ورفضها الكيان الصهيوني وحتى في الايام الأولى
لطوفان الأقصى كانت امريكا مصدر الشر تعترض على قرار إقرار هدنه باستخدام حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي.
الهدنة هي دليل قوة للمقاومة ودليل فشل قاطع للكيان الصهيوني الذي قبلها منكسرا ومقتنعا خوفا من تدمير دبابات الميركافا فيما لو حاول ان يدخل غزة كما هدد وبالتالي ستكون المسافة صفر للانقضاض عليها من قبل المقاومة الفلسطينية وستدمر ويقتل من عليها.
الذي افشل الهجوم البري للكيان الصهيوني تجاه غزة هو الذي صنع الهدنة وبالتالي هو الذي فرض الشروط،وهو من فرض دخول الغذاء والماء والدواء والوقود وهو الذي استعاد الاسرى من الأطفال والنساء،الذي انتصر هو إرادة المقاومة الفلسطينية ومن دعمها في كل الجبهات.
إنها إرادة التحدي والبطولة والصبر على ما تحب وتكره آمنت بها المقاومة وشعبها الفلسطيني الابي الذي يناضل من اجل الحرية والاستقلال ويقدم التضحيات من اجل النصر الكبير القادم بإذن الله.
رغم التضحيات الكبيرة ورغم تدمير البنى التحتية ورغم همجية العدو الصهيوني وتوحشه ضد الشعب الفلسطيني محاولا الثأر من المقاومة لكنه فشل وسيفشل لكون طوفان الأقصى افرز استراتيجيات جديدة اكثر واقعية سلطت الضوء وبقوة على ان الشعوب مهما طال الزمان بها ستنال حريتها وستنتصر ارادتها تجاه الاعداء.
كما كسبت القضية الفلسطينية تعاطف الشعوب والشخصيات السياسية على كافة المستويات في العالم وعرت الكيان الصهيوني وأكاذيبه ووضعت امريكا الشر في زاوية ضيقة جدا لأنها وقفت وبكل صلافة مع الكيان الغاصب،وقفت مع الباطل وكشفت زيف رعايتها للمفاوضات بين الشعب الفلسطيني والكيان الصهيونى.
الهدنة وحدت الشعب والمقاومة الفلسطينية وستؤسس إلى متبنيات جديدة لصالح الشعب الفلسطيني بعد ان كسبت رهان النصر وانتصرت في دحر العدو الصهيوني المحتل.
اليوم المقاومة أقوى من اي وقت مضى في كافة الجبهات اللبنانية واليمنية والعراقية والسورية التي وقفت مع جبهة فلسطين وقدمت التضحيات وكانت ورقة ضاغطة أرعبت الكيان الصهيوني حيث فتحت أمامه عدة جبهات لا يمكن ان يواجهها لذا كانت سبب آخر في تعجيل الانتصار وقبول الهدنة.
تحية فخر وتقدير وثناء لكل الشعوب الحرة التي تقاوم من اجل الاستقلال والحرية. والرحمة والمغفرة والجنان لأرواح الشهداء الذين سقطوا من اجل الوطن في كل ساحات المقاومة.
# كاتب وصحافي

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا