كتابات | آراء

تزايد الناقمين على النتن (بنيامين)

تزايد الناقمين على النتن (بنيامين)

الصهيوني المتطرف «بنيامين نتنياهو» الذي رأس 6 حكومات لدولة الكيان إلى حدّ الآن بلغ به تطرفه انتقاء أعضاء حكومته السادسة من شخصيات غاية في التطرف تسبب تطرفها وقبح تصرفها بعزله عن مجتمعه الصهيوني، وبشحذ همة المقاوم الفلسطيني إلى أبعد مدى حتى أبدع «طوفان الأقصى».

عدم تحقيق أهدافه أفضى إلى استنزافه
لأنَّ الملحمة البطولية «طوفان الأقصى» التي بهرت بها «كتائب القسام» الأنام لم تأتِ -حتى بشهادة الأمين العام للأمم المتحدة- من فراغ، بل جاءت ردًّا منطقيًّا على ما يرتكبه أعضاء الحكومة المتطرفة من اعتداءات متعجرفة على سكان الضفة بمن فيهم الأطفال والنساء ومن اقتحامات للمقدسات وفي مقدمتها «المسجد الأقصى».
ونتيجة لزيادة الاستفزازات المتلاحقة من قبل المستوطنين المتطرفين ضد الفلسطينيين التي كانت السبب المباشر لتفجر «طوفان الأقصى» اعتُبِر «نتنياهو» المسؤول الأول عمَّا حصل، فأعلن -من جانبه- الحرب على «قطاع غزة»، وحدد  لها هدفين اثنين أولهما القضاء التام على «حركة حماس» وتصفية قادتها العسكريين والسياسيين، وثانيهما تحرير ما لدى الحركة من أسرى إسرائيليين أو ما يعتبرهم «مختطفين».
بيد أنَّ مضي 44 يومًا من هجومه على القطاع ووحشية قصفه دون تحقيق أيٍّ من أهدافه قد هزَّ ثقة شبعه به وبأركان حربه، حتى لقد استُنزفت شعبيته وانخفضت إلى أدنى مستوى، فقد جاء في سياق مقال لـ«جيف أبراموفيتز» بعنوان «استطلاعات الرأي تظهر تراجع الدعم لنتنياهو منذ تفاقم القتال» نشره موقع «آي 24» -في اليوم الثاني للحرب- (أنَّ استطلاعات الرأي تؤكد أنَّ 21% فقط حبذوا بقاء «نتنياهو» رئيسًا للوزراء، بينما فضل 66% تولي تغييره.
ولو أجريت انتخابات الآن، فسوف يحصد حزب «الوحدة الوطنية» الذي ينتمي إلى يمين الوسط بزعامة «غانتس» -الذي يشغل حاليًّا 12 مقعدًا فقط- 41 مقعدًا في «الكنيست»، وهو أكبر عدد من المقاعد لحزب سياسي إسرائيلي منذ عام 1992.
في حين سينخفض عدد مقاعد حزب «الليكود» الذي يتزعمه «نتنياهو» إلى 19 مقعدًا، من أصل 32 مقعدًا حاليًّا).
وفي ذات المعنى احتوت التغطية الخبرية المعنونة [استطلاع جديد في إسرائيل: الغالبية لا تريد نتنياهو] التي نشرها موقع «سكاي نيوز عربية» في الـ17 من نوفمبرالحالي على ما يلي: (لقد بات من شبه المحتم أنَّ المستقبل السياسي لـ«نتنياهو» انتهى بعد الهجوم المباغت وغير المسبوق الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر الماضي، وما تبع ذلك من حرب إسرائيلية مدمرة على «قطاع غزة» الفقير والمحاصر.
بل إنَّ أصواتًا تعالت لإقالة «نتنياهو» حتى في ظل القتال، فقد دعا زعيم المعارضة «يائير لابيد» قبل أيام في خطوة مفاجئة إلى إقالة «نتنياهو» والتخلص منه خلال الحرب ودون الذهاب إلى انتخابات.
انتشار شعار: «أوقفوا إطلاق النار»
بالرغم من أنَّ الماكينة الإعلامية قد تمكنت -في الأيام الأولى التي تلت «طوفان الأقصى»- من شيطنة «حركة المقاومة الإسلامية»، وقدمت الصهاينة الذين لا يزالون يزهقون أرواح أطفال غزة بحربهم الإجرامية أصحاب مظلومية، فإنَّ طول أمد الحرب وانفتاح فضاء الإعلام على الشرق والغرب قد أديا -بشكلٍ تدريجيٍّ- إلى فضح ما كانت تسوقه الماكينة الإعلامية الصهيوصليبية في أوساط الشعوب الغربية من مظلومية وهمية، وإلى ما ترتكبه آلة الموت الصهيونية -في حقّ المدنيين العزل في «قطاع غزة»- من مجازر وحشية يندى لها جبين الإنسانية، فإذا بالمظاهرات التي كانت تخرج تأييدًا للدولة العبرية في الدفاع عن نفسها أمام ما كانوا يطلقون عليه «الإرهاب الفلسطيني» قد أخذت في تصحيح المسار، وصارت تندد بما ينفذه الطيران الصهيوني في «قطاع غزة» من حرب إبادة تطال الكبار والصغار رافعة في كل الأقطار شعار: «أوقفوا إطلاق النار»، فقد قوبلت استعدادات الكيان الصهيوني العنصري لتنفيذ اجتياحه البري الغاشم بمظاهرات حاشدة تجاوزت عشرات وربما مئات الآلاف في معظم مدن وعواصم العالم بما فيها مدن وعواصم البلدان التي تساند انظمتها حكومة الكيان في الاستمرار في ما تشنه على المدارس والمساجد والمستشفيات والمساكن والسكان من عدوان مطالبة -وبكل إصرار- بـ«وقف فوريٍّ لإطلاق النار».
والملفت أنّ عدوى التظاهر ضدَّ ما تقترفه الآلة العسكرية الصهيونية في حقّ التجمعات الغزاوية السكانية من مجازر إلى الأوساط المجتمعية والحزبية الصهيونية، وقد تجسد هذا المعني على الواقع العملي باستهلال التقرير الإخباري المعنون [مظاهرة حاشدة في قلب تل أبيب تطالب بوقف إطلاق النار في غزة] الذي نشره موقع «مصراوي» يوم أمس السبت الـ18 من نوفمبر بما يلي: (خرجت الثلاثاء الماضي مظاهرة حاشدة ضمت أكثر من 20 ألف متظاهر نظمتها -بالتنسيق مع أهالي الأسرى الصهاينة- «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة» التي تضم سياسيين عرب ويهود من  قلب «تل أبيب» للمطالبة بوقف إطلاق النار في «غزة»، ومن المقرر أن تصل مساء اليوم السبت إلى محيط مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» في القدس الغربية الذي يطلع منه على سير العمليات الحربية).

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا