كتابات | آراء

هل يُعد الأزهر الشريف شريفًا حقًا؟!

هل يُعد الأزهر الشريف شريفًا حقًا؟!

بعد أن ابتلع لسانه شهرًا كاملًا؛ خرج الأزهر عن صمته يوم أمس بفتوى "ناعمة وخجولة" تنص على: وجوب الدعاء لأهل غزة.. الدعاء فقط!!

وإذا ما عدنا إلى الوراء قليلًا (عشر سنوات تحديدًا)، سنجد أن هؤلاء العلماء ومعهم خمسون آخرون من مختلف الأقطار والمذاهب، هم أنفسهم الذين تهافتوا إلى أرض الكنانة يومئذٍ وأفتَوا بوجوب الجهاد في سورية، ومن منابر التضليل والنفاق أعلنت "حمّالة الحطب" النفير إلى الشام وسط تكبير الحاضرين وتهليل الغائيبن..

ما زال الزمان يأتينا بكل عجيب؛ فقد صار قتال إخوة الدين والعرق والمنطق يسمى جهادًا، أما قتال اليهود المعتدين والغاصبين المجرمين فلا يزيد عن كونه "خلافًا سياسيًا" وتراشُقًا بالحصَى و"الشباشب"!

صحيح أن بعض العلماء والدعاة أدركوا لاحقًا خطأ رأيهم ورؤيتهم حيال سورية، ولكنهم -مع الأسف- أدركوا ذلك متأخرين، ومتأخرين جدًا.. فما جدوى التباكي بعد خراب مالطا؟!

ونخشى ما نخشاه أن يتأخروا هذه المرة أيضًا في استيعاب وفهم ما يجري في فلسطين، ثم يأتونها باكين على أطلالها ومعتذرين لأهلها الذين خذلوهم وتخلَّوا عنهم في أشد المواقف وأحلك الظروف، ثم يريدون بعد ذلك مشاركتها فرحة الانتصار الذي لم يكن لهم ناقةٌ فيه ولا جمل!

من المؤسف والمؤلم أن نجد بعض الشعوب الأعجمية "المسيحية" تنظّم التظاهرات والوقفات الاحتجاجية؛ تعاطفًا وتضامنًا مع مظلومية الشعب الفلسطيني "إنسانيًا"، فيما الأنظمة العربية ومؤسساتها الدينية والفكرية غارقةٌ في صمتها متواريةٌ خلف خضوعها، حتى دافع الإنسانية وقف عاجزًا عن تحريك مشاعرهم المتبلّدة وإنعاش ضمائرهم الميتة، فأي مَفخرةٍ سيقصّونها لأجيالهم؟! وأي تاريخٍ يَرومون فيه ذكرهم؟!

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا