كتابات | آراء

مراهنة أنظمتنا الحاكمة على هزيمة المقاومة

مراهنة أنظمتنا الحاكمة على هزيمة المقاومة

المقاومة العربية الفلسطينية ممثلةً بحركة المقاومة الإسلامية «حماس» وبقية الفصائل الفلسطينية التي تشاركها الصمود الباسل في خطوط التماس تُحرِج -بثباتها الأسطوري في وجه الهجمة الصهيونية البربرية- أنظمتنا العربية الجبرية وخاصة الأنظمة التي تربطها بالدولة العبرية علاقات علنية أو سرية.


مسارعة الأنظمة إلى إدانة المقاومة
ما من شك أنَّ الإحراج لتلك الأنظمة الخانعة والمستسلمة -بعد إنجاز المقاومة عملية «طوفان الأقصى»- قد بلغ حدَّه الأقصى، فصارت أشدَّ الأطراف الدولية والإقليمية انسجامًا وتواطؤًا مع ما يرتكبه الكيان الصهيوني في «قطاع غزة» -صباح مساء- من مجازر وحشية في حقِّ الأطفال والنساء، ففي الوقت الذي (افتتح الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريش» -يوم الثلاثاء الـ24 من أكتوبر الماضي- جلسة مجلس الأمن الدولي للبحث في ما سمّاها الحرب بين «إسرائيل» و«حماس» بالإشارة الواضحة والصريحة إلى أنّ هجوم «حماس» لم يأتِ من فراغ، بل بسبب ما يتعرّض له الفلسطينيون من احتلال خانق على مدى عقود)، تصف وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي في دولة الإمارات -معبرة عن وجهة نظر أنظمة التطبيع- «طوفان الأقصى» بـ(الهجوم الوحشي البربري الشنيع)، ثمَّ لم تلبث أن تتوجه إلى «حركة حماس» -نيابةً عن سلطات الكيان الضعيفة الحجة- بإنذارٍ شديد اللهجة، بكل ما تعكسه تلك اللغة الفجَّة والصارمة من حقد دفين على المقاومة التي عرَّت بمواقفها البطولية الحازمة ضعف وخنوع تلك الأنظمة الحاكمة.

ثنائية العداء لحماس والاطمئنان للكيان
بالإضافة إلى ما ثبت منذ عدة سنوات من لعب دولة الإمارات أدوارًا أمنية أساسية ساعدت -باعتمادها على الأساليب الجاسوسية- جهازي «الشاباك» و«الموساد» في اغتيال الكثير من القيادات العسكرية والسياسية «الحماسية»، يجد حكام مصر في كثير من الأحيان لا سيما في الحقبة «السيسية» -بحسب تقرير الصحفي «عادل رفيق» المعنون [فورين بوليسي: لا نهاية للحرب في غزة بدون مصر] الذي نشره «المعهد المصري للدراسات» في الـ2 من نوفمبر- (أرضية مشتركة مع الكيان الدخيل المسمى «إسرائيل» في قضايا أمنية واستخباراتية متعددة، كما أنَّ الجنرال «عبدالفتاح السيسي» -مثل العديد من أسلافه- يعادي «حركة حماس» بشدة).
إذن «السيسي» -من هذا المنطلق- ومعه الحكام العرب المطبعون والذين ما يزالون يتطلعون لنيل شرف تطبيع العلاقات مع ذلك الكيان الصهيوني العنصري النازي الملعون يراهنون على هزيمة المقاومة مجتهدون قدر الإمكان من أجل الفوز في تحقيق ذلك الرهان، ويراهنون -في المقابل بكل ما يخالجهم من التفاؤل- على انتصار متطرفي «كيان صهيون» الذين هم معهم (فِي طُغۡيَٰنِهِم يَعۡمَهُونَ).

شهود عيان على اقتران الأنظمة بالرهان
الحقيقة أنَّ مظاهر تآمر بعض أنظمتنا الحاكمة مع سلطات الكيان الصهيوني المجرمة ضد المقاومة -حتى قبل عملية «طوفان الأقصى»- لا تكاد تحصى، إلاَّ أنَّها بعد حدوث هذه العملية المفصلية ستكون -دون شك- أكثر ضررًا وفعالية، وقد صار الاستدلال عليها -الآن- من السهولة بمكان، فقد أشار أكثر من مطلع على ما يعتمل خلف الكواليس إلى أنَّ «سلطة عباس» وعدة أنظمة عربية تعمل بإخلاص ما بعده إخلاص على استئصال شأفة «حماس»، وفي هذا المعنى استهل الكاتب «محمد علوش» مقاله التساؤلي المعنون [هل تخشى السلطة الفلسطينيّة انتصار "حماس" في غزة؟] الذي نشر في موقع «الديار» في الـ31 من أكتوبر الماضي بما يلي: (قد لا يكون مستغربًا ما قاله «موسى أبو مرزوق» عضو المكتب السياسي في «حركة حماس»، من أنَّ "أعضاءً في السلطة الفلسطينية وحكام دول عربية طالبوا سرًّا بالقضاء على الحركة).
وذهب إلى معنى مطابق للمعنى السابق الكاتب «علي أنوزلا» بافتتاح مقاله المعنون [أنظمة عربية تخشى انتصار المقاومة الفلسطينية] الذي نشره «العربي الجديد» في الـ1 من نوفمبر الحالي على النحو التالي: (جاء في مقالٍ كتبه المبعوث الأميركي الأسبق إلى الشرق الأوسط «دينيس روس» في صحيفة «نيويورك تايمز» أنَّ مسؤولين عربًا يعرفهم منذ فترة طويلة تحدثوا إليه على انفراد، ونقل عن أحدهم، من دون أن يذكر اسمه، قوله له: "لا بد من تدمير حماس في غزّة").

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا