كتابات | آراء

التغيير.. ضرورة وطنية

التغيير.. ضرورة وطنية

كل الثورات في التاريخ قامت بهدف إحداث التغيير الذي يتحقق من خلال، إسقاط ماهو كائن وإقامة مايجب أن يكون، فهو ليس مغامرة ولامجرد قرار انفعالي تتخذه القيادة تحت ضغط اللحظة السياسية أو مجرد رغبة بتسجيل أهداف في شباك الأضداد..

بل هوقرار تتخذه القيادة بعد أن توفر له شروط النجاح، ومن أهم هذه الشروط هو استشراف طبيعة الواقع الوطني وكذلك قبول المجتمع لهذا التغيير فتوافر استتباب العمق الاجتماعي الذي يصبح معه المجتمع هو الكتلة المساندة لنجاح التغيير هو أحد الشروط الكفيلة بتحقيق ما ينبغي تحقيقه.
وفي هذا السياق جاء إعلان قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- عن التغيير الجذري القادم، والذي لاشك أنه سيضع أمور الدولة في نصابها تحقيقاً لأهداف ثورة الـ٢١ من سبتمبر المباركة، التي تمثل محطة مهمة وفارقة في حياة الشعب اليمني التواق دائماً إلى التغيير الذي يشمل منظومة الحياة برمتها ولا يقتصر على تغيير الأشخاص فقط بل يسلك كل الطرق الممكنة للانتقال بالحياة إلى مستوى متقدم من خلال تغيير معنى العلاقة بين المجتمع والدولة كرافعة لتحقيق التغيير المرجو.
ومما لاشك فيه أن قائد الثورة لم يعلن عن تغيير جذري الا بعد الوقوف على الحقائق الوطنية الماثلة وعلى تعقيدات الواقع الوطني التي لا مناص من مواجهتها وتغيير جوهرهاالمتكلس الذي أصبح يشكل عائقا ضخماً في طريق الشعب اليمني، وبعد استشراف لماتحتاجه البلاد في مواجهة القوى المتربصة بالشعب اليمني التي لم تدخر ممكنا ولامتاحا لديها إلا واستخدمته في سبيل إعاقة الشعب اليمني عن تحقيق مايصبو إليه ولم تتوقف هذه القوى المعادية من ضخ المحبطات والعوائق كل ما امكنها ذلك خاصة أنها تعمل بنفسية مطمئنة بانه لن يعارضها أحد لإن في تصورها أنها تمسك بخيوط اللعبة في يدها من خلال الموالين لها في مختلف مفاصل سلطة إصدار القرار وهي بذلك منحت نفسها الحق في التدخل وفرض رؤيتها التي تخدم توغلها في الشأن اليمني خدمةلمصالحها فلم تتشكل حكومة ولايتعين سفيرا اوغفيراً إلا بتوصية منها وخلال فترات طويلة وعندما استشعرت هذه القوى أن يد تدخلها في الشأن اليمني قطعت بقيام ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر عام٢٠١٤م، لم تمتثل هذه القوى لرغبة وإرادة الشعب اليمني في التغيير بل إنها استدارت تمارس تدخلها المعتاد ولكن هذه المرة بعنف وعدوانية غاشمة من خلال شن حربها العدوانية على اليمن وتجييش المرتزقة من مختلف البلدان الواقعة انظمتها تحت سيطرة فرمانات البيت الأبيض الأمريكي وكذلك تجييش عملائها من أبناء الأمة العصاة بغرض إيقاف موكب التغيير الثوري بقيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي
وحتى بعد أن لقنها الشعب اليمني ممثلا بطلائعه الوطنية الجهادية الجيش واللجان الشعبية أقسى دروس التصدي واسقاهم مرارة الهزائم والخيبات الكاسحة ومع ذلك لاتزال تلك القوى تمارس دسائسها من خلال زرع الفتنة والتمزق بين أبناء المجتمع اليمني وبمسميات شتى، غير مدركة أن نار المحن التي عاشها الشعب اليمني انضجت تفكيره وبفعلها اكتسب وعياً متطوراً يمكنه من تحديد أهدافه واختيار الوسائل الكفيلة لتحقيقها.
إن التغيير هو الوسيلة والهدف في آن، فلا يمكن لأمة مصابة بالكسل والجمود أن تصنع تغييرا يصل بها إلى حياة تليق به
ولا يمكن لأي قوى معادية أن تثنيه عن تحقيق ما يصبو إليه مادام يسير خلف قيادة مؤمنة بحتمية التغيير والتطور، وأثبتت قدرتها على تجاوز المحن ولي أعناق المصاعب وتهيئة الأرضية الوطنية لممارسة فعلها الثوري التحرري لخدمة مصالح شعبها وحقه في امتلاك قراره وتقرير مصيره دون تدخل وبلا وصاية من أحد.

* وكيل محافظة تعز

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا