كتابات | آراء

ثورة 14 أكتوبر تكمل عقدها السادس

ثورة 14 أكتوبر تكمل عقدها السادس

 يحتفل الشعب اليمني يوم السبت القادم الموافق 14 أكتوبر 2023م  بمرور ستة عقود على قيام ثورة 14 أكتوبر المجيدة التي هزم ثوارها الإمبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس وأعادوها إلى حجمها الطبيعي

كما هو معروف عن بريطانيا الحالية الغارقة في أتون العديد من الأزمات وقد شكلت ثورة 26 سبتمبر في صنعاء خلفية نضالية لها وبدونها لم تكن لتنتصر وتهزم بريطانيا العظمى لكن ما يؤسف له أننا نحتفل في اليمن هذا العام بالعيد الستين لثورة 14 أكتوبر وهو عيد يوبيلي وقد عادت كل المناطق التي تم تحريرها من الاستعمار البريطاني التي كانت تعرف بالسلطنات والمشيخات وتشكلت على أنقاضها جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية  قبل أن يتغير اسمها لتصبح الديمقراطية الشعبية إلى أحضان مستعمر جديد يحتلها على مرئى ومسمع ممن تبقى من ثوار 14 أكتوبر وكأنهم راضين ومباركين لما تقوم به السعودية والإمارات من تنفيذ للأجندة الأمريكية والبريطانية في المحافظات الجنوبية والشرقية .
 وعليه لا بد أن نتساءل : ما هو موقف أو حتى شعور أولئك الذين كان لهم شرف قيادة الكفاح المسلح لإخراج المستعمر البريطاني من الجنوب اليمني الذين ما يزال الكثير منهم على قيد الحياة وهم يستذكرون كفاحهم ونضالهم من خلال معايشتهم لإكمال ثورة 14 أكتوبر عقدها السادس من عمرها في وقت أصبح فيه الجنوب اليمني بمختلف محافظاته محتلا ومُسيطراً فيه حتى على الإنسان نفسه الذي بات مسيراً وليس مخيراً وما يحدث في حضرموت من عبث بإرادة الإنسان اليمني هناك أنموذجا وممن ؟ من قبل أعراب السعودية والإمارات اللتان تعتبران من أكبر أدوات بريطانيا وأمريكا في المنطقة ، فهل سيظل هؤلاء القادة العظام الذين حجموا بنضالهم بريطانيا وقضوا إلى الأبد على أسطورة إمبراطوريتها صامتين ولا يصدرون حتى بيان استنكار يدين ما يحدث، وهل يرضى هؤلاء الثوار أن تبرز فئات محسوبة على الجنوب تطالب بالانفصال مع إن شعار ثورة 14 أكتوبر كان شعاراً وحدوياً يطالب بالوحدة بين كل أبناء اليمن شماله وجنوبه وشرقه وغربه ، وكان أول عمل عظيم قامت به ثورة 14 أكتوبر بعد الاستقلال يتمثل في توحيد أكثر من عشرين محمية ومشيخة في دولة واحدة أطلق عليها اسم : جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية تم الإعلان عنها يوم 30 نوفمبر عام 1967م لتشمل الشطر الجنوبي للوطن اليمني حتى تم التحامه في 22 مايو عام 1990م مع الشطر الشمالي فتشكلت من الشطرين ما يعرف اليوم بالجمهورية اليمنية .
وفي ظل هذا الوضع المحزن والمؤسف نكرر ونقول لمن يعبث بمقدرات الوطن اليمني إن المستقرئ للتاريخ  في مختلف الحقب والعصور بنوع من الحصافة والعقلانية ،يدرك أن انفراط عقد المحاولات المتصلة لتوحيد اليمن أرضاً وإنساناً كان ينسحب دائماً وبالاً وكوارث تطال عامة الشعب حُكاماً ومحكومين ويقيناً إن الوحدة اليمنية المعاصرة تُشكل حلقة متفردة وذات أكثر من خصوصية في تاريخ اليمن الراهن لكونها تمخضت عن إرادة شعبية وطموح جماهيري قبل أن تكون إرادة سياسية أو قرارات سلطوية يكون الشعب فيها رقماً مفقوداً ، ولذا فإن مجرد التفكير في فض هذا الإجماع التاريخي والوطني والنكوص نحو أشكال التفرق والتشرذم والتشطير يُعد ترجمة لإرادة الخارج المحتل للأرض والإنسان في الجنوب وسيكون خيانة وطنية وتاريخية يدفع ثمنها الجميع عاجلاً أم آجلاً ويكفي أن نشير إلى أن مجرد وجود أزمة سياسية قد ألحق الضرر السياسي والاقتصادي والاجتماعي بالبلاد فما بالنا بما يترتب عليه عودة البلاد إلى عهود التشرذم والانفصال ، ولذلك فإن التفكير في غير الوحدة مهما كانت المبررات يُعد انتكاسة وكارثة لليمن لا سمح الله ونصراً لأعداء اليمن المتحينين الفرص دائماً حيث يختارون الوقت المناسب ليضربوا ضربتهم من خلال المندسين بين صفوفنا الذين هانت عليهم قيمهم وأخلاقهم وكرامتهم أمام مغريات الصفقات المادية المشبوهة كما يفعلون حاليا حينما ارتموا في أحضان المتآمرين على اليمن وشعبه العظيم ووقفوا إلى جانب تحالف العدوان الذي دمر الحجر والشجر ولم يسلم منه الأبرياء من الشيوخ والنساء والأطفال وحتى الأجنة في بطون أمهاتهم إضافة إلى فرض حصار خانق على الشعب اليمني من الجو والبر والبحر ، مستغلين أي اختلاف يحدث بين أبناء الشعب اليمني الواحد فيوعزون إلى عملائهم في الداخل  وما أكثر من يتجاوب معهم للأسف الشديد لتغذية ما يحدث من تباينات وتجييرها لمصلحة أعداء الشعب اليمني وثورته ووحدته  غير مدركين بأن التآمر على الوحدة اليمنية سيلقى نفس مصير التآمر على ثورة 21 سبتمبر الشعبية التي تحطمت كل معاوله على صخرة مقاومة أبناء الشعب اليمني الشرفاء المؤمنين بالثورة والجمهورية والوحدة التي هي قدر ومصير 40 مليون يمني ومن شذ عن هذه القاعدة فليس منا بل ومن يُفكر بغير ذلك فسيكون مصيره مثل مصير من سبقوه من الذين تآمروا على كل مكتسبات الشعب اليمني الوطنية وعلى رأسهم من تبنى المشروعين العائلي بهدف توريث الحكم والانفصالي بحجة الحرص على مصلحة اليمن .
وليس عيباً أن نقول : أنه من المُخجل حقاً أن تصبح سمعة اليمن في الخارج نتيجة لحب ذات البعض الذين لا يفكرون إلا في مصالحهم الضيقة بعكس تلك الصورة الرائعة التي عكسها اليمنيون في أذهان العالم يوم 22 مايو 1990م حينما حققوا المنجز التاريخي العظيم المتمثل في إعادة تحقيق الوحدة اليمنية أرضا وإنساناً ورديفها الحرية والديمقراطية مما أثار إعجاب كل من يحبون الخير لليمن بقدرة أبناء هذا الشعب على معالجة قضاياهم بأنفسهم ، لكن من يقنع لنا أولئك الذين تم غسل أدمغتهم من قبل إعلام العدوان وجعل منهم بلاوعي يصعب عليهم التفريق بين الحق والباطل .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا