كتابات | آراء

مولدهُ هُدى للأمة.. ورحمةٌ للعالمين..!!

مولدهُ هُدى للأمة.. ورحمةٌ للعالمين..!!

من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده نعمة الهداية والتقوى إذْ بعث فينا رسولاً هادياً ومبشراً ونذيراً، ولهذا أمتنّ الله عز وجل على عباد بأن هداهم لهذا الدين الحق

حيث قال المولى القدير في محكم تنزيله (لقد مَنَّ الله على المؤمنين إذْ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإنْ كانوا من قبل لفي ضلالٍ مبين) آل عمران- "164".
لقد أراد الله عز وجل لهذه الأمة أن تكون هي خير أمةٍ أخرجت للناس، ورسولها خاتم الأنبياء والرسل، ودينها خاتم الأديان، وخصَّها بمحاسن كثيرة وفضائل جمة وآثار جليلة، تحمل ذوي العقول السليمة والفطرة النقية على التمسك بشعائر هذا الدين ومنهجه القويم وتعاليمه السامية والاهتداء بقرآنه الكريم وسنة نبيه الهادي الأمين..
ونحن نعيش هذه الأيام المباركة احتفاءً بمولده العظيم وإجلالاً وتوقيراً له، تلك المشاعر الفياضة المتدفقة من قلوب اليمانيين من كل حدبٍ وصوب إنما تدل على المنزلة العظيمة والمكانة السامقة في قلوب هذا الشعب الأبي الذي كان موحداً قبل الإسلام، وقد بشَّرنا رسولنا الأعظم- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حيث قال: "والله ليتمنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلاَّ الله، أو الذئب على غنمه"..
وقد جاء فضل صنعاء وحضرموت وزبيد في كثير من الأحاديث النبوية الشريفة تقديراً وشرفاً وإجلالاً لمكانة علمائها وفقهائها الأجلاء وأوليائها الصالحين، وعندما جاء وفد من زبيد لمقابلة رسولنا الكريم قال لهم "من أين قدمتهم؟".
قالوا: من زبيد، قال "الله في زبيد ثلاث مرات".
ووصف- عليه الصلاة والسلام- أهل اليمن بقوله "أتاكم أهلُ اليمن هم أرق قلوباً، وألين أفئدة".
لذا علينا أن نُحيي مولده وسيرته العطرة بالإقتداء بسنته وتعاليمه وآدابه، وأنْ نعتز ونفخر بهذا اليوم الخالد، ولهذا كان يوم مولده عليه الصلاة والسلام أفضل يوم أشرقت فيه  الشمس على الدنيا، أما الذين يتهافتون ويتجادلون حول أحقية أو بطلان الاحتفاء بمولده- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إنما يحاولون زرع بذور الفتنة بين أبناء الوطن الواحد..
يكفينا فخراً وعزاَ أن نُحيي يوم مولده العظيم في بلد الإيمان والحكمة، ونحنُ رافعو الرؤوس، شامخو الهمم أمام العالم- لنؤكدَّ لشعوب العالم أجمع بأن رسولنا الأعظم جمع شمل الأمة، وأيقظ العالم من سباته العميق، وطهر الأرض من الأصنام، ونظف القلوب من الشحناء والبغضاء، سلام الله عليه يوم ولد ويوم هاجر ويوم  أشرقت الدنيا بأنواره النبوية.. ولهذا كان أفضل مخلوقٍ، أصفى قلباً، وأنقى نفساً، وأعمق علماً، اختاره الله عز وجل ليكون سراجاً منيراً، وبشيراً ونذيراً للعالمين.

صفوة القول:
من هنا نُدرك عظمة الاحتفاء بمولده المبارك، وقد حثنا رسولنا الأعظم بعدم الغلو في الأعمال، أياً كانت شرعية أو عقائدية، تيسيراً للعباد كما جاء في الحديث النبوي الشريف، "إنَّ هذا الدين يُسر، ولن يشاد هذا الدين أحد إلاَّ  غلبه، فسددوا، وقاربوا، وأبشروا"..
لذا علينا ابتاع سنته قولاً وعملاً وتقديراً وأن ندرك أنَّ الاحتفاء بمولده المبارك فيه أيقاظٌ للأمة من سُباتها العميق، وإحياءٌ لسنته وتعاليمه الخالدة (فذكَّر فإنَّ الذكرى تنفع المؤمنين).
يكفي ما تعانيه الأمةُ الإسلاميةُ من تمزق وتفكك وشتات وضياع بسبب الفتن والاضطرابات والخلافات المذهبية الطائفية والجهوية فالرسالة المحمدية رسالةُ سلام ومحبة لكل شعوب العالم أجمع على اختلاف أجناسهم وألوانهم ولغاتهم، وأطيافهم..
وصدق رسولنا الأعظم- صل الله وعليه وآله وسلم- القائل: "والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار".
يكفينا فخراً أنَّ عظمة رسول  الله أنه كان قرآناً يمشي على الأرض، في أخلاقه وشمائله، ونبله وعظمة آثاره وأعماله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار من يوم شروق أنوار مولده إلى أنْ يرث الله الأرض ومن عليها..
إنَّهُ الرحُمة المهداةُ للعالمين أجمع ..!!

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا