كتابات | آراء

السعودية.. هزمت عسكرياً وستهزم إنسانياً

السعودية.. هزمت عسكرياً وستهزم إنسانياً

من الخير للسعودية أن تتخلى عن غرورها ونظرتها المتعالية نحو جيرانها في اليمن ولا تجعل من تعودها هي وسيدتها أمريكا خلال العقود الماضية ألٌا يعترض أحد من الحكام السابقين على ما كانتا تقومان به من عبث وتدخل في الشأن اليمني

والسيطرة على مقدراته ومقاليد أموره وأن تأخذ على محمل الجد المتغيرات التي شهدها الشعب اليمني في ظل عهد جيل جديد لم يتلوث بالعمالة والارتزاق ويرفع شعار الدفاع عن سيادة اليمن وحريته واستقلاله ووضع حد لهيمنة الخارج على قراره السياسي ، صحيح إن هذه المتغيرات غير المعهودة قد نزلت عليهما نزول الصاعقة وأصابتهما بأبلغ الضرر ولذلك لم يكن أمام السعودية وأمريكا لاستعادة ما خسرتاه من نفوذ في اليمن إلا اللجوء إلى القوة فقامتا بتشكيل تحالف دولي شاركت فيه 17 دولة لشن عدوان ظالم على اليمن وشعبه العظيم مضى عليه ما يقارب تسعة أعوام واليمنيون يتصدون لهذا العدوان البربري الظالم الذي تقوده السعودية والإمارات تحت إشراف الإدارة الأمريكية ومشاركتها الفعلية فيه ولم يمنعهم ذلك من تدشين منظومات صاروخية جديدة وتطوير المنظومات الصاروخية السابقة بحيث أصبح مداها يصل الى مختلف المدن السعودية والإماراتية وصنع الطيران المسير إضافة إلى ما يمتلكه الشعب اليمني ممثلا في جيشه ومنتسبيه من الشباب من إرادة قوية لمواجهة العدوان بتكتيكات جديدة غيرت معادلة استراتيجية الحروب ليس في المنطقة فحسب وإنما في العالم أجمع وهو ما أربك مراكز الأبحاث العسكرية العالمية وجعلها تغير من نظرتها لما يجري في اليمن وتعكف على دراسته واستخراج العبر منه لاسيما بعد اعتراف تحالف العدوان بهزيمته في معركته العسكرية وإجبار الضباط والجنود السعوديين على الهروب كالفئران المذعورة مخلفين وراءهم معداتهم الثقيلة غنيمة للجيش اليمني رغم اسناد الطيران لهم وما يمتلكونه من أسلحة متطورة تعُد من أحدث ما انتجته المصانع العالمية إلا أنها تبقى كالخردة أمام إرادة وعزيمة رجاٍل الرجال وكما هزمت السعودية في الجانب العسكري ستهزم في الملف الإنساني الذي تساوم به علها تحقق مكاسب من خلاله.
 وهو ما يذكرنا بما قاله الأمير تركي الفيصل مدير جهاز المخابرات السعودي سابقا في مقابلة تلفزيونية تعليقا على شن قيادة بلده مع سيدتها أمريكا العدوان الظالم على الشعب اليمني من أن الحرب على اليمن قد أثبتت بأن الجيش السعودي جيش محترف ونحن نوافق تركي الفيصل في وصفه لجيشه السعودي بالمحترف ولكن احتراف في عملية الهروب وليس في عملية المواجهة والقتال وكذلك ما قاله أخاه الراحل سعود الفيصل وزير الخارجية آنذاك بأن الحرب على اليمن هو نوع من أنواع الحوار متجاهلين أن ما حدث لجيشهم المسنود بقصف الطائرات ومشاركة مرتزقة العالم المحترفين للقتال إلى جانبه يؤكد أنه الجيش الذي يصح أن نطلق عليه : الجيش الورقي، ومن هنا نقول لأولئك العملاء والمرتزقة اليمنيين الذين مازالوا مرتبطين بتحالف العدوان إن الوطنية الحقيقية تتجسّد فِي مدى الحرص على حماية الوطن والدفاع عن سيادته واستقلال قراره وخدمة قضاياه وليس فِي التباري على جلد الذات وتدمير القدرات وَقتل الأنفس فِي وقت يتفرّج فيه الآخرون علينا وَيضحكون لاسيما أن الـيَـمَـنيين لديهم تجاربُ عديدةٌ للاستعانة بالخارج مُنذ قيام ثورة 26 سبتمبر عام 1962م وحتى اليوم وهذا يقلل من شأنهم ولم يزدهم إلَّا وهْناً على وهْن وينتقص من قدراتهم وسيادتهم، ومع ذلك لم نتعظ ونستفيد من دروس هذه التجارب وعبرها، والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة بعد دخول العدوان عامه التاسع هو: ماذا استفادت السعودية تحديدا من هذا العدوان الظالم ضد شعب جار ومسالم لم يلحق بها أي أذى بل بالعكس السعودية هي التي كانت تؤذيه ومازالت وتتدخل في شؤونه الداخلية ومنعته حتى من بناء دولته والاعتماد على نفسه ووقفت حائلا دون استخراج ثرواته التي حباه الله بها في باطن أرضه وظاهرها لتضمن خضوعه لإرادتها وتسييره في الخط الذي تسير عليه وإن كان اللوم لا يقع عليها وحدها لأن هناك من سهل لها تدخلها في الشأن اليمني من الحكام الذين هم من أبناء جلدتنا للأسف الشديد، وقد تحدثنا في هذا الجانب كثيراً في مقالات سابقة.. لكن لا أحد يعير ذلك اهتماما وكأن ما يقوم به النظام السعودي من تدمير لليمن وشعبه هو حق من حقوقه، والجواب على السؤال المطروح: أن السعودية قد خسرت من خلال شنها الحرب الظالمة على اليمن كل شيء، خسرت سمعتها وأموالها ونفوذها وسلاحها وعرت نظامها ومذهبها الوهابي الذي كانت تقدمه للعالم على أساس أنه الإسلام ومن لم يعمل به فهو كافر، واليوم يأتي محمد بن سلمان ليتبرأ من هذا المذهب المتطرف الذي جعل من الإسلام دين التشدد والذبح والقتل والإرهاب وتكفير الآخر وهو الذي قال في تصريح لصحيفة أمريكية بأن سيدته الولايات المتحدة الأمريكية هي من فرض على نظامه تدريس المذهب الوهابي بتعاليمه المتشددة وتصديره للخارج بهدف محاربة الاتحاد السوفيتي سابقا كونه ينشر الإلحاد وإرسال المتشددين إلى أفغانستان لمقاومته والحد من وصوله إلى المياه الدافئة في منطقة الخليج فاستبدل ذلك التشدد بهيئة الترفيه ونشر ثقافة المجون والانحلال الأخلاقي وتغيير المناهج الدراسية لتتوافق مع الرؤى الصهيونية وجعل اليهود الذين وصفهم الله تعالى في القرآن الكريم بأنهم أشد عداوة للذين آمنوا ومن يتولهم فهو منهم وكأنهم مظلومين ومساكين كما قال جده السلطان عبدالعزيز في الوثيقة التي كتبها بخط يده ومهرها بختمه قبل أن تنصبه بريطانيا ملكا متنازلا فيها عن فلسطين لليهود المساكين ومؤكداً أنه لن يخرج عن طوع بريطانيا حتى قيام الساعة بالإضافة إلى هرولته للتطبيع معهم، وعليه نقول للنظام السعودي الذي خصص أمواله لتصدير الفتن للشعوب العربية والإسلامية والاعتداء عليها من الأفضل له أن يجنح للسلم إذا ما أراد أن يحافظ على بعض ما بقي له من ماء وجهه وإلا فإن مصيره سيكون الزوال لا محالة كنهاية حتمية وستتخلى عنه أمريكا التي تحميه عند أول فرصة تسنح لإسقاطه كما تفعل دائما مع الأنظمة التي تدعي أنها تتكفل بحمايتها.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا