كتابات | آراء

أوطان مجنونة

أوطان مجنونة

الوطن هو: أنا وأنت وهو وهي بالإضافة إلى بقعة من الأرض ذات سيادة وبهذا يتكون الوطن وكما قال الفيلسوف لينين: " وطن لا نحميه لا نستحقه)..

وهذا الكون يتألف من أوطان كثيرة فلا تصدقوا الفرنجة والخونجة الذين قالوا أن العالم قد أصبح عبارة عن قرية صغيرة بعد التطورات الهائلة في مجالي الإنترنت والاتصالات فلا تصدقوهم فبعضهم كاذبون والبعض الأخر عبارة عن مجانين.
أن هذا الكون يتألف من 160 دولة – احسبوها- وخمسة محيطات مترامية الأطراف هي : المحيط الهادي والهندي والأطلسي والمحيطان المتجمدان الشمالي و الجنوبي وعدة بحار أبرزها: الأحمر والأبيض والأسود والكاريبي وغيرها وهذه الأوطان وبصرف النظر عن الثراء والثُريا والفقر والغنى تنقسم إلى ثلاثة أقسم هي:
القسم الأول والأغلب شعوب وأوطان تحكم عقلها.
القسم الثاني والأغلب شعوب وأوطان لا تحكم عقلها.
القسم الثالث والأغلب شعوب وأوطان تحكم عقلها نسبياً.
أي أن القسم الأول يعيشون في ظل حياة كريمة والقسم الثاني مجانين والقسم الثالث مجانين نسبياً ,أقدم جماعات وشعوب اليهود هم أقدم المجانين نعم أولئك اليهود وفدوا إلى فلسطين التي كان اسمها في السابق بلاد كنعان عام 5525ق.م وقالوا للكنعانيين سنعيش معكم.. وفي القرن التاسع الميلادي بدأت عدة دول أوروبية بطرد اليهود الملاعين من أراضيها بسبب كذبهم وكهونتهم ونفاقهم وجنونهم وقد قال الكاتب المصري فتحي غانم نصاً ( إن هجرات اليهود غالباً ما تكون هرباً من بلاد أصابها الفقر والبحث عن حياة في بلاد أصابها الرخاء ونادراً ما يصمد اليهود في مقاومة الفقر والتخلف ولكن الهوس الديني  والتعصب الأعمى يفرضان على البعض التمسك بأرض إسرائيل ومع ذلك لابد من دعم قوي بالمال والسلاح من دولة غنية جداً مثل أمريكا لكنه دعم خادع ومؤقت بحكم التاريخ لأن الولايات المتحدة اليوم قد أصبحت هي رجل العالم المريض.
المرجع : تسعة أسطر من ص 71 من مجلة روز اليوسف العدد رقم 3606 بتاريخ  21 يوليو من عام 1997م.
وكما تلاحظوا أن الأستاذ فتحي غانم قال عباراته قبل أكثر من 26 عاماً ومع ذلك مازالت تحتفظ بآنيتها.
اليهود الملاعين وبعد ابتلاع أراضي عربية مُنذ عام 1967م إلى الآن أهدافهم وهدف إسرائيل الكبير هو أن يمتد كيانهم الغاصب من الفرات إلى النيل.
يقول اليهود بأن فلسطين هي أرض الميعاد لأنهم وعدوا بها من الله !! لكن الحقيقة أنهم جاءوا إليها ليس بوعد من الله و أنما بوعد من بلفور.
ومن الأوطان المجنونة التي لم تحافظ على ازدهارها ووحدة أراضيها تبرز دولة مالي في أفريقيا التي كانت إمبراطورية واسعة المساحة توازي أوروبا الغربية من حيث المساحة بل وأكثر وكانت تسمى إمبراطورية الذهب وكانت خلال الفترة من القرن الرابع عشر إلى القرن السادس عشر الميلادي مزدهرة اقتصادياً وبعد ذلك لم تحافظ على رخائها واستقرارها وتشرذمت إلى عدة دول تحمل أسماء عدة منها:مالي , تشاد, غينيا,سيراليون, النيجر,موريتانيا,ساحل العاج, بوركينافاسو, السنغال,نسِتُ اسم الدولة العاشرة ودولة مالي ذلك الوطن المجنون الذي ساعد المستعمرين الأوروبيين على تشظيه ويُشكل العرب فيه 4%من عدد السكان ويشكل المسلمون فيه نسبة 95%.
ومن الأوطان المجنونة بنسبة مرتفعة أفغانستان ذلك البلد الذي بدأ فيه الصراع عام 1973م ويستكمل في نهاية هذا الشهر العام الخمسين لم يخرج المتصارعون على السلطة فيه إلى طريق سوي ومعقول يقول عتيق رحيمي أحد المثقفين الأفغان في رثاء الوطن المجنون: ( لا يوجد بلد واحد في العالم عرف وجرب خلال أربعون عاماً كل الأنظمة  السياسية التي يمكن تخيلها كأفغانستان، أنظمة لا تخطر على البال، دفعت بوطني إلى شفير الهاوية).
المرجع مجلة العربي العدد رقم 605 الصادرة في شهر أبريل من عام 2009م وهذا ما قاله للصحفيين معبراً عن ألمه وحزنه لما يحدث لوطنه المجنون ومن الأوطان المجنونة الصومال الذي تطحنه الحرب مُنذ بداية التسعينات من القرن الماضي إلى اليوم كما أن حرب الربيع العربي التي طحنت البلدان العربية الجمهورية مُنذ عام 2011م مازالت مستمرة إلى اليوم وآخر المجانين العرب لهذا العام هما المدعوان عبدالفتاح البرهان و محمد حميد الحاج اللذان أدخلا بلدهما السودان في حرب لا يعلم إلا الله متى ستنتهي.

الهامش:
لينين: اسمه الرباعي فلاديمير إيلتش اليانوف لينين فيلسوف روسي يساري اشتراكي ولد عام 1870م ومات عام 1923م.
عتيق رحيمي: مثقف وروائي أفغاني من مواليد عام 1962م يعيش كلا جئ سياسي في فرنسا مُنذ عام1984م.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا